«مفتي الجمهورية»: الوفاء بالعهد قيمة إيمانية وأخلاقية تحصن المجتمعات من الفساد
تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT
أكد الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية، أن الوفاء بالعهد يعد إحدى القيم الأخلاقية والدينية الكبرى التي يجب أن يتحلى بها المسلم، محذرًا من خطورة الإخلال بالوعد والغدر بالعهد، حيث وضعها الشرع الشريف في مصاف صفات المنافقين التي تهدم الثقة بين الناس، وتؤدي إلى فساد المجتمعات وانتكاس الفطرة.
وشدد المفتي، خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج "اسأل المفتي" المذاع على قناة "صدى البلد"، على أن الوفاء بالوعد ليس مسألة هينة أو يسيرة، بل هي علامة فارقة بين المؤمن والمنافق، مستشهدًا بقوله صلى الله عليه وسلم: "أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها"، ومنها: "إذا وعد أخلف".
وتابع كذلك حديثه عليه الصلاة والسلام: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان"، مؤكدًا أن هذه النصوص تبين بوضوح أن عدم الالتزام بالوعد هو علامة من علامات النفاق، وهو ما يجعل الإنسان في موضع خطر ديني وأخلاقي، حيث إن الله سبحانه وتعالى خاطب عباده في القرآن الكريم بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}، مشيرًا إلى أن هذا النداء موجَّه للمؤمنين تحديدًا، ولم يقل الله "يا أيها الناس" أو "يا أيها المسلمون"، مما يدل على أن الوفاء بالعهد من صميم الإيمان الحقيقي.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: نظير عياد المجتمعات
إقرأ أيضاً:
(الاصدق قولا هم الاخلص عملا الجيش العربي)
صراحة نيوز- د فاطمة العقاربة
في جلسة نقاش مع شخصية عسكرية من رفقاء السلاح للجيش العربي استطيع ان اعبر عن مدى اعتزازي بالهوية ولكن هذه المرة لا استطيع ان اكتب عن الهوية الاردنية والجيش فسمعت من رفيق سلاح ماذا تعني الهوية لابناء الجيش وكثير منهم كتب بحروف الذهب الولاء والوفاءالعميق لهذا البلد لا يمكن أن ترا هذا الوفاء بغير الجيش العربي فكان مما قيل :
“الأصدق قولًا، هم الأخلص عملًا” — هكذا عبّر جلالة الملك عبد الله الثاني عن المعادلة الأخلاقية التي تُميز الأردنيين، وتؤسس لهويتهم، وتُجسَّد بأبهى صورها في أبناء الجيش العربي المصطفوي.
منذ تأسيس الدولة الأردنية، ظل الجيش العربي عنوانًا للفداء والانتماء، لا كقوةٍ نظامية فحسب، بل كركنٍ من أركان الهوية الوطنية التاريخية. فالانتماء إليه لم يكن يومًا خيارًا وظيفيًا، بل شرفًا يُمنح، ورايةً تُرفع، وقَسَمًا يُحمل على الكتف قبل أن يُخطّ على الورق.
العقيدة القتالية: ثبات في المبدأ، وسمو في الغاية
العقيدة القتالية للجيش العربي لا تُقاس بالعدة والعتاد فقط، بل تُقاس بثلاثية راسخة: الولاء، الكرامة، والحق.
هذا الجندي الذي لا يرفع صوته في المساحات العامة، ولا يتباهى بما قدم، هو ذاته الذي يقف على حدود الوطن، يسهر ويصلي، ويخفي وجعه ليرتفع الوطن.
وهو ذاته الذي يُقال عنه: “إذا قال فعل، وإذا وعد وفى، وإذا أقسم نذر نفسه.”
الهوية التي يُجسّدها الجندي
الجيش الأردني ليس انعكاسًا للهوية فحسب، بل هو الهوية ذاتها متجسدة بالزي العسكري، والخطى المنتظمة، والعَلم المرفوع على الكتف والقلب.
ولعل أجمل مشهدٍ عبّر عن ذلك، هو زفة سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، من زملائه ورفاقه في السلاح، في لحظة عفوية احتشدت فيها كل معاني الفخر والانتماء. لم يكن المشهد بروتوكوليًا، بل كان مشهدًا وطنيًا خالدًا، يُجسّد كيف تتقاطع القيادة والشعب، العرش والخندق، البذلة العسكرية والمقام الرفيع… في نقطة واحدة: “رفقة السلاح”.
الكرامة على جبين الأب، والانتماء في قلب الابن
في البيوت الأردنية، لا يحتاج الطفل إلى دروس في الوطنية، فهو يرى الكرامة منقوشة على جبين أبيه، ويشاهد شعار الجيش العربي كأنّه جزءٌ من تفاصيل البيت.
الانتماء هنا لا يُلقَّن، بل يُزرع، فيكبر مع الأبناء كما تكبر قاماتهم.
ولذلك، فإن الأردنيين لا يفتخرون فقط بأن الجيش يحميهم، بل يفتخرون بأنهم جزء منه، وبأن من يرتدي زيّه يعبّر عنهم، ويتحدث بلغتهم، ويحمل في روحه قضاياهم ومبادئهم.
الصدق في القول… والإخلاص في الفعل
خطابات جلالة الملك، منذ توليه المسؤولية، لم تكن يومًا دعائية أو إنشائية، بل كانت دائمًا منبثقة من فهم عميق لطبيعة الأردنيين: أنهم لا يحبون الادّعاء، ولا يثقون بكثرة الكلام، بل يؤمنون بالفعل الهادئ، والوفاء العميق، واليد النظيفة.
ومن هنا، جاءت مقولته:
> “نحن شعب إذا قال فعل، وإذا عاهد صدق، وإذا أوكل إليه أمرٌ أخلص فيه.”
هذه ليست مجرد مقولة، بل هي نهج دولة، وهوية مجتمع، وعقيدة جيش.
—
ختامًا: الجيش هوية… لا وظيفة
الجيش الأردني لا يُختصر في عددٍ أو ميزانية، بل يُقاس بقدر ما يمثل من قيمة وطنية وروحية وإنسانية. هو مؤسسة الدولة الأولى في الانضباط، والصدق، والإخلاص.
وهو المعيار الذي نقيس به سلامة انتمائنا، وصلابة قِيمنا، ووضوح رؤيتنا في وجه التحديات.
في كل جندي أردني نرى هوية وطن،
وفي كل خطوة عسكرية نسمع نبض الوفاء،
وفي كل صمتٍ عسكري، نقرأ أبلغ خطاب.
فمن كان أصدق قولًا، كان أخلص عملًا… وكان أردنيًا