داعش بين التراجع وإعادة التفعيل.. كيف يُوظَّف الإرهاب في المشهد السياسي العراقي؟
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
بغداد اليوم - بغداد
رغم مرور سنوات على إعلان هزيمة تنظيم داعش، لا تزال تحركاته تُشكل مصدر قلق للمؤسسة الأمنية العراقية. التصعيد الأخير في بعض المناطق دفع بالمختصين إلى التحذير من سيناريو إعادة تفعيل التنظيم، حيث قد تلجأ أطراف داخلية وخارجية إلى استخدام الإرهاب كورقة ضغط سياسي.
المختص في الشؤون الأمنية، اللواء المتقاعد صفاء الأعسم، يرى أن داعش لم يختفِ تمامًا من العراق، بل تراجع بفعل الضربات العسكرية، لكنه لا يزال قادرًا على استغلال أي فراغ أمني أو اضطرابات سياسية لإعادة نشاطه.
ويقول الأعسم، في حديثه لـ"بغداد اليوم"، السبت (22 آذار 2025)، إن "تنظيم داعش لم ينتهِ في العراق، لكنه تراجع بشكل كبير، ومع ذلك، فإن العمليات العسكرية النوعية، الجوية والبرية، لا تزال مستمرة ضد بقاياه". ويضيف أن "زيادة نشاطه في بعض المناطق قد يكون نتيجة عوامل داخلية وخارجية تدفع نحو تحريكه".
عوامل تحريك التنظيم وخطورة الاسترخاء الأمني
يحذر الأعسم من أن بعض الأطراف، سواء داخل العراق أو خارجه، قد تستخدم ورقة الإرهاب لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، وهو ما حدث سابقًا وقد يتكرر إذا ما تضررت مصالح هذه الأطراف.
يؤكد الأعسم على ضرورة البقاء في حالة يقظة أمنية وعدم التراخي في قواطع العمليات العسكرية، مشددًا على أن "التنظيم لم ينتهِ حتى يُقال إنه قد يعود مجددًا، فهو موجود بالفعل، لكنه في حالة خمول نسبي، ودائمًا ما يستغل الظروف التي يمر بها العراق أو المنطقة لتفعيل نشاطاته الإرهابية".
ويضيف أن "القوات الأمنية والعسكرية العراقية تبقى على أهبة الاستعداد والجهوزية، لأن تجربة السنوات الماضية أثبتت أن أي استرخاء أمني قد يمنح التنظيم فرصة جديدة للظهور والتوسع".
استراتيجيات المواجهة والتحديات المستقبلية
في ظل هذه التحذيرات، يستمر الضغط العسكري على التنظيم من خلال عمليات استباقية تشمل الغارات الجوية، والمداهمات البرية، والاستخبارات الميدانية، إلا أن ذلك وحده لا يكفي، وفق ما يراه خبراء الأمن.
الأعسم يشدد على أن الاستقرار الأمني الحالي لا يعني زوال التهديد، بل يجب أن تكون هناك استراتيجيات مستدامة تشمل تعزيز التعاون الأمني والاستخباري، وتجفيف مصادر تمويل التنظيم، ومواجهة الفكر المتطرف الذي قد يوفر له بيئة حاضنة في بعض المناطق.
في ظل هذه المعطيات، يبدو أن الخطر لم يُمحَ تمامًا، وإنما هو كامِن بانتظار ظروف ملائمة ليعود بقوة، وهو ما يجعل العراق أمام تحدٍّ مستمر يتطلب نهجًا أمنيًا وسياسيًا متكاملاً لمنع إعادة تدوير الجماعات المسلحة، سواء لأهداف داخلية أو ضمن أجندات إقليمية أوسع.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
العراق ترفع حزب الله والحوثيين في قوائم تجميد أموال الإرهاب
بعد جدل تسببه إدراج جماعتين في قائمة عراقية لأصول كيانات إرهابية مجمدة، أعلنت السلطات العراقية تصحيحاً رسمياً للقرار، بشطب اسمي حركة الحوثي اليمنية وحزب الله اللبناني من تلك القائمة.
وجاء التبرير الرسمي بأن إدراج الاسمين تم "بطريق الخطأ" في القرار الأصل، بحسب ما ذكرته "العربية".
أخبار متعلقة الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ ضربات ضد حزب الله في جنوب لبنانعطلوا البئر الرئيسي.. المستعمرون يحرمون سكان شرق رام الله من المياهمستوطنون يضرمون النار في أراضي الفلسطينيين شمال غرب رام اللهوأفاد مصدر مسؤول في لجنة تجميد أموال الإرهابيين بأن القرار المنشور أواخر العام الماضي، والهادف أساساً لتجميد أموال كيانات مرتبطة بتنظيمي داعش والقاعدة بناءً على طلب خارجي ووفقاً لقرار أممي، قد ضمّ بالخطأ كيانات لا صلة لها بأي نشاط إرهابي.
وكان الإدراج الأولي قد أثار ردود فعل متضاربة وانتقادات من أطراف معينة داخل العراق، قبل أن يتم تصحيح الموقف رسميًا.