موقع 24:
2025-08-03@04:27:26 GMT

ترامب مشكلة لأهم وجهين لليمين المتشدد في أوروبا

تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT

ترامب مشكلة لأهم وجهين لليمين المتشدد في أوروبا

عندما اجتمع كبار القادة العسكريين لدول حلفاء أوكرانيا في لندن يوم 20 مارس (آذار) لمناقشة إمكانية تشكيل قوة لحفظ السلام، كان هناك غائب بارز: رئيس أركان الدفاع الإيطالي الجنرال لوتشيانو بورتولانو، الذي أوفد ممثلين أقل رتبة، في خطوة وصفتها مجلة "إيكونوميست" بأنها ذات دلالة.

النسبة إلى ميلوني ولوبان، قد يصبح الرئيس الأمريكي صداعاً خطيراً

وجاء الاجتماع في سياق ردّ أوروبا على التراجع الأمريكي المتزايد عن التزاماتها في عهد الرئيس دونالد ترامب، إلا أن رئيسة الوزراء الإيطالية اليمينية المتشددة، جورجيا ميلوني، تُعدّ من المقربين لترامب، ما وضعها في موقف حرج بين دعم الحلفاء الأوروبيين والحفاظ على علاقتها بالرئيس الأمريكي.

من الحماسة إلى الارتباك

في البداية، بدا أن إعادة انتخاب ترامب أنعش اليمين المتشدد في أوروبا، فسياساته المحافظة، المناهضة لليبرالية الاجتماعية، تلاقت مع توجهات قادة مثل ميلوني.

وبدعم من قطب التكنولوجيا إيلون ماسك، بدا أن ذلك قد يمنح دفعة انتخابية لمرشحي اليمين المتشدد، وأبرزهم مارين لوبان في فرنسا، التي تتصدر استطلاعات الرأي استعداداً للانتخابات الرئاسية لعام 2027.

ومع ذلك، تواجه لوبان تهديداً قانونياً، إذ سيقرر القضاء في 31 مارس (آذار) ما إذا كانت ستُمنع فوراً من الترشح بسبب مزاعم تتعلق بإساءة استخدام أموال البرلمان الأوروبي.

لكن سرعان ما أحدثت سياسات ترامب اضطراباً في المشهد الأوروبي. فقد أربك تحوله المفاجئ في العلاقات عبر الأطلسي قادة اليمين المتشدد، مما وضع ميلوني في خلاف مع شركاء إيطاليا في الاتحاد الأوروبي، وكشف عن تناقض بين القومية الفرنسية والأمريكية.

Donald Trump’s disdain for alliances and liking for strongmen threatens the transatlantic alliance.

Europe needs a crash course on how to wield hard power in a lawless era, or it will fall victim to the new world disorder https://t.co/2sclyRpJ1r

— The Economist (@TheEconomist) February 22, 2025 تذبذب مواقف ميلوني

أبدت ميلوني تردداً إزاء الرد الأوروبي الصارم على سياسات ترامب. ففي 17 فبراير (شباط)، تأخرت 50 دقيقة عن اجتماع أزمة نظمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، معللة ذلك بعدم توافقها مع صيغة الاجتماع، الذي لم يشمل جميع دول الاتحاد الأوروبي. وعندما نظّم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر قمة افتراضية موسعة بعد ذلك بشهر، لم تحسم قرار مشاركتها حتى اللحظات الأخيرة.

وفي البيت الأبيض، حين وبّخ ترامب ونائبه جيه دي فانس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، كانت ميلوني الزعيمة الأوروبية الوحيدة التي امتنعت عن إعلان دعمها لأوكرانيا. كما أن نواب حزبها "إخوة إيطاليا" امتنعوا عن التصويت على قرار في البرلمان الأوروبي يدعم كييف، بل إن أحدهم صوّت ضده.

كل هذه المواقف تعكس حذرها من إغضاب ترامب. فقد أعلنت مؤخراً رفضها إرسال قوات إيطالية إلى أي قوة حفظ سلام في أوكرانيا، كما أن حزبها دعم خطة "إعادة تسليح أوروبا" التي أطلقتها المفوضية الأوروبية، لكنه يعارض مصادرة الأصول الروسية المجمدة بموجب العقوبات لاستخدامها لصالح أوكرانيا.

تحول مقلق

كانت ميلوني، حتى وقت قريب، داعمة قوية لأوكرانيا ومعارضة لروسيا. فما الذي دفعها إلى هذا التحول؟ تشير ناتالي توتشي، رئيسة معهد الشؤون الدولية في روما، إلى أن دعم أوكرانيا كان وسيلة لكسب المصداقية السياسية، لكنه مع إدارة ترامب الجديدة أصبح عبئاً. وترى أن ميلوني لن تنضم إلى المجر وسلوفاكيا كدول داعمة لموسكو داخل الاتحاد الأوروبي، لكنها في الوقت ذاته لن تخاطر بمواجهة ترامب.

Trump is turning out to be a problem for Europe’s most important hard-right leaders. His antics are making life difficult for both Meloni and Le Penhttps://t.co/bYVoo5O0tE
from @TheEconomist

— Sophie Pedder (@PedderSophie) March 23, 2025 لوبان.. حسابات مختلفة

أما لوبان، فحساباتها تختلف عن ميلوني، خاصة أنها لا تشغل منصباً حكومياً. فعلى عكس نظيرتها الإيطالية، لم تقدم نفسها يوماً كحليفة لواشنطن، بل لطالما أبدت تقارباً مع روسيا. في 2022، خلال حملتها الرئاسية، طبعت منشورات تحمل صورتها مع فلاديمير بوتين، قبل أن تسحبها سريعاً بعد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا.

مؤخراً، امتنع حزبها "التجمع الوطني" عن التصويت على قرار برلماني يدعم أوكرانيا، كما سبق أن دعت لوبان إلى انسحاب فرنسا من القيادة العسكرية المتكاملة للناتو. لكنها، على خلاف أوربان، لم تتردد في انتقاد ترامب علناً، إذ شجبت قراره تعليق المساعدات العسكرية لأوكرانيا (قبل أن يتراجع عنه لاحقاً).

يتماشى موقفها هذا مع المزاج العام في فرنسا؛ فوفق استطلاع رأي أجري في مارس، يرى 73% من الفرنسيين أن الولايات المتحدة "لم تعد حليفاً" لبلادهم. ورغم ذلك، فإن ترامب يظل مصدر إلهام لليمين المتشدد في فرنسا، إذ ينظر إليه على أنه نموذج للفاعلية السياسية في مواجهة البيروقراطية، وهي رسالة قوية لحزب لوبان في بلد يعاني من تعقيدات إدارية وحكومة أقلية ضعيفة.

ترامب.. صداع سياسي

رغم هذا التأثير، فإن صعود ترامب يطرح تحديات لليمين الأوروبي. ففي مارس، أظهر استطلاع أن شعبية لوبان تراجعت نقطتين إلى 34%، بينما كسب ماكرون خمس نقاط ليصل إلى 23%. كما أن حزبها يشهد انقسامات داخلية، إذ اضطر مساعدها جوردان بارديلا إلى مغادرة مؤتمر محافظ في واشنطن بعد أن قام مستشار ترامب السابق ستيف بانون بإيماءة بدت وكأنها تحية نازية.

في نهاية المطاف، قد يصبح ترامب صداعاً سياسياً لكل من ميلوني ولوبان، فالأوروبيون لا ينظرون إليه بإيجابية. ففي استطلاع حديث، اعتبر 6% فقط من الفرنسيين و8% من الإيطاليين أنه "صديق لأوروبا". وكلما بدا أن قوميته المتشددة تضر بالقارة، زاد تردد الناخبين في دعم نظرائه الأوروبيين. 


المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل يوم زايد للعمل الإنساني غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب ميلوني اليمين المتشدد مارين لوبان ماكرون الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا ترامب اليمين المتطرف ميلوني الاتحاد الأوروبي الحرب الأوكرانية مارين لوبان ماكرون

إقرأ أيضاً:

القاهرة الإخبارية: موسكو تعتبر تصريحات ترامب تصعيد يعوق التسوية في أوكرانيا

قال حسين مشيك، مراسل القاهرة الإخبارية، من موسكو، إن رد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تصريحات ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الفيدرالي هي أولا روسيا ترى بأن مثل هذه التصريحات لا يمكن أن تساهم في عملية تسوية بالنسبة للوضع في أوكرانيا، حيث تعتبر موسكو بأن الرئيس الأمريكي في حال أراد تسوية الأوضاع في أوكرانيا فعليه أن يتدخل بشكل جاد وحذر.

تصعيد غير مسبوق وحرب تلوح في الأفق| ترامب ينشر غواصتين نوويتين ردًا على تهديدات روسيا.. ماذا يعني ذلك؟وول ستريت جورنال: ترامب محبط لعدم إحراز تقدم مع الهند بشأن التجارة

وأضاف «مشيك»، خلال مداخلة على الهواء على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن ما تطلبه موسكو هو اتفاق طويل الأمد وليس وقف للعمليات العسكرية لأن روسيا تعتبر بأن هذه فرصة لأوكرانيا من أجل إعادة التسلق وإعادة تجميع القوات واستهداف القوات الروسية، مشيرا إلى أن خطوات ترامب برؤية النظر الروسية هي تصعيد للوضع الحالي حيث أن ترامب يعرقل المفاوضات التي تجري بين روسيا وأوكرانيا برعاية الولايات المتحدة الأمريكية.

مراعاة قرارات الرئيس الأمريكي 

وأشار «مشيك»، إلى أن موسكو حتى الآن لا تزال تلتزم الصمت على قرار الرئيس الأمريكي الأخير بنشر غواصتين نوويتين، مضيفا أن حتى هذه اللحظة لا يوجد أي تعليق من قبل الجانب الروسي على هذه الخطوة، لكن موسكو ستعمل هذه الفترة على مراعاة قرارات الرئيس الأمريكي ترامب، لأن موسكو تعلم جيدا بأنها تواصل عملياتها العسكرية وأن أي حل أو أي اتفاق في أوكرانيا يجب أن يحقق المصالح الروسية من العمليات العسكرية في أوكرانيا.

طباعة شارك ترامب الرئيس الأمريكي أوكرانيا قرارات الرئيس الأمريكي خطوات ترامب

مقالات مشابهة

  • القاهرة الإخبارية: موسكو تعتبر تصريحات ترامب تصعيد يعوق التسوية في أوكرانيا
  • أميركا والناتو يطوران آلية تمويل جديدة لتسليح أوكرانيا
  • بوتين: روسيا تريد سلاماً دائماً ومستقراً في أوكرانيا
  • هل تفلح تهديدات ترامب في إقناع بوتين بالاتفاق مع أوكرانيا؟
  • ما علاقة إيلون ماسك بصعود شخصيات اليمين المتشدد في أوروبا؟
  • عاجل. بوتين: روسيا تريد سلاما دائما ومستقرا في أوكرانيا
  • واشنطن: ترامب يريد اتفاق سلام في أوكرانيا قبل 8 أغسطس
  • قلق في أوروبا بسبب مبادرة ترامب للسلام
  • أميركا تُحدد سقفا زمنيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • علام اتفق ترامب مع الاتحاد الأوروبي؟ وهل خرج رابحا؟