ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر الدكتور محمود الهواري، الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني لمجمع البحوث الإسلامية، ودار موضوعها حول «الحِكَم الروحية لعبادات شهر رمضان».

وتطرق فضيلة الدكتور الهواري إلى الحِكَم الروحية لعبادات شهر رمضان، من صيام وقيام وطلب لليلة مباركة خير من ألف شهر «ليلة القدر»، مستشهداً بحديثين نبويين رواهما الإمامان البخاري ومسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، و«مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، مؤكداً أن الجمع بين العمل الظاهر والنية الباطنة شرطٌ لقبول العبادة.

 

وأوضح خطيب الجامع الأزهر، أن كثيراً من المسلمين يحرصون على الصيام والقيام، لكنهم يغفلون عن "المعنى اللطيف" الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله «إيمَانًا وَاحْتِسَابًا»، موضحاً أن "الإيمان" هو اعتقاد القلب الجازم بأن الله شرع هذه العبادات وحدَّد ثوابها، بينما "الاحتساب" يعني طلب الأجر من الله وحده، مع الرجاء في قبول العمل دون يأس أو قنوط.  

الأزهر العالمي للفتوى: ليلة القدر ليست محددة بليلة واحدة والاجتهاد مطلوب في العشر الأواخرطلاب إعلام الأزهر يطلقون منصة رقمية متخصصة في تحليل الترنداتروحانيات العشر الأواخر من رمضان في الجامع الأزهر .. صوررئيس جامعة الأزهر: تلاوة القرآن تجلي القلوب من الغفلة والصدأ

وحذَّر خطيب الأزهر من الوقوف عند المظهر الخارجي للعبادة دون استحضار النية الصادقة، قائلاً: «الأمة اليوم بأمس الحاجة إلى إحياء معنى الرجاء في الله، خاصة في زمن تكاثرت فيه أسباب اليأس والقلق»، مستشهداً بقوله تعالى: «قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا».  

وأكد الدكتور الهواري أن الرجاء في رحمة الله هو "سر الحياة والحركة"، وأنه لا ينفصل عن السعي والعمل، خلافاً للأماني الكاذبة التي لا تُبنى على جهد. كما دعا المسلمين إلى التمسك بالثقة في نصر الله مهما تعاظمت التحديات، وأنه حين تتوالى الهزائم وتجتمع أسباب الألم والخوف يأتي رجاء الله، مستدلاً بقوله تعالى: «كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ».  

وختم الخطبة بالتأكيد على أن رمضان فرصةٌ لترسيخ معاني الإخلاص والرجاء، داعياً المصلين إلى «أن يصوموا ويقوموا ويطلبوا ليلة القدر وقلوبهم عامرة بالتوكل على الله، طمعاً في مغفرته ورضوانه».

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: خطبة الجمعة الجامع الأزهر خطيب الجامع الأزهر الأزهر عبادات شهر رمضان المزيد

إقرأ أيضاً:

خطيب المسجد النبوي: احفظوا أنفسكم من المعاصي وسارعوا إلى رضا الله بالطاعة

أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور حسين آل الشيخ، المسلمين بتقوى الله جل وعلا، فتقواه سبب الفوز بكل مرغوب، والنجاة من كل مرهوب، مستشهدًا بقوله تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).

وأوضح فضيلته، أن من صفات أهل الإيمان تفكرهم الدائم في تعاقب الأيام وتواليها، واستشعارهم لما تحمله من عبر وعظات، مما يقودهم لعبادة ربهم، والتقرب إليه بمختلف الطاعات، والابتعاد عن المعاصي والسيئات، مستشهدًا بقوله تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ).

وقال: "حق علينا الاعتبار بتوالي السنين وسرعة مرورها، وأن نحاسب الأنفس محاسبة جادة صادقة تكون منها التوبة النصوح، والإنابة الجادة لما يحقق العبودية الكاملة لله جل وعلا، ففي اختلاف الليل والنهار، ومرور الأيام والشهور، أعظم واعظ لمن تذكر وتدبر، واعتبر تدبرًا يؤول به لتعظيم الخالق، وتحقيق العبودية له جل وعلا".

وأشار الدكتور آل الشيخ، إلى أن الواجب على العبد المسلم في هذه الحياة، المسارعة إلى مرضاة ربه عز وجل، والبعد التام عن الآثام والسيئات، فشأن المسلم أن يزداد بمرور الأوقات تقربًا لربه، محذرًا من الانشغال في الدنيا الفانية عن الآخرة الباقية، مستشهدًا بقوله تعالى: (يَا قَوْمِ إِنَّمَا هذه الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ).

وتابع فضيلته مبينًا أن المسلم هو من يجعل مرور الأعوام فرصة للتزود من الخيرات ومضاعفة الصالحات، مستدلًا بقول النبي -عليه الصلاة والسلام- (خيركم من طال عمره وحسن عمله)، مشيرًا إلى أن الميزان في الربح والخسران، والفوز والحرمان، إنما هو بكمال الإيمان، وطاعة الرحمن، ومتابعة سيد ولد عدنان عليه أفضل الصلاة والسلام.

وختم إمام وخطيب المسجد النبوي الخطبة موصيًا المسلمين بالمبادرة -رحمهم الله- إلى المسارعة في الخيرات، والتسابق في الطاعات، والحذر من الوقوع في المعاصي والسيئات، والتمسك بشرع رب الأرض والسماوات، وحثّ على الإكثار من الصلاة والسلام على نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، لما في ذلك من رفعة في الدرجات، ونيلٍ للثواب والحسنات.

خطيب المسجد النبوي حسين آل الشيخ: احفظوا أنفسكم من المعاصي وسارعوا إلى رضا الله بالطاعة#الإخبارية pic.twitter.com/dggrzTGRYm

— قناة الإخبارية (@alekhbariyatv) June 20, 2025 أخبار السعوديةأخر الأخبارخطيب المسجد النبويخطبة المسجد النبويقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • الأزهر الشريف يتوسع في أروقة القرآن الكريم ليتجاوز 1400رواقا
  • خطيب الجمعة بالأزهر: الإيمان الصادق والوحدة سبيل عزة الأمة الإسلامية وريادتها
  • خطيب الأزهر: سيأتي يوم ينتصر فيه أهل الحق وتعود الحقوق لأصحابها
  • صفات أهل الإيمان.. خطيب المسجد النبوي: 3 أمور تقودهم لعبادة ربهم
  • خطيب الجامع الأزهر يحذر من الانسياق وراء الشائعات المغرضة
  • لا تكن من اللاهين.. خطيب المسجد الحرام: وقفة التوديع مهيجة للأحزان
  • خطيب الجامع الأزهر: الإيمان الصادق والوحدة سبيل عزة الأمة الإسلامية وريادتها
  • خطيب المسجد الحرام: محاسبة النفس أوضح دليل على كمال عقل المرء
  • خطيب المسجد النبوي: احفظوا أنفسكم من المعاصي وسارعوا إلى رضا الله بالطاعة
  • خطيب السيدة زينب: من يمشي في فضيحة الناس يضعف الإيمان بقلبه.. فيديو