قاسم الأعرجي وقبر جاؤون: رسائل مختلطة
تاريخ النشر: 29th, March 2025 GMT
29 مارس، 2025
بغداد/المسلة: زار مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي محلة قنبر علي في بغداد، حيث يقع قبر الحاخام اليهودي إسحاق جاؤون، مما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والشعبية.
وتزامنت الزيارة مع توترات إقليمية متصاعدة، لا سيما مع استمرار الحرب الإسرائيلية على لبنان وفلسطين واليمن، ما جعل التوقيت يثير تساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء هذا التحرك.
وأثارت الزيارة موجة من التكهنات، حيث رأى البعض أنها قد تعكس محاولة من الأعرجي لتقديم نفسه كشخصية وسطية قادرة على التواصل مع مختلف الأطراف، بما في ذلك الطوائف الدينية التاريخية في العراق.
وتصاعدت الآراء المتباينة حول دلالات الزيارة، إذ ذهب البعض إلى ربما استجابة لضغوط خارجية على دول المنطقة لتبني سياسات اكثر اعتدالا مع الدولة العبرية، فيما أشار متابعون في التواصل الاجتماعي إلى التوقيت “المريب” الذي يحمل إشارات سياسية أعمق .
و رفض آخرون هذا التفسير، معتبرين أن الزيارة تأتي في إطار جهود الحكومة العراقية للحفاظ على التراث التاريخي والديني للبلاد.
آراء ترى أن هناك فرقاً بين التعامل مع اليهود كجزء من تاريخ العراق وبين أي توجه نحو التطبيع مع إسرائيل، التي يرفضها القانون العراقي رسمياً بموجب تشريع أقر عام 2022 يعاقب بالإعدام أو السجن المؤبد على أي محاولة تطبيع.
ويبقى الحاخام إسحاق جاؤون، الذي كان أميناً لبيت المال في فترات تاريخية سابقة، رمزاً للتنوع الثقافي في العراق قبل تهجير اليهود في منتصف القرن العشرين.
وتظل الزيارة محاطة بحساسية بالغة، إذ أن أي تلميح للتطبيع يواجه رفضاً شعبياً وسياسياً واسعاً، ما يجعل دوافعها الحقيقية موضع تساؤل مستمر.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
صناديق تشرين بين أعين المراقبين وعقول اللاعبين السياسيين
24 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: تفتح مفوضية الانتخابات العراقية الباب واسعاً أمام الرقابة المحلية والدولية، في خطوة تشير إلى سعي متجدد لبناء ثقة مفقودة منذ سنوات بين الناخب والمؤسسة الانتخابية، وسط ذاكرة انتخابية مثقلة بالطعن والتشكيك واتهامات التزوير.
وتأتي هذه الخطوة في سياق الاستعدادات لانتخابات تشرين الثاني المقبل، والتي يُعوَّل عليها لإعادة إنتاج مشهد نيابي أكثر تمثيلاً، بعد سلسلة من الاستحقاقات الانتخابية التي لم تفرز نظاماً مستقراً أو عقداً سياسياً راسخاً.
وتؤكد المفوضية عبر تصريحاتها المتواترة، على لسان عضو فريقها الإعلامي حسن هادي زاير، أن الأبواب مفتوحة لكل الجهات الرقابية المعتمدة، في إعلان سياسي أكثر من كونه إجراءً إدارياً، بما يعكس محاولة واضحة لتصفير الشكوك المسبقة، واحتواء سيناريوهات الطعن المعتادة، لا سيما من القوى التي ما تزال تتعامل مع صناديق الاقتراع كتهديد لمكاسبها أو كغطاء لتسوية مسبقة.
وتتخذ الرقابة الدولية هنا بعداً رمزياً ومعنوياً، خصوصاً مع بروز دور بعثة الأمم المتحدة كمراقب فني ومساعد تنسيقي، بما يضفي شرعية شكلية على الإجراءات، دون أن يعني ذلك بالضرورة أن الانتخابات ستكون خالية من محاولات التأثير أو الضغط أو حتى التلاعب الموضعّي، في بلد ما يزال الصراع على الدولة فيه يخضع لحسابات السلاح والنفوذ أكثر مما يخضع لإرادة الصندوق.
وتبقى المعضلة الأعمق في قوائم المرشحين، التي ما زالت تحت التدقيق، فيما يخشى مراقبون أن تُمرّر أسماء مثيرة للجدل عبر نوافذ “التحقق السياسي”، وهي مرحلة تحسمها التوازنات أكثر مما تحسمها القوانين، خاصة وأن التجارب السابقة أثبتت هشاشة معايير النزاهة والفصل القضائي أمام ضغوط الكتل النافذة.
ويبدو أن بغداد تريد هذه المرة انتخابات لا يمكن الطعن فيها دولياً، ولو ظل الطعن الداخلي قائماً، وهذا ما يفسر حرص المفوضية على تسويق انفتاحها على الرقابة، كجزء من سردية الحياد التي تسعى لترسيخها ولو إعلامياً، تمهيداً لاستحقاق لا يبدو أنه سيغيّر الكثير، لكنه قد يقي السلطة من عاصفة شرعية مؤجلة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts