حذّر الدكتور أحمد هارون، مستشار الصحة النفسية، من الانسياق وراء عبارات التحفيز المطلق، مؤكدًا أنها قد تقع تحت مفهوم "الإيجابية السامة"، مما يؤدي إلى التذبذب والارتباك النفسي لدى الأفراد، بدلًا من تعزيز الثقة الحقيقية بالنفس.

التوازن النفسي يبدأ من الوعي بأخطاء التفكير

خلال تقديمه برنامج "علمتني النفوس" على قناة صدى البلد، أوضح الدكتور هارون أن تحقيق التوازن النفسي يعتمد على القدرة على التعرف على أخطاء التفكير التي تتشكل داخل العقل، مشددًا على أهمية التعامل معها بوعي لتجنب التأثيرات السلبية الناتجة عنها.

الرضا عن الذات مفتاح التوازن النفسي

أشار الدكتور هارون إلى أن الرضا عن الذات يُعد من أهم العوامل لتحقيق الاستقرار النفسي، حيث يجب على الإنسان أن يدرك أن كل ما مر به كان جزءًا من تطوره الشخصي، وأن التجارب التي مر بها تخدم مصلحته على المدى البعيد.

لا تقع في فخ المعايير المثالية الزائفة

أكد مستشار الصحة النفسية، أن تقدير الذات هو عنصر أساسي في تحقيق التوازن النفسي، مشددًا على ضرورة مسامحة الذات وتقبلها كما هي، دون الانسياق وراء معايير مثالية غير واقعية قد تؤدي إلى الشعور بالإحباط بدلاً من التطور الفعلي.

الفرق بين الثقة بالنفس والإيجابية الزائفة

أكد الدكتور أحمد هارون أن الثقة في الذات تعني إدراك قدراتك الحقيقية، لا أن تنخدع برسائل التحفيز الزائفة التي قد تضعك تحت ضغط مستمر بدلًا من تحقيق تقدم حقيقي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أحمد هارون التوازن النفسي الصحة النفسية التذبذب المزيد التوازن النفسی

إقرأ أيضاً:

علاج مغلف بالسكر يُحاصر البروتينات السامة ويُحيّدها لوقف تطور مرض ألزهايمر

طوّر بعض العلماء نهجا جديدا يُكافح بشكل مباشر تطور الأمراض التنكسية العصبية، مثل مرض ألزهايمر والتصلب الجانبي الضموري. واستخدم الباحثون الألياف النانوية المغلفة بسكر لاحتجاز البروتينات السامة ومنعها من التأثير على الخلايا العصبية.

وطور هذا النهج باحثون من جامعة نورث وسترن في الولايات المتحدة، ونُشرت نتائج دراستهم في مجلة الجمعية الكيميائية الأميركية (Journal of the American Chemical Society) في 14 مايو/أيار الجاري وكتب عنها موقع يوريك أليرت.

حصار الخلايا العصبية

تتشابك البروتينات بشكل خاطئ وتتكتل حول خلايا الدماغ في الأمراض العصبية التنكسية، مما يؤدي في النهاية إلى موت الخلايا. ويُحاصر العلاج الجديد المُبتكر هذه البروتينات بفعالية قبل أن تتجمع مُشكّلة هياكل سامة قادرة على اختراق الخلايا العصبية. ثم تتحلل البروتينات المُحاصرة في الجسم دون أي ضرر.

عزّزت هذه الإستراتيجية بشكل كبير من بقاء الخلايا العصبية البشرية المزروعة في المختبر تحت ضغط البروتينات المُسببة للأمراض من حولها.

قال صموئيل آي. ستوب، الباحث الرائد في مجال الطب التجديدي من جامعة نورث وسترن والذي قاد الدراسة "تُسلّط دراستنا الضوء على الإمكانات الواعدة للمواد النانوية المُعدّلة جزيئيا لمعالجة الأسباب الجذرية للأمراض العصبية التنكسية". وأضاف "في العديد من هذه الأمراض، تفقد البروتينات بنيتها الوظيفية المطوية وتتجمع لتكوين ألياف مُدمّرة تدخل الخلايا العصبية وتكون شديدة السمية لها. ومن خلال احتجاز البروتينات المطوية بشكل خاطئ، يُثبّط علاجنا تكوين تلك الألياف في مرحلة مبكرة. ويُعتقد أن ألياف الأميلويد القصيرة، التي تخترق الخلايا العصبية، هي أكثر التراكيب سمية في المرحلة المبكرة. ونعتقد أنه مع المزيد من العمل، يُمكن أن يُؤخّر هذا بشكل كبير تطور المرض".

إعلان

والمواد النانوية هي ألياف يتراوح قطرها بين 1 و100 نانومتر. تُستخدم على نطاق واسع في تطبيقات طبية حيوية متنوعة، مثل توصيل الأدوية.

التريهالوز

وفقا لمنظمة الصحة العالمية، قد يُصاب ما يصل إلى 50 مليون شخص حول العالم باضطراب عصبي تنكسي. معظم هذه الأمراض تتميز بتراكم البروتينات المشوهة في الدماغ، مما يؤدي إلى فقدان تدريجي للخلايا العصبية. وبينما تقدم العلاجات الحالية فائدة محدودة، لا تزال هناك حاجة ماسة إلى علاجات جديدة.

ولمواجهة هذا التحدي، لجأ الباحثون إلى فئة من الببتيدات ثنائية الألفة (peptide amphiphiles)، والتي تحتوي على سلاسل معدلة من الأحماض الأمينية. تُستخدم الببتيدات ثنائية الألفة بالفعل في بعض الأدوية المعروفة، بما في ذلك سيماجلوتيد (أوزمبيك).

وقال ستوب "تكمن ميزة الأدوية القائمة على الببتيد في أنها تتحلل إلى مواد مغذية. تتحلل الجزيئات في هذا المفهوم العلاجي الجديد إلى دهون وأحماض أمينية وسكريات غير ضارة. وهذا يعني أن الآثار الجانبية الضارة أقل".

على مر السنين، صمم فريق ستوب البحثي العديد من المواد القائمة على الببتيد لأغراض علاجية مختلفة. ولتطوير ببتيد ثنائي الألفة لعلاج الأمراض التنكسية العصبية، أضاف فريقه مكونا إضافيا: سكر طبيعي يُسمى التريهالوز (trehalose).

قال زيجون جاو، طالب الدكتوراه في مختبر ستوب، والباحث المشارك في الدراسة: "يوجد التريهالوز بشكل طبيعي في النباتات والفطريات والحشرات، وهو يحميها من تغيرات درجات الحرارة، وخاصة الجفاف والتجمد. وقد اكتشف باحثون أن التريهالوز يمكن أن يحمي العديد من الجزيئات الحيوية الكبيرة، بما في ذلك البروتينات. لذلك، أردنا معرفة ما إذا كان بإمكاننا استخدامه لتثبيت البروتينات غير المطوية بشكل صحيح".

عدم الاستقرار هو الأساس

تتجمع الببتيدات ثنائية الألفة ذاتيا عند إضافتها إلى الماء لتكوّن أليافا نانوية مغلفة بالتريهالوز. والمثير للدهشة أن التريهالوز زعزع استقرار الألياف النانوية. ورغم أن هذا قد يبدو غير منطقي، إلا أن هذا النقص في الاستقرار كان له تأثير إيجابي.

إعلان

تتميز الألياف النانوية، في حد ذاتها، بالقوة والتنظيم الجيد، والمقاومة لإعادة ترتيب بنيتها. وهذا يُصعّب على الجزيئات الأخرى، مثل البروتينات غير المطوية، الاندماج في الألياف. من ناحية أخرى، أصبحت الألياف الأقل استقرارا أكثر ديناميكية، وأكثر عرضة للعثور على البروتينات السامة والتفاعل معها.

قال ستوب "إن التجمعات غير المستقرة من الجزيئات شديدة التفاعل. إنها ترغب في التفاعل مع الجزيئات الأخرى والارتباط بها. لو كانت الألياف النانوية مستقرة، لتجاهلت كل ما حولها بكل سرور".

ارتبطت الألياف النانوية ببروتينات أميلويد-بيتا بحثا عن الاستقرار، وبروتينات أميلويد-بيتا هي السبب الرئيس المتورط في مرض ألزهايمر. لكن الألياف النانوية لم تمنع بروتينات أميلويد- بيتا من التكتل فحسب، بل دمجتها بالكامل في بنيتها الليفية الخاصة، محاصرة إياها بشكل دائم في خيوط مستقرة.

قال ستوب "إذن، لم تعد ألياف ببتيدية ثنائية الألفة، بل بنية هجينة جديدة تضم كلا من الببتيد ثنائي الألفة وبروتين أميلويد- بيتا. هذا يعني أن بروتينات أميلويد- بيتا الضارة، التي كانت ستشكل ألياف أميلويد، أصبحت محاصرة. ولم تعد قادرة على اختراق الخلايا العصبية والقضاء عليها. إنها أشبه بفريق تنظيف للبروتينات المشوهة."

لتقييم الإمكانات العلاجية للنهج الجديد، أجرى العلماء اختبارات معملية باستخدام خلايا عصبية بشرية مشتقة من خلايا جذعية. أظهرت النتائج أن الألياف النانوية المغلفة بالتريهالوز حسّنت بشكل ملحوظ بقاء الخلايا العصبية عند تعرضها لبروتين أميلويد بيتا السام.

يقول ستوب إن النهج الجديد المتمثل في استخدام ألياف نانوية غير مستقرة لاحتجاز البروتينات يُتيح سبيلا واعدا لتطوير علاجات جديدة وفعالة لمرض ألزهايمر والتصلب الجانبي الضموري وغيرها من الحالات العصبية التنكسية.

إعلان

ويضيف ستوب "قد يكون علاجنا أكثر فعالية عند استهداف الأمراض في مرحلة مبكرة، قبل دخول البروتينات المتجمعة إلى الخلايا. لكن من الصعب تشخيص هذه الأمراض في مراحلها المبكرة. لذلك، يمكن دمجه مع علاجات تستهدف أعراض المراحل المتأخرة من المرض. عندها، قد يكون العلاج ضربة مزدوجة".

مقالات مشابهة

  • علاج مغلف بالسكر يُحاصر البروتينات السامة ويُحيّدها لوقف تطور مرض ألزهايمر
  • الورداني: الالتجاء إلى الله سنة لمواجهة الكوارث وتحقيق التوازن النفسي
  • أحمد علي عبدالله صالح يهنئ الشعب اليمني بمناسبة العيد الوطني الـ35 لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية (نص)
  • المدير السام.. متى يكون سببًا في بيئة العمل السامة؟
  • الروائيّة زينب خضور: الكتابة وسيلتي لفهم نفسي وترتيب مشاعري ومواجهة العالم
  • اعتقال البرلماني الحركي السابق أحمد شدا بعد جلسة تحقيق مطولة أمام القضاء
  • وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة في تغريدة عبر X: تلقى الشعب السوري اليوم قرار الاتحاد الأوروبي برفع العقوبات المفروضة على سوريا، وإننا نثمن هذه الخطوة التي تعكس توجهاً إيجابياً يصب في مصلحة سوريا وشعبها، الذي يستحق السلام والازدهار، كما نتوجه بال
  • تحقيق يكشف استثمار صناديق خضراء أوروبية بشركات ملوثة للبيئة
  • "سيمفونية أحمد بن ماجد" تروي حكاية "أسطورة البحر" بألحانٍ آثرة من تأليف الدكتور ناصر الطائي
  • المؤتمر الوطني يعلق على تعيين كامل إدريس رئيسًا للوزراء