موقع 24:
2025-05-29@06:17:49 GMT

ترامب مشكلة لأهم وجهين لليمين المتشدد في أوروبا

تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT

ترامب مشكلة لأهم وجهين لليمين المتشدد في أوروبا

عندما اجتمع كبار القادة العسكريين لدول حلفاء أوكرانيا في لندن يوم 20 مارس (آذار) لمناقشة إمكانية تشكيل قوة لحفظ السلام، كان هناك غائب بارز: رئيس أركان الدفاع الإيطالي الجنرال لوتشيانو بورتولانو، الذي أوفد ممثلين أقل رتبة، في خطوة وصفتها مجلة "إيكونوميست" بأنها ذات دلالة.

النسبة إلى ميلوني ولوبان، قد يصبح الرئيس الأمريكي صداعاً خطيراً

وجاء الاجتماع في سياق ردّ أوروبا على التراجع الأمريكي المتزايد عن التزاماتها في عهد الرئيس دونالد ترامب، إلا أن رئيسة الوزراء الإيطالية اليمينية المتشددة، جورجيا ميلوني، تُعدّ من المقربين لترامب، ما وضعها في موقف حرج بين دعم الحلفاء الأوروبيين والحفاظ على علاقتها بالرئيس الأمريكي.

من الحماسة إلى الارتباك

في البداية، بدا أن إعادة انتخاب ترامب أنعش اليمين المتشدد في أوروبا، فسياساته المحافظة، المناهضة لليبرالية الاجتماعية، تلاقت مع توجهات قادة مثل ميلوني.

وبدعم من قطب التكنولوجيا إيلون ماسك، بدا أن ذلك قد يمنح دفعة انتخابية لمرشحي اليمين المتشدد، وأبرزهم مارين لوبان في فرنسا، التي تتصدر استطلاعات الرأي استعداداً للانتخابات الرئاسية لعام 2027.

ومع ذلك، تواجه لوبان تهديداً قانونياً، إذ سيقرر القضاء في 31 مارس (آذار) ما إذا كانت ستُمنع فوراً من الترشح بسبب مزاعم تتعلق بإساءة استخدام أموال البرلمان الأوروبي.

لكن سرعان ما أحدثت سياسات ترامب اضطراباً في المشهد الأوروبي. فقد أربك تحوله المفاجئ في العلاقات عبر الأطلسي قادة اليمين المتشدد، مما وضع ميلوني في خلاف مع شركاء إيطاليا في الاتحاد الأوروبي، وكشف عن تناقض بين القومية الفرنسية والأمريكية.

Donald Trump’s disdain for alliances and liking for strongmen threatens the transatlantic alliance.

Europe needs a crash course on how to wield hard power in a lawless era, or it will fall victim to the new world disorder https://t.co/2sclyRpJ1r

— The Economist (@TheEconomist) February 22, 2025 تذبذب مواقف ميلوني

أبدت ميلوني تردداً إزاء الرد الأوروبي الصارم على سياسات ترامب. ففي 17 فبراير (شباط)، تأخرت 50 دقيقة عن اجتماع أزمة نظمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، معللة ذلك بعدم توافقها مع صيغة الاجتماع، الذي لم يشمل جميع دول الاتحاد الأوروبي. وعندما نظّم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر قمة افتراضية موسعة بعد ذلك بشهر، لم تحسم قرار مشاركتها حتى اللحظات الأخيرة.

وفي البيت الأبيض، حين وبّخ ترامب ونائبه جيه دي فانس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، كانت ميلوني الزعيمة الأوروبية الوحيدة التي امتنعت عن إعلان دعمها لأوكرانيا. كما أن نواب حزبها "إخوة إيطاليا" امتنعوا عن التصويت على قرار في البرلمان الأوروبي يدعم كييف، بل إن أحدهم صوّت ضده.

كل هذه المواقف تعكس حذرها من إغضاب ترامب. فقد أعلنت مؤخراً رفضها إرسال قوات إيطالية إلى أي قوة حفظ سلام في أوكرانيا، كما أن حزبها دعم خطة "إعادة تسليح أوروبا" التي أطلقتها المفوضية الأوروبية، لكنه يعارض مصادرة الأصول الروسية المجمدة بموجب العقوبات لاستخدامها لصالح أوكرانيا.

تحول مقلق

كانت ميلوني، حتى وقت قريب، داعمة قوية لأوكرانيا ومعارضة لروسيا. فما الذي دفعها إلى هذا التحول؟ تشير ناتالي توتشي، رئيسة معهد الشؤون الدولية في روما، إلى أن دعم أوكرانيا كان وسيلة لكسب المصداقية السياسية، لكنه مع إدارة ترامب الجديدة أصبح عبئاً. وترى أن ميلوني لن تنضم إلى المجر وسلوفاكيا كدول داعمة لموسكو داخل الاتحاد الأوروبي، لكنها في الوقت ذاته لن تخاطر بمواجهة ترامب.

Trump is turning out to be a problem for Europe’s most important hard-right leaders. His antics are making life difficult for both Meloni and Le Penhttps://t.co/bYVoo5O0tE
from @TheEconomist

— Sophie Pedder (@PedderSophie) March 23, 2025 لوبان.. حسابات مختلفة

أما لوبان، فحساباتها تختلف عن ميلوني، خاصة أنها لا تشغل منصباً حكومياً. فعلى عكس نظيرتها الإيطالية، لم تقدم نفسها يوماً كحليفة لواشنطن، بل لطالما أبدت تقارباً مع روسيا. في 2022، خلال حملتها الرئاسية، طبعت منشورات تحمل صورتها مع فلاديمير بوتين، قبل أن تسحبها سريعاً بعد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا.

مؤخراً، امتنع حزبها "التجمع الوطني" عن التصويت على قرار برلماني يدعم أوكرانيا، كما سبق أن دعت لوبان إلى انسحاب فرنسا من القيادة العسكرية المتكاملة للناتو. لكنها، على خلاف أوربان، لم تتردد في انتقاد ترامب علناً، إذ شجبت قراره تعليق المساعدات العسكرية لأوكرانيا (قبل أن يتراجع عنه لاحقاً).

يتماشى موقفها هذا مع المزاج العام في فرنسا؛ فوفق استطلاع رأي أجري في مارس، يرى 73% من الفرنسيين أن الولايات المتحدة "لم تعد حليفاً" لبلادهم. ورغم ذلك، فإن ترامب يظل مصدر إلهام لليمين المتشدد في فرنسا، إذ ينظر إليه على أنه نموذج للفاعلية السياسية في مواجهة البيروقراطية، وهي رسالة قوية لحزب لوبان في بلد يعاني من تعقيدات إدارية وحكومة أقلية ضعيفة.

ترامب.. صداع سياسي

رغم هذا التأثير، فإن صعود ترامب يطرح تحديات لليمين الأوروبي. ففي مارس، أظهر استطلاع أن شعبية لوبان تراجعت نقطتين إلى 34%، بينما كسب ماكرون خمس نقاط ليصل إلى 23%. كما أن حزبها يشهد انقسامات داخلية، إذ اضطر مساعدها جوردان بارديلا إلى مغادرة مؤتمر محافظ في واشنطن بعد أن قام مستشار ترامب السابق ستيف بانون بإيماءة بدت وكأنها تحية نازية.

في نهاية المطاف، قد يصبح ترامب صداعاً سياسياً لكل من ميلوني ولوبان، فالأوروبيون لا ينظرون إليه بإيجابية. ففي استطلاع حديث، اعتبر 6% فقط من الفرنسيين و8% من الإيطاليين أنه "صديق لأوروبا". وكلما بدا أن قوميته المتشددة تضر بالقارة، زاد تردد الناخبين في دعم نظرائه الأوروبيين. 


المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل يوم زايد للعمل الإنساني غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب ميلوني اليمين المتشدد مارين لوبان ماكرون الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا ترامب اليمين المتطرف ميلوني الاتحاد الأوروبي الحرب الأوكرانية مارين لوبان ماكرون

إقرأ أيضاً:

في إطار استراتيجية شاملة لتعزيز القدرات الدفاعية.. الاتحاد الأوروبي يقر صندوق أسلحة بـ150 مليار يورو

البلاد – بروكسل
في خطوة وُصفت بالتاريخية على صعيد السياسات الدفاعية الأوروبية، أقر وزراء دول الاتحاد الأوروبي أمس (الثلاثاء)، إنشاء صندوق مشترك للأسلحة بقيمة 150 مليار يورو، في إطار استراتيجية شاملة لتعزيز القدرات الدفاعية للقارة، وسط تصاعد المخاوف من تهديدات روسية مستقبلية وتراجع المظلة الأمنية الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
خطوة نحو استقلال دفاعي أوروبي
ويُعد هذا القرار آخر خطوة قانونية لإطلاق برنامج “العمل الأمني الأوروبي”، الذي يهدف إلى تمويل مشاريع دفاعية مشتركة بين دول الاتحاد، بتمويل قائم على قروض مشتركة، ما يمثل سابقة في تاريخ الاتحاد من حيث التمويل الدفاعي الجماعي.
وتُعتبر هذه الآلية خطوة نحو تعزيز استقلالية القرار العسكري الأوروبي، في وقت تتزايد فيه التساؤلات حول مدى التزام الولايات المتحدة، العضو الرئيس في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بالدفاع عن شركائها الأوروبيين، لا سيما مع تصاعد الخطاب المتشدد من الرئيس ترامب ضد دول الحلف التي لا ترفع إنفاقها الدفاعي إلى النسبة المتفق عليها (2 % من الناتج المحلي).
وبحسب ما كشف عنه دبلوماسيون أوروبيون في قمة بروكسل التي عقدت في 6 مارس الماضي، فإن برنامج إعادة تسليح أوروبا يتطلب تمويلاً إجمالياً يقارب 800 مليار يورو خلال السنوات القادمة. وبخلاف الصندوق الحالي، فإن نحو 650 مليار يورو من هذه القيمة سيتم تأمينها عبر ديون وطنية جديدة من قبل كل دولة عضو في الاتحاد الأوروبي على حدة.
أبعاد القرار: من أوكرانيا إلى العمق الأوروبي
تأتي هذه الخطوة في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا، والتي شكّلت نقطة تحول في الوعي الأمني الأوروبي، حيث لم يعد يُنظر إلى الحرب بوصفها أزمة إقليمية، بل تهديدًا مباشرًا لأمن القارة بأسرها.
وفي رسالة رسمية إلى قادة الدول الأوروبية، كتبت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أن أوروبا تواجه “خطرًا واضحًا وحاضرًا لم يشهد أي منا مثله في حياته”، مشيرة إلى أن “مستقبل أوكرانيا الحرة ذات السيادة، وأوروبا الآمنة والمزدهرة، على المحك”.
قرار الاتحاد الأوروبي قد يُفسّر أيضًا على أنه محاولة لتقليص الاعتماد المفرط على الناتو، في ظل استمرار الضغط الأمريكي، خصوصًا من إدارة ترامب، التي طالما رأت أن الولايات المتحدة تتحمل عبئًا أمنيًا غير متناسب في الدفاع عن أوروبا.
ويبدو أن الرسالة الأوروبية باتت واضحة: لن تترك أوروبا أمنها رهينة للتقلبات السياسية في واشنطن، خاصة مع تنامي التوجهات الانعزالية في السياسة الأمريكية. وبالتالي، فإن صندوق الدفاع الأوروبي الجديد قد يشكل نواة مستقبلية لإنشاء “ركيزة دفاعية أوروبية مستقلة”، سواء داخل أو خارج إطار الناتو.
في ظل المتغيرات الجيوسياسية والتحديات الأمنية المتصاعدة، يبدو أن الاتحاد الأوروبي قد قرر الانتقال من ردود الفعل السياسية إلى مأسسة أمنية فعلية، تترجمها أرقام غير مسبوقة من الاستثمارات العسكرية. غير أن هذا الطموح لن يكون بلا ثمن، سواء على مستوى الدين العام للدول الأوروبية، أو على صعيد إعادة صياغة علاقة القارة مع حلف الناتو والولايات المتحدة، وربما أيضًا، التوازن مع روسيا التي ترى في أي حشد عسكري أوروبي تهديدًا مباشرًا لنفوذها.

مقالات مشابهة

  • تحت رحمة المناخ| الأمن الغذائي الأوروبي في مهب التغيّر البيئي .. الكاكاو والقهوة والقمح في دائرة الخطر
  • في إطار استراتيجية شاملة لتعزيز القدرات الدفاعية.. الاتحاد الأوروبي يقر صندوق أسلحة بـ150 مليار يورو
  • رئيسة مجتمع مدريد: تاريخ كارفخال الأوروبي أعظم من برشلونة
  • الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء صندوق أسلحة بقيمة 150 مليار يورو
  • غدا تشيلسي يواجه ريال بيتيس في نهائي “المؤتمر الأوروبي”
  • الكرملين: أوروبا تواصل انخراطها غير المباشر في الصراع في أوكرانيا
  • ميلوني تدعو لقمة في يونيو لاحتواء التصعيد التجاري بين أوروبا وترامب
  • «الأستاذ» بيليجريني في مواجهة ماريسكا «التلميذ» بحثاً عن المجد الأوروبي
  • خطوة تأخرت كثيرا.. «خبير»: تقرير فرنسا عن الإخوان أوضح أنها جماعة تظهر غير ما تبطن
  • 29 من 36.. تعرف على الأندية المتأهلة إلى دوري أبطال أوروبا