حسابات الهدوء الحذر: واشنطن والفصائل.. معركة مؤجلة بعيون مُسيّرة - عاجل
تاريخ النشر: 28th, March 2025 GMT
بغداد اليوم - بغداد
في ظل التوترات الإقليمية ومحاولات تهدئة الساحة العراقية، يبرز ملف الاغتيالات المحتملة لقادة الفصائل المسلحة كأحد أخطر السيناريوهات التي تؤرق المشهد السياسي والأمني في البلاد. فرغم الهدوء النسبي الذي ساد خلال الأشهر الأخيرة، إلا أن التهديدات لا تزال كامنة، مدفوعة بتشابك المصالح الدولية، وتراكم التوترات بين القوى المحلية والخارجية، خصوصًا تلك التي ترتبط بصراع النفوذ بين الولايات المتحدة وإيران.
واشنطن تملك المعلومة.. لكنها تتريث في القرار
أكد الخبير في الشؤون الأمنية، صادق عبد الله، في حديثه لـ"بغداد اليوم"، الخميس (27 آذار 2025)، أن "أمريكا لديها عملاء ومعلومات دقيقة ربما على كثير من الفصائل الناشطة في العراق، لكنها لا تريد الانخراط في ملف الاغتيالات لأنها تعرف أن ذلك سيكون له ارتدادات قد تؤدي إلى استهداف مصالحها، وهي تحاول الابتعاد عن هذا المسار والضغط على الحكومة العراقية لمعالجة ملف الفصائل ودفعها بعيدًا عن السلاح".
وأشار عبد الله إلى أن "الهدوء المستمر في الأشهر الأخيرة بعدم استهداف أي من القواعد أو المصالح الأمريكية، يؤشر إلى وجود تهدئة غير معلنة، وربما تفاهمات أمنية مؤقتة تدفع الولايات المتحدة إلى تجنب الدخول في مواجهات مباشرة مع الفصائل المسلحة في الوقت الحالي".
قراءة في السلوك الاستخباري الأمريكي
وقال عبد الله إن "الاغتيالات التي جرت لبعض قيادات الفصائل في السنوات الماضية تدل على أن الجهد الأمريكي لديه معلومات دقيقة عن تحركاتها، وهو ما يكشف عن وجود خروقات وربما معلومات استخبارية متقدمة، حيث تتعامل واشنطن مع ملف المعلومات باستخدام التقنيات الحديثة، بما في ذلك الطائرات المسيرة، وأدوات التنصت، والاختراق السيبراني".
وأضاف أن "هناك قرارًا في واشنطن يقضي بدفع المشهد العراقي نحو الاستقرار، وعدم اللجوء إلى أي عمليات استهداف أو اغتيالات، خاصة في ظل الإدراك الأمريكي أن تنفيذ أي ضربة ضد قادة الفصائل قد يؤدي إلى تفجير الوضع الميداني، واستهداف مباشر لقواعدها ومصالحها في العراق والمنطقة".
وشدد على أن "أمريكا قادرة على القيام بهذه العمليات بدقة عالية، لكنها تدرك أن الكلفة ستكون باهظة، وربما تخرج الأمور عن السيطرة في حال الرد العنيف من قبل الفصائل، لذا فهي تعتمد سياسة الضغوط غير المباشرة، عبر التنسيق مع الحكومة العراقية، لدفع هذه الجماعات نحو التخلي عن سلاحها، والانخراط في مسارات سياسية وأمنية لا تهدد المصالح الغربية".
حسابات الهدوء الحذر.. واستراتيجية التريث
يشير مراقبون إلى أن التحول في سلوك الولايات المتحدة تجاه الفصائل المسلحة في العراق لا يعني نهاية هذا الملف، بل يعكس تحولًا في الأساليب والأولويات، حيث يجري الآن الرهان على تسوية سياسية أوسع مع طهران، وعلى دور الحكومة العراقية في احتواء هذه الفصائل.
ومع تراجع الاستهدافات المباشرة، فإن بقاء المعلومات الاستخبارية قيد التفعيل يعني أن باب الاغتيالات لم يُغلق بعد، بل أُجّل إلى حين توفر الظروف السياسية والدبلوماسية التي تسمح بتنفيذه دون إشعال مواجهة مفتوحة.
تساؤلات مفتوحة
يبقى السؤال الأهم: هل قرار عدم الانخراط في الاغتيالات هو خيار استراتيجي طويل الأمد لدى واشنطن، أم أنه تكتيك مؤقت يرتبط بظروف التفاوض مع إيران وتفاهمات التهدئة في المنطقة؟
حتى اللحظة، تبدو كل الخيارات قائمة، وكل الاحتمالات مرهونة بحجم التقدم في المفاوضات الإقليمية، وبقدرة بغداد على ضبط المشهد الأمني الداخلي. أما الفصائل المسلحة، فهي تعيش في حالة تأهب دائم، مدركة أن عيون الطائرات والمسيرات لم تغادر الأجواء، وأن ملف الاغتيالات، وإن لم يُفتح الآن، فهو حاضر في كل سيناريو مستقبلي ممكن.
المصدر: بغداد اليوم + وكالات
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الفصائل المسلحة
إقرأ أيضاً:
عاجل | الجيش يوضح اسباب سقوط مسيرة في الازرق وإصابة طفلين
صراحة نيوز-صرّح مصدر عسكري في القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي أن طائرة مسيرة محملة بالمتفجرات سقطت صباح اليوم الخميس في منطقة الأزرق بعد أن قصرت عن مداها.اضافة اعلان
وبين أن الطائرة المسيرة فقدت التوجيه وسقطت بكامل حمولتها بجوار منزل داخل منطقة سكنية بمنطقة التطوير الحضري محدثة إصابتين لطفلين وأضراراً مادية، وقد سُمع على إثر ذلك أصوات انفجارات قوية.
وأشار المصدر العسكري إلى أن سبب سقوط الطائرة وفقاً لتقديرات خبراء مديرية سلاح الهندسة هو خلل فني لمجموعة التشغيل داخل الطائرة، ما أدى إلى سقوطها وانفجارها محدثة تجويفاً في الأرض قطره 3.20 م وعمقه 90 سم، وعُثر على حطام المسيرة على بعد 200 م.
وأدى الانفجار إلى تحطم واجهات أحد المنازل بعد تناثر شظايا من الطائرة المسيرة، فيما هُرع إلى الموقع رجال من مديرية الدفاع المدني وفريق من سلاح الهندسة وأفراد من الأجهزة الأمنية لنقل المصابين والتحقيق بالحادثة.
ودعت القوات المسلحة المواطنين إلى عدم لمس أو العبث بالأجسام المتناثرة كونها قد تُحدث إصابات بالغة وقد يحتوي بعضها على مواد سامة، مؤكدة ضرورة عدم التجمهر حول أي موقع تسقط بها أجسام مشبوهة وإبلاغ الجهات المختصة فوراً.
وحثت القوات المسلحة المواطنين إلى الالتزام بالتعليمات والإرشادات الصادرة عن الجهات المختصة، وتجنب إثارة الإشاعات والعمل على استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية.