إصلاحات الصدر في مهب الريح.. سياسي: القوى المتنفذة تعرقل التغيير
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
بغداد اليوم - بغداد
في ظل الأوضاع السياسية المتقلبة في العراق يبدو أن محاولات زعيم التيار الوطني الشيعي، لإجراء إصلاحات جذرية تواجه تحديات ضخمة، فمع تزايد الضغوط الداخلية والخارجية وظهور قوى متنفذة تعرقل أي مساعٍ للتغيير، يظل مستقبل الإصلاحات الصدرية غامضًا.
وتحركات الصدر التي كانت تهدف إلى معالجة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية، تواجه الآن صعوبات جمّة، حيث تظهر محاولات القوى السياسية الكبرى لتعطيل هذه الإصلاحات خوفًا من تهديد مصالحها.
الباحث في الشأن السياسي المقرب من التيار الوطني الشيعي مجاشع التميمي علق ، اليوم السبت (22 اذار 2025)، على إمكانية عدم مشاركة زعيم التيار مقتدى الصدر في العمل السياسي خلال المرحلة المقبلة بسبب الضغوطات الكبيرة على العراق نتيجة الضغوط الأمريكية والإيرانية وملف الفصائل المسلحة.
وقال التميمي لـ"بغداد اليوم"، إن "الأغلب يتفق على أن الصدر يتمتع بذكاء سياسي يجعله يقيّم بعناية توقيت وأسلوب مشاركته في العملية السياسية، خاصة في ظل الظروف الحالية المعقدة فقد كان الصدر يعلم أن المنطقة ذاهبة نحو التصعيد، وحاول استباق الأوضاع وإجراء الإصلاحات، لكن قوى داخلية وإقليمية حالت دون ذلك".
وأضاف، أن "الضغوط المتزايدة على حكومة محمد شياع السوداني بسبب وجود الفصائل المسلحة والضغط الأمريكي الناتج عن الصراع مع إيران، إضافة إلى هشاشة الأوضاع على المستوى الوطني، قد تدفع الصدر إلى الابتعاد المؤقت عن المشهد السياسي، مما يمنحه فرصة للحفاظ على شعبيته وتجنب التورط في تداعيات هذه الضغوط التي لم يكن طرفًا في حدوثها، فقد حذّر الصدر مسبقًا من انتشار السلاح خارج إطار القانون، واستشراء الفساد، وسوء الإدارة، والتدخل الخارجي، وغياب العدالة والشفافية".
وتابع، أن "كل ما أُثير عن احتمالية مشاركة الصدر في الانتخابات والدخول في الحكومة المقبلة يبقى في إطار التوقعات، كون الصدر لم يُعلن حتى الآن عن مشاركته أو عودته ولو أراد العودة، لفعل ذلك عبر إعلان رسمي، فالصدر يدرك تعقيد الأوضاع وخطورة المشهد في المرحلة القادمة، ولذلك لا يريد تحمّل نتائج سنوات من سوء الإدارة والفساد بمفرده".
وأكد: "المرحلة المقبلة تتطلب قرارات إصلاحية تتعارض مع المصالح الحزبية والسياسية للقوى المتنفذة، كما أنها، بلا شك، لن تلقى ترحيبًا من القوى الإقليمية الفاعلة في العراق كذلك، لا توجد ضمانات حقيقية لوقوف القوى السياسية إلى جانب مشروع الصدر الإصلاحي"، مشيراً إلى أن "التأثير الأمريكي سيكون خلال الفترة المقبلة أكثر فاعلية، لأسباب تتعلق برؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الصراع مع إيران، وهي رؤية تتعارض مع توجهات الصدر".
وختم التميمي بالقول: "إصلاح الأوضاع في العراق ليس مستحيلًا، لكنه يحتاج إلى إرادة داخلية للبدء به، ومع ذلك، فإن أغلب القوى السياسية غير راغبة في الإصلاح، ولذلك ربما توصّل الصدر إلى قناعة بأن المشاركة في الحكومة المقبلة لن تمنحه الفرصة الحقيقية لتحقيق برنامجه السياسي للعراق. لهذا، لا أستغرب استمراره في العزلة عن العمل السياسي".
ويمر العراق بمرحلة حساسة تتشابك فيها الأوضاع الداخلية مع المتغيرات الإقليمية، خاصة بعد تصاعد التوترات في سوريا ولبنان، واستمرار الضغوط الأمريكية على الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران.
هذا الواقع قد يفرض تحديات كبرى على البيت السياسي الشيعي، الذي يواجه خطر الانقسام في ظل تصاعد الاستهدافات والتدخلات الخارجية.
وفي غمرة الاصطفاف، يبرز الصدر بوصفه شخصية محورية، قادرة على بناء تفاهمات مع مختلف الأطراف، بما في ذلك الكرد والسُنة، في محاولة يراها مراقبون، خطوة لإيجاد حلول تمنع انزلاق العراق نحو الفوضى، وتعيد رسم ملامح المشهد السياسي وفق أسس أكثر استقرارا واستقلالية.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
بمنظار الصدر.. فريق طبي بقنا ينقذ حياة شاب أصيب بطلق ناري بجوار القلب
أعلن الدكتور حجاجي منصور، المدير التنفيذي لمستشفيات قنا الجامعية، عن نجاح فريق جراحة القلب والصدر في إنقاذ حياة شاب يبلغ من العمر 17 عامًا، بعد إصابته بطلق ناري نافذ في الصدر، في واحدة من العمليات الدقيقة التي أُجريت باستخدام منظار الصدر الجراحي المتقدم، دون الحاجة إلى الفتح الجراحي التقليدي.
جاء ذلك تحت رعاية الدكتور أحمد عكاوي، رئيس جامعة جنوب الوادي، والدكتور علي عبد الرحمن غويل، عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية.
بدأت تفاصيل الواقعة بوصول الشاب إلى مستشفى الحرم الجامعي في حالة حرجة، إذ أظهرت الأشعة المقطعية وجود تجمع دموي كبير واستقرار الطلق الناري في منطقة شديدة الخطورة بالقرب من القلب. وعلى الفور، جرى تجهيز الحالة بشكل عاجل، وإجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة، قبل نقل المريض إلى غرفة العمليات وسط استعدادات مكثفة من الفريق الطبي وأطقم التمريض.
وأوضح الدكتور محمد عثمان الجبلاوي، مدرس واستشاري جراحة القلب والصدر بكلية الطب، أن الفريق الطبي تمكن من خلال منظار الصدر الجراحي من تفريغ التجمع الدموي والسيطرة على النزيف بالكامل، ثم استخراج الرصاصة المستقرة بجوار القلب بدقة عالية، ما جنّب المريض مخاطر الفتح الجراحي التقليدي، وسمح له بمغادرة المستشفى بعد 24 ساعة فقط وهو في حالة صحية مستقرة.
وأشاد الدكتور محمد عبد الباري، رئيس قسم جراحة القلب والصدر، بجهود الفريق الطبي، مؤكدًا أن هذه العملية تعكس مستوى التطور الكبير الذي وصلت إليه مستشفيات قنا الجامعية في مجال جراحات الصدر الدقيقة، لافتًا إلى أن استخدام منظار الصدر الجراحي يحقق نسب نجاح مرتفعة مع تقليل المضاعفات وفترة بقاء المريض بالمستشفى، بما يتماشى مع أحدث المعايير الطبية العالمية.
وضم الفريق الطبي المشارك في العملية كلاً من: الدكتور محمد عثمان الجبلاوي، مدرس واستشاري جراحة القلب والصدر، والدكتور أحمد عدنان، مدرس مساعد جراحة القلب والصدر، والدكتور أبانوب بهاء، طبيب مقيم بالقسم.
ومن قسم التخدير والعناية المركزة: الدكتور رمضان أحمد عبد السلام، أخصائي التخدير، والدكتور أحمد يسري، طبيب مقيم بالتخدير، تحت إشراف الدكتور أحمد إسماعيل، مدرس واستشاري بالقسم.
من جانبه، أكد الدكتور عبد الرحمن خيري، مدير مستشفى الحرم الجامعي، أن هذا النجاح يبرز الإمكانات المتطورة التي تمتلكها مستشفيات قنا الجامعية، وكفاءة فرقها الطبية المدربة، مشيرًا إلى أن المستشفى تواصل دعمها الكامل لمثل هذه التدخلات الدقيقة التي تسهم في إنقاذ الأرواح وتقديم خدمة طبية متميزة لأبناء الصعيد.