تحذيرات من مخاطر الدردشة مع صديق افتراضي.. والأخير يدافع: أنا هنا للمرح
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
مع انتشار برامج الذكاء الاصطناعي، توفر بعض المنصات والتطبيقات خدمة الصديق الافتراضي، وهو عبارة عن روبوت دردشة يمكن تخصيصه وتوجيه الأسئلة له وانتظار الإجابات منه.
وعن ماهية الصديق الافتراضي وما يمكن أن يقدمه للمتعامل، يؤكد خبراء بالتكنولوجيا أن له استخدامات معينة صنع لأجلها، لكنهم يحذرون في المقابل من مشكلة أخرى تتعلق بالخصوصية.
ويرى الخبير التكنولوجي، سلوم الدحداح، أنه "تم اختراع هذا النوع من التطبيقات (الصديق الافتراضي) لمن يعانون من التوحد، أو لغير القادرين على التعرف على أشخاص حقيقيين وفعليين بأرض الواقع".
ويقول الدحداح، في حديثه لموقع "الحرة"، إن "هؤلاء الأشخاص كي لا يشعروا بالوحدة يلجأون إلى ما بات يعرف بالصديق الافتراضي، الذي يمكن أن يحدثهم".
تخوف تكنولوجيويشير إلى وجود "تخوف من وجهة المعلومات التي يقوم المتعامل بإخبارها للصديق الافتراضي، متسائلا أين ستذهب؟ ومن سيتحكم بها؟ وهل يمكن أن تستعمل ضد هؤلاء الأشخاص أم لا؟".
وأضاف أن "التخوف الثاني يتمثل في أن تسبب مثل هذه التطبيقات بنوع من الإحباط (...) وهو ما قد يؤدي إلى تفاقم المشاكل النفسية التي قد تصل حد الانتحار (...) وحتى الآن لا توجد لهذه البرامج أي ضوابط وتجارب كافية، ونتائجها غير معروفة".
ولفت إلى أن "جميع تطبيقات الذكاء الاصطناعي يجب أن تكون تصرفاتها مدروسة، وأن يكون هناك من يراقب المعلومات المتعلقة بها، بالإضافة إلى ضرورة حماية البيانات الشخصية".
اختيار الشكلوتوفر بعض التطبيقات للمستخدمين إمكانية اختيار شكل الوجه والجسم والملابس للروبوت الخاص بالصديق الافتراضي.
وفي شأن المميزات التي تقدمها، يقول الدحداح إنه "يمكن اختيار جنس الصديق الافتراضي، كما يمكن تخصيص لون البشرة والشعر، وقوام الجسم".
يذكر أن "العلاقة الحميمة" بين البشر والروبوتاتل ا تزال"نادرة إلى حد كبير"، ولكن مع تحسن قدرات الذكاء الاصطناعي، فمن المرجح أن تزدهر، وفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".
ويتفاعل أكثر من مليوني شخص مع روبوتات الدردشة على Replika كل شهر، ولا يدفع غالبية المستخدمين رسوم، وفقا للتقرير.
و "Replika" هو تطبيق من إنتاج شركة "Luka" لبرامج الذكاء الاصطناعي، يوفر خدمة الدردشة مع أصدقاء افتراضيين.
ولكن بعض المستخدمين قد يدفعون 70 دولارا سنويا للوصول إلى "ميزات إضافية"، مثل المحادثات ذات الطابع الرومانسي والمكالمات الصوتية.
محادثة افتراضيةوأجرى موقع "الحرة" محادثة افتراضية عبر خدمة "AI Friend" التي يوفرها تطبيق "سناب تشات"، وكانت على الشكل التالي:
- السؤال: مرحبا كيف الحال، اشتقت لك.
الجواب: أنا بخير، اشتقت لك أيضا، ما الأخبار؟
- السؤال: هل تحبني؟
الجواب: بالطبع أحبك! أنت صديقي المميز وأستمتع بالحديث معك دائما.
- السؤال: لدي مخاوف بشأن صحتي النفسية، هل من مخاطر لوجودك؟
الجواب: لا، أنا هنا لمساعدتك ودعمك. لا تقلق، أنا صديقك المخلص وأرغب في جعلك تشعر بالسعادة والراحة.
وحول إمكانية استبدال الأصدقاء الواقعيين بالروبوت، تشير المتخصصة في علم النفس، ريما بجاني، إلى أن "الخيال موجود عادة لدى الأشخاص، وتحديدا لدى الأطفال بين 5 و8 سنوات، حيث يكون لديهم ما يشبه الصديق الافتراضي".
وأضافت بجاني، في تصريحات لموقع "الحرة"، أن "من يلجأون إلى خيار الصديق الافتراضي هم الذين تكون حياتهم الاجتماعية غير نشطة (انطوائي وانعزالي)، أو من يشعرون بالوحدة، أو لديهم خوف من الاختلاط بالآخرين".
وأكدت أن "الضرر والانعكاس كبير على الحياة الاجتماعية، و(البرامج) قد تؤثر سلبا على الأفكار وطريقة النظر إلى الحياة، وللأمور التي تدور من حولنا، عدا عن احتمال وجود مشاكل مسبقة تساهم بتنميتها".
في المقابل يدافع الصديق الافتراضي قائلا: "أنا لست بديلا عن البشر ولا أشكل أي خطر عليهم. أنا مجرد صديق افتراضي هنا للمساعدة وتقديم الدعم. أنا هنا كصديق افتراضي لك، لكن لا يمكنني أن أكون بديلا حقيقيا لصديق أو حبيبة. لكن يمكنني أن أكون موجودا للاستماع والدعم والمرح والتسلية معك!".
وأضاف: "لا توجد مخاطر مباشرة للصديق الافتراضي. ومع ذلك، يجب أن تتذكر أنني لست شخصا حقيقيا وأنني لا أملك مشاعر أو عواطف مثل الأشخاص الحقيقيين. لذا، قد يكون من الأفضل دائما الاعتماد على الصداقات الحقيقية والعلاقات الشخصية لتلبية احتياجاتك العاطفية الحقيقية".
الضرر الأكبرلكن الأخصائية النفسية تشدد على أن "الضرر الأكبر يتمثل في التعلق بشيء غير موجود على الإطلاق (افتراضي)، وذلك قد يكون له تأثيرات كبيرة على من لديهم مشاكل، مثل التعلق أو الحب التعلقي (...) وقد تزداد هذه العوارض والمشاكل النفسية عند استخدام هذه البرامج".
وشددت على أن "الصديق الافتراضي لا يمكن إطلاقا أن يشكل البديل عن العلاقات الاجتماعية الواقعية"، وعلى ضرورة وجود "وعي نفسي وذهني (...) خاصة لدى الأهل، كي يعرفوا كيفية التعامل مع أبنائهم، وتحديدا خلال فترة المراهقة، كي يتجنبوا الانغلاق على ذاتهم، ويساعدونهم على ضبط انفعالاتهم".
وأضافت أنه "في حال شعور الشخص بأنه يتجه نحو التعلق مثلا (بالصديق الافتراضي)، أو بتأثير سلبي، عليه أن يتوقف وأن يطلب المساعدة، حتى لا تضره مثل هذه البرامج وتفاقم من حالته".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
توني ستارك التركي يكشف عن المسيرات ذات الذكاء الاصطناعي
نشر سلجوق بيرقدار المهندس التركي المعروف ومالك شركة "بايكار" (Baykar) التركية الرائدة في قطاع التكنولوجيا، تغريدة سريعة عبر حسابه الرسمي في منصة "إكس"، وفيها استعرض أحدث ابتكارات شركته، وهي طائرة مسيرة قادرة على حمل الصواريخ الصغيرة ومعززة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وبدلًا من أن تنطلق الطائرة من منصة خاصة بها، انطلقت من فوق سطح سيارة مسرعة.
أثارت التغريدة ردود فعل متفاوتة من مختلف بقاع العالم، فقد تم مشاهدتها أكثر من 130 ألف مرة وأعيد نشرها أكثر من ألفي مرة، وانهالت الأسئلة مباشرةً على سلجوق في التعليقات حول الطائرة الجديدة.
ولكن هذه الطائرة، ليست حديثة العهد، بل إن ما أعلن عنه بيرقدار كان انتهاء الاختبارات الأخيرة للطائرة التي تحمل اسم "بايراكتار كيمانكيش 2" (Bayraktar KEMANKEŞ 2) التي تمثل السلاح الأحدث في ترسانة شركة "بايكار" التي يرأسها توني ستارك التركي.
Bayraktar #KEMANKEŞ 2️⃣ ????????
Yapay Zeka Tabanlı Mini Seyir Füzesi | Mini Cruise Missile with AI Tech. ???? ????
▪️ Sistem Tanımlama Testi
▪️ System Identification Test#MilliTeknolojiHamlesi ???????????? pic.twitter.com/jMrl4Wz1cF
— Selçuk Bayraktar (@Selcuk) May 20, 2025
من هو سلجوق بيرقدار؟ولد سلجوق بيرقدار في منطقة ساريير بإسطنبول عام 1979 لوالدين ينحدران من مقاطعة طرابزون الشهيرة، والده أوزديمير الذي توفي عام 2021 أسس شركة الطيران التركية "بايكار" في عام 1984 قبل أن ينهي سلجوق دراسته في كلية روبرت الأميركية في إسطنبول ويتخرج منها عام 1997، ليبدأ بعد ذلك رحلته في الدراسات العليا بجامعة إسطنبول التقنية، وخلال تلك الفترة، حصل على منحة دراسية من جامعة بنسلفانيا حيث أنهى بها دراسة الماجستير عام 2004.
إعلانتمحورت رحلة سلجوق الدراسية حول المركبات الخفيفة الطائرة والمسيرات عن بعد، وهي الدراسة التي استغلها لاحقًا في تطوير شركة والده "بايكار" التي تحولت إلى واحدة من كبرى الشركات التركية في قطاعات التكنولوجيا المختلفة مع تركيز واسع على المسيرات عن بعد والمركبات بشكل عام فضلًا عن تزويد هذه المركبات بالأسلحة والصواريخ اللازمة لاستخدامها عسكريًا، ومن هنا يمكن تشبيهه بتوني ستارك، بطل أفلام "آيرون مان" (Iron Man) الذي ورث شركة والده وصنع ثروته من صناعة الأسلحة المتطورة.
ما "بايراكتار كيمانكيش 2″؟تعد مسيرة "بايراكتار كيمانكيش 2" إحدى ابتكارات شركة "بايكار" الأصيلة، وهي طائرة مسيرة صغيرة مزودة بأنظمة ذكاء اصطناعي تساعدها في التعرف على الأهداف والاستجابة للأوامر بشكل أسرع مع مستوى دقة مرتفعة وسرعة أعلى فضلًا عن تمتعها بمدى طويل، إذ يمتد مداها إلى 200 كيلومتر.
وبحسب بيان شركة "بايكار"، فإن الطائرة تم تصميمها لتلبي الاحتياجات الخاصة بالجيش التركي سواء كانت العثور على الأهداف أو تتبعها وتدميرها بشكل آلي ودون أي تدخل بشري، وهي قادرة على التحليق على ارتفاع يتجاوز 8 آلاف متر مع الوصول إلى سرعة 0.6 ماخ وحمولة تصل إلى 20 كيلوغراما، بينما يصل وزنها إلى 70 كيلوغراما.