اجراءات مصرية لحل أزمة تكدس الشاحنات بالمعابر
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
رصد – نبض السودان
شهدت المعابر البرية بمحافظة أسوان، الآونة الأخيرة، توافد عدد كبير من الشاحنات القادمة من دولة السودان الشقيقة نظرًا لظروف الحرب إلى أسوان، باعتبارها أقرب مدينة مصرية من الحدود السودانية.
وتعد مصر أول دولة فتحت أحضانها لدخول الأشقاء السودانيين إليها والاحتماء فيها من ظروف الحرب، وتم تقديم كافة أوجه الرعاية الصحية والخدمات اللازمة للأشقاء السودانيين، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي.
كشف مصدر مسئول بمحافظة أسوان، أن هناك جهودًا كبيرة للمحافظة لحل مشكلة أزمة التكدس الكبير الذي تشهده المعابر البرية للشاحنات القادمة من دولة السودان الشقيقة نظرًا لظروف الحرب القائمة، وأنه تنفيذًا لتعليمات اللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، تم بالفعل تجهيز موقف الشاحنات بالقرب من موقف كركر البرى، الذي تتوافد اليه الأتوبيسات او الباصات بعد عبورها من المعبر.
وأضاف لـ”الدستور”، أن موقف الشاحنات الجديد بكركر يستوعب حوالي ٦٠٠ شاحنة، ما سيسهم فى حل أزمة التكدس بشكل كبير جدًا، وأن ذلك ضمن جهود الدولة المصرية فى تقديم كافة الخدمات اللوجستية للقادمين من دولة السودان الشقيقة، وتنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وأوضح المصدر المسئول، أنه تنفيذًا لتكليفات الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء قامت محافظة أسوان أيضًا بتقديم المأكولات والمشروبات المجانية للقادمين من دولة السودان، وكذلك منتجات غذائية بأسعار مخفضة فى مناطق إقامة الوافدين فى أسوان، وأنه يتم تقديم كافة الخدمات الصحية بواسطة العيادات المتنقلة وتوفر للأشقاء السودانيين الفحص الطبي.
وتابع لـ”الدستور”، أنه يتم توفير كميات من أدوية الطوارئ والمستلزمات الطبية، كما أنه يوجد فريق لتطهير ورش جميع الأتوبيسات القادمة من دولة السودان، وأن يتابع هذه المجهودات بشكل مباشر محافظ أسوان أولًا بأول تقديم كافة الخدمات للأشقاء السودانيين فى بلدهم الثانى مصر.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: أزمة اجراءات لحل مصرية من دولة السودان تقدیم کافة
إقرأ أيضاً:
وهم اسمه السودان !
* هل كنا نخدع أنفسنا طيلة السنين التي عشناها بشيء اسمه "السودان"؟
* هل كان كل ما نردده من شعارات عن الوطن الواحد والهوية المشتركة مجرد وهم كبير، وزيف مستمر، نردده كأننا نغني في مأتم؟!
* جاءت الحرب، فمزقت القناع، وأظهرت الوجوه على حقيقتها، وفضحت المستور وكشفت أنانية البعض، وعرّت طمعهم، وجعلت من النازحين سلعةً في سوق الجشع، يُتاجر بهم الأقربون قبل الغرباء. ألم يكن الأولى أن نحتضن من فروا من الموت بدلا من ان نراهم فرصة للابتزاز والربح، لتأجير غرفة صغيرة باربعة أضعاف ثمنها، وبيع جردل الماء وكأنه من ذهب!
* أين الوطن.. أفي حدودٍ رسمها الإنجليز، أم في قبيلة لا ترى في غيرها إلا عدواً متنكراً؟!
* كيف نكون شعباً واحداً، وكلما اشتدت الأزمة، شدّ كل شخص رحاله إلى قبيلته أو عشيرته أو لونه أو لغته؟!
* أيُّ وطن هذا الذي تنهار فيه الأخلاق بمجرد انقطاع الكهرباء، وأيُّ انتماء هذا الذي يذوب تحت أول صفارة إنذار؟!
* لقد أثبتت الحرب أن السودان مجرد كيان جغرافي تسكنه قبائل وجماعات متنافرة، لا يربطها رابط حقيقي، لا وطني ولا إنساني ولا حتى ديني. كل شخص يبحث عن خلاصه الفردي، ولو على جماجم الآخرين. هناك من يبيع الإغاثة، ومن يسرق الدواء، ومن ينهب البيوت، ليس بسبب الجوع، بل من الجشع والسقوط الأخلاقي!
* القبح صار هو القاعدة، والرشوة اصبحت "عرفاً" في المعاملات، وتحولت السرقة إلى "شطارة"، وصار النهب "غنيمة حرب" تُبرَّر باسم الظلم والتهميش .. من أي طينةٍ نحن؟ وأي مستقبل نرجوه لدولة بُنيت على هذا الانهيار الأخلاقي؟!
* اما أسوأ ما اثبتت الحرب اننا لا نساوي حفنة تراب في نظر العالم الذي أدار ظهره لنا بلا تردد، حتى الذين كنا وما زلنا نسميهم بالاصدقاء والاشقاء، بل ان بعضهم هم سبب البلاء الذي نعاني منه. لم يتحرك احد لإنقاذنا إلا ببضع مبادرات متقطعة خجولة، اصطدمت بجشع المتأسلمين والجنجويد ومليشيات الارهاب وطموحات العسكر وأوهام الحركات المسلحة!
* هل سمع أحدكم عن "قمة طارئة" لأجل السودان، هل تحرك مجلس الأمن ما عدا مرة واحدة فاشلة كأنه لا يعنيه أمر 45 مليون إنسان يتهددهم الموت والجوع والشتات؟ ولا شيء يلوح في الافق غير الصمت المطبق.
* حتى الذين حلموا منا بأن السودان سيكون له صفحة في زيارة "ترامب" للخليج العربي تلقّوا صفعةً مؤلمة.
• لم يذكرنا الرجل ولو بكلمة واحدة، وعندما تحدث عن الاتفاق الإبراهيمي، الذي يتلوه البرهان كما يتلو المؤمن سور القرآن، نسى السودان تماماً. ولا غرابة، فماذا يهم أمريكا في انقلابي موهوم بالسلطة يركع لإسرائيل ويركض خلف اذنابها في الاقليم، وهو لا يملك من أمره شيئاً؟ مجرد دمية في أيدي أنظمة تقلبه كما تشاء، ثم ترميه كما تُرمى أوراق التواليت بعد الاستعمال!
* هل كنا حقاً نعيش في وطن؟ أم أننا نقيم في وهم جماعي اسمه السودان؟ هل كنا شعباً، أم مجرد سكان يتقاسمون رقعة جغرافية، بلا عقد اجتماعي، بلا مشروع وطني، بلا أي رابط سوى جواز السفر الذي لا يحترمه احد !
* لم تخلق الحرب هذه الفوضى، لكنها فضحتها. لم تصنع هذا الانقسام، لكنها أظهرته عارياً بلا رتوش. والنتيجة ... أمة في مهب الريح، وشعب لا يساوي شيئاً في بورصة الاهتمام العالمي، لأن العالم يرى الحقيقة التي رفضنا نحن رؤيتها: لا دولة بلا شعب موحّد، ولا شعب بلا قِيَّم، ولا قِيَّم في وطن قائم على الغنيمة والانتماء الضيق.
* لقد وضح جليا اننا نعيش في وهم كبير... اسمه السودان!
مناظير
زهير السراج
manazzeer@yahoo.com