الهجوم والتجاهل.. هل تصمد استراتيجية ترامب أمام أزمة الأمن القومي؟
تاريخ النشر: 27th, March 2025 GMT
يشن البيت الأبيض حرباً من نوع آخر، مستعيناً باستراتيجية مألوفةٍ استخدمها الرئيس دونالد ترامب لعقودٍ لتبديد الجدل وقوامها الهجوم، والهجوم، ثم الهجوم.
ترامب أعرب سراً عن إحباطه مما حصل
وأطلق الرئيس وكبار مستشاريه وكبار مسؤولي الحكومة حملةً لتجاهل إحدى أكبر أزمات ولاية ترامب الثانية، وهي منقاشة كبار مسؤولي الأمن القومي عملياتٍ عسكريةً حساسةً في اليمن عبر تطبيق مراسلاتٍ غير حكومي، وتم إضافة رئيس تحرير مجلة "أتلانتيك" إلى المجموعة بالخطأ.
وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال" إن ترامب أعرب سراً عن إحباطه مما حصل، حسبما أفاد أشخاصٌ مطلعون، لكنه اتخذ قراراً استراتيجياً بإخفاء انزعاجه وعدم التراجع عن موقفه في العلن.
وبدلاً من ذلك، هاجم مصداقية مجلة "أتلانتيك" ورئيس تحريرها، جيفري غولدبرغ، الذي لطالما كان هدفاً لغضبه، وقلل من شأن مخاوف مسؤولي الإدارة السابقين والديمقراطيين وبعض الجمهوريين من أن هذه الحادثة كشفت عن ثغراتٍ خطيرةٍ في الأمن القومي.
????BREAKING: The Atlantic just dropped the Signal war plans thread—straight from Trump’s inner circle.
F-18s, drones, Tomahawks. Timed to the minute.
This isn’t a movie script. This is what they were texting each other.
The editor-in-chief got added to the chat by accident.
Now… pic.twitter.com/1BZ3n7wa18
وقال ترامب للصحافيين في المكتب البيضاوي يوم الأربعاء: "إنها حملةٌ تشويهٌ... لم يقع أي ضرر لأن الهجوم كان ناجحاً بشكل لا يُصدق. وهذا ما يجب أن نتحدث عنه".
تحدي كبيروكشفت محادثة "سيغنال" حول الخطط الأمريكية لشن هجوم على الحوثيين عن كيفية إدارة البيت الأبيض للسياسة، كما تُمثل أيضاً اختباراً كبيراً لكيفية تعامل المسؤولين مع التداعيات.
وترى الصحيفة أن ترامب لجأ إلى استراتيجية "الردع" هي نفسها التي استخدمها ترامب في أوقات الأزمات السابقة، منذ أيامه كمطور عقاري في نيويورك، مشيرة إلى مواصلة توجيه الهجوم نحو وسائل الإعلام، وإنكار المخالفات، وإثارة التساؤلات حول صحة الادعاءات.
"فضيحة أتلانتيك" تكشف فوضى إدارة ترامب - موقع 24ربما من أعظم الدروس لعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هو التمييز بين الصدمة والمفاجأة.
تجاوز الجدللطالما كان ترامب واثقاً من قدرته على تجاوز الجدل، إذ صمد أمام تحقيق في مزاعم عن صلات روسية بحملته عام 2016، كما نجا من مساءلتين عن عزله، والعديد من الفضائح الأخرى والصراعات الشخصية، وقد منحه فوزه في الانتخابات في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ثقة متجددة بنفسه واستعداداً لاختبار حدود سلطته، وفقاً لأشخاص مقربين منه.
Trump defends his officials using a Signal group chat—including a journalist—to discuss war plans, calling it "the best technology for the moment."
Next up: Top-secret briefings via Instagram DMs. pic.twitter.com/kXVAWfXdsk
وقرر الرئيس بعد ظهر يوم الاثنين عدم إقالة مستشار الأمن القومي مايك والتز، الذي بدأ محادثة سيغنال دعا إليها غولدبرغ عن غير قصد، وفقاً لمسؤولين في الإدارة، لكن ترامب اعتبر الحادث سراً إحدى أولى انتكاسات إدارته، وفقاً للمسؤولين.
وأفاد شخص مطلع على تفكيره أن وزير الخارجية ماركو روبيو شعر بالإحباط بشكل خاص من الحادث، ويرجع ذلك جزئياً إلى اعتقاده أنه ما كان ينبغي للإدارة مناقشة مثل هذه الأمور الحساسة على سيغنال.
وكان روبيو جزءاً من محادثة سيغنال، مع أنه أكد للصحافيين يوم الأربعاء أنه لم يُفصح عن معلومات حساسة.
وقال روبيو: "لقد ارتكب أحدهم خطأً فادحاً" بإضافة غولدبرغ إلى المحادثة، في تعليقات بدت وكأنها تتجاوز ما ذكره مسؤولون آخرون في الإدارة، ولم تستجب وزارة الخارجية فوراً لطلب التعليق.
خطأ فادح..روبيو يتحدث عن تسريب مناقشات سرية عبر تطبيق سيغنال - موقع 24اعترف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الاربعاء بـ "خطأ فادح" إثر ضم صحافي الى مجموعة دردشة تضم مسؤولين أمريكيين ناقشوا الضربات ضد الحوثيين في اليمن.
التصريحات العلنيةلكن الرئيس وكبار مستشاريه كانوا منسجمين إلى حد كبير في تصريحاتهم العلنية، إذ استغل كبار مسؤولي الإدارة اختيار مجلة "أتلانتيك" للكلمات لرفض تقريرها، وذكرت المجلة، في تقريرها الصادر يوم الاثنين، أن وزير الدفاع بيت هيغسيث قد شارك "خطط حرب" في مجموعة سيغنال، ووصفها تقرير الأربعاء بأنها "خطط هجوم".
الديمقراطيون يضغطون لتسليم تسريبات محادثة "أتلانتيك" - موقع 24جاء في وثيقة أن مشرعين ديمقراطيين في مجلس النواب الأمريكي، سعوا أمس الأربعاء، إلى إجبار إدارة الرئيس دونالد ترامب على تسليم سجلات متعلقة بالكشف عن خطط عسكرية شديدة الحساسية، تمت مشاركتها عبر تطبيق مراسلة تجاري.
ورد غولدبرغ، في مقابلة مع قناة "أم أس إن بي سي" يوم الأربعاء، إن الإدارة تمارس "لعبة دلالية". وقالت مجلة "أتلانتيك" إنها قررت نشر نصوص مفصلة للمحادثة بعد أن قالت الإدارة إن لا شيء مما تمت مناقشته سرياً - وهو ادعاء نفاه خبراء خارجيون ومسؤولون سابقون في الأمن القومي، بمن فيهم وزراء دفاع وجنرالات.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب اليمن الحوثيين ماركو روبيو ترامب اليمن الحوثيون الحوثي ماركو روبيو الأمن القومی
إقرأ أيضاً:
هل تصمد القبة الحديدية أمام صواريخ إيران؟ الجواب قد يرسم ملامح الحرب
بينما يشكّل التدخل الأميركي المحتمل في البرنامج النووي الإيراني نقطة تحوّل حاسمة في مسار الحرب بين إسرائيل وإيران، إلا أن مصير هذا النزاع يعتمد على عاملين رئيسيين: مخزون إسرائيل من صواريخ الاعتراض، ومخزون إيران من الصواريخ البالستية بعيدة المدى. اعلان
منذ أن بدأت إيران ردّها العسكري على إسرائيل الأسبوع الماضي، أثبتت منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية، الرائدة عالمياً، فعاليتها في اعتراض معظم الصواريخ الإيرانية، ما منح سلاح الجو الإسرائيلي متسعاً من الوقت لشن ضرباته على إيران دون تكبّد خسائر فادحة على الجبهة الداخلية.
لكن مع استمرار الحرب، تستهلك إسرائيل صواريخها الاعتراضية بسرعة تفوق وتيرة إنتاجها، الأمر الذي أثار قلقاً متصاعداً داخل المؤسسة الأمنية حول ما إذا كانت البلاد ستنفد من مخزونها قبل أن تفرغ إيران من ترسانتها، بحسب إفادات ثمانية مسؤولين حاليين وسابقين.
وقد دفع ذلك الجيش الإسرائيلي إلى ترشيد استخدام صواريخ الاعتراض، مع إعطاء الأولوية لحماية المناطق المأهولة والبنى التحتية الاستراتيجية. وقال اللواء المتقاعد ران كوخاف، القائد السابق لمنظومة الدفاع الجوي، إن "صواريخ الاعتراض ليست حبّات أرز... هي محدودة العدد"، مضيفاً: "إذا كانت الصواريخ تستهدف مصافي حيفا، فاعتراضها أهم بكثير من صاروخ يسقط في صحراء النقب".
الجيش الإسرائيلي يرفض الكشف عن عدد الصواريخ الاعتراضية المتبقية، تفادياً لإعطاء إيران أفضلية ميدانية، إلا أن المعلومات تشير إلى أن نحو 400 صاروخ أُطلقت من إيران حتى صباح الأربعاء، تم اعتراض 360 منها أو مراقبتها حتى سقطت في أراضٍ غير مأهولة أو في البحر، فيما أصابت نحو 40 صاروخاً أهدافها.
في المقابل، يُقدر مسؤولون إسرائيليون أن إيران كانت تمتلك قرابة 2000 صاروخ باليستي عند اندلاع القتال، استخدم منها ما بين الثلث والنصف حتى الآن، سواء عبر الإطلاق المباشر أو تدمير المخازن التي تحتويها. ويبدو أن إيران بدأت تقلّص وتيرة الضربات، إدراكاً لاحتمال نفاد مخزونها.
وتعتمد إسرائيل على سبع منظومات دفاعية، من أبرزها:
- نظام "آرو" لاعتراض الصواريخ على ارتفاعات عالية،
- مقلاع داوود لاعتراضها على ارتفاعات متوسطة،
- القبة الحديدية للتصدي للصواريخ قصيرة المدى وشظايا الصواريخ الاعتراضية.
كما زوّدت الولايات المتحدة إسرائيل بأنظمة دفاع إضافية، بعضها يُطلق من سفن في المتوسط، فضلاً عن تجربة منظومة ليزر جديدة لم تُختبر على نطاق واسع. وتُستخدم المقاتلات أيضاً لاعتراض الطائرات المُسيّرة.
Relatedمنطقةٌ فوق بركان: غارات إسرائيلية وصواريخ إيرانية نوعية وأنظار العالم تتجه نحو أمريكا الإسرائيليون في مواجهة الصواريخ الإيرانية.. مغادرة للخارج ونزوح بالداخللماذا فشلت القبة الحديدية في اعتراض الصواريخ الإيرانية؟لكن مع ارتفاع عدد القتلى المدنيين -الذي بلغ حتى الآن 24 شخصاً وأكثر من 800 جريح- بدأت تتعالى أصوات داخل إسرائيل تطالب بإنهاء الحرب قبل أن تتعرض الدفاعات الإسرائيلية لاختبار يتجاوز طاقتها، خصوصاً إذا اضطرت إلى تخصيص الموارد لحماية مواقع استراتيجية مثل مفاعل ديمونا أو مقر القيادة العسكرية في تل أبيب.
ويرى زوهر بالتي، أحد كبار الضباط السابقين في الموساد، أن أمام إسرائيل "نافذة من يومين إلى ثلاثة لإعلان النصر وإنهاء الحرب"، بعد أن نجحت في ضرب معظم الأهداف النووية الإيرانية.
في المقابل، يراهن آخرون على قدرة إسرائيل على تدمير ما تبقى من منصات الإطلاق الإيرانية -الثابتة والمتحركة- المنتشرة فوق الأرض وتحتها، بهدف إضعاف قدرة طهران على شن ضربات متزامنة واسعة النطاق. وتشير التقديرات إلى أن إسرائيل دمّرت أكثر من ثلث تلك المنصات، ما قلّص من وتيرة الهجمات الإيرانية.
وبحسب آصف كوهين، القائد السابق لوحدة الشؤون الإيرانية في الاستخبارات العسكرية، فإن "المشكلة الحقيقية تكمن في عدد المنصات أكثر من عدد الصواريخ"، مضيفاً: "كلما دُمّرت منصات أكثر، قلت قدرة إيران على تنفيذ ضربات جماعية، وستضطر إلى تبني تكتيك المضايقة: صاروخ أو اثنان كل فترة، يستهدفان منطقتين مختلفتين لإرباك الرد الدفاعي".
في المحصلة، فإن استمرار هذه الحرب واستدامتها باتا مرهونين بمواجهة متصاعدة بين محدودية الموارد الدفاعية لدى الطرفين، والقدرة على الصمود الاقتصادي والمعنوي أمام تصاعد الكلفة البشرية والمادية.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة