خالد أبو بكر: ثورة 25 يناير انتهت لحظة انقضاض الإخوان عليها
تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT
أكد المحامي الدولي خالد أبو بكر، أن تقييم ثورة 25 يناير يختلف في الزمن واليوم والتوقيت، قائلا: "يوم 25 يناير الصبح غير 25 يناير باليل وأيام 26 و27 أيام تانية و28 حاجة تانية خالص، واحنا كنا في محاكمة حبيب العادلي شوفنا كل حاجة وأحد مسؤولي وزارة الداخلية شرح ما حدث واللحظة التي انقض فيها الاخوان هي لحظة انتهاء ثورة يناير".
وأوضح خالد أبو بكر، خلال حواره ببرنامج "أسرار"، مع الاعلامية أميرة بدر، المذاع على قناة النهار، أن الاخوان أدخلوا المشهد في دوافع أخرى وحصل هجوم على سجون وأقسام وخروقات في الأمن المصري وتهريب مساجين وهذا بعيد تماما عن آلاف المصريين الذين نزلوا ميدان التحرير"، مؤكدا أن ما فعله الاخوان أحدث كثير من الفوضى في الشارع المصري.
وتابع: "كانت 25 يناير تجربة جديدة على المجتمع المصري والدستور المصري يقر أن 25 يناير ثورة لكن المشهد الأمني اللى حصل في أعقاب 25 يناير أتمنى ألا يتكرر شكل الفوضى وبعدها المتطرفين ركبوا المشهد".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الاخوان الاخوان المسلمين خالد أبو بكر ثورة 25 يناير أسرار المزيد
إقرأ أيضاً:
لو أن هذه الحرب الشرق أوسطية انتهت فاستعدوا لسياسات مثيرة
أرجو صادقا أن يصمد وقف إطلاق النار الحالي بين إيران وإسرائيل وأن يمتد ليشمل غزة، وذلك في المقام الأكبر والأول لكي نرى نهاية لكل ما يجري من قتل. وفي المقام الثاني، لأنني أعتقد أن هذه الحرب سوف تثير في أعقابها جدالات ضرورية للغاية في إيران وإسرائيل وفي المجتمع الفلسطيني.
لن تجري هذه الجدالات في غداة سكوت البنادق، حينما يحاول القادة في كل بلد معني ادعاء نصر من نوع ما. ولكن غريزتي تنبئني بشدة بأن هذه الجدالات سوف تجري في اليوم التالي لليوم التالي لسكوت البنادق، حينما تبدأ كل أنواع السياسات الداخلية في دخول الحلبة.
ففي ما بين الفلسطينيين سوف يثار سؤال إلى قادتهم من حماس: «فيم حقا كنتم تفكرون في السابع من أكتوبر سنة 2023؟ لقد بدأتم حربا مع إسرائيل، وهي خصم أقوى منكم كثيرا من الناحية العسكرية، بلا نهاية للعبة غير الدمار، فما كان من ذلك إلا أن دفع اليهود إلى الانتقام بلا نهاية للعبة غير الدمار. لقد ضحيتم بعشرات الآلاف من البيوت والأنفس لتظفروا بتعاطف الجيل التالي من شباب العالم في تيك توك، ولكن الآن لم يبق لشيء اسمه غزة من وجود».
وفي ما بين الإسرائيليين، سيكون هذا هو السؤال المطروح على حكومة إسرائيل القومية الدينية المتطرفة من عناصر المجتمع العلمانية إلى حد كبير ـ وقوامهم طيارون في القوات الجوية ومقاتلون سيبرانيون وتقنيون وعلماء ومصممو أسلحة وعملاء في الموساد وأناس هزموا بالفعل حماس وحزب الله وإيران: «إلى أين تأخذوننا في ما تظنون؟ لقد كنا نحن المنتصرين في هذه الحرب ولن نترككم تستغلون هذا الانتصار في الفوز بالانتخابات التالية وتنفيذ خطتكم لسحق محكمتنا العليا وضم الضفة الغربية وإعفاء المتطرفين الأرثودكس من الخدمة في الجيش وجعل إسرائيل منبوذة لا يرغب أبناؤنا في الحياة فيها. وهذا مستحيل».
وفي ما بين الإيرانيين من المؤكد أن السؤال الذي سيطرح على القيادات الدينية والحرس الثوري هو هذا: « لقد أنفقتم مليارات الدولارات في محاولة لصنع قنبلة نووية لتهديد إسرائيل وإدارة لبنان وسوريا واليمن عن بعد. فجئتم بالحرب إلى بلدنا، واضطرت عائلاتنا إلى الفرار من طهران ولقي جنرالاتنا مصرعهم بالمسيرات الإسرائيلية وهم في أسرّتهم. وكل ما فعلتموه أنكم دمرتم بعض المباني وقتلتم مدنيين في إسرائيل وحينما هاجم دونالد ترامب منشآتنا النووية الرئيسة الثلاث، كان ردكم عرضا للصوت والضوء لا ضرر منه فوق قاعدة جوية أمريكية في قطر. لقد كنتم نمورا من ورق لا يعرفون كيف يستعملون التكنولوجيا. وفي الوقت نفسه، باتت حضارتنا الفارسية العظيمة مهملة، كسيرة، متخلفة بأميال عن بقية العالم».
قد لا يحدث الأمر بين عشية وضحاها، ولكن كل خلية في جسمي تقول لي إن هذه المناقشات آتية بلا ريب. لأننا لم نخض حربا كهذه في المنطقة من قبل. فهذه حرب يقود فيها قوميون متدينون حماس وحزب الله وإيران ويحسبون أن الرب واقف في صفهم. وهي حرب أحالت فيها إسرائيل غزة إلى مكان غير صالح للسكنى، بعد أن أذلتها حماس وقتلت من اليهود في يوم واحد أكثر ممن قتل منهم في أي يوم منذ الهولوكوست. وهي حرب تمكنت فيها إسرائيل من قطع رأس قيادة حزب الله وتدميره إلى حد كبير بوصفه قوة سياسية في لبنان وسوريا اللتين ساعدت في سحق بشائر الديمقراطية فيهما منذ ثمانينيات القرن الماضي. وهي حرب شهدت قيام رئيس أمريكي بقصف منشآت إيران النووية الأساسية، وذلك ما لم يكن أحد يتصور إمكانية حدوثه في إيران.
باختصار، مضى كل طرف إلى أقصى مدى، مخترقين حواجز نفسية وعسكرية لم نتخيل يومًا اختراقها. وإذا لم يتوقفوا الآن، أو عما قريب، فسيصلون جميعا إلى ما يمضون في اتجاهه وهو الحرب الأبدية، الجارية بين الجميع، وفي كل مكان، وطوال الوقت، والتي لا يسلم منها أحد أو شيء.
لكل هذه الأسباب، أنا على قناعة بأن بعض المناقشات الداخلية الضخمة قادمة، إذا ما توقفت الحرب حقا.
بالنسبة للحركات الأوتقراطية، يعلمنا التاريخ أن تغيير النظام من الداخل لا يحدث إلا بعد انتهاء حرب، ودونما تدخل خارجي، مثلما قال خبير استطلاعات الرأي والعلوم السياسية كريج تشارني. فذلك يجب أن يحدث عضويا من خلال تغيير العلاقة بين القادة ومن يقودونهم.
قال تشارني في حوار: إن «الرئيس القومي سلوبودان ميلوسيفيتش سقط في صربيا سنة 2000 بعد أن خسر حربي البوسنة وكوسوفو حينما حاول السطو على الانتخابات التالية. وهزيمة العراق في حرب الخليج الأولى أدت إلى تمرد هائل على صدام حسين اضطره إلى قمعه بقسوة. وعندما خسر المجلس العسكري الأرجنتيني حرب فوكلاندس سنة 1982، اضطر إلى السماح بعودة الديمقراطية. وبعد الهدنة التي كان بمنزلة علامة على هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى جاءت ثورة نوفمبر التي أطاحت بالقيصر. فالحكام الأقوياء يفقدون مظهر القوة حينما ينهزمون».
وأضاف تشارني أن استطلاعات الرأي المحدودة التي تصلنا من غزة تشير إلى رد فعل عنيف على حماس بسبب الكارثة التي عانى منها الناس هناك. وما من استطلاع رأي بعد من إيران منذ بدء الصراع القائم «لكن الثرثرة على وسائل التواصل الاجتماعي ـ بحسب ما أفادت التقارير ـ كانت محابية عند بدء الضربات الموجهة لشخصيات في النظام لا تحظى بشعبية، ثم تحولت إلى الوطنية والالتفاف حول العلم مع تصاعد الوفيات بين المدنيين». فلنر الآن ما سيحدث في حال صمود وقف إطلاق النار.
ومثلما أوضح لي الكاتب الإسرائيلي آفي شافيط فإن قطاع المجتمع الإسرائيلي الذي بذل أكبر الإسهام في الانتصار في الحرب على إيران «هو نفس القطاع الذي خرج للشوارع منذ ثمانية أشهر في ليلة كل سبت ليمنع حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة من تدمير ديمقراطية إسرائيل الليبرالية».
وأشار شافيط إلى أنه المؤرخ الإسرائيلي شابتاي تافيث قام في عام 1970 بتأليف كتاب شهير عنوانه «النعمة اللعينة: قصة احتلال إسرائيل للضفة الغربية». وذهب فيه بالأساس إلى أن العواقب غير المقصودة لحرب 1967 أطلقت عنان القوى المشيحانية في المجتمع الإسرائيلي. وما كادت الضفة الغربية ـ وهي قلب إسرائيل التوراتية ـ ترجع إلى أيدي إسرائيل حتى بدا أن هذه القوى لن ترضى أبدا بردها وأنها سوف تصر على الاستيطان فيها. وها هي الآن ـ وهي لا تزال بين أيدي إسرائيل بعد ثمانية وخمسين عاما ـ تحت احتلال يستنزف الأرواح وينال من الديمقراطية.
وانتهى شافيط إلى سؤاله ماذا لو «نظرنا بعد عشرين سنة فرأينا ـ على غرار عواقب حرب 1967 غير المتوقعة ـ أن هذه الحرب جعلت إسرائيل أشبه بإيران اليوم وجعلت إيران أشبه بما كانت عليه إسرائيل من قبل. لأن المتطرفين في إسرائيل تمكنوا من الاستيلاء على النصر الذي حققته إسرائيل الليبرالية الديمقراطية العلمية المستنيرة وأحالت هذه الأمة إلى بقعة مظلمة».
والمجتمع الفلسطيني أيضا في أمسّ الاحتياج إلى إعادة التفكير. فمحنة الفلسطينيين هي أن اليهود عدوهم، ولذلك فقد حظيت محنتهم بقدر غير معهود من الاهتمام والدعم الدوليين اللذين لم تحظ بهما قط جماعات أخرى، من قبيل الأكراد الذين وقعوا في قتال من أجل دولة لهم ضد صدام حسين وضد تركيا في ظل حكم رجب طيب إردوغان. وهذه مشكلة، لأن الاهتمام بهم بوصفهم ضحايا أضعف إرادة كثير من الفلسطينيين وأثناهم عن اكتساب مزيد من القوة والقيام بالتأمل الذاتي الشاق الذي كان يجب أن تحثهم عليه هزائمهم العسكرية المتكررة.
فحينما ينادي طلبة الجامعات في شتى أرجاء أمريكا لـ«عولمة الانتفاضة»، لا يبالون بالمناداة بعودة سلام فياض، وهو أكفأ قائد فلسطيني قادر على بناء أمة.
هل ستكون هذه المرة مختلفة؟ هل الهزيمة الشنيعة التي ألحقتها هجمة حماس في السابع من أكتوبر بغزة ستوجه الفلسطينيين إلى الاصطفاف بوضوح وبلا مواربة وراء إصلاح مؤسسي للسلطة الفلسطينية، والمطالبة بقيادة احترافية ودعم لدولة منزوعة السلاح في حدود 1967؟ أرجو هذا. وهل ستنتج أكثر ما يريد نتنياهو اجتناب ظهوره: أي سلطة فلسطينية شرعية كفؤة ومتنازلة تكون شريكا حقيقيا للسلام؟ ألن تكون هذه مفارقة؟
اختصارا، كانت هذه الحرب الإقليمية بالنسبة للفاعلين في الشرق الأوسط معادلا للحرب العالمية الثانية بالنسبة لأوروبا: فهي تزعزع تماما الوضع القائم وتفتح السبيل لشيء جديد. فهل سيكون هذا الشيء الجديد أفضل أم أسوأ سواء فيما بين الأطراف أو داخل كل طرف على حدة؟ هذا ما سيكون الأكثر إبهارا ـ أو إحباطا ـ لي عند رؤيته.