باكستان تعلن الاتفاق مع الهند على تمديد وقف إطلاق النار
تاريخ النشر: 15th, May 2025 GMT
أعلن وزير الخارجية الباكستاني إسحق دار أمام مجلس الشيوخ، الخميس أن كبار ضباط الجيشين الهندي والباكستاني تحادثوا الأربعاء والخميس واتفقوا على تمديد وقف إطلاق النار حتى الأحد.
وفي إشارة إلى "الاتصالات بين الجيشين"، قال دار، وهو أيضا نائب رئيس الوزراء "أجرينا اليوم محادثات ووقف إطلاق النار سيسري حتى 18 مايو".
وبالرغم من الهدنة السائدة، يؤكّد البلدان أنهما ما زالا في حالة تأهّب.
وقال مودي مساء الإثنين في خطابه "إذا ما استهدف هجوم إرهابي آخر الهند، فسنردّ عليه بحزم".
والأربعاء، خلال اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتدة أنطونيو غوتيريش، أعرب رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف عن "القلق من التصريحات الاستفزازية والنارية للهند التي تهدّد السلم الإقليمي الهشّ".
واعتبر الجيش الباكستاني أن "أيّ محاولة جديدة للمساس بسيادة باكستان أو سلامة أراضيه ستستتبع بردّ سريع وشامل وحازم".
وضع الترسانة النووية
بعد المواجهة العسكرية بين البلدين الأسبوع الماضي التي هي الأسوأ منذ قرابة ثلاثة عقود، طالبت الهند الخميس بوضع الأسلحة النووية الباكستانية "تحت إشراف" الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
في المقابل طالبت باكستان بـ"تحقيق معمّق" في برنامج الهند النووي متّهمة جارتها بإقامة "سوق سوداء للمواد الحسّاسة المزدوجة الاستخدام".
وقال وزير الدفاع الهندي راجنات سينغ خلال زيارة للمقر العام للقوات المسلحة في سريناغار كبرى مدن الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير "يجب وضع الترسانة النووية الباكستانية تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. أقولها بوضوح".
وأضاف أمام مجموعة واسعة من الضبّاط والجنود "أريد أن أطرح سؤالا على دول العالم: هل إن الأسلحة النووية آمنة عندما تكون بين أيدي دولة خارجة عن السيطرة وغير مسؤولة؟".
وأتت تصريحات سينغ عقب انتهاء أعنف مواجهة عسكرية بين الخصمين النوويين منذ حرب 1999 بإعلان وقف لإطلاق النار السبت.
وبدأت الأزمة الأخيرة بين القوتين النوويتين عندما أطلق مسلحون النار وأردوا 26 رجلا معظمهم من الهندوس، في موقع سياحي في كشمير الهندية في 22 أبريل/نيسان.
وتوعدت الهند باكستان بالرد متهمة جماعة تدعمها إسلام أباد بالوقوف وراء الاعتداء.
وأطلقت الهند ليل 6-7 مايو صواريخ على مواقع باكستانية قالت إنها معسكرات إرهابية فيها أفراد من الجماعة التي تتّهمها بالوقوف وراء هجوم باهالغام. وسارعت باكستان التي تنفي أي صلة لها بالهجوم، إلى الرد.
وأثارت المواجهة الأخيرة، وهي الأعنف منذ آخر حرب خاضها الطرفان عام 1999، مخاوف عالمية من احتمال اندلاع حرب شاملة.
وبعد أربعة أيام شهدت هجمات بالصواريخ والطائرات المسيَّرة والمدفعية أسفرت عن مقتل 60 شخصا على الأقل ونزوح الآلاف من كلا الجانبين، أعلنت هدنة السبت بمبادرة مفاجئة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ابتزاز نووي
وما زال البلدان يتقيّدان ببنود الهدنة، بالرغم من النبرة الحادة في التصريحات الرسمية.
وقال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي مساء الإثنين في خطاب متلفز إلى الأمّة إن "الهند لا تقبل بأيّ ابتزاز نووي".
ونفت الهند معلومات تمّ تداولها في الأيّام الأخيرة تفيد باستهدافها منشأة نووية باكستانية خلال المواجهات الأخيرة.
وقال الماريشال في سلاح الجو الهندي إيه. كي. بهارتي للصحافيين "لم نضرب تلال كيرانا وما فيها" في إشارة إلى سلسلة جبال صخرية شاسعة تحتفظ فيها باكستان، وفق تقارير وسائل إعلام هندية، بترسانتها النووية.
ويقع هذا الموقع الذي لم تؤكّد يوما باكستان أو تنفي وجود أسلحة نووية فيه على بعد حوالى مئتي متر من مدن طالتها صواريخ هندية في الأيّام الأخيرة.
وأكّد الناطق باسم الخارجية الهندية راندير جايسوال الثلاثاء أن عملية بلاده العسكرية "بقيت ضمن الحدود التقليدية".
وقال الناطق باسمه أحمد شريف شودري أمام الصحافيين إن "نزاعا من هذا القبيل هراء. وهو أمر لا يمكن تصوره وقمّة الغباء لأنه يعرّض للخطر 1,6 مليار شخص".
ردّ حازم
ومنذ التسعينات، تمتلك الهند سلاحا ذرّيا يمكن تحميله على صواريخ أرض أرض متوسطة المدى. وتجرى تجارب على صواريخ طويلة المدى، بحسب خبراء.
أما باكستان، فهي تتمتّع من جهتها بصواريخ نووية أرض أرض وجوّ أرض، قصيرة أو طويلة المدى مزوّدة رؤوسا نووية.
وأعلن الجيش الباكستاني في آخر حصيلة نشرها الأربعاء أن المعارك تسبّبت بمقتل 40 مدنيا، نصفهم من النساء والأطفال، و13 جنديا، في حين أبلغت الهند عن سقوط 16 مدنيا و5 جنود على أراضيها.
وفي كراتشي، كبرى مدن الجنوب الساحلي، تظاهر الآلاف تأييدا للجيش، فيما أعلنت إسلام أباد الجمعة يوم "تكريم للقوّات المسلّحة" على "نصرها المؤزّر".
وتتنازع الهند وباكستان السيادة الكاملة على منطقة كشمير منذ الاستقلال عن الحكم البريطاني وتقسيمهما الدامي سنة 1947.
وأثارت هذه البقعة الواقعة في منطقة هملايا والتي تسكنها غالبية مسلمة عدّة حروب بين البلدين. ومنذ العام 1989، يشهد الشطر الهندي تمرّدا انفصاليا أودى بحياة عشرات الآلاف.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
الهند تنفي دور ترامب في وقف إطلاق النار مع باكستان
نفي المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية، راندهير جايزوال، في مؤتمر صحفي الثلاثاء الماضي، التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي زعم فيها من الرياض وواشنطن أن الولايات المتحدة عرضت على الهند وباكستان حوافز تجارية مقابل وقف الأعمال القتالية، ملوّحاً بوقف التبادل التجاري في حال لم تمتثلا لذلك.
وقال ترامب إن تهديداته دفعت البلدين إلى التراجع، مضيفاً: "بعد تلك العروض والتهديدات، قالوا فجأة: أعتقد أننا سنتوقف".
إلا أن المتحدث الهندي شدد على أن "ملف التجارة لم يُطرح في أي من المحادثات بين القادة الهنود والأمريكيين بشأن التصعيد العسكري".
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن محللين قولهم إن نفي الهند العلني لرواية ترامب يعكس مخاوف حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي من الظهور بمظهر الدولة التي خضعت للضغوط الدولية، وأوقفت عملياتها العسكرية ضد خصم تعتبره أضعف منها، قبل تحقيق "نصر حاسم".
ورغم الدور الذي لطالما لعبته واشنطن في تهدئة النزاعات جنوب آسيا، كانت نيودلهي تتوقع أن يكون أي تدخل أمريكي بعيداً عن الأضواء، وبما يحفظ مكانة الهند كقوة صاعدة وشريك استراتيجي موثوق.
وأضاف المحللون٬ إلا أن ترامب، بشخصيته المحبة للبروز الإعلامي، لم ينتظر توافق الطرفين، وأعلن من تلقاء نفسه عن وقف لإطلاق النار، ملمّحاً إلى أنه يستحق جائزة نوبل للسلام.
وأثارت تصريحاته امتعاض المسؤولين الهنود، خصوصاً لتلميحه بإمكانية التوسط مستقبلاً بشأن إقليم كشمير، وهو ملف تعتبره الهند "سيادياً وغير قابل للتفاوض".
وكشف مسؤول هندي رفيع للصحيفة أن نيودلهي كانت على تواصل مع إدارة ترامب قبل شنّ غاراتها الجوية على باكستان، وأبلغت واشنطن مسبقاً بنيّتها، ثم قدّمت لها تفاصيل الضربات بعد تنفيذها.
وأضاف أن نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس اتصل لاحقاً برئيس الوزراء مودي محذراً من "احتمال تصعيد واسع"، لكن القرار بوقف القتال اتخذته الهند منفردة، بعد ليلة من القصف استهدفت مواقع عسكرية باكستانية.
وزاد من تعقيد الموقف التباين الواضح في مواقف واشنطن. ففي أعقاب الهجوم في كشمير في نيسان/ أبريل الماضي، والذي أسفر عن مقتل 26 مدنياً، صرّح فانس – الذي كان يزور الهند آنذاك – لقناة "فوكس نيوز" قائلاً: "التصعيد ليس من شأننا"، وهي تصريحات فُسرت في نيودلهي كضوء أخضر للمضي في العمليات العسكرية. غير أنه سرعان ما برز فانس إلى جانب وزير الخارجية ماركو روبيو في إطلاق مبادرة دبلوماسية مكثفة لاحتواء التصعيد.
ورغم ذلك، امتنعت الحكومة الهندية عن الإقرار علناً بالدور الأمريكي في التهدئة، مؤكدة أن وقف إطلاق النار تم بتوافق مباشر مع باكستان. وأثار هذا التناقض في المواقف الأمريكية امتعاضاً في الأوساط السياسية الهندية، لا سيما مع شعور متزايد بأن واشنطن لا تزال تضع الهند وباكستان في كفة واحدة، رغم اتهامات نيودلهي المتكررة لإسلام آباد بدعم الإرهاب.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن تلك التصريحات فجّرت موجة انتقادات داخل أوساط اليمين القومي الهندي المقرب من مودي، واعتبرها بعضهم "طعنة في الظهر"، وشككوا في جدوى التقارب مع الولايات المتحدة، في ظل ما وصفوه بـ"ازدواجية المعايير" الأمريكية في التعامل مع باكستان.
من جهتها، قالت السفيرة الهندية السابقة لدى واشنطن٬ نيروباما راو: "عندما يقول ترامب إنه تحدث مع الطرفين، فهو يضعهما على قدم المساواة. والهند أمضت عقوداً تحاول التحرر من هذه المعادلة الزائفة".
وأضافت: "اعتقدنا أننا تجاوزنا تلك المرحلة، لكن ما حدث أعادنا خطوات إلى الوراء".
وفي عام 2016، منحت الولايات المتحدة الهند صفة "شريك دفاعي رئيسي"، وهي مرتبة مميزة تتيح للهند الوصول إلى تقنيات دفاعية متقدمة وحساسة، على غرار ما يتمتع به حلفاء الناتو. وجاء هذا التصنيف بعد إقرار قانون الشراكة الدفاعية والتكنولوجية بين الهند والولايات المتحدة، الذي سهل نقل التكنولوجيا العسكرية والتعاون في الأبحاث.