كشف تقرير استقصائي نشرته صحيفة “فاينانشيال تايمز” الأمريكية عن تفاصيل جديدة حول كيف أن تجارة النفط غير المشروعة وعمليات التهريب واسعة النطاق تسهم في إدامة الانقسامات السياسية وتقويض جهود توحيد ليبيا.

وسلط التقرير الضوء على كيفية استغلال “الفصائل المتنافسة” في ليبيا لثروات البلاد النفطية لتمويل مصالحها الخاصة وتعطيل الاستقرار، وذلك من خلال تحقيق معمق استند إلى مقابلات ووثائق حصرية.

تهريب الوقود محرك رئيسي للفساد والانقسام

وأوضح تقرير “فاينانشيال تايمز”، أن تهريب الوقود المدعوم بشكل كبير من ليبيا وبيعه في الخارج يمثل محركا رئيسيا للفساد والانقسام، مشيرا إلى أن الوقود المهرب تستورده ليبيا عبر عملية مقايضة بالنفط، حيث يتم بيع جزء من هذا الوقود المستورد الرخيص في السوق السوداء أو بأسعار السوق بوثائق مزيفة.

ولفتت الصحيفة إلى أن عملية مقايضة النفط بالوقود ينتج عنها “تدفق ثابت من الإيرادات للجماعات المسلحة المرتبطة بالفصائل المتنافسة بما في ذلك حكومة رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة في طرابلس والإدارة المنافسة في الشرق التي يسيطر عليها خليفة حفتر”.

الأموال المظلمة تعرقل الانتخابات

وأكدت “فاينانشيال تايمز” أن هذه الأموال المظلمة ساهمت في عرقلة جهود الأمم المتحدة لإجراء الانتخابات والحد من الفساد وتوحيد البلاد تحت حكومة واحدة، مشيرة إلى أن الإدارات المتعارضة والجماعات المسلحة التي يعتمدون عليها قد استفادت من هذه الأموال، مما أدى إلى تكلس الانقسام في قلب ليبيا.

شركة أركنو تثير المخاوف

وركز تقرير الصحيفة على شركة “أركنو أويل”، التي تقوم بتصدير النفط الخام، لتكون بذلك أول شركة ليبية خاصة تفعل ذلك، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تثير مخاوف بشأن ارتباطها “بالجماعات المسلحة في شرق البلاد”، محذرا من أن تصدير النفط غير المكرر قد يمنح النخب في البلاد “طريقة جديدة للحصول على النقد مباشرة”.

مبادلة النفط بالوقود صندوق أسود للإيرادات

كما سلطت الصحيفة الضوء على مخطط المقايضة المثير للجدل، الذي بدأ في عام 2021، والذي يسمح لليبيا بتبادل النفط الخام بوقود مكرر.

وأشار التقرير إلى أن قيمة النفط المبادل بموجب هذا المخطط قد تضاعفت بأكثر من الضعف بين عامي 2021 و2023، لتصل إلى 8.65 مليار دولار.

وأكدت “فاينانشيال تايمز” أن هذا المخطط يفتقر إلى الشفافية والرقابة، مما يحوله إلى “صندوق أسود” للإيرادات النفطية، لافتة إلى أن جزءا كبيرا من واردات ليبيا من الوقود يأتي من روسيا، التي أُغلقت منتجاتُها النفطية من الأسواق الأوروبية بسبب الحرب في أوكرانيا.

تحركات للحد من التهريب

وأشار تقرير “فاينانشيال تايمز” إلى أن هناك تحركات جارية للحد من تهريب الوقود وإصلاح قطاع النفط في ليبيا، مشيرا إلى أنه في الآونة الأخيرة، أمر النائب العام الليبي بوقف مخطط المقايضة بعد تحقيق أجراه مكتب مراجعة الحسابات في البلاد.

وحذر التقرير نقلا عن “الخبراء” من أن تدفق الإيرادات الناتجة عن هذا المخطط من المرجح أن يستمر حتى بعد اختفائه.

المصدر: فاينانشيال تايمز

النفطتهريب Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0

المصدر: ليبيا الأحرار

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي يوهان يونيسيف يونيسف يونغ بويز يونسيف النفط تهريب

إقرأ أيضاً:

العرفي: حكومة الدبيبة تتحمل مسؤولية تعثر العملية السياسية في ليبيا

ليبيا – قال عضو مجلس النواب عبدالمنعم العرفي إن سبب تعثر العملية السياسية في ليبيا هو الخطوات الأحادية التي تمارسها حكومة الدبيبة.

خطوات أحادية تعمّق الأزمة
العرفي أشار في تصريح لشبكة “لام” إلى أن المجلس الرئاسي أقحم نفسه في ملفات لا تخصه، ما تسبب في تعزيز الانقسام وتعطيل المسار السياسي.

خارطة طريق للوصول إلى الانتخابات
وأفاد العرفي أن مخرجات مؤتمر برلين تهدف إلى وضع خارطة طريق توافقية بين جميع الأطراف الليبية، للوصول إلى الانتخابات كحل نهائي للأزمة الراهنة.

مقالات مشابهة

  • سجال دبلوماسي في مجلس الأمن بين ليبيا واليونان بسبب “خطأ في الترجمة”
  • الأوجلي محذرًا: طرابلس تعيش سيناريو “فجر ليبيا” من جديد
  • كامل إدريس يودع رسائل عاجلة في بريد “الأمم المتحدة”
  • ورقلة..إحباط محاولة تهريب قرابة 15 ألف قرص “صاروخ”
  • إحباط محاولة تهريب قرابة 15 ألف قرص “صاروخ”
  • لنقي: “اجتماع برلين 3” غير رسمي ويهدف إلى بناء توافق دولي بشأن ليبيا
  • زاخاروفا: “إسرائيل” التي تمتلك أسلحة نووية تقصف مع أمريكا إيران التي لا تمتلكها
  • البحوث الإسلامية يتفق مع القومي للبحوث الجنائية على تفكيك الموروثات التي تغذي العنف
  • العرفي: حكومة الدبيبة تتحمل مسؤولية تعثر العملية السياسية في ليبيا
  • “نيويورك تايمز”: الجيش الأمريكي قصف فوردو بقنابل وزنها 30000 رطل