من يُلام في خطأ طبي يرتكبه الذكاء الاصطناعي؟
تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT
تُبشّر تقنيات الذكاء الاصطناعي المساعد بآفاقٍ واعدة لإحداث نقلة نوعية في الرعاية الصحية، من خلال مساعدة الأطباء في تشخيص المرضى وإدارتهم وعلاجهم. ومع ذلك، فإنّ التوجه الحالي لتطبيق الذكاء الاصطناعي المساعد قد يُفاقم التحديات المتعلقة بمنع الأخطاء وإرهاق الأطباء، بحسب موجز جديد أعده باحثون في جامعتي جون هوبكنز وتكساس.
ويُوضّح الموجز أنّ هناك توقعات متزايدة من الأطباء بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي للحدّ من الأخطاء الطبية.
ومع ذلك، لم تُوضَع بعد قوانين ولوائح مناسبة لدعم الأطباء في اتخاذ قراراتهم المُوجّهة بالذكاء الاصطناعي، على الرغم من التبني المُكثّف لهذه التقنيات في مؤسسات الرعاية الصحية.
المسؤولية الطبيةووفق "مديكال إكسبريس"، يتوقع الباحثون أن المسؤولية الطبية ستعتمد على من يعتبره المجتمع مُخطئاً عند فشل التقنية أو ارتكابها خطأً، ما يُخضع الأطباء لتوقعاتٍ غير واقعية بمعرفة متى يجب تجاوز الذكاء الاصطناعي أو الثقة به.
ويُحذّر الباحثون من أنّ مثل هذا التوقع قد يزيد من خطر الإرهاق، وحتى الأخطاء بين الأطباء.
تفسير التقنياتوقالت شيفالي باتيل، الأستاذة المشاركة من جامعة تكساس: "كان الهدف من الذكاء الاصطناعي تخفيف العبء، ولكنه بدلاً من ذلك يُلقي بالمسؤولية على عاتق الأطباء، مُجبراً إياهم على تفسير تقنيات لا يستطيع حتى مُبتكروها شرحها بالكامل".
وأضافت: "هذا التوقع غير الواقعي يُولّد تردداً ويُشكّل تهديداً مباشراً لرعاية المرضى".
ويقترح الموجز الجديد استراتيجياتٍ لمؤسسات الرعاية الصحية لدعم الأطباء من خلال تحويل التركيز من الأداء الفردي إلى الدعم والتعلم التنظيمي، ما قد يُخفف الضغط على الأطباء ويُعزز نهجاً أكثر تعاوناً لدمج الذكاء الاصطناعي.
وقال كريستوفر مايرز، الباحث المشارك: "إن توقع أن يفهم الأطباء الذكاء الاصطناعي ويطبقونه بشكل مثالي عند اتخاذ القرارات السريرية يُشبه توقع أن يُصمّم الطيارون طائراتهم الخاصة أيضاً أثناء تحليقهم بها".
وأضاف: "لضمان تمكين الذكاء الاصطناعي للأطباء بدلاً من إرهاقهم، يتعين على منظمات الرعاية الصحية تطوير أنظمة دعم تساعد الأطباء على تحديد متى وكيف يستخدمون الذكاء الاصطناعي حتى لا يضطروا إلى التشكيك في الأدوات التي يستخدمونها لاتخاذ القرارات الرئيسية".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی الرعایة الصحیة
إقرأ أيضاً:
مصر تتصدر المشهد الإقليمي كمركز للتميز في جودة الرعاية الصحية
شارك الدكتور أحمد طه، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، في فعاليات المؤتمر الدولي الحادي والأربعين للجمعية الدولية لجودة الرعاية الصحية (ISQua)، الذي عُقد في مدينة ساو باولو بالبرازيل خلال الفترة من 12 إلى 15 أكتوبر 2025، تحت عنوان: "نُظم صحية شاملة: مواجهة التحديات بالتكنولوجيا والإنسانية"، وذلك بمشاركة نخبة من الخبراء وممثلي الهيئات والمنظمات الصحية من مختلف دول العالم، لمناقشة سبل تعزيز جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى من خلال التكامل بين الابتكار التكنولوجي والقيم الإنسانية في النظم الصحية الشاملة.
وقدم رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية عرضاً بعنوان:“رحلة مصر الريادية نحو الجودة والاعتماد: مؤشرات وطنية وجودة مستدامة للرعاية الصحية”، استعرض خلاله التجربة المصرية في بناء منظومة اعتماد وطنية تستند إلى معايير دولية معترف بها، وجهود الدولة في ترسيخ مفهوم الجودة والاستدامة في تقديم خدمات الرعاية الصحية، بما يضمن سلامة المريض ورضاه، ويعزز مكانة مصر كأحد النماذج الرائدة في الإصلاح الصحي على المستويين الإقليمي والدولي.
وخلال كلمته، أكد الدكتور أحمد طه أن مفهوم الجودة في الرعاية الصحية ليس جديداً على مصر، بل هو متأصل في جذور الحضارة المصرية التي سبقت العالم في تنظيم الطب كعلم مدوَّن منذ أكثر من سبعة آلاف عام، مستشهداً بالبرديات الطبية المصرية القديمة مثل بردية “إدوين سميث” التي وثَّقت أكثر من 48 حالة من إصابات وجروح تم علاجها وفق بروتوكولات دقيقة منذ عام 1600 قبل الميلاد، لتبرهن أن فكر الجودة وسلامة المرضى متجذّر في الهوية المصرية منذ فجر التاريخ.
وأوضح رئيس الهيئة أن مصر اليوم تواصل هذا الإرث الحضاري العريق من خلال هيئة الاعتماد والرقابة الصحية (GAHAR)، التي أصبحت الركيزة الأساسية لضمان الجودة وسلامة المرضى ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل، مؤكداً أن الهيئة نجحت في تحقيق إنجازات غير مسبوقة في فترة وجيزة، تمثلت في: 613 منشأة صحية معتمدة حتى الآن على مستوى الجمهورية، تشمل مستشفيات ووحدات رعاية أولية ومراكز تخصصية، وتنفيذ 4954 زيارة تقييم ومتابعة ميدانية لضمان استمرارية تطبيق المعايير وتحسين الأداء داخل المنشآت الصحية، تنظيم 192 برنامجاً تدريبياً لبناء القدرات ورفع كفاءة الكوادر الصحية، استفاد منها أكثر من 17,850 متدرباً من العاملين في القطاع الصحي.
وأضاف، أن حصول GAHAR على الاعتماد الدولي الكامل من الجمعية الدولية لجودة الرعاية الصحية (ISQua-EEA) كأول هيئة في إفريقيا والشرق الأوسط يتم اعتمادها على مستوى المعايير، وبرامج التدريب، ونظم التقييم الخارجي، Fما رسَّخ ثقة المجتمع الدولي في المنظومة المصرية للجودة.
كما استعرض الدكتور طه مشروع الهيئة القومي “مؤشر مصر الوطني للجودة – MOASHIR MISR”، الذي يُعد أول منظومة وطنية موحدة لمتابعة مؤشرات الأداء والجودة في جميع المنشآت الصحية المصرية، من خلال 28 مؤشراً رئيسياً يتم تطبيقها عبر ثلاث مراحل، مشيراً إلى أن المشروع جارٍ تنفيذه حالياً، ومن المقرر الإعلان عن نتائجه خلال العام القادم، ليشكل خطوة نوعية نحو حوكمة الأداء وتعزيز الشفافية والمساءلة في القطاع الصحي.
وفي سياق متصل، أشار رئيس الهيئة إلى توسيع نطاق التعاون الدولي للهيئة، من خلال توقيع بروتوكولات تعاون مع عدد من الدول الشقيقة، ، لتأهيل الكوادر وبناء نظم اعتماد وطنية، ما يعزز من مكانة مصر كمنارة إقليمية للتميز في جودة الرعاية الصحية في الشرق الأوسط وإفريقيا.
واختتم الدكتور أحمد طه كلمته بالتأكيد على أن شراكة هيئة الاعتماد والرقابة الصحية مع الجمعية الدولية ISQua تمثل بوصلة للتميز العالمي، وأن الربط بين معايير الاعتماد الوطنية والتحول الرقمي والاستدامة البيئية هو الطريق لتحقيق رعاية صحية آمنة وعادلة ومستدامة لجميع المواطنين، مؤكداً أن ما تحقق من إنجازات هو ثمار دعم القيادة السياسية ووعي الدولة بأهمية الجودة كأداة للإصلاح الصحي الحقيقي، نحو تحقيق رؤية مصر 2030 وبلوغ أهداف التنمية المستدامة في قطاع الصحة.
يذكر أنه بجانب العرض المصري ، شارك في الجلسة أيضاً ممثّلون من جهات اعتماد دولية من الهند، وكوريا الجنوبية، واليابان، والمكسيك، الذين قدموا تجاربهم الخاصة في اعتماد المؤسسات الصحية، مما أثار نقاشاً ثريًّا أمام حضور كثيف من المهتمين بجودة الرعاية الصحية يمثلون عدة دول من جميع أنحاء العالم.
وعلى هامش المؤتمر، التقى الدكتور أحمد طه بعدد من القيادات الدولية، من بينهم رئيس ISQua، الدكتور Ezequiel Garcia Elorrio، والمدير التنفيذي لمنظمة ISQua، الدكتور Carsten Engel، حيث أشادا بالتجربة المصرية الناجحة في تبنّي معايير الجودة، وبتنفيذ الهيئة لخطوات علمية وبرامج تدريبية متميزة. كما التقى أيضاً بالدكتورة Leslee Thompson، المدير التنفيذي لهيئة الاعتماد الكندية Accreditation Canada، حيث أعربت عن إعجابها بما تمتلكه مصر من إرادة قوية في التنمية الصحية وبالمشروعات التي تنفذها الهيئة لبناء قدرات الاعتماد الوطني والانطلاق به نحو العالمية.