الجزيرة:
2025-07-31@01:33:34 GMT

رحيل أيقونة محو الأمية في مصر عن عمر يناهز 89 عاما

تاريخ النشر: 3rd, April 2025 GMT

رحيل أيقونة محو الأمية في مصر عن عمر يناهز 89 عاما

توفيت الحاجة زبيدة عبد العال، المعروفة بلقب "أيقونة محو الأمية" في مصر، عن عمر يناهز 89 عامًا. وذاع صيتها بعد حصولها على شهادة محو الأمية عام 2023، وهي في السابعة والثمانين من عمرها، لتصبح رمزًا ملهمًا في مجال التعليم ومحو الأمية.

كرّمت وزارة التضامن الاجتماعي ومحافظة المنوفية السيدة زبيدة تقديرًا لعزيمتها، كما حظيت بتغطية واسعة من وسائل الإعلام المحلية والدولية، ما جعل منها نموذجًا يُحتذى به وأثارت إعجاب كثيرين.

"العلم لا عمر له"… بهذه الرسالة ألهمت زبيدة المصريين، بعدما تحدّت الظروف وتمكنت من اجتياز اختبار محو الأمية في سن متقدمة. وُلدت في قرية دكما بمحافظة المنوفية، وحرصت طوال حياتها على تعليم أبنائها الثمانية، الذين نال بعضهم شهادات جامعية. وقد انضمت عام 2023 إلى مبادرة "لا أمية مع تكافل" التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، ونجحت في تحقيق حلمها بالتعلم، لتترك بصمة خالدة في ذاكرة المجتمع.

احتفت بها أنجلينا جولي.. رحيل «الحاجة زبيدة» أيقونة محو الأمية في مصر
https://t.co/pJXPPGEyi3

— خبرني – khaberni (@khaberni) April 2, 2025

لم تنل زبيدة عبد العال حظًا من التعليم في طفولتها، إذ نشأت في كنف والد لم يكن يرى أهمية تعليم الفتيات. ومع رحيله، قررت كسر هذا الإرث، فأصرت على تعليم شقيقاتها ودعّمتهن حتى أكملن دراستهن.

إعلان

في سن الثامنة عشرة، تزوجت زبيدة، لكنها لم تسمح لواقعها أن يمنع أبناءها من التعلم. ألحقت أبناءها الثمانية -أربعة أولاد وأربع بنات- بالمدارس، وكانت ترافقهم يوميا وتبيع سلعا بسيطة أمام المدرسة لتبقى قريبة منهم، ولتتأكد من التزامهم بالدراسة وعدم الانقطاع عنها.

لاحقًا، ومع اجتيازها اختبار محو الأمية، انتشرت صورها على مواقع التواصل الاجتماعي وهي تؤدي الامتحان، وسط موجة واسعة من الإعجاب والدعم، ورسائل مشجعة لدعم محو أمية كبار السن، اعترافًا بعزيمتها التي تحدّت كل الظروف.

حظيت قصتها باهتمام واسع، حيث كرّمتها وزارة التضامن الاجتماعي ومحافظة المنوفية، واحتفت بها وسائل الإعلام المحلية والعالمية. كما نشرت النجمة العالمية أنجلينا جولي صورتها على حسابها الرسمي على "إنستغرام"، معبرة عن إعجابها بعزيمتها رغم كبر سنها.

قالت جولي آنذاك، المبعوثة الخاصة السابقة لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إنها استلهمت مبادرة زبيدة للتغلب على أميتها في سن السابعة والثمانين. زبيدة أم لثمانية أطفال -توفي اثنان منهم- وجدة لثلاثة عشر حفيدًا.

شيّع المئات من أهالي قرية دكما جنازة الحاجة زبيدة إلى مثواها الأخير، بعد تعرضها لوعكة صحية مفاجئة، استدعت نقلها إلى المستشفى، حيث توفيت بعد يوم واحد من دخولها المستشفى للعلاج.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان محو الأمیة

إقرأ أيضاً:

في رحيل زياد

أن أكتب اليوم، ولو كلمة رثاء في رحيل زياد الرحباني، وكأنني أكتب رثاء في رحيلي وفي رحيل جيل بأكمله، في رحيل تطلعاته وأحلامه ونضالاته وثقافته التي حاولت مخالفة السائد منذ انطلاقتها، قبل أن تتبلور وترسم مساراتها المتشعبة. أن نختصر زياد الرحباني بكونه سليل العائلة الرحبانية، وابن السيدة فيروز فقط، فيه الكثير من التجني وعدم النظر جيدا إلى العمل الكبير الذي قدّمه، ما يقودنا بالتالي إلى عدم إدراك ووعي كلّ هذا الفن الهائل والمتنوع، الذي لا يشبه إلا زيادًا؛ بل على العكس، لقد كان فنّه في أغلب الأحيان، نقدا للمدرسة الرحبانية التي عرفها عند أهله، وحتى الأغاني التي كتبها ولحنها للسيدة فيروز، في مرحلة متأخرة، لم تكن سوى نقد للعديد من أغانيها التي سمعناها، ومحاولة لتقديم صورة فنانة مختلفة عبر كسر الإطار الذي وضعت فيه. فما الذي يجمع مثلا بين أغنية «سكن الليل» (كلمات جبران خليل جبران وألحان محمد عبد الوهاب) وأغنية «مش كاين هيك تكون» (كلمات وألحان زياد، والتي تقول فيها «كان غير شكل الزيتون»)، سوى أن المؤدية هي نفسها؟

بداية زياد، كمشروع مستقل بذاته، بدأت مع «سهرية» وقد بقي يرفض لغاية أيامه الأخيرة اعتبارها مسرحية أو «أوبريت» وفقا للمفهوم الذي عمل عليه الثلاثي التاريخي (عاصي ومنصور وفيروز)، بل كان يعتبرها سهرة غنائية وفنيّة، عادية، قائلا إن الحوارات الموجودة فيها، ليست سوى روابط بين الأغاني والموسيقى؛ لذا لم يكن يُعدّها «في العمق» واحدة من أعماله، بل محاولة لإظهار قدرته المبكرة على التأليف والتلحين. من هنا قد تشكل مسرحية «نزل السرور» البداية الأولى الحقيقية لمشروع زياد المتشعب: هو ليس مشروعا موسيقيا فقط، بل هو أيضا مشروع ثقافي واجتماعي وسياسي، ومحاولة نقد نظام لبناني يستحق الثورة عليه. ربما خدمت «حركة التاريخ» زياد، إذ لم تمض أشهر على عمله هذا حتى اندلعت الحرب الأهلية في لبنان. لم تكن نبؤة تلك التي قدمها زياد، مثلما حاول البعض وصف العمل، بل أنه بحسّه العالي، نجح في قراءة الواقع الذي نعيشه، وهو واقع كان سيقود حتما إلى حرب داخلية وثورة، قبل أن تتحول هذه الحرب، بفعل التدخلات الخارجية، لتصبح حربا قذرة ووسخة وطائفية، ما زلنا نعاني من آثارها لغاية اليوم. وربما هنا، يمكن القول، إن ثمة امتدادا لهذا المشروع، وهي الحلقات الإذاعية التي قدمها كلّ ليلة، خلال «حرب السنتين» (1975 ــ 1976) من على أثير إذاعة لبنان، وهي بعنوان «بعدنا طيبين، قول الله»، مع المخرج السينمائي جان شمعون. ففي «قفشاته» ونكاته وسخريته ونقده الجاد، استمر في قراءة هذا الواقع، ولكن على طريقته، أي بعيدا عن أي «عملية مثاقفة»، إذ كان هدفه الأساس، إيصال فكرته إلى الشريحة الأوسع من الجمهور، لكن من دون السقوط في الإسفاف. من هنا، يبدو فنه وكأنه جمع هذا المزيج السحري الذي يصعب على كثيرين: أن تقدم عملا جماهيريا (بالمعنى النبيل للكلمة) من دون السقوط في نوافل الأمور وتوافهها، أي في المحافظة على فن كبير، يبقى مع مرور الزمن.

بدءا من تلك اللحظة الفنيّة شبه المتكاملة، عمل زياد الرحباني على تطوير مسرحه وموسيقاه، بل حتى على تطوير لغته المسرحية. فجاءت مسرحيات «بالنسبة لبكرا شو» و«فيلم أمريكي طويل» (تدور أحداثها في مصح للمجانين والأمراض النفسية، أو في «العصفورية» كما نطلق في لبنان هذا الاسم على تلك الأماكن المشابه) التي سبقت «اجتياح الكيان» للبنان العام 1982، وكأنه مرة جديدة، كان يستشرف «بقراءته» ما ستؤول إليه الأوضاع. هذه الأوضاع التي أعاد تقديمها على المسرح عقب هذا الاجتياح، مع مسرحية «شي فاشل». الفشل هنا، في عدم قدرة مخرج مسرحي غنائي «كما تروي القصة» في ضبط إيقاع عمل أراد منه أن يقدم صورة عن وحدة اللبنانيين، بعد الحرب، لكنه فشل في ذلك فشلا ذريعا، بسبب أعضاء الفرقة أولا الذين ينتمون إلى طوائف مختلفة، حيث بدأت النعرات فيما بينهم، وثانيا، بسبب الظروف المحيطة بالبلد، حيث القوى العسكرية المختلفة، التي تريد حصتها من قالب الحلوى. ليطرح عبر ذلك كله، علاقتنا بالماضي والتراث ولحظتنا الراهنة وداء الطائفية وعراك المذاهب فيما بينها، والأنكى أن الجمهور كان يستمع ويصفق لزياد، وهو في الصالة، وحين يغادر يعود ليشكل «أي الجمهور» جزءا من هذا الصراع المتفلت. أعتقد أن زياد نجح هنا في إيصال رسالته: لا يمكن لنا بناء بلد (في العمل، لا يمكن لنا بناء مسرحية) إلا إذا راجعنا كلّ تاريخنا الذي أفضى إلى هذه اللحظات الدامية.

هذا التاريخ، الماضي والحاضر، كان أيضا في قلب مسرحيتيه الأخيرتين (في بداية تسعينيات القرن الماضي) وكانتا تحملان عنوانين دالين: «بخصوص الكرامة والشعب العنيد» و«لولا فسحة الأمل». عن أي أمل كان يتحدث زياد؟ في الواقع عن اللا أمل، إذ عمل أيضا على مفهوم الطائفية وصراعات القوى في لبنان، والأجرأ أنهما جاءتا في لحظة، كان البلد يذهب فيها إلى عملية إعادة الإعمار، بعد مجيء الرئيس الحريري. لكن زياد قرأ الواقع بطريقة مختلفة، بعيدا عن كل «الأهازيج الفولكلورية» التي رافقت تلك العملية، ليقول إن ذلك غير ممكن، فالمشكلة ليست في إعمار ما تهدم، بل علينا بناء إنسان جديد قبل ذلك كله. اليوم وبعد مضي عقود على تلك اللحظة، ما زلنا فعلا، ننتظر هذا البناء الإنساني الجديد، الذي من دونه لا يمكن للبنان أن يستمر.

وعلى الرغم من أن كثيرين، لم يوافقوا زياد لحظتها على خطابه السياسي، إلا أن جمهوره كان يتزايد، إذ كانوا يرون فيه، خطابا يستحق التفكير فيه، وأنه يقدم مشروعا آخر. لذلك، لم يكن أحد يتفاجأ حين يرى أن جمهوره هذا، المخلص له، حتى عند أكثرهم خصومة له، يبدو مستسلما، بمعنى أنه كان يدخل عميقا في هذه اللعبة، وكأنه يعرف مسبقًا ماذا ينتظره، أو ربما، يأتي ليشاهده لأنه يعرف أن ما سيسمعه ويراه يمسه فعلًا، ويعبّر عنه، ويتكلم بصوته. من هنا، غالباً ما نجد أن زياد لم «يشكل» جمهورًا، بل «أنجب» شعبًا حقيقيًا يسير وراءه، ويستعيد كلماته، وحتى يقلّد طريقته في الكلام. وإن دلّ ذلك كلّه على شيء، فهو يدل فعلا على هذا الاتحاد الكبير بين الفنان وبين المتلقي، الذي يبحث عن «معانيه» الخاصة في كلّ كلمة أو تعبير.

لكن ماذا عن زياد الإنسان والصديق والموسيقي؟ من دون شك، يستحق الأمر وقفة أخرى، لذا، للحديث صلة.

مقالات مشابهة

  • حقنة ثورية لعلاج فقدان السمع نهائيا.. تجربة سريرية رائدة
  • رحيل لطفي لبيب.. مصر تودع أيقونة الفن عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض
  • التربية تُصدر تعميماً بشأن ضوابط تسجيل الدارسين بـ«مدارس محو الأمية»
  • مصرع شاب صعقًا بالكهرباء داخل منزله في المنوفية
  • حظي بشهرة متأخرة خلال مسيرة فنيّة غنية.. لطفي لبيب يفارق الحياة عن عمر 78 يناهز عامًا
  • عاجل.. وفاة الفنان لطفي لبيب عن عمر يناهز 77 عاماً
  • في رحيل زياد
  • حنظلة.. أيقونة ناجي العلي التي تحوّلت إلى رمز للفلسطينيين واسماً لسفينة أبحرت نحو غزة
  • لمسة وفاء.. محافظ أسوان يكرم قاهرة الأمية ويمنحها شهادة تقدير
  • فى لمسة وفاء.. محافظ أسوان يكرم «قاهرة الأمية» فاطمة على ويمنحها درع المحافظة