قالت صحيفة "نيويورك تايمز" اليوم الأحد إن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أكد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب محق في مسألة تحمل الدول الأوروبية، قدراً أكبر من أعباء الدفاع الجماعي عن نفسها.

وقال ستارمر في مقابلة مع الصحيفة: "نحتاج إلى التفكير في الدفاع والأمن بطريقة أكثر إلحاحاً". وأضافت الصحيفة أن ستارمر يحاول حشد قوة عسكرية متعددة الجنسيات يصفها بتحالف الراغبين في الحفاظ على أمن المجال الجوي لأوكرانيا وموانئها وحدودها بعد أي تسوية سلمية.

A UK nuclear-armed submarine went to battle stations - in a drill for @Keir_Starmer. “You’re looking for the ideal conditions?” the PM asked onboard, as the captain explained how HMS Vanguard must be maneuvered to the right depth for launch

h/t @nytimeshttps://t.co/7Wbnaw944A

— Deborah Haynes (@haynesdeborah) March 23, 2025

وعن ترامب، قال ستارمر: "أعتقد أن علاقتنا جيدة على المستوى الشخصي".لكنه أضاف أن سياسات الرئيس الأمريكي مثل فرض رسوم جمركية بـ 25 %على الصلب البريطاني وانتقاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تسببت في "قدر كبير من الارتباك".

وقال ستارمر: "لا أريد أن ألجأ إلى إثارة الهلع.. علينا التفكير في الدفاع والأمن بطريقة أكثر". وحسب ستامر كانت الأسابيع الماضية حاسمة، وإن كانت صادمة، للزعيم البريطاني الذي تولى السلطة منذ 8 أشهر وسط موجة من السخط على غلاء المعيشة،  والذي يجد نفسه الآن يكافح لتفادي انهيار تحالف ما بعد الحرب العالمية الثانية بين أوروبا والولايات المتحدة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل يوم زايد للعمل الإنساني غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية كانت صادمة بريطانيا ترامب الاتحاد الأوروبي

إقرأ أيضاً:

العالم أمام مرحلة مفصلية

لا يكفّ رئيس أميركا دونالد ترامب، عن إصدار التصريحات والقرارات والتوجّهات التي تشغل الناس في كلّ أطراف الكرة الأرضية، وتحدث قلقاً لدى كثيرين، وتشتّت عقول المهتمّين.

لكأن كثرة التصريحات والتغريدات، التي يطلقها يومياً تشكّل جزءاً من الإعلانات التي تستهدف التأكيد على أن إدارته تمضي قدماً وبنجاح نحو تحقيق هدف استعادة بلده، دورها كالدولة الأعظم والأقوى على الصعيد الدولي.

بعد حملته المحمومة على المهاجرين غير الشرعيين وحتى الشرعيين، وتركيزه على الجالية الصومالية كنموذج، وإلهان عمر عضو الكونغرس الأميركي عن «الحزب الديمقراطي»، وقراره التنفيذي بشأن إخراج «جماعة الإخوان المسلمين» عن الشرعية، بعد كل ذلك أعلن عن إستراتيجية الأمن القومي الأميركي، حتى نهاية العام 2027.

تصريحات وقرارات ترامب، طافحة بالتحريض، والعنصرية وإثارة المزيد من التناقضات داخل المجتمع الأميركي.

بموازاة الحملة ضد ما يُعرف بـ»الإسلاموفوبيا»، تنشط الجماعات اليهودية الصهيونية، على نحو مكثّف، لربطها بمعاداة السامية، في محاولة لإعادة بناء السردية الصهيونية التي تعرّضت لاختلال كبير وواسع بسبب ما ارتكبته وما زالت ترتكبه في قطاع غزّة.

ثمّة اضطرابات واسعة يشهدها المجتمع الأميركي، جرّاء السياسات التي اتخذتها إدارة ترامب منذ وصوله إلى البيت الأبيض، بما في ذلك تحوّلات مهمّة في قواعد الحزبين «الجمهوري» و»الديمقراطي»، واختراقات واسعة مثيرة للاهتمام في حركة «ماغا» الموالية لترامب، والتي ترفع شعار «أميركا أوّلاً».

إستراتيجية الأمن القومي الأميركي التي اعتمدتها الإدارة، تنطوي على متغيّرات مهمّة، على صعيد السياسة الخارجية، ودوائر الاهتمام، تضع الإستراتيجية أميركا اللاتينية على رأس أولويات الإدارة في السنوات المقبلة، بينما تقع منطقة الشرق الأوسط في الخانة الرابعة من الأولويات.
الاهتمام بأميركا الجنوبية، يبدو واضحاً من خلال السلوك العملي الذي يأخذ طابعاً حربياً في حالة فنزويلا، بالإضافة إلى التحريض المستمرّ على كولومبيا.

الولايات المتحدة تحشد قوات ذات طابع هجومي، وتواصل استهداف قوارب تزعم بأنها تقوم بتهريب المخدّرات إليها في منطقة الكاريبي، فضلاً عن إعلانها إغلاق الأجواء في سماء فنزويلا، فيما يبدو أنه جزء من إجراءات للقيام بعمل حربي مباشر ضدّ النظام السياسي.

الاتهامات جاهزة، فبالإضافة إلى ملف المخدرات، ثمّة اتهامات لفنزويلا باحتضان «حزب الله» اللبناني، والتعاون مع إيران، وغسيل عملة، وانتهاكات لحقوق الإنسان.

الهدف واضح، وهو الاستحواذ على ثروات القارة الجنوبية، ابتداءً من فنزويلا التي تملك احتياطي النفط الأكبر على المستوى العالمي. المحاولات الأميركية ضد نظام الرئيس الفنزويلي مادورو، قد تتخذ أشكالاً مختلفة من الحصار، إلى العمل العسكري، إلى إمكانية دعم محاولات انقلابية.
أوروبا حظيت بتحريض واضح، حين تعرّض إلى إمكانية انهيارها وانهيار الحضارة الغربية
وتشير المعطيات إلى أن فشل حملة ترامب، فيما يتعلّق بالرسوم الضريبية، يدفع الإدارة إلى تعويض ذلك من خلال السيطرة على دول تمتلك ثروات طبيعية خاصة ما له علاقة بالطاقة والمعادن النادرة.
أوروبا تقع في قلب الاستهداف الأميركي بحسب إستراتيجية الأمن القومي، والهدف هو تفكيك الاتحاد الأوروبي، للتمكّن من السيطرة على دوله واحدة بعد الأخرى.

أوروبا حظيت بتحريض واضح، حين تعرّض إلى إمكانية انهيارها وانهيار الحضارة الغربية، وكان أصلاً قد تركها تتحمّل المسؤولية عن تغطية تكاليف الدفاع عن أوكرانيا.

استجابت أوروبا لرفع مستوى الإنفاق على العمل العسكري بنسبة 5% لكن ذلك لم يكن كافياً، بالنسبة لترامب، الذي أوحى بإمكانية تفكيك حلف «الناتو»، والتخلّي عن تعهّدات بلده بشأن الحماية الأمنية.

تعكس الإستراتيجية رفع مستوى الضغط الأميركي على أوروبا التي تعارض مبادرته لتحقيق السلام في أوكرانيا، ودعمها لزيلينسكي، الذي لا يزال يعاند الرؤية الأميركية التي عملياً تدعوه للاستسلام، والقبول بشروط بوتين.

ولأن الصين سبق أن أوحت بأنها ستقوم باستعادة تايوان في العام 2027، أي مع نهاية ولاية ترامب، فإن الأخير، أوكل مهمّة التصدّي للصين إلى اليابان وكوريا الجنوبية، ما يعفي بلده من تكاليف التوتّر.

مجمل هذه التطوّرات الداخلية، وعلى مستوى السياسة الخارجية الأميركية، تقدّم مشهداً للسنوات القليلة القادمة ينطوي على قلق شديد لما ينتظر أميركا.

يقول توماس فريدمان في مقال له في صحيفة «نيويورك تايمز»: «عقيدة الأمن القومي لترامب لا تكاد تذكر الخصمين الجيوسياسيّين روسيا والصين»، ويضيف: «في رأيي أن هذه العقيدة تكشف حقيقة عميقة عن إدارة ترامب الثانية، حقيقة مجيئها إلى واشنطن لخوض حرب أهلية ثالثة في أميركا وليس لخوض حرب باردة جديدة للدفاع عن حدود الديمقراطية وتوسيع نطاقها».

افتتاحية «لوموند» الفرنسية، تقول: «إنه من الواضح أن هدف الوثيقة المنشورة في الخامس من كانون الأوّل والتي تحدّد إستراتيجية الأمن القومي لأميركا هي تقويض أوروبا».

ويتفق بيوتر سمولار (لوموند) مع فريدمان حيث يقول: «للصين وروسيا ما يدعو للابتهاج فالتسامح الذي ظهر تجاههما في إستراتيجية الأمن القومي يعزّز اعتقادهما بأن نهاية الهيمنة الأميركية هي في جوهرها عملياً تفكيك ذاتي».

على أن كل ذلك لا يعني أن أميركا ستتخلّى عن دورها في الشرق الأوسط، إذ ينبغي فحص الأدوات والإستراتيجيات الخاصة باستمرار الهيمنة على المنطقة التي لم تفقد أهميتها الإستراتيجية. ترامب يغيّر العالم، ولكن المؤشّرات، لا تفيد بأن هذا التغيير سيكون مضموناً لصالح تعزيز دور بلده كالقوّة الأعظم.

الأيام الفلسطينية

مقالات مشابهة

  • "أوبزيرفر": ما يُسمونه سلامًا بغزة مجرد تطهير للمنطقة
  • العالم أمام مرحلة مفصلية
  • أمريكا ترامب وصدام حضارات مع أوروبا
  • استراتيجية ترامب الأمنية
  • كيف خسرت أوروبا: هل تستطيع القارّة الإفلات من فخّ ترامب؟
  • دونالد ترامب يسعى لتغيير أنظمة الحكم في أوروبا
  • تونس: السجن 12 سنة بحق السياسية المعارضة عبير موسي بعد طعنها في أوامر الرئيس قيس سعيّد
  • الرئيس عون: بغياب سكاف يفقد لبنان صوتاً وطنياً أصيلاً التزم الدفاع عن قضايا الوطن
  • "ظل الحرب يطرق باب أوروبا".. بريطانيا ترفع جاهزيتها للردع
  • نائب وزير الدفاع البريطاني يعترف بسعي لندن إلى "عسكرة" الرأي العام في البلاد