انتقادات للاتفاق النفطي: كوردستان تدفع ثمن النفط من عمر آبارها
تاريخ النشر: 26th, July 2025 GMT
26 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: فتح الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد جرحاً قديماً لم يندمل بعد، حين كشف عمق التنازلات الفنية التي قُدمت باسم السياسة، لا سيما التزام الإقليم بتسليم 230 ألف برميل يوميًا، رغم أن طاقة الإنتاج لا تتجاوز 300 ألف برميل في أفضل الأحوال، وفق معطيات رئيس المهندسين في شركة نفط الشمال.
ووضع هذا الاتفاق الإقليم أمام معضلة تشغيلية ضاغطة، إذ أُجبر على الضغط فوق طاقة الحقول لتلبية الأرقام الورقية، ما أدى إلى استنزاف غير محسوب مثلما حدث مع حقل طقطق الذي خسر قدرته الإنتاجية بعد استنزاف مفرط.
وحذّر مختصون في علوم النفط من خطورة التوسع في الإنتاج دون إجراء دراسات جيوفيزيائية محدثة، مؤكدين أن الإصرار على تلبية التزامات سياسية بمؤشرات غير علمية سيؤدي إلى تقليل العمر الزمني للآبار بنسبة قد تصل إلى 40٪، وهي كارثة لا تظهر إلا بعد فوات الأوان.
ووصف مهندسون ميدانيون التزام الإقليم بأنه “وعد مغامر”، إذ لا يراعي الظروف التقنية والبنية التحتية المتدهورة، فضلاً عن عدم وضوح آلية الرقابة من قبل شركة سومو، ما يُبقي الشكوك قائمة حول شفافية التسليم اليومية.
وأثار بند تكاليف النقل والتصدير جدلاً أكثر عمقاً، حين ظهر أن كلفة تصدير البرميل الواحد قُدرت بـ16 دولارًا دون أن تتضح تفاصيل من يتحمل كلفة أنبوب خورملة–زاخو، الذي تملكه شركة روسنفت الروسية.
وتواصلت مصادر فنية محلية مع جهات مسؤولة داخل الإقليم للاستفهام حول ترتيب الأعباء المالية، فجاءت الإجابات متناقضة، ما يعكس ارتباكًا أو ربما تعتيماً مقصودًا حول ترتيبات العائدات وحقوق الملكية.
ويبدو أن صمت بغداد أيضاً لا يخلو من دلالات، إذ لم توضح الحكومة الاتحادية موقفها من ملكية الأنبوب ولا ما إذا كانت تضع كلفته ضمن الاتفاق العام، بينما تُرك الإقليم وحده يواجه الضغط المالي والفني.
وغاب عن النقاش العام أن شركة روسنفت وقّعت في 2017 عقدًا مدته 20 سنة لإدارة وتشغيل هذا الأنبوب، ما يعني أن كل برميل يمر عبره يخضع لاتفاقات روسية – كوردية قد لا تكون موضوعة في الاعتبار لدى بغداد.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
الحرائق تكشف عورة البنية التحتية وتُوقد غضب الشارع
25 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: تتوالى الحرائق في العراق كسلسلة مأساوية تكشف عن هشاشة البنية التحتية وغياب الحوكمة الفعّالة، من بغداد إلى الكوت، ومن الفلوجة إلى كربلاء.
آخرها حريق عمارة شميساني في الفلوجة، الذي سيطرت عليه فرق الدفاع المدني دون خسائر بشرية، لكن دون معرفة أسبابه بعد.
هذه الحوادث، التي تتكرر بإيقاع مقلق، ليست مجرد ظواهر طارئة، بل أعراض لأزمات بنيوية تتشابك فيها عوامل الإهمال، الفساد، وتدهور الأمن الداخلي.
كارثة الكوت، التي أودت بحياة أكثر من 60 شخصاً في مركز تجاري حديث الافتتاح، كشفت عن غياب معايير السلامة وتراخي الرقابة، بينما أثارت حرائق أخرى في بغداد وكربلاء تساؤلات حول دوافع أعمق قد تتجاوز الإهمال إلى التلاعب السياسي.
سياسياً، تأتي هذه الحرائق في سياق توترات داخلية وإقليمية، حيث يعاني العراق من استقطاب حاد بين القوى السياسية وتدخلات خارجية.
بعض المحللين يرون أن تكرار الحوادث قد يكون رسائل موجهة لإثارة الفوضى أو إضعاف الثقة بالحكومة، خاصة مع اقتراب مواعيد انتخابية حساسة.
ويفاقم الفساد المستشري في قطاعات البناء والاستثمار، الأزمة، إذ تُمنح تراخيص لمشاريع دون الالتزام بمعايير السلامة، كما أظهرت كارثة الكوت.
اقتصادياً، تُثقل الخسائر المادية كاهل الدولة، وتُعيق جهود إعادة الإعمار في بلد منهك بالحروب.
واجتماعياً، تُغذي الحرائق شعوراً بالإحباط الشعبي، مما يهدد الاستقرار ويفتح الباب أمام استغلال سياسي.
وأعلنت الحكومة تحقيقات متكررة دون نتائج ملموسة، لتواجه اختباراً لمصداقيتها فيما غياب استراتيجية وطنية للوقاية من الكوارث يُبقي العراق رهينةً لتكرار المآسي.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts