ما رسائل المقاومة من قصف عسقلان؟ خبير عسكري يجيب
تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن قصف عسقلان بصواريخ من شمالي قطاع غزة يحمل رسائل واضحة من المقاومة الفلسطينية إلى إسرائيل، في سياق الرد على التصعيد العسكري المستمر والضغط الميداني الذي يمارسه جيش الاحتلال.
وأوضح حنا، في تحليل للمشهد العسكري في قطاع غزة، أن هذه الضربات تأتي ضمن معادلة تسعى المقاومة إلى فرضها لإثبات قدرتها على التأثير في العمق الإسرائيلي رغم الضغوط العسكرية الكبيرة.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يتبع إستراتيجية كبرى تقوم على 4 محاور رئيسية، وهي: الضغط العسكري، والتحكم بالبروتوكول الإنساني، ومحاولة وقف أي اتفاق لوقف إطلاق النار، وإعداد القوة العسكرية اللازمة للتصعيد المحتمل.
وأشار إلى أن وحدات عسكرية عدة تشارك في العمليات، منها لواء غولاني في الجنوب واللواء 188 في بيت لاهيا، إلى جانب تحركات عسكرية على محاور أخرى بهدف تكثيف الضغط.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن اعتراض صاروخين أطلقا من شمال قطاع غزة باتجاه عسقلان، مؤكدا أن منظومة القبة الحديدية نجحت في إسقاطهما.
من جانبها، أفادت هيئة الإسعاف الإسرائيلية بعدم تسجيل أي إصابات جراء القصف، في حين أكدت القناة 12 الإسرائيلية رصد إطلاق الصواريخ واعتراضها في الأجواء.
إعلان تحدٍ وجوديوبحسب حنا، فإن المقاومة الفلسطينية تدرك أنها تواجه تحديا وجوديا في ظل التصعيد الإسرائيلي، لذلك تسعى إلى إعادة رسم قواعد الاشتباك عبر استهداف مناطق ذات تأثير إستراتيجي.
وأوضح أن اختيار عسقلان اليوم، بعد استهداف تل أبيب سابقا، يهدف إلى التأكيد على امتلاكها قدرات بعيدة ومتوسطة المدى، وإرسال رسالة بأن التصعيد العسكري الإسرائيلي سيقابله رد غير متوقع.
وأوضح الخبير العسكري أن الجيش الإسرائيلي يواصل استخدام أسلوب "العصا والجزرة"، حيث يمارس ضغوطا عسكرية متزايدة، في وقت يحاول فيه فرض شروط سياسية تتعلق بملف الأسرى والرهائن.
وأكد أن المقاومة لم تستهدف القوات العسكرية الإسرائيلية المتوغلة في بيت لاهيا أو على المحاور القتالية الأخرى، بل فضّلت توجيه ضرباتها نحو الداخل الإسرائيلي، في ظل الخلافات القائمة داخل إسرائيل بشأن إدارة الحرب وأهدافها.
واعتبر أن توقيت إطلاق الصواريخ من شمال غزة يحمل دلالة على قدرة المقاومة على توجيه الضربات من مناطق لا تزال تحت الضغط العسكري الإسرائيلي.
والأربعاء الماضي، أعلن جيش الاحتلال بدء عملية برية وصفها بالمحدودة، وقال إنه سيطر على وسط محور نتساريم الذي يفصل شمالي القطاع عن وسطه وجنوبه.
وبعد يوم، أعلن جيش الاحتلال بدء عملية برية على محور الساحل في بيت لاهيا شمالي القطاع، إلى جانب عملية برية ثانية في منطقة الشابورة بمدينة رفح جنوبا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان جیش الاحتلال
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية الإسرائيلي: الضغط العسكري على حماس فعال لكنه ليس الخيار الوحيد
قال وزير الخارجية الإسرائيلي، في تصريحات نقلتها قناة القاهرة الإخبارية، إن "الضغط العسكري على حركة حماس يحقق نتائج ملموسة، لكنه لا يُعتبر الحل الوحيد للتعامل مع الحركة"، في إشارة إلى الحاجة لمقاربة أوسع تشمل الأبعاد السياسية والدبلوماسية.
وأكد أن العمليات العسكرية الجارية في قطاع غزة ساهمت في تقويض قدرات حماس على الأرض، لكنه أشار إلى ضرورة وجود بدائل واستراتيجيات مكمّلة لتجنب التصعيد المستمر.
تحذير من تأثير الضغوط الدولية على موقف إسرائيلوأضاف الوزير أن الضغوط الدولية المتزايدة على إسرائيل، خاصة في المحافل السياسية والإعلامية، تُسهم – من وجهة نظره – في تقوية موقف حماس إقليميًا ودوليًا، وتمنحها مساحة دعائية تستغلها أمام المجتمع الدولي.
وقال: "عندما يتحول الضغط الدولي من حماس إلى إسرائيل، فإن ذلك يُحدث خللاً في ميزان التعامل مع الإرهاب ويُضعف الجهود المبذولة لحماية المدنيين الإسرائيليين"، حسب تعبيره.
وفي ختام تصريحاته، دعا وزير الخارجية الإسرائيلي المجتمع الدولي إلى تركيز جهوده وضغوطه على حركة حماس، معتبرًا أن توجيه الضغط في الاتجاه الصحيح يمكن أن يسرّع من إنهاء التصعيد، ويُمهّد الطريق نحو حلول سياسية طويلة الأمد.
وأوضح أن "المجتمع الدولي لديه دور حاسم في وقف تمويل ودعم التنظيمات المسلحة، وليس فقط في إدارة تداعيات الصراع".