مصور يلتقط مشهدًا ساحرًا لـمصلى معلق خلال عيد الفطر في السعودية
تاريخ النشر: 1st, April 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يُعد عيد الفطر في محافظة فيفاء بالمملكة العربية السعودية تجربة فريدة بحق، حيث يتجه سكان منطقة بقعة المخشمي إلى "مصلّى معلق" لأداء الصلاة في صباح اليوم الأول من العيد.
وثّق المصور السعودي، عبدالعزيز بن محمد سليمان الفيفي، تجربة الصلاة في هذا المكان الفريد الأحد، حيث يقع في مكانٍ مكشوف بين مساحات الطبيعة الخضراء الممتدة بشكلٍ واسع النطاق في الخلفية.
خلال حديثه عن المصلّى، قال الفيفي في مقابلة مع موقع CNN بالعربية إنّه "مكان استثنائي للصلاة يقع فوق إحدى القمم الجبلية، حيث يجتمع الناس وسط مناظر طبيعية مدهشة".
وأضاف: "جمال المكان الفريد وروحانية اللحظة من الأمور التي دفعتني لتوثيقه، بالإضافة إلى رغبتي في إبراز تنوع التضاريس بالمملكة، وأسلوب الحياة في المناطق الجبلية".
ذكر الموقع الرسمي لوكالة الأنباء السعودية "واس" أن محافظة فيفاء التي تُعانق السُّحب، بحُكم وقوعها على ارتفاع ألفي متر فوق سطح البحر تقريبًا، تشتهر بغطائها النباتي الكثيف، ومدرجاتها الزراعية، ما يجعلها مقصدًا معروفًا للسياح.
أوضح الفيفي، وهو من سكان المحافظة، أنّ المصلّى يُستخدم بشكلٍ أساسي لصلاة العيد. لكن تَحظى المنطقة بشكلٍ عام بأهمية كبيرة لدى السكان المحليين، إضافةً لكونها "وِجهة للزوار الراغبين في التأمل والاستمتاع بالطبيعة".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الإسلام التصوير ديانات عيد الفطر
إقرأ أيضاً:
نحن نخلق وهمًا لأنفسنا.. صور ساحرة ومحزنة تستكشف كيف فقد البشر الاتصال بالطبيعة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- فور بدء هذه المقابلة، لاحظ المصور المقيم في مدينة لندن البريطانية، زيد نيلسون، اللوحة على الحائط خلفنا، ووصفها بأنّها "مثالية".
تُصوّر اللوحة نمرًا نائمًا فوق وسادة مخملية، تطفو بين أوراق وأزهار ذات ألوان هادئة.
لم يقصد نيلسون أنّها "مثالية" بمعنى أنّها "مرسومة ببراعة"، بل لكونها استعارة مثالية للعلاقة المحسَّنة التي نبنيها مع الطبيعة، والتي تتمحور حول الإنسان.
تُذكّره اللوحة بعمل فني آخر، بعنوان "نمر صغير يلعب مع أمه"، للفنان الرومانسي الفرنسي، يوجين ديلاكروا، الذي استخدم نمرًا أسيرًا في حديقة حيوانات وقطته الأليفة كنماذج.
أوضح نيلسون: "بدأت الحركة الرومانسية في مشهد الرسم مع انفصال الإنسان عن العالم الطبيعي. وبينما كنا نبتعد عن الطبيعة، ونبتعد عن مخيلتنا، أصبحنا نُعيد تمثيل هذه الصور الرومانسية المفرطة للطبيعة".
إنها الفكرة المحورية لمشروعه الأخير، "وهم الأنثروبوسين" (The Anthropocene Illusion)، الذي نال عنه جائزة مصور العام في مسابقة جوائز "سوني" العالمية للتصوير الفوتوغرافي لعام 2025.
التُقطت الصور في 14 دولة وأربع قارات على مدار ست سنوات، وتُظهر الطبيعة كما تخيلها البشر، أي كموائل مُعدّة في حدائق الحيوانات، ومنحدرات تزلج مُصنّعة، وغابات مطيرة داخلية، وشواطئ اصطناعية.
ويرى المصور أنّه "أثناء تدميرنا للواقع، يبدو أننا نُنشئ المزيد من النسخ الاصطناعية أو المُصمّمة والمُنسّقة للطبيعة".
هذا "الانفصال النفسي" هو ما يُركّز عليه نيلسون أكثر من أي شيء آخر.
ومع ذلك، هناك شعور بالحزن يطغى على السلسة، التي تعرض مجسمات مُحنّطة لأنواع مُهددة بالانقراض، وأسراب من الأسماك النابضة بالحياة التي تسبح في أحواض مائية مُظلمة ذات أنابيب بلاستيكية، وفيلة أسيرة تُعرض لصالح أسراب من مُؤثري منصة "إنستغرام"، ودب قطبي محبوس في قفص يجلس بجانب جدارية تُصوّر مشهدًا طبيعيًا للقطب الشمالي لن يعرفه أبدًا.
مشاهد كئيبة وجميلة في الوقت ذاتهيشير مصطلح "الأنثروبوسين" إلى "عصر البشر".
إنه ليس عصرًا رسميًا حتى الآن، ولكن يؤمن نيلسون بقوة بأن مجتمع اليوم سيشهد بداية هذا العصر الجديد في السنوات القادمة، ويتجلى ذلك في ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون بسبب الوقود الأحفوري، ووفرة المواد البلاستيكية الدقيقة، وطبقات الخرسانة.
أراد المصور أن يُواجه هذا الخدر الجماعي بصور "تجعلك تفكر أو تشعر بشكل مختلف"، بحسب ما ذكره.
تكشف صوره، الكئيبة، ولكن الجميلة، عن مفارقة.
وفقًا لدراسة أجريت عام 2021، تُعد أقل من 3% من أراضي العالم سليمة بيئيًا، ومع ذلك، تتزايد شعبية السياحة القائمة على الطبيعة والهندسة المعمارية الـ"بيوفيلية"، وهي فلسفة تصميمة تُحاكي الطبيعة.
انخفضت أعداد الحياة البرية العالمية بمعدل 73% في الخمسين عامًا الماضية، كما يفوق عدد النمور الموجودة في الأسر أعدادها في البرية، عالميًا.
كما أصبحت صفائح الجليد في القطب الشمالي تذوب بشكلٍ كارثي، ما سيؤدي إلى ارتفاع منسوب مياه البحر وتدمير المجتمعات الساحلية.
وفي الوقت نفسه، تستورد حانات مشروبات الكوكتيل في دبي جليد الأنهار الجليدية القديمة من غرينلاند لتزويد الأثرياء بمشروبات خالية من التلوث.
قال نيلسون: "نحن منخرطون في خلق وهم لأنفسنا، إمّا لإخفاء ما نفعله، أو كشيء نلجأ إليه للطمأنينة، لأننا نتوق إلى الشيء الذي فقدناه".
جعل "الخفي" مرئيًا
يتراوح الطيف الواسع من الأوهام بين المناظر الطبيعية الخارجية المنظَّمة والمشاهد المصطنعة التي تستحضر ببساطة فكرة الطبيعة.
رُغم انتقاداته للصفات "الاستهلاكية" لتجارب الطبيعة المصطنعة اليوم، أكّد نيلسون أنه ليس بالضرورة ضد أي من هذه الأمور، فيجب على الأشخاص الاستمتاع برحلات السفاري، والاستمتاع بأحواض الأسماك، والاستمتاع بوقتهم في حديقة محلية، وألا "يدمروا أنفسهم بالشعور بالذنب".