“فاينانشيال تايمز”: شبكات تهريب الوقود واستغلال ثروات البلاد تغذي الانقسامات السياسية
تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT
كشف تقرير استقصائي نشرته صحيفة “فاينانشيال تايمز” الأمريكية عن تفاصيل جديدة حول كيف أن تجارة النفط غير المشروعة وعمليات التهريب واسعة النطاق تسهم في إدامة الانقسامات السياسية وتقويض جهود توحيد ليبيا.
وسلط التقرير الضوء على كيفية استغلال “الفصائل المتنافسة” في ليبيا لثروات البلاد النفطية لتمويل مصالحها الخاصة وتعطيل الاستقرار، وذلك من خلال تحقيق معمق استند إلى مقابلات ووثائق حصرية.
تهريب الوقود محرك رئيسي للفساد والانقسام
وأوضح تقرير “فاينانشيال تايمز”، أن تهريب الوقود المدعوم بشكل كبير من ليبيا وبيعه في الخارج يمثل محركا رئيسيا للفساد والانقسام، مشيرا إلى أن الوقود المهرب تستورده ليبيا عبر عملية مقايضة بالنفط، حيث يتم بيع جزء من هذا الوقود المستورد الرخيص في السوق السوداء أو بأسعار السوق بوثائق مزيفة.
ولفتت الصحيفة إلى أن عملية مقايضة النفط بالوقود ينتج عنها “تدفق ثابت من الإيرادات للجماعات المسلحة المرتبطة بالفصائل المتنافسة بما في ذلك حكومة رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة في طرابلس والإدارة المنافسة في الشرق التي يسيطر عليها خليفة حفتر”.
الأموال المظلمة تعرقل الانتخابات
وأكدت “فاينانشيال تايمز” أن هذه الأموال المظلمة ساهمت في عرقلة جهود الأمم المتحدة لإجراء الانتخابات والحد من الفساد وتوحيد البلاد تحت حكومة واحدة، مشيرة إلى أن الإدارات المتعارضة والجماعات المسلحة التي يعتمدون عليها قد استفادت من هذه الأموال، مما أدى إلى تكلس الانقسام في قلب ليبيا.
شركة أركنو تثير المخاوف
وركز تقرير الصحيفة على شركة “أركنو أويل”، التي تقوم بتصدير النفط الخام، لتكون بذلك أول شركة ليبية خاصة تفعل ذلك، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تثير مخاوف بشأن ارتباطها “بالجماعات المسلحة في شرق البلاد”، محذرا من أن تصدير النفط غير المكرر قد يمنح النخب في البلاد “طريقة جديدة للحصول على النقد مباشرة”.
مبادلة النفط بالوقود صندوق أسود للإيرادات
كما سلطت الصحيفة الضوء على مخطط المقايضة المثير للجدل، الذي بدأ في عام 2021، والذي يسمح لليبيا بتبادل النفط الخام بوقود مكرر.
وأشار التقرير إلى أن قيمة النفط المبادل بموجب هذا المخطط قد تضاعفت بأكثر من الضعف بين عامي 2021 و2023، لتصل إلى 8.65 مليار دولار.
وأكدت “فاينانشيال تايمز” أن هذا المخطط يفتقر إلى الشفافية والرقابة، مما يحوله إلى “صندوق أسود” للإيرادات النفطية، لافتة إلى أن جزءا كبيرا من واردات ليبيا من الوقود يأتي من روسيا، التي أُغلقت منتجاتُها النفطية من الأسواق الأوروبية بسبب الحرب في أوكرانيا.
تحركات للحد من التهريب
وأشار تقرير “فاينانشيال تايمز” إلى أن هناك تحركات جارية للحد من تهريب الوقود وإصلاح قطاع النفط في ليبيا، مشيرا إلى أنه في الآونة الأخيرة، أمر النائب العام الليبي بوقف مخطط المقايضة بعد تحقيق أجراه مكتب مراجعة الحسابات في البلاد.
وحذر التقرير نقلا عن “الخبراء” من أن تدفق الإيرادات الناتجة عن هذا المخطط من المرجح أن يستمر حتى بعد اختفائه.
المصدر: فاينانشيال تايمز
النفطتهريب Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0المصدر: ليبيا الأحرار
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي يوهان يونيسيف يونيسف يونغ بويز يونسيف النفط تهريب
إقرأ أيضاً:
“حزبية وطائفية وعرقية، ودينية وجهوية”.. رئيس الوزراء يلخص المشكلات التي يعاني منها الوطن ويطرح المعالجات
لخص رئيس الوزراء الإنتقالي الدكتور كامل إدريس في خطابه للشعب اليوم، المشكلات القديمة المتجددة التي يعاني منها الوطن، وفي مقدمتها عدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، فضلا عن ضعف الإدارة والقيادة الرشيدة، وإهمال التنمية المتوازنة وعدالة توزيع الثروة والسلطة، اضافة إلى الفساد بكافة أشكاله وأنواعه، وصعوبة قبول الآخر لأسباب حزبية وطائفية وعرقية، ودينية وجهوية.وقال كامل إدريس في الخطاب “هذا ما تأمل حكومتكم المدنية القادمة، حكومة الأمل في معالجته عبر اسلوبٍ إداري وقيادي رصين يجمع ما بين العلم والمهنية والخُلُق القويم”.وأشار رئيس الوزراء في خطابه إلحاقاً للهيكل الوزاري، إلى أن هناك قائمة طويلة من المجالس والهيئات والأجهزة والمفوضيات غير الضرورية، تمثل حكومات موازية تستنزف المال العام، مؤكدًا ان الحكومة سوف تعمل على مراجعتها من حيث إلغائها أو دمجها في الوزارات و إبقاء الحد الأدنى منها للضرورة القصوى بعد تفعيل أدوارها، وربما لآجال محددة.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب