الأم بين قدسية الدور وجدل المناسبات
تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT
سهام بنت أحمد الحارثية
في كل عام، ومع اقتراب يوم الأم، أجد نفسي وسط جدل يتكرر: هل نحتفل؟ هل نتجاهل؟ هل نُخصّص للأم يومًا؟ أم نكتفي ببرّها الدائم كما أوصانا ديننا؟
وأنا أستمع إلى هذا النقاش الدائر، لا أرى نفسي في طرف دون الآخر، بل أرى ما هو أعمق من ذلك، أرى أمًا بذلت نفسها، عمرها، وصحتها في سبيل الآخرين، وأرى مجتمعًا ما زال أحيانًا لا يمنحها ما تستحق.
أنا لا أعتقد أنَّ تخصيص يوم للاحتفال بالأم يُقلّل من شأنها؛ بل أؤمن أنَّ هذا اليوم يجب أن يكون فرصة، لا بديلاً، فرصة لنقف مع أنفسنا، ونتأمل في عظمة هذا الكائن الذي صبر بصمت، ووهب دون انتظار، وابتسم في وجه التعب كأنَّه لا يعنيه.
الأم ليست بحاجة ليوم، فهي تستحق العمر كله، ولكننا- نحن الأبناء- نحن من نحتاج هذا اليوم، لنستفيق، لنعتذر، لنُعيد ترتيب أولوياتنا التي أرهقها الركض في تفاصيل الحياة.
لا أتحدث من برجٍ عالٍ، بل كإنسانة، كامرأة، وكأم.. أعرف جيدًا أنَّ أجمل ما قد يُهدى للأم ليس هدية مُغلفة، بل لحظة صدق، مكالمة من القلب، حضن يُعيد الطمأنينة، نظرة تحمل امتنانًا عميقًا لا تقدر عليه الكلمات.
أحترم من يرى أن الاحتفال بيوم الأم ليس من ثقافتنا، وأتفهم من يخشى أن يتحول الأمر إلى طقس شكلي، لكنني أؤمن بأن النوايا هي التي تصنع الفارق فإن كان يوم الأم بابًا يُوقظ القلوب، ويُذكّرنا بأن وراء كل نجاح أمًا ظلت خلف الستار، فمرحبًا به.
أنا أحتفل بيوم الأم، ليس لأنه يوم مختلف، بل لأنه مناسبة أتوقف فيها لأقول لأمي، ولكل أم: أنتِ العطاء الذي لا يشبهه عطاء، والحنان الذي لا يُعوض، والدور الذي لا يمكن أن يحلّ محله أحد.
إلى كل من يقرأ كلماتي: لا تنتظروا يومًا، لكن لا تمنعوا أنفسكم من أن تجعلوا هذا اليوم لحظة محبة، صادقة، صافية، تُشبه قلب الأم. فوجودها بركة، ورضاها حياة، ودعاؤها باب مفتوح لا يُغلق.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة حول جريمة المنوفية بحق عروس وطفلها
تتواصل التحقيقات في جريمة المنوفية التي هزت الرأي العام، بعد وفاة عروس وطفلها داخل منزل الزوجية وسط اتهامات صادمة لأفراد الأسرة وأحداث مثيرة للجدل، وسط انتظار تقرير الطب الشرعي النهائي لكشف ملابسات الحادث بالكامل.
تفاصيل الواقعةأعلنت والدة عروس المنوفية المتوفاة بقرية ميت بره أنها وأسرتها يترقبون صدور تقرير الطب الشرعي ونتائج التحقيقات الرسمية من الجهات المختصة، مؤكدة تمسكها بحق القصاص لابنتها وجنينها، وأشارت الأم إلى أنها لن تتنازل عن حقهما مهما كانت الظروف، معتبرة أن العدالة هي السبيل الوحيد للانتقام للضحية.
اتهمت الأم الزوج المتهم، الذي ألقي القبض عليه بواسطة مباحث مركز قويسنا عقب البلاغ الوارد بقتل زوجته داخل منزل الزوجية، بأنها شاهدته "مرتديا ملابس نظيفة" بعد الحادث، متهمة حماته بغسل سجادة غرفة المعيشة فور وقوع الجريمة، في محاولة لإخفاء الأدلة.
أوضحت الأم في تصريحات صحفية أن الحادث لم يكن عشوائيا، وقالت: "خططت هي وابنها للجريمة، قتلوها في الصالة وغيروا ملابسها، وأخبرونا أنها توفيت في غرفة النوم"، مشيرة إلى غياب السلفة التي كانت موجودة وقت الواقعة بشكل مريب وتساؤلها عن مكانها. وأضافت: "فين سلفتها؟ مختفية ليه؟".
بكت الأم بحرقة وهي تصف ما حدث لابنتها وطفلها، مؤكدة أن كل الموجود في المنزل من خزين وطعام خاص بالعروس كان من مشتريات ابنتها وليس من كرم أهل الزوج، وقالت: "هي كانت صعبة عليها ابنها، وأنا صعبان عليا بنتي المقتولة، شفتها مرمية قدامي ومقتولة هي وجنينها".
رفضت الأم كل ادعاءات الحماة ووصفتها بالكذب، مشددة على أن "قتلوا بنتي وغسلوا السجادة بعد اللي حصل"، مؤكدة تمسكها بحق ابنتها القانوني، وختمت حديثها بالقول "حق بنتي مش هسيبه وإن شاء الله ياخدوا الإعدام".
ألقى اللواء علاء الجاحر، مدير أمن المنوفية، إخطارا من مأمور مركز قويسنا العميد نبيل مسلم بوقوع الحادث، وانتقلت قوة أمنية إلى موقع البلاغ وضبطت الزوج المتهم والتحفظ عليه، فيما باشرت جهات التحقيق عملها لكشف كافة الملابسات المتعلقة بجريمة المنوفية التي أثارت جدلا واسعا وتعاطفا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي.
تواصل الأجهزة الأمنية جمع الأدلة وفحص كافة المستندات والشهادات المتعلقة بالحادث، كما ينتظر الجميع تقرير الطب الشرعي النهائي لتحديد أسباب الوفاة وموعد تنفيذ العدالة، وتؤكد مصادر التحقيق أن الإجراءات الرسمية مستمرة وأن كافة أطراف الأسرة المتورطة سيتم التحقيق معهم.