الحرف اليدوية تنتعش في أسواق رمضان وتعزز الهوية
تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT
تشهد العديد من الحرف اليدوية ازدهارًا ملحوظًا في شهر رمضان المبارك، إذ تمثل فرصة مهمة للمجتمعات المحلية لعرض مهاراتها والإسهام في إثراء أجواء الشهر الفضيل. وعلى الرغم من الانشغال الكبير بالعبادات والأعمال المنزلية، فإن الحرف اليدوية تبقى جزءًا لا يتجزأ من الطقوس الرمضانية في مختلف الأحياء.
تعتبر خياطة الكمة العمانية من أبرز الحرف التقليدية التي تشهد طلبًا كبيرًا في العيد، إلا أن الطلب عليها خلال شهر رمضان قد تراجع بسبب وجود بدائل أخرى في الأسواق، مما جعل الإقبال عليها أقل من السنوات السابقة، كما تشير مريم البطاشية، إلا أن هذه الحرفة تبقى جزءًا من التقاليد العمانية التي تتزين بها الملابس في المناسبات الخاصة، مثل العيد.
من بين الحرف التي تزداد شهرة في رمضان، تأتي المشغولات اليدوية من سعف النخيل التي تُستخدم في تزيين الأجواء الرمضانية، خصوصًا في "ليلة القرنقشوه"، التي تشهد احتفالات خاصة. هذه المنتجات تساهم في إحياء التقاليد العمانية وتعزز من الهوية الثقافية في الشهر الفضيل.
أما بالنسبة لمنتجات الفضيات، فقد أفادت نادية سعيد الرواحية، صاحبة "إشراقات فضية للحرفيات"، بأن الخناجر، والعصي، والحلي النسائية الفضية تحظى بإقبال كبير خلال رمضان. ورغم أن الحرف اليدوية المصنوعة من الفضيات قد تأثرت بسبب ارتفاع أسعار الذهب، إلا أن الفضيات المطلية بالذهب تبقى من الخيارات الأكثر طلبًا، كما توجد العديد من الحرف اليدوية الأخرى مثل صناعة الفخار، والفوانيس الصغيرة التي تزين المنازل في رمضان، إضافة إلى صناعة البخور التي تعكس الطقوس العمانية الخاصة، وخاصة خلال الفترة المسائية من رمضان بعد صلاة المغرب.
وفيما يتعلق بصناعة البخور، تقول وفاء الرحبية، صاحبة "شواهد العرب": "صناعة البخور تتطلب دقة خاصة في رمضان، حيث يبدأ العمل في فترة المساء بعد صلاة التراويح للحصول على أفضل النتائج." كما يعتبر البخور جزءًا لا يتجزأ من كل منزل عماني في رمضان، حيث يتميز بعادة تقديم البخور في التجمعات العائلية بعد الإفطار. من بين الأنواع الأكثر طلبًا: العود المخمر والعود المشحم، اللذان يضفيان عبقًا خاصًا على الأجواء.
وفيما يخص الملابس، تشير زينب بنت يوسف البلوشية إلى أن الطلب على الجلابيات وملابس القرنقشوه للأطفال يزداد بشكل ملحوظ خلال رمضان، وتعمل زينب على حياكة الملابس يدويًا باستخدام تقنيات الكروشيه والبيلاور، مما يضفي جمالًا وأناقة على الملابس التي يرتديها الكبار والصغار في الجلسات العائلية.
من خلال هذه الحرف اليدوية، يُستحضر التراث العماني ويُعزز ارتباط الأفراد بالهوية الثقافية، كما تساهم هذه الأنشطة في الحفاظ على الحرف التقليدية وتمثل مصدر رزق للعديد من العائلات، وخلال شهر رمضان، يزداد الطلب على بعض الحِرف التقليدية، حيث يضفي الجو الروحاني للشهر طابعًا خاصًا يعزز الإقبال عليها، سواء للاقتناء الشخصي أو كهدايا رمضانية تعبّر عن التراث والهوية الثقافية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الحرف الیدویة فی رمضان
إقرأ أيضاً:
غروندبرغ في مجلس الأمن: المخاطر التي تواجه اليمن كبيرة للغاية
أكد المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، الأربعاء، أن المخاطر التي يواجهها اليمن كبيرة للغاية، في الوقت الذي حذر من توريط اليمن في أزمات إقليمية تهدد بتقويض الوضع الهش للغاية في البلاد الغارقة بالحرب منذ أكثر من عشر سنوات.
جاء ذلك خلال إحاطة جديدة قدمها المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ لمجلس الأمن، مساء اليوم الأربعاء.
وقال غروندبرغ: "لقد مرّت المنطقة بفترة مضطربة وغير مستقرة، طغت عليها تحوّلات متسارعة وآمال ضعيفة بخفض التصعيد." مضيفا: "لقد رحّبنا جميعاً بوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، على أمل أن يوفر المساحة اللازمة لاستعادة زخم الدبلوماسية، بما في ذلك في اليمن".
وأشار المبعوث الأممي الى أنه وفي خضم مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، شهدنا خلال الفترة المشمولة بالتقرير هجمات صاروخية متعددة شنّتها جماعة الحوثي على إسرائيل، معربا عن قلقه البالغ إزاء التصعيد في البحر الأحمر بعد تعرّض سفينتين تجاريتين لهجمات من قبل جماعة الحوثي في وقت سابق من هذا الأسبوع، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين، إلى جانب مخاوف من مخاطر بيئية محتملة.
وأوضح أن هذه أولى الهجمات التي تستهدف سفناً تجارية منذ أكثر من سبعة أشهر. لافتا إلى الغارات الجوية الإسرائيلية التي طالت صنعاء في وقت سابق من فترة التقرير، بالإضافة إلى استهداف موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف، ومحطة توليد كهرباء يوم الأحد الماضي.
وشدد المبعوث على ضرورة حماية حرية الملاحة في البحر الأحمر، وألا تصبح البنية التحتية المدنية هدفاً للصراع، مضيفا: "قبل كل شيء، لا بد من تجنيب اليمن مزيداً من التورط في أزمات إقليمية تهدد بتقويض الوضع الهش للغاية في البلاد بالأساس." مؤكداً ان "المخاطر التي يواجهها اليمن كبيرة للغاية، ومستقبل اليمن يعتمد على عزمنا الجماعي لحمايته من المزيد من المعاناة ومنح شعبه ما يستحقه من أمل وكرامة".
وحول التصعيد الميداني، قال غروندبرغ: "لا تزال الأنشطة العسكرية مستمرة في عدد من المحافظات بما في ذلك الضالع، الجوف، مأرب، تعز وصعدة. وهناك تحركات للقوات نحو الضالع، مأرب وتعز". مضيفا: "هناك خطر من تفاقم الانقسامات، ولذلك من المهم لكلا الطرفين عدم الانخراط في أي نشاط أحادي الجانب قد يُلحق الضرر بجميع اليمنيين. ويتوجب على الجانبين إبداء استعداد حقيقي لاستكشاف السبل السلمية وتهيئة الظروف اللازمة لاستقرار دائم".
وتطرق إلى المناقشات التي أُجراها مع رئيس الوزراء، سالم بن بريك، في عدن خلال زيارته الأخيرة إلى اليمن، مشيرا إلى أنها ركزت على اتخاذ تدابير عملية وملموسة من شأنها تسهيل صرف الرواتب بشكل كامل وبدون تأخير، وتُعزز القدرة الشرائية للمواطنين، وتُحسّن الخدمات، وتُحفّز الاقتصاد. بالإضافة إلى مناقشته سبل تمكين الحكومة اليمنية من استئناف إنتاج وتصدير النفط والغاز.
وطالب المبعوث الأممي لإطلاق سراح جميع المعتقلين المتبقين على خلفية النزاع، مشيرا إلى أن ذلك سيقدم إشارة مهمة، مؤكدا أن العملية قد ظلت راكدة لأكثر من عام. مضيفا "لا مبرر من إطالة معاناة العائلات التي انتظرت طويلاً عودة أحبائها." مذكرا الأطراف بالتزامها بإطلاق سراح الجميع مقابل الجميع، وحثّهم على أنه قد "حان الوقت الآن للوفاء بهذا الالتزام".
ورحّب المبعوث الأممي بفتح طريق الضالع لتعزيز حرية التنقل وتوسيع مجالات النشاط الاقتصادي، مشيرا إلى أن هذا التطور يُجسّد ما هو ممكن تحقيقه على أرض الواقع.
واقترح المبعوث الأممي تبنّي خطوات عملية تمهّد الطريق لحلول دائمة، من خلال إعطاء الأولوية لثلاثة مجالات أساسية أولها تتمثل بدعم جهود التهدئة على خطوط الأمامية، والعمل مع الأطراف على تحديد معايير وقف إطلاق نار شامل على مستوى البلاد، ومن ثم تمهيد الطريق للمحادثات بين الأطراف.
وقال المبعوث الأممي: "إن عناصر خارطة الطريق معروفة لديكم: إلى جانب وقف إطلاق النار، هناك تدابير اقتصادية وإنسانية، وعملية سياسية"، مشيرا إلى أن النقطة الثالثة تتمثل بالعمل مع دول المنطقة والمجتمع الدولي بشأن الضمانات الأمنية الأوسع، لا سيّما تلك المرتبطة بحرية الملاحة في البحر الأحمر.
وجدد المبعوث الأممي دعوته للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين تعسفياً من قبل جماعة الحوثي، بمن فيهم موظفو الأمم المتحدة، والعاملون في المنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية، ومنظمات المجتمع المدني، والبعثات الدبلوماسية.
وأشار إلى أن "عدد الحالات التي تتطلّب رعاية طبية عاجلة في تزايد مستمر. مضيفا: "هؤلاء الأشخاص يحتاجون إلى الحصول على العلاج، وهم بحاجة إلى العودة إلى ديارهم ليكونوا مع عائلاتهم. هذه القضية لن تُسقط من حساباتنا".