بوابة الوفد:
2025-05-15@16:30:49 GMT

خريف الوفرة

تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT

أهم أهداف الحداثة هو رفاهية شعوبها بتيسير كل سبل الحياة المخملية، وجعلها متاحة ومتوفرة بأسعار رخيصة. وهو ما تحقق خلال الثلاثة عقود الماضية بعدما فرضت واشنطن سطوتها على البلاد والعباد بعد نهاية الحرب الباردة، وأصبحنا نرزح تحت عالم أحادى القطبية، اتخذ العولمة أداة لسيطرة الشركات عابرة القارات على كل مناحى الحياة، ومحت بجرة قلم كل العوائق والحدود المصطنعة أمام التجارة الدولية وصارت تتحكم فى كل مفاصلها، وكتبت بمداد من دم الفقراء «شريعة اليانكيز» الذى استولى على ثرواتهم من المواد الخام بثمن بخس، ونقل ونشر مصانعه فى أماكن حيوية مختارة بعناية للاستفادة من الأيدى العاملة الماهرة والرخيصة، يكدحون بالسخرة كعبيد مناكيد لدى مجتمعات تحتقرهم وتلفظهم إذا قرروا الفرار إليها من جحيم شظف العيش فى دولهم التعيسة.

لكن دوام الحال من المحال، فقد هبت رياح التغيير بما لا تشتهى سفن العم سام وشركاه، فقد انتهى عصر رفاهية الوفرة الذى نعاه إلى مثواه الأخير مسيو ماكرون بعدما صارح شعبه بالحقيقة المرة، وأن على الفرنسيين التأقلم مع الظروف الصعبة ولابد من تقديم تضحيات كبيرة.

وأعتقد عاجلًا او آجلا أنه سيحذو حذوه باقى السياسيين الغربيين لأن لا أحد يمكنه حجب شعاع الشمس، لاسيما وأن الواقع الاقتصادى شهد تغيرًا جزئيا بعد تفشى وباء كوفيد-19 الذى أجبر الكوكب على إغلاق طويل الأمد استتبعه خلل كبير فى سلاسل الإمداد والتوريد، بعدما تضاعفت مخاطر الشحن والتأمين، ثم زاد الطين بلة جملة من الصراعات الجيوسياسية العبثية فى لحظة فارقة يئن من وطأتها الأغنياء قبل الفقراء بعد الارتفاع الجنونى فى أسعار الطاقة والحبوب… الخ، فكانت بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير، فسياسة العقوبات الاقتصادية الفاشلة بغية تركيع الدب الروسى انعكس تأثيرها الفظيع على نسب التضخم العالمى وسقط المؤشر الأمريكى إلى عمق 6.6%، وهذه أسرع وتيرة للتضخم منذ عام 1982. ويراقب الفيدرالى الموقف الحرج عن كثب، واللافت للنظر تصريح رئيسه جيروم باول الشهر الماضى، عندما سئل عن ضبابية الوضع الحالى، فقال «سيكون بالتأكيد عالمًا مختلفا، قد يكون فيه تضخم أعلى، وربما إنتاجية أقل، وسلاسل توريد أكثر مرونة وقوة».

يتوقع بعض المحللين استمرار الزيادات السريعة فى الأسعار، وبات سؤال الساعة هو ما إذا كانت هذه الزيادات ستستمر؟ وترتبط الإجابة بما إذا كان التحول عن العولمة سيترسخ أم لا. وهو ما أشار إليه مقال مهم نشرته نيويورك تايمز للكاتبتين جينا سمياليك وآنا سوانسون تحذران فيه من مغبة الوضع الحالى الذى يزداد تعقيدًا، لاسيما مع غضب العمال الأمريكيين من هروب الوظائف عبر المحيط ليلتقط ترامب طرف الخيط ويستغل بحسه الانتهازى هذا التململ فى وضع سياسات شعبوية شعارها جذاب «أمريكا أولا»، ليشن حربا تجارية شعواء بفرض رسوم جمركية باهظة عجلت بعودة وحدات الإنتاج إلى ديترويت وهيوستن، وبالطبع لقى ذلك استحسانا واسعًا مما سيسرع من وتيرة انهيار نظام العولمة المستقر منذ عقود.

للأسف كرة الثلج تكبر كل يوم، فالعالم ينتقل إلى عصر اقتصادى جديد يقاسى ارتفاع تضخم رهيب يصاحبه تغييرات مفاجئة فى التكامل الاقتصادى العالمى مع تزايد مخزون القلق بشأن تغير المناخ؛ لذا من الصعب التنبؤ بأى شيء فى الوقت الحالى. وعلى الله قصد السبيل.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأيدي العاملة الاقتصادي العالمي

إقرأ أيضاً:

متسخرش من آيات الله..رسالة محمد هنيدي بعد واقعة الزلزال

 

 

وجه محمد هنيدي رسالة قوية من خلال حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك عقب واقعة الزلزال أمس.


وقال هنيدي:"في أوقات زي دي ولما تشوف كل حاجة بتتهز حواليك وتيجي كمية أفكار في دماغك مرعبة وتعدي العشرين ثانية كأنها قرن بالنسبة لك".


واستكمل:"ربنا يسترها ويحفظك ويحفظ أهلك وأحبابك بعدها.. هتعرف نعمة ربنا عليك وعلينا أن ربنا نجدنا من كوارث ممكن تساوي الأرض باللي فيها، متعدش تهزر وتسخر من آيات ربنا واحمد ربنا على اللي أنت فيه".


واختتم بالدعاء:"اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك، اللهم ادفع عنا البلاء والبراكين والزلازل والمحن وجميع الفتن ما ظهر منها وما بطن".

آخر أعمال محمد هنيدي

يذكر أن آخر أعمال محمد هنيدي مسلسل شهادة معلمة اطفال الذي خاض به السباق الرمضاني الماضي.

 


أبطال مسلسل شهادة معاملة أطفال

ومسلسل "شهادة معاملة أطفال" من تأليف محمد سليمان عبد المالك وإخراج سامح عبد العزيز، وبطولة محمد هنيدي ومحمود حافظ، نهى عابدين، جيهان خليل، صبرى فواز، سما إبراهيم، وعدد آخر من الفنانين.

قصة مسلسل شهادة معاملة أطفال
 

وتدور أحداث مسلسل شهادة معاملة أطفال حول المحامى عبد الستار أبو كف (محمد هنيدى) الذى يتعرض لحادث انقلاب سيارة ويدخل فى غيبوبة لمدة 20 عامًا، وسط تأكيدات من الأطباء بأن حالته ميؤوس منها، فماذا سيحدث لو استفاق من الغيبوبة، ما الذى سيراه أو سيكتشفه وما الذى تغير طوال هذه السنوات

مقالات مشابهة

  • تزامنا مع اليوم العالمى لأسرة.. إطلاق أنشطة بالمدينة الصديقة للنساء
  • بيتنا الذى كان .. او ما تبقى منه
  • متسخرش من آيات الله..رسالة محمد هنيدي بعد واقعة الزلزال
  • غسل الأيدي أولوية.. فعاليات مستشفى الحياة بورفؤاد بمناسبة اليوم العالمى لنظافة اليدين
  • "البحوث الفلكية" يكشف تفاصيل الزلزال الذى ضرب مصر
  • السوداني يرفع وتيرة تحضيرات الحدث المهم في بغداد
  • «كجوك»: 3 أولويات للسياسات المالية لدفع النشاط الاقتصادي وخفض مديونية الحكومية
  • حبيسة الأحلام  
  • “الوطني للتنمية”: وتيرة الإنجاز تتصاعد في مشروع ملعب سرت الدولي
  • الدخاخني يقدم الورود لأعضاء هيئة تمريض مستشفيات جامعة بنها بمناسبة اليوم العالمى للتمريض