كتب نادر خطاطبة
مواجهة الخطاب المسيء للدولة، أياً كان مصدره أو منصاته أو أدواته، يتطلب اعلاما وطنيا مستقلا، يعكس مصالحها وقيمها، ويعبر عن ضمير المجتمع، وقادر على صياغة الرواية بمهنية وصدق، لا بتوجيه سياسي مباشر، أو تعليمات فوقية.

هذا الإعلام، إن وجد وازدهر، سيكون الجدار الأقوى في الدفاع عن الدولة، برواية متكئة على الحجج والمعلومات الدقيقة لا العقوبات، فيما اللجوء إلى الحلول الأسهل، كحجب المواقع الإخبارية أو تقييد المحتوى، أو إغلاق الصفحات، فهي اجراءات لا تعدو عن كونها، محاولة لإغلاق نوافذ لا تزال تُطل منها الحقيقة، حتى وإن أزعجتنا في بعض وجوهها، فعصر الرقمنة انهى اي قدرة على احتكار المعلومة، ومنع تدفقها، وعبر الحدود، ليجهض اي رواية أحادية.

قد يجد البعض في قرارات حجب مواقع ومنصات محددة من قبل هيئة الاعلام امس، صرامة مطلوبة، لكنها وان نجحت محليا في تقييد الاصوات، الا انها واقعيا عاجزة تمامًا عن ملاحقة الخارج، أو التصدي لمنصاته، أو إسكات من يسيء ويحرّف، والأخطر من ذلك، أنها تمنح الخصم ذرائع جديدة للطعن في الدولة من بوابة الحريات وحرية التعبير، سعيا لاضعاف ثقة المواطن بمؤسسات بلده وإعلامه.

مقالات ذات صلة تأملات قرآنية 2025/05/15

ما نحتاجه اليوم، رواية وطنية صلبة، يُنتجها إعلام مستقل، يحترم ذكاء المواطن، ويكسب ثقته، ويتعامل مع القضايا الحساسة بمنهجية مهنية رصينة، إعلام لا يكتفي بالتلقي والدفاع، بل يبادر للشرح، والتوضيح، المسنود بادوات ومعرفة للرد على الحملات والأكاذيب، بالحقائق لا بالزجر والحجب.

قبل أيام، علق الزميل الأستاذ سمير جنكات، على تغريدة نشرتها، من وحي ما يجري، مذكراً بتجارب صحيفة “الرأي” في أوجها، وتحديداً أيام الراحل محمود الكايد، ووقت كان الإعلام للدولة لا للحكومات، ووقت كان يُدار بعقول أكاديمية مختصة، وقيادات إعلامية مهنية خبيرة، تدرك أدوات المواجهة وتعي خطورة المرحلة، فتحسن الدفاع عن المواقف الوطنية بلغة تحفظ كرامة الدولة، وتحترم وعي الجمهور، وتعليق الزميل انعاش لفكرة اننا في مراحل كنا نقود المشهد بكفاءة، قبل ان يصيبنا الوهن والانكسار المهني.

ما نحتاجه اليوم، ليس المزيد من الجدران، بل نوافذ تطل على الحقيقة، وان كانت موجعة، وهذا يتأتى من إعلام واثق وحر، مبادر، ومهني، وان كان لابد من هيئة إعلام، او جهات تنظيم، فلا بد من استقلاليتها، بحيث لا تتلقى التعليمات، ولا تمثل أداةً للسلطة أو صوتًا للمعارضة، وإنما مؤسسة وطنية حامية لحرية التعبير، تؤمن أن النقد جزء من مناعة الدولة، وأن تفنيد الإشاعات خير من مطاردتها.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

ماضي يكتب : عصام فخر الدين

صراحة نيوز- بقلم *حسن ماضي

يبرز عصام فخر الدين كأحد أهم الأسماء التي أسهمت في قطاع المطاعم والسياحة في الأردن خلال السنوات الأخيرة، فهو نموذج لرجل الأعمال الذي استطاع الجمع بين الخبرة الميدانية والرؤية التطويرية، مقدّمًا إسهامات واضحة انعكست على جودة الخدمات وتعزيز التنافسية داخل القطاع.

تمكّن فخر الدين عبر مسيرة طويلة من إدارة وتشغيل عدد من المنشآت السياحية والمطاعم بكفاءة عالية، ما أكسبه خبرة عملية واسعة وأهّله ليكون أحد المرجعيات في القطاع السياحي وقد نجح في بناء شبكة متينة من العلاقات مع المعنيين في القطاعين العام والخاص، انعكست على دوره في تطوير العمل السياحي وتوسيع دائرة الاستثمار.

عرف عنه اهتمامه الدائم بتطوير بيئة العمل، ورفع الكفاءة التشغيلية، والحرص على تبنّي المعايير العالمية في الخدمة، إلى جانب دعمه المستمر لبرامج التدريب والتأهيل للعاملين في المنشآت السياحية والمطاعم.

لا يمكن الحديث عن قطاع المطاعم دون الإشارة إلى الدور المحوري الذي لعبه عصام فخر الدين داخل جمعية المطاعم السياحية الأردنية، حيث شكّل حضورًا فاعلًا في خدمة القطاع والدفاع عن مصالحه. وشارك في صياغة رؤى إصلاحية ومقترحات تشريعية تهدف إلى تحسين بيئة الاستثمار ورفع جودة الخدمة.

وقد كانت له بصمات واضحة في إطلاق مبادرات تعزّز المنافسة العادلة بين المنشآت، وتشجع أصحاب المطاعم على تبنّي أساليب عمل حديثة تلبي متطلبات السائح المحلي والأجنبي على حد سواء.

يحمل فخر الدين رؤية مستقبلية قائمة على مبادئ واضحة، أبرزها رفع مستوى جودة الخدمات في المطاعم والمنشآت السياحية. وتمكين المنشآت الصغيرة والمتوسطة ومنحها مساحة أكبر للظهور والنمو. وتعزيز دور السياحة الغذائية كأحد العناصر الجاذبة للسياحة في الأردن و تطبيق المعايير الدولية في السلامة الغذائية والخدمة والضيافة.

ويؤمن فخر الدين أن صناعة المطاعم أصبحت اليوم عنصرًا أساسيًا في تشكيل تجربة السائح، وأن تطويرها يسهم مباشرة في تحسين صورة الأردن وتعزيز تنافسيتها على الخارطة السياحية.

يمتلك عصام فخر الدين شخصية قيادية هادئة وواقعية، وقدرة على التعامل الحكيم مع التحديات، ما أكسبه احترام العاملين في القطاع وثقة المستثمرين والجهات الرسمية. ويُنظر إليه كشخصية قادرة على الجمع بين الخبرة العملية والفكر التطويري، وهو ما جعله عنصرًا مؤثرًا في مسيرة تطور قطاع المطاعم والسياحة في المملكة.

*عضو جمعية المطاعم السياحية وعضو جمعية الفنادق الاردنية

مقالات مشابهة

  • يجوز منح الجنسية المصرية لكل أجنبى قام بشراء عقار مملوك للدولة بالقانون
  • د.حماد عبدالله يكتب: مصر والمصريون !!
  • «الرد سيكون قاسيا».. أول تعليق لـ ترامب بعد استهداف قوة أمريكية في تدمر السورية
  • الحباشنة يكتب..مجلس النواب أمام اختبار ضبط الخطاب وحماية استقرار الدولة
  • المجلس الأعلى للدولة يؤكد دعمه للمشاريع الثقافية والحضارية
  • محافظ أسيوط: تحرير 398 محضر تمويني خلال 4 أيام في حملات مكثفة
  • أيمن يونس: محمد صلاح أخطأ في هذا الأمر.. ولابد من الرد على سلوت «في الملعب»
  • أزهري يوجه رسالة للأسر وطريقة التعامل مع أسئلة الأطفال
  • د.حماد عبدالله يكتب: الاستثمار هو الحل !!!
  • ماضي يكتب : عصام فخر الدين