جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-28@02:03:38 GMT

سمات الخريجين

تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT

سمات الخريجين

 

 

 

د. مسلم بن علي المعني **

 

تهتم مؤسسات التعليم العالي بشكل كبير بسمات الخريجين وهي مجموعة من المهارات الأساسية التي من شأنها أن تُسهم في إعداد الطلبة لأدوار مهنية ومجتمعية، وهذه المهارات لا ترتبط بالضرورة بالمجال المعرفي للتخصص الذي يلتحق به الطالب؛ مما يعني أنه لا يجب التركيز على المعرفة التخصصية فحسب وإنما التركيز أيضًا على تطوير مهارات ناعمة مثل مهارات التواصل وحل المشكلات والعمل الجماعي والقدرة على اتخاذ القرار.

ولو نظرنا إلى مهارات التواصل لنجد أنها تركز على قدرة الطالب على التعبير عن أفكاره بوضوح من خلال الكتابة أو التحدث أو الإلقاء وغيرها من المهارات الأخرى المرتبطة بها، أما مهارة حل المشكلات فتتمثل في قدرة الطالب على تحليل الموضوعات التي تعرض عليه والتفكير الناقد مع اقتراح الحلول المناسبة والفاعلة لحل المشكلة. أما مهارات العمل ضمن الفريق فتركز على قدرة الطالب على التعاون والعمل بفاعلية ضمن المجموعة. أما من حيث المهارات الاحترافية والمهنية في اتخاذ القرار فتتمثل في قدرة الطالب على اختيار حلول مبنية على معرفة تخصصية وتتسم بالمسؤولية من بين مجموعة من الخيارات ضمن سياقات مهنية وشخصية.

وعليه، فإنَّ تصميم البرامج الأكاديمية يجب أن يتضمن كيفية إدراج سمات الخريجين في المقررات التخصصية الرئيسية بدلاً من التعامل معها بشكل مستقل بما يضمن إتاحة فرص متعددة للطالب حتى يطور هذه المهارات ويتحلى بها طوال رحلته الجامعية. فلو أخذنا على سبيل المثار مهارة التواصل فإنه من الممكن تقييم هذه المهارة عبر الأوراق البحثية والعروض التقديمية والنقاشات داخل قاعة المحاضرة. أما عن مهارة حل المشكلات، فيمكن تحقيقها عبر دراسات الحالة وتمارين المحاكاة والواجبات التي تتطلب من الطالب التحليل. أما مهارة العمل الجماعي فيمكن تحقيقها عبر المشروعات الجماعية والتمارين التي تتضمن تقييم كل طالب لزميله وكذلك الواجبات الجماعية التي يجب أن يشترك فيها أكثر من طالب. أما من حيث المهارات الاحترافية والمهنية في اتخاذ القرار فيمكن تحقيقها من خلال المناقشات التي تتضمن الأخلاقيات المرتبطة بالتخصص والمقررات القانونية وكذلك المقررات التي تركز على المسؤولية المهنية.

لهذا شرعت الكثير من مؤسسات التعليم العالي في تبني إطار لتقييم مدى تحقق سمات الخريجين التي اعتمدتها المؤسسة من خلال تقييم الطالب عبر مراحل مختلفة أثناء رحلته الجامعية بدلًا من تقييمه في نهاية البرنامج الأكاديمي، ففي السنة الأولى في التخصص، يجب التركيز على تقييم المهارات الأساسية للطالب مع تبني نهج لتنميتها لدى الطالب بشكل منهجي، أما في مرحلة منتصف الرحلة الأكاديمية (السنة الثانية والسنة الثالثة) فيمكن قياس هذه السمات عبر المقررات الرئيسية للتخصص والتجارب العملية والتدريب. وفي السنة الأخيرة من التخصص فيجب إجراء تقييم شامل عبر مقررات محددة مثل مشاريع التخرج ومقررات التدريب العملي وتقييم سوق العمل (قطاع الصناعة) للطالب.

كما تهتم كثير من مؤسسات التعليم بتعقب مستويات خريجيها من خلال مسوحات واستبانات تستهدف معرفة مدى الاستفادة التي حصل عليها الخريج أثناء دراسته بالمؤسسة وكيف هيَّأته الدراسة لسوق العمل، أما من حيث أصحاب العمل، فتقوم المؤسسة باستطلاع آرائهم حول مدى تلبية الخريجين بتطلعات سوق العمل في التَّواصل والعمل الجماعي وغيرها من المهارات المرتبطة بسمات الخريجين؛ حيث إنِّه في حالة أن أظهرت هذه المسوحات وجود فجوة في مهارة مُعينة، يتعيَّن تعديل المنهج الدراسي للبرنامج الأكاديمي؛ بما يُعزِّز الفجوة في المهارة. وبتعديل هذه المقاييس، ستضمن المؤسسة أن مخرجاتها إلى سوق العمل لا تتحلى فقط بالكفاءة الأكاديمية، وإنما أيضًا بالمهارات المطلوبة في سوق العمل؛ بما يضمن للخريجين النجاح في مختلف المسارات الوظيفية.

** عميد كلية الزهراء للبنات

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الرشق: تصريحات ترامب تتعارض مع تقييم الوسطاء

الثورة نت/وكالات أستغرب عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عزت الرشق من التصريحات الصادرة عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقبلها تصريحات المبعوث الأميركي الخاص ويتكوف، التي تتعارض مع تقييم الوسطاء لموقف الحركة، ولا تنسجم مع مجريات المسار التفاوضي، الذي كان يشهد تقدّماً فعلياً، وكانت الأطراف الوسيطة، وخصوصاً قطر ومصر، تعبّر عن ارتياحها وتقديرها لموقف حماس الجاد والبنّاء. وقال الرشق في تصريح صحفي ، اليوم السبت :إن التصريحات الأمريكية تغضّ النظر عن المعرقل الحقيقي لكل الاتفاقات، والمتمثل في حكومة نتنياهو، التي تضع العراقيل، وتراوغ، وتتهرّب من الالتزامات. وأضاف أن “حماس تعاملت، منذ بداية المسار التفاوضي، بكل مسؤولية وطنية ومرونة عالية، وحرصت على التوصّل إلى اتفاق شامل يوقف العدوان، ويضع حدًا لمعاناة أهلنا في قطاع غزة”. وتابع” ردنا الأخير قدمناه بعد مشاورات وطنية موسّعة مع الفصائل الفلسطينية والوسطاء والدول الصديقة، وتعاطينا بإيجابية ومرونة مع جميع الملاحظات المطروحة، في إطار وثيقة “ويتكوف” نفسها، مع تأكيدنا فقط على ضرورة وضوح البنود وتحصينها، خاصة ما يتعلّق بالشقّ الإنساني، وضمان تدفق المساعدات بشكل كثيف وتوزيعها من خلال الأمم المتحدة ووكالاتها المعتمدة، دون تدخل العدو، وكذلك الحال بخصوص خرائط الانسحاب، وحرصنا على تقليل عمق المناطق العازلة التي يبقى فيها العدو خلال ال60 يوماً،وتجنب المناطق الكثيفة السكان لضمان عودة معظم أهلنا إلى أماكنهم”. وأكد أن الاتهامات الأمريكية بشأن المساعدات ومزاعم سرقتها ، باطلة ولا أساس لها ، وقد فنّدها مؤخراً تقرير نشرته وكالة رويترز ، نقلاً عن تحقيق للوكالة الأمريكية للتنمية USAID أشار إلى أن الخارجية الأميركية اتهمت حماس بسرقة المساعدات دون تقديم أدلة مصورة، وأن ما لا يقل عن 44 من أصل 156 واقعة سرقة للمساعدات بغزة كانت بسبب الإجراءات العسكرية الإسرائيلية. وخلص التحقيق أنه لا يوجد أي دليل على أن حماس سرقت بشكل منهجي المساعدات الممولة أمريكيا لقطاع غزة. وقال إنه في المقابل، يواصل العدو قصف المواطنين في مناطق توزيع المساعدات ، ويغذّي الفوضى والانفلات الأمني، ويمنع تأمين قنوات الإغاثة. ودعا الإدارة الأميركية التوقّف عن تبرئة العدو وتوفير الغطاء السياسي والعسكري له لمواصلة جريمة الإبادة والتجويع بحقّ أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة، وأن تمارس دورًا حقيقيًا في الضغط على حكومة العدو للانخراط الجاد في التوصل لاتفاق يُنهي العدوان، ويحقق صفقة تبادل الأسرى.

مقالات مشابهة

  • وزير العمل: تعاون مع العمل الدولية لتنمية المهارات وتعزيز الوظائف الخضراء
  • عُمان تشارك في قمة تقييم منظومات الأغذية التابعة لـ"الأمم المتحدة"
  • «كتابة القصة» تدعم المهارات الذهنية.. «الدانة» يطوّر القدرات الإبداعية للفتيات
  • كاتب اقتصادي قال: بحلول 2030 ستتراجع نسبة الأجانب في المملكة إلى 30%
  • إدارة ترامب تبدأ إعادة تقييم استراتيجيته تجاه غزة
  • الزراعة تُعلن توصيات ورشة تنمية المهارات الشخصية للعاملين بالقطاع الزراعي
  • الرشق: تصريحات ترامب تتعارض مع تقييم الوسطاء
  • ألفين طالب وخريج بجامعة سوهاج يسجلون بمبادرة كن مستعدًا المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية"
  • جامعة زويل: توافق التخصص مع قدرات الطالب وسوق العمل معيار أساسي يجب أن تراعيه الأسر
  • لبنان على طاولة إعادة تقييم أميركية