واشنطن تستهدف هدنة وشيكة بين روسيا وأوكرانيا .. وموسكو تتوقع مفاوضات صعبة
تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT
موسكو.كييف."وكالات":
ذكرت وكالة بلومبرج نيوز اليوم نقلا عن مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة تأمل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا خلال أسابيع وتستهدف إبرام مثل تلك الهدنة بحلول 20 أبريل .وقال مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم إنه يتوقع أن تحقق أوكرانيا وروسيا تقدما بشأن وقف إطلاق النار في البحر الأسود خلال المحادثات المقررة في السعودية.
وصرّح ستيف ويتكوف لقناة فوكس نيوز "أعتقد أنكم سترون في السعودية الاثنين تقدما حقيقيا، لا سيما في ما يتعلق بوقف إطلاق النار في البحر الأسود على السفن بين البلدين. ومن ثم، ستتجه الأمور بشكل طبيعي نحو وقف إطلاق نار شامل".
وقلّل الكرملين اليوم من توقعات التوصل إلى حل سريع للنزاع في أوكرانيا، قائلا إن المفاوضات ما زالت في بداياتها وحذّر من أنها ستكون "صعبة".
ومن المقرر أن يعقد وفدان من روسيا وأوكرانيا محادثات منفصلة مع مسؤولين أميركيين في السعودية خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة، فيما يسعى الرئيس دونالد ترامب إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للتلفزيون الرسمي "هذا موضوع معقد للغاية ويتطلب الكثير من العمل. لسنا سوى في بداية هذا المسار".
ولفت إلى أن هناك العديد من "المسائل" و"الخلافات الدقيقة" حول طريقة تنفيذ وقف إطلاق النار المحتمل.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد رفض دعوة مشتركة من الولايات المتحدة وأوكرانيا لوقف إطلاق النار بشكل كامل وفوري لمدة 30 يوما، واقترح بدلا من ذلك وقف الهجمات على منشآت الطاقة فقط.
وقال بيسكوف في المقابلة التي نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي "هناك مفاوضات صعبة تنتظرنا".
وأضاف أن تركيز روسيا "الرئيسي" في المحادثات مع الولايات المتحدة سيكون استئناف لاتفاق نقل الحبوب بشكل آمن في البحر الأسود المبرم عام 2022.
وتابع "إننا نعتزم الاثنين مناقشة موافقة الرئيس بوتين على استئناف ما يسمى بمبادرة البحر الأسود، وسيكون مفاوضونا مستعدين لمناقشة الخلافات الدقيقة حول هذه المشكلة".
وانسحبت موسكو عام 2023 من الاتفاق الذي توسطت فيه تركيا والأمم المتحدة، متهمة الغرب بعدم الوفاء بالتزاماته بتخفيف العقوبات على صادرات روسيا من المنتجات الزراعية والأسمدة.
و قال مسؤولون أوكرانيون اليوم إن ثلاثة على الأقل بينهم طفل عمره خمسة أعوام قتلوا في هجوم كبير شنته روسيا بطائرات مسيرة على العاصمة كييف أدى إلى اندلاع حرائق في مبان سكنية عالية الارتفاع ووقوع أضرار بأنحاء المدينة.
وقال فيتالي كليتشكو رئيس بلدية كييف في منشور على تيليجرام "هجوم كبير للعدو بطائرات مسيرة استهدف كييف"، وأضاف أن فرق الطوارئ أرسلت إلى عدة أحياء بالمدينة بعد ورود بلاغات عن حرائق وأضرار.
وقالت القوات الجوية الأوكرانية إن روسيا أطلقت 147 طائرة مسيرة الليلة الماضية لاستهداف عدة مناطق أوكرانية. وذكر الجيش الأوكراني أن وحدات الدفاع الجوي دمرت 97 من الطائرات المسيرة ولم تصل 25 طائرة مسيرة إلى أهدافها.
وتأتي هجمات الطائرات المسيّرة قبل ساعات من محادثات مزمعة في السعودية، في ظلّ تكثيف الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات. ومن المقرر أن يناقش خبراء ومسؤولون من أوكرانيا والولايات المتحدة وروسيا سبل ضمان سلامة الملاحة في البحر الأسود.
وعلى الرغم من الضغط من أجل السلام، أذاع الجانبان تقارير حول ضربات مستمرة.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن القوات الروسية استخدمت أكثر من 1580 قنبلة موجهة تقذف جوا ونحو 1100 طائرة هجومية مسيرة و15 صاروخا ضد أوكرانيا خلال الأسبوع الماضي.
وأضاف زيلينسكي عبر تيليجرام "نحتاج إلى حلول جديدة، وضغط جديد على موسكو لوقف مثل هذه الضربات. وذكرت خدمة الطوارئ الحكومية الأوكرانية عبر تيليجرام أنه في أثناء إزالة الأنقاض في حي هولوسيفسكي في كييف، عُثر على جثتي طفل ورجل.
وأضافت أن امرأة لقيت حتفها بعد أن تسبب حطام طائرة مسيرة في اندلاع حريق في مبنى سكني مرتفع في حي دنيبروفسكي.
وأعلنت وزارة الداخلية الأوكرانية إصابة ثمانية في المدينة بسبب الهجوم.
وأظهرت صور لخدمة الطوارئ الحكومية فرق إطفاء تكافح الحرائق ليلا بما في ذلك حريق في مبنى سكني.
وقال ميكولا كلاشنيك حاكم منطقة كييف عبر تيليجرام إن شخصين أصيبا وتضررت عدة منازل في المنطقة المحيطة بالعاصمة.ولم يصدر أي تعليق بعد من روسيا. وينفي كلا الجانبين استهداف المدنيين في الحرب التي بدأتها روسيا بغزو شامل لأوكرانيا في فبراير 2022.
ووفقا لخرائط القوات الجوية الأوكرانية، استمرت الإنذارات من غارات جوية في كييف والمنطقة المحيطة بها والنصف الشرقي من أوكرانيا لأكثر من خمس ساعات بدءا من وقت متأخر من أمس السبت.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: وقف إطلاق النار فی البحر الأسود فی السعودیة
إقرأ أيضاً:
واشنطن تتحسّب لردّ إيراني: هجمات سيبرانية محتملة قد تستهدف مؤسسات حكومية
حذّرت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية (DHS) من احتمال لجوء إيران إلى تنفيذ "هجمات إلكترونية منخفضة المستوى" كأحد أشكال الرد على العمليات التي استهدفت منشآتها النووية خلال عطلة نهاية الأسبوع. اعلان
نشرت وزارة الأمن الداخلي، يوم الأحد، مذكرة عبر نظامها الوطني الاستشاري للإرهاب، أشارت فيها إلى أنه لا يوجد تهديد محدد في الوقت الراهن ضد الولايات المتحدة، لكنها حذّرت من "احتمال" حدوث تهديدات على شكل "هجمات إلكترونية محتملة، وأعمال عنف، وجرائم كراهية معادية للسامية"، بحسب ما أفادت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم في بيان.
وتُعدّ العمليات السيبرانية الإيرانية "تهديدًا كبيرًا لأمن الشبكات والبيانات الأمريكية"، بحسب ما أفادت وزارة الاستخبارات الوطنية الأمريكية عبر تقرير نُشر في آذار/ مارس من العام الجاري.
ولكن في حال اختارت إيران الرد عبر الفضاء السيبراني، ما الذي يمكن أن يترتب على ذلك من تأثيرات محتملة؟
مخاوف من اختراق مؤسسات حكومية أمريكيةتستهدف المجموعات الإيرانية المدعومة من الدولة، إلى جانب قراصنة إيرانيين، بشكل متكرر "الشبكات الأمريكية ضعيفة التأمين والأجهزة المتصلة بالإنترنت بهدف تنفيذ هجمات إلكترونية تخريبية"، بحسب تقرير صادر عن وزارة الأمن الداخلي.
وكانت الولايات المتحدة، إلى جانب دول أخرى، قد صنّفت الحرس الثوري الإيراني (IRGC) كجماعة إرهابية أجنبية منذ عام 2019.
ويُنسب إلى إيران تنفيذ هجمات استهدفت "قطاعات البنية التحتية الحيوية"، من بينها النقل والرعاية الصحية وقطاع الصحة العامة، بحسب وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية الأمريكية (CISA).
ويُنسب إلى القراصنة الإيرانيين تنفيذ عمليات اختراق طالت مستشفى للأطفال في الولايات المتحدة، وسدًا في ولاية نيويورك، إضافة إلى استغلال ثغرات في هيئة مياه ببنسلفانيا، إلى جانب استهداف قطاعات أخرى في مختلف أنحاء البلاد.
Relatedبين التكتيك والاستراتيجية... أين تقف إسرائيل بعد ضرباتها ضد إيران؟الأحداث تتسارع والضربات في تزايد.. هل تنذر المؤشرات بنهاية وشيكة للنظام الإيراني؟ إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعدم الكفاءة وتحذر من أضرار بيئية جراء الضربات الأمريكيةوأشار مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) إلى أن جهات مدعومة من إيران تقف أيضًا وراء سلسلة من 46 هجومًا يُعرف باسم "الهجوم الموزع لحجب الخدمة" (DDoS)، استهدفت بنوكًا أمريكية كبرى في عام 2012، من بينها أمريكان إكسبريس وويلز فارجو، ما تسبب في تعطيل حسابات عدد من العملاء.
وتستعد بعض المؤسسات بالفعل لمواجهة الهجمات الإلكترونية الإيرانية المتزايدة، مثل مركز مشاركة وتحليل المعلومات الغذائية والزراعية الأمريكية (Food and Ag-ISAC) ومركز مشاركة وتحليل المعلومات (IT-ISAC).
وأصدرت المنظمتان بيانًا مشتركًا في 13 يونيو/ حزيران الماضي، حذرتا فيه الشركات من الاستعداد "لاحتمالية زيادة الهجمات الإلكترونية من إيران التي تستهدف الشركات الأمريكية".
كما اتهمت وكالة الاستخبارات الأمنية الأمريكية مجموعات مدعومة من الحكومة الإيرانية باستخدام أساليب متعددة كإرسال إشعارات هاتفية متكررة، بهدف اختراق مؤسسات أمريكية من خلال برامج مثل Microsoft 365 وAzure وCitrix.
وبحسب تحذير صادر عن وكالة الاستخبارات الأمنية الدولية لعام 2024، فقد بيعت بعض المعلومات التي جُمعت خلال هجمات إلكترونية إيرانية سابقة استهدفت هيئات حكومية أمريكية، على منتديات خاصة بمجرمي الإنترنت، ما أتاح لجهات فاعلة إمكانية استخدامها في "أنشطة خبيثة".
واخترقت جهات إيرانية فاعلة أيضًا حسابات بريد إلكتروني تابعة لمسؤولين حكوميين بارزين، وفقًا لتقرير التهديدات الصادر عن وكالة الاستخبارات الوطنية الأمريكية. ومؤخرًا، تمكنت هذه الجهات من اختراق البريد الإلكتروني لأحد أعضاء فريق حملة الرئيس دونالد ترامب الانتخابية لعام 2024. وبحسب التقرير، حاولت المجموعة لاحقًا "التلاعب بالصحفيين لتسريب المعلومات" التي حصلت عليها من الحملة.
كما سبق أن قامت جهات حكومية إيرانية بسرقة معلومات من شركات الطيران والأقمار الصناعية الأمريكية (في عام 2020) والجامعات (في عام 2018).
دور المجموعات الناشطةأعلنت شركة "رادوير" الأمريكية المتخصصة في الأمن السيبراني عن رصد 100 مجموعة ناشطة جديدة ظهرت خلال الأسبوع الماضي، وذلك منذ بدء العمليات الهجومية الإسرائيلية ضد إيران في 13 حزيران/ يونيو. وأشارت الشركة إلى أن بعض هذه المجموعات هدّدت بشن هجمات ضد الولايات المتحدة.
وأفادت شركة "رادوير" في 18 حزيران/ يونيو بأن مجموعة تُدعى "السيد حمزة" تعاونت مع مجموعة "دي نت" وعدد من المجموعات الناشطة في مجال القرصنة، لاستهداف الولايات المتحدة في حال "انضمامها إلى الحرب ضد إيران".
وادّعت مجموعة "السيد حمزة" في منشور على تطبيق تلغرام بتاريخ 22 حزيران/ يونيو أنها نفّذت هجمات سيبرانية استهدفت عدة فروع تابعة للقوات الجوية الأمريكية، بما في ذلك منصة التدريب الخاصة بالوزارة، والقدرات التشغيلية للمهام، وبرنامج الحوسبة السحابية. كما زعمت المجموعة أنها استهدفت عددًا من شركات الدفاع الأمريكية، من بينها شركة RTX، وشركة سييرا نيفادا، وشركة أورورا لعلوم الطيران التابعة لشركة بوينغ.
وتسعى "يورونيوز نكست" إلى التحقق من هذه الادعاءات بشكل مستقل.
Related"تخطى دوره الرقابي وساهم بإشعال الحرب".. غروسي في دائرة الاتهامات الإيرانيةضربة واشنطن النوعية: هل نجحت "مطرقة منتصف الليل" في شل البرنامج النووي الإيراني؟الضربات الأميركية تصيب البنية النووية الإيرانية.. ماذا عن المعرفة التراكمية؟وأعلنت شركة DieNet عبر قناتها على تطبيق تلغرام عزمها تنفيذ هجمات جديدة تشمل اختراق البيانات، وشنّ هجمات DDoS واسعة النطاق ضد البنية التحتية الحيوية، إضافة إلى استخدام برمجيات الفدية الخبيثة (Ransomware).
وبحسب شركة "رادوير"، تُعدّ DieNet مجموعة جديدة ظهرت عام 2025، إلا أنها تبنّت بالفعل 61 هجومًا استهدف 19 مؤسسة أمريكية بين 11 و17 آذار/ مارس من هذا العام، من بينها هجوم أسفر عن جمع "كمية هائلة من البيانات" من إدارة التجارة الدولية ووزارة التجارة الأمريكية.
وجاء في تحذير صادر عن شركة "رادوير" في آذار/ مارس أن "حملات دي نت ذات طابع سياسي واضح لا لبس فيه"، مضيفًا: "إنهم يلقون اللوم علنًا على ترامب، معتبرين أن هجماتهم السيبرانية تأتي كردّ انتقامي على التدخلات العسكرية الأمريكية".
أضاف تقرير "رادوير" أن إيران تمتلك "عددًا كبيرًا" من مجموعات التهديد المدعومة من الدولة، والتي سبق أن استهدفت إسرائيل، من بينها Muddy Water، وAPT35 (OilRig)، وAPT35 (Charming Kitten)، وAPT39 (Remix Kitten).
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة