ربما تراهن إسرائيل على ممارسة سياسة الضغط القصوى عسكرياً في عودتها للحرب على قطاع غزة لتحقيق أهدافها المعلنة لتلك الحرب من تحرير لمن تبقى من رهائنها والقضاء على حركة حماس.

وعلى لسان أكثر من مسؤول بارز، توعدت إسرائيل بفرض واقع غير مسبوق، مهددة سكان القطاع بجحيم بدأت ملامحه في التشكل مع عدم الاكتفاء بتكثيف الهجمات جواً وبراً وبحراً، بل العودة إلى عمليات برية في مختلف أنحاء القطاع، ودعوات لسكان القطاع بالتوجه إلى مناطق محددة جنوباً.

Israeli government approves firing of Shin Bet chief Ronen Bar despite huge protests

???? Follow us for 24/7 world news. https://t.co/3APSaWFIvs

Bar had strained relations with PM Benjamin Netanyahu, who is on trial for corruption and whose close aides a… https://t.co/SvEfti0aZ8 pic.twitter.com/u0Jkqv283I

— News Hub (@NewsHubGlobe) March 21, 2025 التصعيد العسكري

ويتزامن التصعيد العسكري الإسرائيلي مع استمرار إغلاق المعابر الحدودية مع القطاع لليوم الـ20 على التوالي وقطع المياه والكهرباء، ما يعكس رغبة إسرائيلية في جعل البقاء في غزة أمراً مستحيلاً، ومن ثم الشروع في تنفيذ مخطط التهجير الذي طرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وبينما تطرح العديد من علامات الاستفهام بشأن الأدوات التي تمتلكها إسرائيل لتنفيذ رؤيتها هذه المرة، في ظل فشلها في ذلك طيلة 15 شهراً من الحرب، يظل مشهد النزوح مرة أخرى في أرجاء القطاع شبه المدمر بشكل كامل، عنواناً لمعاناة يحياها مئات الآلاف من الفلسطينيين وسط مخاوف من حدوث مجاعة وشيكة، وهو الوضع الذي وصفته صحيفة "الجارديان" البريطانية بـ"الكابوس".

وتقول الأجهزة الأمنية والجيش الإسرائيلي إن ضرباتها، التي عادت مع انهيار الهدنة التي استمرت نحو شهرين واستئناف الحرب، استهدفت فقط "أهدافاً إرهابية تابعة لحركتي حماس والجهاد الإرهابيتين، بما في ذلك خلايا إرهابية ومواقع إطلاق، ومخازن أسلحة، وبنية تحتية عسكرية إضافية تستخدمها هاتان المنظمتان الإرهابيتان لتخطيط وتنفيذ هجمات ضد المدنيين الإسرائيليين والجنود"، إلا أن ضحايا اليومين الماضين غالبيتهم من الأطفال والنساء، وفقاً لما أعلنته السلطات في غزة.

ونقلت "الغارديان" عن مسؤولي إغاثة في غزة أن جهوداً حثيثة تبذل للتعامل مع احتياجات النازحين الجدد ومعالجة مئات المصابين تحت القصف الإسرائيلي.

The IDF expanded its ground operation in the central and southern Gaza Strip on Thursday morning, IDF Arabic Spokesperson Colonel Avichay Adraee announced.https://t.co/8dwr1eDa7Q

— The Jerusalem Post (@Jerusalem_Post) March 20, 2025 ظروف المنظمات الإنسانية

وأشارت الصحيفة إلى الظروف الصعبة التي تعمل فيها منظمات الدفاع المدني والحد الأدنى من الخدمات الصحية، قائلة إنه "يتم نقل المصابين على عربات تجرها الحمير لعدم وجود وقود للسيارات. المستشفيات تترنح".

وحذر مسؤولو الإغاثة من أن غزة تغرق مرة أخرى في أزمة إنسانية حادة نتيجة لذلك، حيث من المتوقع أن تنخفض إمدادات المواد الغذائية الأساسية وغيرها من الضروريات في غضون أسبوعين إلى 3 أسابيع ما لم تعد إسرائيل فتح المعابر، وهو أمر مستبعد في ظل تضاؤل فرص التوصل إلى تفاهمات لإعادة اتفاق وقف إطلاق النار إلى مساره.

ودخلت حوالي 25 ألف شاحنة محملة بالمواد الغذائية والإمدادات الطبية ومنتجات النظافة الصحية والخيام وغيرها من الإمدادات إلى غزة خلال المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة التي استمرت لـ6 أسابيع وبدأت في 19 يناير (كانون الثاني) قبل الحصار الجديد مع بداية الشهر الجاري.

ومنح هذا الأمر الوكالات الإنسانية "نوعاً من شبكة الأمان" ولكن "ستصبح الأمور يائسة جداً بسرعة كبيرة"، حسبما نقلت "الغارديان" عن مسؤول بارز في الأمم المتحدة.

وعلى الرغم من أن بعض المحال التجارية لديها مخزون من المواد الغذائية الأساسية مثل العدس والمكرونة والدقيق والأرز والزيت يمكن أن تكفي ما بين 4 إلى 6 أسابيع، لا يستطيع الكثيرون في غزة تحمل الأسعار المرتفعة.

In every atrocity in history, the silent are always principal players.

Those who remain silent over Israel's genocide are enabling it to continue.

Their cowardice is paid in the blood of thousands of innocent Palestinians.

New column ????https://t.co/2UhzZGZ9kN

— Owen Jones (@owenjonesjourno) March 19, 2025 إمدادات محدودة

وذكرت الغارديان أن وكالات الإغاثة لديها إمدادات كافية من وقود الديزل لتشغيل المولدات والمركبات الضرورية لمدة تصل إلى شهر واحد، مشيرة إلى عدم وجود بنزين كاف، مما أدى إلى شل خدمات الإسعاف.

وأغلق برنامج الأغذية العالمي ربع مخابزه في غزة بسبب نقص الغاز. وعلى الرغم من وصول الإمدادات الطبية إلى القطاع خلال فترة وقف إطلاق النار، ربما تنفد تلك الإمدادات بسرعة كبيرة حال استمر تزايد الإصابات جراء استعار الحرب من جديد.

وقطعت إسرائيل جميع إمدادات الكهرباء المتبقية عن غزة، مما أدى إلى الحد من تشغيل محطة تحلية المياه الوحيدة المتبقية في القطاع، وتقليص إمدادات المياه النظيفة غير الكافية أصلاً.

وفي ظل واقع مأساوي وقفزات متسارعة لحصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة، تتوالى الدعوات الدولية لوقف تلك الحرب والعودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار واستكمال مرحلتيه الثانية والثالثة.

إسرائيل تبدأ عملية برية في غزة.. والقسام تقصف تل أبيب بالصواريخ - موقع 24قال الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس، إنه بدأ تنفيذ عملية برية في شمال قطاع غزة عند الطريق الساحلي في منطقة بيت لاهيا، فيما أعلنت تل أبيب تصديها لصواريخ أطلقت من قطاع غزة من قبل كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس.

وفي هذا الإطار، ندد الاتحاد الأوروبي بانهيار الهدنة، ودعا قادة التكتل في بيان عقب اجتماعهم في بروكسل الخميس إلى "العودة الفورية للتنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين".

وأشار إلى أهمية ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة وتوزيعها على نطاق واسع دون عوائق. ورحب بخطة إعادة الإعمار العربية التي أقرت خلال القمة العربية الطارئة في القاهرة في 4 مارس(آذار) الجاري، مؤكداً "استعداد الاتحاد الأوروبي للتعاون مع شركائه العرب، وكذلك مع شركاء دوليين آخرين، على هذا الأساس".

وتشي المستجدات على الأرض بأن الحكومة الإسرائيلية، مدعومة بضوء أخضر أمريكي، تراهن على حسم الوضع عسكرياً وإخلاء قطاع غزة تطبيقاً لما أطلق عليه خطة الجنرالات، لتغيير واقع ممتد منذ 10 السنوات، لكن ربما يعتمد الأمر على مدى قدرة الفلسطينيين على الصمود في مواجهة ذلك.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل يوم زايد للعمل الإنساني غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية علامات الاستفهام أزمة إنسانية حادة الوكالات الإنسانية الاتحاد الأوروبي اتفاق غزة غزة وإسرائيل الاتحاد الأوروبي وقف إطلاق النار قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

بعد الهدنة بين إيران وإسرائيل.. ما مصير غزة؟

بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتهاء الحرب، التي دامت 12 يوما، بين إيران وإسرائيل، لا يزال مصير الحرب في غزة بين تل أبيب وحركة حماس مجهولا.

وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد أعلن، الإثنين، التوصل إلى اتفاق لوقف كامل لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران.

لكن وقف إطلاق النار بين طهران وتل أبيب لم يدم طويلا، إذ تبادل الطرفان الاتهامات بخرق الاتفاق.

وخرج الرئيس الأميركي، الثلاثاء، بتصريح جديد قال فيه إن كلا من إسرائيل وإيران انتهكتا وقف إطلاق النار الذي أعلنه في وقت سابق، مضيفا أنه "غير راض عن أي من البلدين، خاصة إسرائيل".

هجمات إسرائيلية مستمرة على غزة

قال مسعفون وسكان في غزة إن قوات إسرائيلية قتلت 40 فلسطينيا على الأقل في القطاع وأمرت بعمليات إجلاء جديدة، الثلاثاء.

وأثار الاتفاق الإيراني الإسرائيلي آمال الفلسطينيين في إنهاء حرب غزة المستمرة منذ أكثر من 20 شهرا والتي أدت إلى تدمير القطاع وتشريد معظم سكانه وانتشار سوء التغذية على نطاق واسع.

وأبلغت مصادر مقربة من حماس رويترز بوجود جهود جديدة لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار مع إسرائيل.

وقالت المصادر إن حماس منفتحة على مناقشة أي عروض "تنهي الحرب وتحقق الانسحاب الإسرائيلي من غزة"، في تأكيد لشروط تتمسك بها حماس وترفضها إسرائيل.

فرنسا وألمانيا تدعوان إلى وقف إطلاق النار في غزة

شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، على أهمية التوصل إلى هدنة في قطاع غزة، بعد ساعات على الإعلان عن وقف إطلاق النار في الحرب التي أطلقتها إسرائيل ضد إيران في 13 يونيو.

وقال ماكرون على هامش زيارة رسمية يقوم بها إلى أوسلو: "بالإضافة إلى ما يحدث في إيران، أشدد على ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة واستئناف إيصال المساعدات الإنسانية".

من جهته، أكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن "الوقت حان" للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس.

مصير غزة "مجهول"

وذكرت صحيفة "ذا تايمز" أن الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023، قد نساها البعض، لكنها لا تزال قائمة دون نهاية واضحة، وسط أهداف عسكرية متغيرة باستمرار، مضيفة أن "المعاناة ستتواصل".

وبعد إعلان الهدنة بين إيران وإسرائيل، طالبت أصوات من داخل إسرائيل باغتنام الفرصة لإنهاء الحرب في غزة وإعادة الرهائن.

وفي هذا السياق، دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد إلى إنهاء الهجوم العسكري على غزة. وكتب على منصة "إكس": والآن غزة. حان الوقت لإنهائه هناك أيضا. أعيدوا الرهائن، وأنهوا الحرب".

كما طالب أقارب الرهائن الإسرائيليين بوقف فوري للحرب في غزة. وجاء في بيان لمنتدى أسر الرهائن والمفقودين: "نطالب الحكومة بالانخراط في مفاوضات عاجلة من شأنها إعادة جميع الرهائن وإنهاء الحرب".

وأضاف البيان: "تم إنهاء العملية التي استمرت 12 يوما في إيران - الآن حان وقت إنهاء الحرب المستمرة منذ 627 يوما".

لكن وزير المالية اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، رفض دعوات لتهدئة التصعيد، وقال: "الآن نتوجه بكل قوتنا إلى غزة، لإتمام المهمة: تدمير حماس وإعادة رهائننا".

وقالت وزارة الصحة في غزة، الإثنين، إن حصيلة القتلى في القطاع بلغت 55,998 شخصا، غالبيتهم من النساء والأطفال.

مقالات مشابهة

  • تساؤلات كبيرة تحيط بإعلان انتهاء الحرب ونزع فتيل الصراع الإسرائيلي الإيراني
  • كيف سينعكس وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل على الحرب في غزة؟
  • رشاد عبد الغني: وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل يؤكد رؤية مصر التي تنادي بالحلول السياسية لا الحروب
  • بعد الهدنة بين إيران وإسرائيل.. ما مصير غزة؟
  • المشاط: الاقتصاد المصري أظهر قدرة على الصمود في مواجهة الصدمات
  • عراقجي يؤكد وقف إطلاق النار: شكراً لقواتنا التي استمرت بمعاقبة إسرائيل
  • أعمدة الاقتصاد الإسرائيلي السبعة وكيف تضررت من الحرب
  • شيخ الأزهر لـ أنجلينا أيخهورست: ما سرُّ القوة الشيطانية التي تُجهض أي قوى أخرى؟
  • روسيا: إسرائيل الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك أسلحة نووية
  • معيط: الأزمات والنزاعات الإقليمية تختبر قدرة الاقتصادات على الصمود