كتاب في الأفق: الرؤية السودانية: معوقات بناء الرؤية في عالم مجاور تسوده الصهيونية (٢-٢)
تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT
اسئلة الرؤية أين نحن الآن والى أين نريد الذهاب وكيف نصل هناك. قدمت المجموعات المتحاربة اجابات مختلفة عن هذه الاسئلة وتصادم الرؤيتين إذا اعتبرنا ان هناك رؤي عند الطرفين وسنتناولها لاحقا. ويمكن بشكل عام ان نرى ان الحروب كانت في إطارها العام هي تصادم رؤى حتى وان كانت غير متبلورة او محددة او لايتحدث عنها المجتمع.
وليست الحرب التي يدخل فيها المجتمع مع بعضه ان تكون عنيفة او الحرب كما نعرفها. فكثير من الحروب دارت بين فئات مجتمعية او طبقات او مجموعات مجتمعية تحمل مفاهيم مختلفة. يقول العلامة ابن خلدون في المقدمة: "اعلم أن الحروب وأنواع المقاتلة لم تزل واقعة في الخليقة منذ برأها الله، وأصلها إرادة انتقام بعض البشر من بعض، ويتعصب لكل منها أهل عصبية، فإذا تذامروا لذلك وتوافقت الطائفتان إحداهما تطلب الانتقام والأخرى تدافع كانت الحرب. وهو أمر طبيعي في البشر لا تخلو عنه أمة ولا جيل، وسبب هذا الانتقام في الأكثر إما غيرة ومنافسة، وإما عدوان، وإما غضب لله ولدينه، وإما غضب للملك وسعي في تمهيده." (مقدمة ابن خلدون، دار الفكر، 2016، ص: 258).
ويرى هيجل أنها: " شرط أساسي. للصحة الأخلاقية للشعوب، إذ بدون الحرب أو التهديد بالحرب ربما يواجه شعب خطر فقدان الحس بالحرية... ولا يمكن تسوية النزاعات بين الأمم إلا بالحرب."(مفهوم الحرب، الشهابي، مؤسسة مي، 1990. ص: 43)
الحرب بتعريف الضابط والكاتب البروسي كلاوس فون كلاوزفيتز أن القصد من الحرب هو فرض الإرادة التي تحددها الأهداف السياسية على الآخر، منوها أن غاية الصراع دحر العدو أو المنافس حتى تستقر هذه الأهداف من خلال استراتيجية تتمثل في وسائل مختلفة، مثل هزيمة القوات المسلحة للخصم باستخدام القوة العسكرية المباشرة، وإضعاف هذا الخصم قبل الحرب بالوسائل غير العسكرية، مثل العقوبات الاقتصادية، الضغوط السياسية، والحملات الدعائية ومن ثم تصبح الأدوات المادية والمعنوية وسائل تحقيق الهدف المراد.
برغم عدم تبلور اي مفهوم مسجل لدي الطرفان حول رؤية واضحة يمكن التحقق منها إلا أننا يمكن تلمس توجهات عامة حول وجود الدولة عند الطرف الذي يدافع عن وجود السودان المستقل الموحد والذي تلتف حوله الملايين ضد ما اعتبرته غزواً أجنبياً تموله مجموعة دولية لديها تقسيم ادوار حول دور كل دولة وتتربع عليها الإمارات كراس رمح في تجييش وتخطيط وتمويل الجهة الغازية. تعريف الدولة بالنسبة لهذه الجهة نفسها مختلف عليه، إذ تمثلها مجموعة افكار متناقضة من الدولة المركزية العسكرية بشكل كبير واحيانا المدنية المسيطرة عبر كمبرادورها المرتبط بالخارج والمنفلت من حسن إدارة تنوع الوطن. وفي نفس الوقت تحمل افكار دولة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية التي ظهرت عبر ثوراتها وانتفاضاتها ورفعت شعاراتها واجهضت جميعها بأشكال مختلفة واستعمال تكتيكات مختلفة وقمعت. رغم خلو مفردات الجانب الآخر الجنجويدي وقادته من اي مفاهيم رؤيوية او اخلاقية، إلا انها أتاحت لمثقفين تحلقوا حولها، وجعل توفر المال والنفوذ إمكانية تنظيمها واصطفافها، إمكانية ان يطرحوا السمة الأساسية في اعتراضهم على دولة ٥٦، اي دولة مابعد الاستقلال وسياساتها المنطلق لتنظيرهم وقطب الرحى في ارائهم. وتبنت ذخيرة من الأفكار التي توفرت عبر السنوات في النضال ضد الأنظمة العسكرية والمدنية من المركز والهامش والديمقراطية الطائفية والاستبداد والفساد والعدل الاجتماعي وسوء إدارة التنوع وغيرها من الأشواق الشعبية، التي كانت تظهر في الثورات والانتفاضات والتحركات الشعبية، سواء كشعارات سياسية او في الأشعار والأغاني او منتجات المفكرين والقادة وغيرها. وربما كان معقلها الأساسي ينطلق من التركة الثقيلة التي تركها تراث الإنقاذ الثقيل في الحياة السودانية والتشوهات العميقة التي خربت حياة الوطن والمواطنين، والتي كان للجنجويد انفسهم قدح معلى فيها. من قتل اكثر من ٣٠٠ الف دارفوري وتهجير اكثر من ٤ مليون بين نازح في المعسكرات والدول المجاورة في تشاد وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان وحتى اسرائيل. كانت هذه الفترة الأكثر سوادا في دارفور من حرق القرى والسلب والنهب والاغتصاب والقتل والتي وثقتها المحكمة الجنائية الدولية باتهامات لرئيس النظام عم البشير وبعض معاونية بتهم القتل والحرق والاغتصاب وغيرها.
بدلا من الاعتراف بما ارتكبته في دارفور ومن بعدها في أنحاء الوطن مما وثقته آلاف الوثائق والتسجيلات والأقوال والأخبار،فقد انبرى مثقفي الجنجويد في ربط رؤيتهم كمعادل موضوعي لما ارتكبته الإنقاذ ومفاسد الكيزان واستبدادهم. هذا واعتبرت الشعب السوداني كان ايضاً شريكا، رغم انه قدم آلاف الشهداء ومئات الاعدامات والفصل للصالح العام والتشريد والتعذيب وبيوت الأشباح وغيرها من المآسي والويلات وفصل الجنوب. بلغ ضلال مثقفي الجنجويد طورا بعيدا في سردياته التي تنشرها وسائل إعلام مخصصة لهم وترعاهم ومفتوحة لهم، ووسائل استخباراتية وجهات مشبوهة وغيرها.
الذكاء الاصطناعي
في هذا الكتاب قمت باستعمال الذكاء الاصطناعي عبر تطبيقات DeepSeek الصيني في نسخته الأولى على الموبايل ChatGPT الأمريكي ايضاً في نسخته الأولى على الموبايل. الذكاء الاصطناعي (AI) يتمتع بميزات وحسب تعريفه يمكن حصرها في:
١-معالجة البيانات الضخمة: قدرته على تحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة فائقة تفوق البشر، مثل تحليل الصور الطبية أو التنبؤ بالأنماط المالية.
٢-الأتمتة الذكية: إنجاز المهام الروتينية والمتكررة (مثل خدمة العملاء عبر الروبوتات أو إدارة المخزون) بفعالية، مما يوفر الوقت والجهد.
٣-التعلم التلقائي (Machine Learning) اي قدرته على التعلم من البيانات وتحسين أدائه مع الوقت دون تدخل بشري مباشر، مثل تحسين توصيات الفيديوهات على منصات مثل YouTube.
٤-التفاعل بلغات متعددة:
دعم اللغات المختلفة والترجمة الفورية، مما يسهل التواصل بين الثقافات.
5-التوافر 24/7: العمل دون تعب أو حاجة إلى الراحة، مثل أنظمة الدعم الفني الآلي
٦: التحليل الدقيق اكتشاف أنماط خفية في البيانات قد لا يلاحظها البشر، مثل تشخيص الأمراض النادرة من خلال الصور الطبية.
٧- الإبداع المساعد: توليد أفكار جديدة في مجالات مثل الفن (مثل توليد صور بواسطة DALL-E) أو كتابة النصوص (مثل ChatGPT).
وعندما سالته عن القيود كانت إجابته دقيقة جدا
1. غياب الفهم الإنساني: لا يمتلك مشاعر أو وعيًا أو إدراكًا للسياقات الإنسانية المعقدة (مثل التفريق بين النكتة والشتيمة بدقة).
2. التحيز في البيانات: إذا كانت البيانات المُدَرَّب عليها متحيزة، ستنتج قرارات متحيزة (مثل التمييز العرقي أو الجنسي).
3. الحاجة إلى بيانات ضخمة: يعتمد على البيانات المتاحة، وقد يفشل في اتخاذ قرارات دقيقة إذا كانت البيانات ناقصة أو غير متنوعة.
4. عدم القدرة على التكيّف خارج المهام المُحددة: معظم أنظمة الذكاء الاصطناعي مُصممة لمهام محدودة ولا تستطيع التعامل مع مواقف غير مألوفة (مثل روبوت يتعطل عند مواجهة مشكلة لم يُبرمج لها).
5. الأخطاء غير المتوقعة: قد يرتكب أخطاءً تبدو غريبة للبشر، خاصة في المواقف المعقدة أو الغامضة.
6. المخاطر الأخلاقية: إساءة الاستخدام (مثل المراقبة الجماعية أو الأسلحة الذكية) أو انتهاك الخصوصية.
7. الاعتماد على البنية التحتية: يحتاج إلى طاقة حوسبة عالية وبنية تحتية تقنية قد لا تكون متوفرة في كل مكان.
الخلاصة: الذكاء الاصطناعي أداة قوية لتحسين الكفاءة واتخاذ القرارات، لكنه ليس بديلًا عن الذكاء البشري أو الحكم الأخلاقي. تطويره يحتاج إلى شفافية وضوابط أخلاقية لتجنب المخاطر.
الذكاء الاصطناعي يحلل البيانات بناءً على ما تعلَّمه سابقًا من خلال التدريب على سيرفرات ضخمة، لكنه ليس كيانًا واعيًا أو مستقلاً. دقته تعتمد على جودة البيانات وحداثتها، وقدرته على التكيّف مع الأسئلة الجديدة محدودة بحدود تدريبه.
الذكاء الاصطناعي لا "يقرأ" التحليلات الموجودة مسبقًا بالطريقة التي يفعلها البشر، ولا "يحلل" بنفسه بوعي أو فهم ذاتي. بدلًا من ذلك، يعتمد على **آلية رياضية معقدة** تُمَكِّنه من **توليد استجابات أو تحليلات** بناءً على الأنماط التي تعلَّمها خلال التدريب. إليك التفاصيل.
أمثلة توضيحية
إذا سألته ما أسباب الحرب الأهلية في السودان؟" الذكاء الاصطناعي: سيولّد إجابة بناءً على النصوص التي تدرَّب عليها (مثل مقالات أو كتب تتحدث عن الموضوع)، دون الوصول إلى تحليلات محدثة بعد تاريخ تدريبه. المحلل البشري: قد يستخدم مصادر حديثة أو مقابلات مع خبراء لتقديم تحليل أعمق.
إذا طلبت منه اكتب قصيدة عن الحب" الذكاء الاصطناعي: سيستخدم أنماط القصائد التي رآها في التدريب لإنشاء نص جديد يشبهها إحصائيًا. الشاعر البشري: يعبر عن مشاعره وتجاربه الشخصية.
نحن الآن في بدايات عصر الذكاء الاصطناعي وسوف يرى العالم تطورا مذهلاً في هذا المجال. كما سوف يدعم هذا التطور في مجال الحوسبة.
الكمبيوتر الشخصي
وهو يعتمد على نظام البايتات. البايت هو وحدة قياس أساسية في الحوسبة، ويتكون من **8 بت (bits)**. كل بت يمثل قيمة ثنائية (0 أو 1).
استخدام البايتات في الكمبيوتر الشخصي
التخزين والمعالجة: تُستخدم البايتات لتمثيل البيانات داخل الكمبيوتر، مثل: النصوص (كل حرف = 1 بايت أو أكثر في أنظمة الترميز الحديثة مثل Unicode).
الأرقام (مثل الأعداد الصحيحة أو الفاصلة العائمة).
تعليمات البرمجة (الأوامر التي ينفذها المعالج).
الذاكرة والعنونة: تُنظَّم الذاكرة (RAM أو التخزين) في الكمبيوتر على شكل وحدات بايتات، حيث يُحدَّد كل موقع ذاكرة بعنوان فريد (مثل `0x0001`).
الكمبيوتر الكمومي
يتم استعمال الكيوبت (Qubit) الكيوبت هو الوحدة الأساسية للمعلومات في الحوسبة الكمومية، ويعتمد على مبادئ فيزياء الكم مثل التراكب (Superposition)والتشابك الكمومي (Entanglement)
لا يقتصر على 0 أو 1، بل يمكن أن يكون في "حالة تراكب" بينهما (مزيج من 0 و1 في نفس الوقت).
الخصائص
التراكب: يمكن للكيوبت تمثيل حالات متعددة في الوقت ذاته.
التشابك: ارتباط كيوبتات معًا بحيث يؤثر قياس أحدها على الآخرين فورًا، حتى لو كانت المسافة بينهم كبيرة.
القوة الحاسوبية: تتفوق الحواسيب الكمومية في حل مشكلات معقدة (مثل التشفير، محاكاة الجزيئات) بسرعة هائلة.
Dr. Amr M A Mahgoub
[email protected]
whatsapp: +249911777842
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
إصلاحات لتعزيز الذكاء الاصطناعي في الاتحاد الأوروبي: عرض لأفكار تي بي آي
ورقة من معهد توني بلير تشرح سبل بقاء أوروبا تنافسية في عصر الذكاء الاصطناعي بإصلاح التنظيم وأسواق المال وتعزيز الحوسبة والطاقة وتصدير منظومتها الرقمية.
نُشرت هذه القصة أصلاً على EU Tech Loop كجزء من اتفاق مع "يورونيوز". الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تمثل بأي شكل من الأشكال الموقف التحريري لـ"يورونيوز".
هذا الأسبوع، بينما كان القادة الأوروبيون يناقشون مفهوم السيادة الرقمية الأوروبية في برلين، أصدر "Tony Blair Institute for Global Change" (TBI) ورقة بعنوان "Europe in the age of AI: How Technology Leadership Can Boost Competitiveness and Security"، تحدد الإصلاحات اللازمة لإعادة تشكيل الإطار التنظيمي للاتحاد الأوروبي، وضمان توفر القدرات التقنية المناسبة، وتسريع اعتماد الذكاء الاصطناعي، وإيجاد طرق أفضل لتصدير "المنظومة الرقمية الحكومية الأوروبية".
للوهلة الأولى، تقدم الورقة توصيات بنيوية ملموسة للاتحاد الأوروبي، من دون الوقوع في السردية التبسيطية حول حصص المشتريات العامة التي، برأينا، وللأسف، كثيراً ما تطغى على النقاش بشأن السيادة الرقمية الأوروبية.
المشكلاتتُبرز الورقة العديد من المشكلات البنيوية في الاتحاد الأوروبي على مستويات الحوكمة والتنظيم والتنفيذ، وهي مشكلات تعرقل اعتماد الذكاء الاصطناعي وتطويره وتصدير "المنظومة الرقمية الأوروبية" إلى خارج الاتحاد.
يقول المؤلفون إن الأسواق المجزأة واللوائح المعقدة تعوق الشركات عن التوسع، فيما يُكبَح نظام الابتكار الأوروبي بسبب "نقص استثمار مزمن"، يفاقمه "بعض من أغلى أسعار الطاقة في العالم".
ويتناول التقرير بالنقد التصور التبسيطي للسيادة الرقمية: "اليوم، كثيراً ما تخلط النقاشات الأوروبية بين السيادة الرقمية والانعزالية: الاعتقاد بأن علينا بناء بدائل محلية لكل تقنية. هذا غير قابل اقتصادياً للتحقق ومربك استراتيجياً؛ فالسّيادة الحقيقية لا تتعلق بالملكية، بل بالقدرة على التأثير والاختيار".
الحل رقم واحد: إصلاح اللوائح الرقمية، تحسين الوصول إلى رأس المال، وإصلاح أسواق العملالمجال الأول الذي تقترح الورقة إصلاحه ليس مفاجئاً على الإطلاق؛ إذ يدعو TBI إلى "إصلاح لوائح أوروبا وآليات صنع القرار لخلق سوق رقمي ملائم للابتكار وضمان أن الأسئلة على مستوى أوروبا تُجاب بإجابات على مستوى أوروبا"، لأن "الإطار التنظيمي الرقمي القائم يجعل ابتكار الشركات وتوسعها وقدرتها على المنافسة عالمياً أموراً مكلفة، ويُجسّد قانون الذكاء الاصطناعي هذه التحديات".
وتجادل الورقة أيضاً بضرورة أن يستفيد الاتحاد من "Digital Omnibus" لـ"تبسيط التقارير، وتنسيق الإنفاذ، وتيسير التنظيم عبر الدول الأعضاء"، وتسريع تنفيذ اتحاد الادخار والاستثمار وإقرار نظام رقم 28.
وعلاوة على ذلك، تدعو الورقة إلى إنشاء بورصة على مستوى القارة وإلى تحديث أسواق العمل؛ وللأسف، لم يحظَ هذا الأخير بالاهتمام الذي يحتاجه داخل الاتحاد الأوروبي.
الحل رقم اثنان: ركائز مادية ورقمية، قدرة الحوسبة، وطاقة ميسورة التكلفةتشير الورقة إلى مبادرات الاتحاد الحالية مثل "EU Gigafactories" و"EuroHPC JU"، ولا تخوض في تفاصيل ما إذا كانت هذه المبادرات وتوزيع مصانع الذكاء الاصطناعي ستبلغ الحجم الضروري. كما تدعو، وبترحيب كبير، إلى تهيئة ظروف "لاستقطاب استثمارات خاصة واسعة النطاق في بنية الذكاء الاصطناعي التحتية".
وعلى صعيد الطاقة، تدعو الورقة إلى تسريع قيام اتحاد طاقة أوروبي و"إطلاق برنامج طاقة قاري" لتنسيق تطوير محطات نووية جديدة وتسريع منح التراخيص لمصادر الطاقة المتجددة والشبكات والتخزين.
الحل رقم ثلاثة: حوافز واقعية لتسريع اعتماد الذكاء الاصطناعيفي ما يتعلق باعتماد الذكاء الاصطناعي، تركّز الورقة على ثلاثة مجالات رئيسية: توافر البيانات، وإطار تنظيمي ملائم لاعتماد متسارع للذكاء الاصطناعي، وإصلاح طريقة عمل الجامعات الأوروبية.
أولاً، تقترح الورقة تسريع اعتماد الذكاء الاصطناعي عبر بناء نظام بيئي موثوق وقابل للتشغيل البيني قائم على الابتكار المفتوح المصدر. ويريد TBI أن تُسهِم "إستراتيجية اتحاد البيانات" المقبلة في "فتح مجموعات بيانات استراتيجية" واستخدام أدوات الشراء العام وحوافز "أرصدة الحوسبة" لتيسير جذب السوق.
ملاحظة جانبية: إن ذكر إصلاح "اللائحة العامة لحماية البيانات" (GDPR) يُعد في هذه المرحلة أمراً حساساً سياسياً في أوروبا، ولم يشر إليه TBI صراحة. ومع ذلك، إذا استُكمِلت "إستراتيجية اتحاد البيانات" بإصلاح جريء لـ"Digital Omnibus" يشمل الـGDPR في سياق الذكاء الاصطناعي، فقد نشهد التغيير الذي يحتاجه الاتحاد الأوروبي بشدة.
ثانياً، يقترح TBI إنشاء حزم تنظيمية خاصة بكل قطاع لاعتماد الذكاء الاصطناعي، توفّر وضوحاً تنظيمياً ومسارات موافقة سريعة.
ثالثاً، تدعو الورقة إلى "مواءمة أنظمة الجامعات مع متطلبات اقتصاد الابتكار الحديث لاستقطاب الباحثين وتعزيز قاعدة المواهب في أوروبا".
ويجادل المؤلفون بأن الجامعات الأوروبية مقيدة بـ"حوكمة جامدة وحوافز متقادمة ورواتب غير تنافسية"، وهو ما يدفع الباحثين البارزين ومواهب الذكاء الاصطناعي إلى الخارج.
ولتغيير ذلك، يقترح TBI أن تُصلِح الحكومات والجهات المموِّلة والجامعات هياكل المسارات المهنية، وأن تزيد من درجة الاستقلالية، وأن تقدّم رواتب تنافسية عالمياً، إلى جانب مسارات مرنة بين الأوساط الأكاديمية والصناعة.
وهذه توصية مرحّب بها، لكن بناءً على ما نعرفه عن بعض المشكلات في جامعات الاتحاد الأوروبي، نعتقد أن الاستقلالية والتمويل الإضافي لا ينبغي أن يكونا أمرين مُسلَّماً بهما للجميع، على الأقل ليس لمن هم دون الأداء المطلوب. أما المؤسسات التي تُظهِر بالفعل نتائج واضحة وملموسة، فينبغي منحها استقلالية أكبر والتمويل اللازم.
الحل رقم أربعة: البحث عن وسائل أفضل لتصدير "المنظومة الرقمية الأوروبية"يتناول الجزء الرابع من الورقة مسألة تعزيز انخراط أوروبا العالمي في مجال التكنولوجيا "لإبراز النفوذ والقيم على مستوى العالم".
ومن المقترحات الملموسة إطلاق "استراتيجية منسّقة لتصدير المنظومة الحكومية الرقمية الأوروبية إلى العالم" عبر مبادرات مثل "Global Gateway". وتركّز الورقة أيضاً على إنشاء "مراكز تكنولوجية أوروبية إقليمية" حول العالم، يعمل فيها خبراء تقنيون ودبلوماسيون، من أجل الترويج لمنظومة تقنية أوروبية. وثالثاً، تقترح الورقة إنشاء "آلية أوروبية لتسريع الاستثمار" تساعد المستثمرين على اجتياز المتطلبات التنظيمية للمشاريع الاستراتيجية.
ملاحظة جانبية: إن إصلاح "البوابة العالمية" Global Gateway مطروح على أجندة المفوضية الأوروبية، لكن بعض المنتقدين يرون أنه قد يكون من الأسهل البدء من جديد بدلاً من إصلاحها بطريقة تجعل شركات الاتحاد الأوروبي قادرة فعلاً على منافسة الشركات الأمريكية أو الصينية في قارات مثل أفريقيا أو أميركا اللاتينية.
ومع ذلك، واقعياً لا توجد آليات بديلة، وعلى الاتحاد الأوروبي أن يستثمر بالتأكيد في جذب خبراء التكنولوجيا لدعم التصدير العالمي لمنظومته الحكومية الرقمية. في الوقت الراهن، تكون العملية غالباً مجزأة، إذ تُترك الشركات لتدير جهود التصدير بنفسها، فيما يفتقر كثير من الدبلوماسيين إلى الخبرة اللازمة لتيسيرها بفعالية.
كما أن آلية تسريع للمساعدة في اجتياز القواعد المعقدة تُعد إضافة مرحّباً بها. ورغم أن البعض قد يجادل (تقليدياً) بأن ذلك سيخلق طبقة إضافية من التعقيد، فإن آليات مشابهة مطبقة بالفعل على مشاريع الاستثمار الأجنبي في بعض دول الاتحاد الأوروبي، وقد سهّلت كثيراً الانطلاق العملي للمشاريع. ويمكن ويجب تطبيق المبدأ نفسه على المشاريع الاستراتيجية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة