منذ أن وطأت قدماه البيت الأبيض مجددًا، لم يتردد دونالد ترامب في إشعال فتيل حرب تجارية شرسة، ضاربًا بعرض الحائط الالتزامات الأمريكية تجاه النظام التجاري العالمي. سياساته التصادمية، التي ألهبت المواجهات الاقتصادية خلال ولايته الأولى، تعود اليوم بزخم أعنف، مستهدفة القوى الكبرى بلا هوادة. لكن هذه المرة، يبدو أن المخاطر أكبر والنتائج أكثر كارثية، مع احتمالية أن يكون الاقتصاد الأمريكي نفسه أول الضحايا!

لم يمضِ وقت طويل حتى تهاوت أولى تداعيات قرارات ترامب، حيث هبّت العواصم العالمية بردود نارية.

رئيس الوزراء الكندي مارك كارني صرّح بلهجة حاسمة: “لن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه العربدة الاقتصادية”، مشيرًا إلى إجراءات انتقامية تهدد المصالح الأمريكية في الصميم.

أما في أوروبا، فقد أطلقت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تحذيرًا ناريًا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدة أن أوروبا لديها خطة جاهزة للرد في حال فرض رسوم جمركية واسعة النطاق. وفي جزء من خطابها، شددت قائلة: “لدينا كل ما نحتاجه لحماية شعبنا وازدهارنا. لدينا أكبر سوق موحدة في العالم. لدينا القوة للتفاوض، ولدينا القدرة على الرد. وليعلم شعب أوروبا أننا معًا سندافع دائمًا عن مصالحنا وقيمنا، وسندافع دائمًا عن أوروبا”.

وفي خطوة غير مسبوقة، أعلنت الصين واليابان وكوريا الجنوبية توحيد صفوفها في تحالف اقتصادي استراتيجي للرد على السياسات الحمائية الأمريكية، في تطور يرسم ملامح جبهة آسيوية قوية قادرة على قلب موازين القوى التجارية. فهل يدرك ترامب أنه يدفع أمريكا نحو عزلة اقتصادية خانقة؟

يراهن ترامب على أن هذه السياسات ستجبر الشركاء التجاريين على الخضوع لإرادة واشنطن، لكن السؤال الحاسم: هل يستطيع الاقتصاد الأمريكي تحمّل عواقب هذه المواجهة الضارية؟ مع ارتفاع الأسعار، تصاعد الغضب الشعبي، وانسحاب الاستثمارات، تبدو الولايات المتحدة على شفا أزمة غير مسبوقة قد تعيدها عقودًا إلى الوراء.

إعلان البيت الأبيض: صدمة تهز الأسواق

بلهجة حازمة، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت أن فرض الرسوم الجمركية الجديدة “لحظة تاريخية”، مؤكدة أن أمريكا لن تسمح بعد الآن بأن تكون “ضحية للاستغلال الاقتصادي”. ترامب، كعادته، صعّد الموقف قائلًا: “لقد بدأ عصر التحرر الاقتصادي… إما أن تلتزموا بقواعدنا، أو تتحملوا العواقب!” لكن السؤال الحقيقي: هل يقود هذا التحرر أمريكا إلى الازدهار أم إلى الهاوية؟

بين رهان ترامب على تحقيق “التوازن التجاري” وواقع التصعيد المتسارع، تقف الولايات المتحدة على مفترق طرق خطير. هل تكون هذه الحرب الجمركية بوابة لنفوذ اقتصادي غير مسبوق، أم أنها ستُدخل أمريكا في نفق من الأزمات والانتكاسات؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف إن كان ترامب قد أحسن اللعب… أم أنه أشعل نارًا لن يستطيع إخمادها!

 

 

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

البيت الأبيض: ترامب مستعد لاستئناف التواصل مع زعيم كوريا الشمالية

أكد البيت الأبيض، الأربعاء، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يزال منفتحًا على التواصل مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، في خطوة تعكس إمكانية عودة المحادثات بين الجانبين بعد سنوات من الجمود.

وأعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت خلال حديثها للصحفيين أن "الرئيس مستعد لتبادل الرسائل مع كيم جونج أون"، مشيرة إلى العلاقات الودية التي نشأت بين الزعيمين خلال الولاية الأولى لترامب، والتي شملت ثلاث قمم رئاسية وتبادل العديد مما وصفها ترامب بـ"الرسائل الجميلة".

انقطاع واسع للإنترنت في كوريا الشمالية ومواقع رسمية خارج الخدمةزعيم كوريا الشمالية يتعهد بدعم روسيا "دون شروط"رئيس مجلس الأمن ​​الروسي يصل إلى بيونج يانج ويلتقي زعيم كوريا الشماليةتقرير دولي: كوريا الشمالية أرسلت آلاف الجنود وملايين الذخائر إلى روسياحذرت من حرب نووية.. غضب في كوريا الشمالية من خطة أمريكية فضائيةكوريا الشمالية تصف "القبة الذهبية" الأمريكية بـ "سيناريو حرب نووية"اعتقال مسئولين بارزين في كوريا الشمالية بعد حادث المدمرة الحربيةموسكو: زيارة زعيم كوريا الشمالية إلى روسيا قيد التنسيقعلاقات خاصة لكنها بلا نتائج ملموسة

ورغم هذه اللقاءات التاريخية، لم تسفر المحادثات السابقة عن تقدم فعلي في وقف برنامج بيونج يانج النووي. ففي يونيو من عام 2019، أصبح ترامب أول رئيس أمريكي تطأ قدماه كوريا الشمالية عندما عبر لفترة وجيزة المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين، إلا أن الجهود الدبلوماسية ظلت متعثرة منذ ذلك الحين.

وفي مارس الماضي، أقر ترامب في تصريحات علنية بأن كوريا الشمالية أصبحت بحكم الأمر الواقع "قوة نووية"، في اعتراف يعكس الواقع الجديد الذي تواجهه واشنطن في التعامل مع بيونج يانج.

انقطاع واسع للإنترنت في كوريا الشمالية ومواقع رسمية خارج الخدمةزعيم كوريا الشمالية يتعهد بدعم روسيا "دون شروط"رئيس مجلس الأمن ​​الروسي يصل إلى بيونج يانج ويلتقي زعيم كوريا الشماليةتقرير دولي: كوريا الشمالية أرسلت آلاف الجنود وملايين الذخائر إلى روسياحذرت من حرب نووية.. غضب في كوريا الشمالية من خطة أمريكية فضائيةكوريا الشمالية تصف "القبة الذهبية" الأمريكية بـ "سيناريو حرب نووية"اعتقال مسئولين بارزين في كوريا الشمالية بعد حادث المدمرة الحربيةموسكو: زيارة زعيم كوريا الشمالية إلى روسيا قيد التنسيقمناخ إقليمي متغير وتعقيدات جديدة

وتأتي بوادر استئناف التواصل في وقت تولى فيه رئيس كوريا الجنوبية الجديد لي جاي ميونج مهامه، وقد تعهد بدفع عجلة الحوار مع الجارة الشمالية. غير أن محللين يرون أن إدارة ملف كوريا الشمالية في هذه المرحلة قد يكون أكثر صعوبة على كل من ترامب ولي مقارنة بالولاية الأولى للرئيس الأمريكي، في ظل تعقيدات الوضع الأمني والسياسي الراهن.

فمنذ توقف المحادثات، واصلت بيونج يانج توسيع برامجها للأسلحة النووية والصواريخ الباليستية بشكل ملحوظ، كما عززت علاقاتها العسكرية مع روسيا من خلال تقديم دعم مباشر لحرب موسكو في أوكرانيا عبر تزويدها بالأسلحة والقوات.

انقطاع واسع للإنترنت في كوريا الشمالية ومواقع رسمية خارج الخدمةزعيم كوريا الشمالية يتعهد بدعم روسيا "دون شروط"رئيس مجلس الأمن ​​الروسي يصل إلى بيونج يانج ويلتقي زعيم كوريا الشماليةتقرير دولي: كوريا الشمالية أرسلت آلاف الجنود وملايين الذخائر إلى روسياحذرت من حرب نووية.. غضب في كوريا الشمالية من خطة أمريكية فضائيةكوريا الشمالية تصف "القبة الذهبية" الأمريكية بـ "سيناريو حرب نووية"اعتقال مسئولين بارزين في كوريا الشمالية بعد حادث المدمرة الحربيةموسكو: زيارة زعيم كوريا الشمالية إلى روسيا قيد التنسيقمشاورات داخلية لاستئناف الحوار

وفي هذا السياق، ذكرت تقارير أمريكية أن الإدارة الأمريكية أجرت خلال الأشهر الماضية سلسلة من المشاورات الداخلية والخارجية لبحث إمكانية إعادة إطلاق المفاوضات مع كوريا الشمالية. ونقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مسؤولين قولهم إن مسؤولين من وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي شاركوا في اجتماعات مغلقة مع خبراء لبحث تطورات الأوضاع في بيونج يانج بعد غياب دام أربع سنوات عن الحوار المباشر.

وبحسب المسؤول الأمريكي، فإن هذه الاجتماعات تهدف إلى تقييم الوضع الحالي وتحديد المسارات المحتملة لاستئناف الحوار، بما في ذلك البحث في هوية المفاوضين الكوريين الشماليين الذين قد يقودون المحادثات في حال عودتها.

انقطاع واسع للإنترنت في كوريا الشمالية ومواقع رسمية خارج الخدمةزعيم كوريا الشمالية يتعهد بدعم روسيا "دون شروط"رئيس مجلس الأمن ​​الروسي يصل إلى بيونج يانج ويلتقي زعيم كوريا الشماليةتقرير دولي: كوريا الشمالية أرسلت آلاف الجنود وملايين الذخائر إلى روسياحذرت من حرب نووية.. غضب في كوريا الشمالية من خطة أمريكية فضائيةكوريا الشمالية تصف "القبة الذهبية" الأمريكية بـ "سيناريو حرب نووية"اعتقال مسئولين بارزين في كوريا الشمالية بعد حادث المدمرة الحربيةموسكو: زيارة زعيم كوريا الشمالية إلى روسيا قيد التنسيقترامب: مستعد للاتصال بكيم مجددًا

وفي يناير الماضي، أكد ترامب خلال مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" عزمه إعادة فتح قنوات التواصل مع كيم جونج أون، قائلاً: "سأتواصل معه مرة أخرى". وكان ترامب قد وصف لقاءاته السابقة مع الزعيم الكوري بأنها كانت "ودية" وعكست علاقة شخصية نادرة بين رئيس أمريكي وزعيم كوريا الشمالية.

يأتي هذا التحرك في ظل استمرار المخاوف من تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية، مع احتفاظ بيونج يانج بترسانتها النووية وتنامي تحالفاتها العسكرية في ظل المشهد الجيوسياسي المتوتر عالميًا.

طباعة شارك ترامب كيم جونج أون كوريا الشمالية بيونج يانج امريكا واشنطن

مقالات مشابهة

  • بعد ندمه واعتذاره لترامب، هل يعود ماسك إلى البيت الأبيض؟
  • البيت الأبيض يتجنب الإجابة على “حل الدولتين” ويركز على غزة
  • البيت الأبيض: ترامب مستعد لاستئناف التواصل مع زعيم كوريا الشمالية
  • البيت الأبيض: ترامب يعتقد أن الوضع بين غزة وإسرائيل ينبغي أن ينتهي
  • البيت الأبيض: ترامب سيواجه الاحتجاجات ولن يسمح بحكم الغوغاء
  • البيت الأبيض يعلق لـCNN على قرار مغادرة الموظفين غير الأساسيين في سفارة أمريكا بالعراق
  • البيت الأبيض: ترامب على علم بحركة الأفراد الأمريكيين بالشرق الأوسط
  • البيت الأبيض: ترامب يقبل اعتذار ماسك عن انتقاداته
  • ترامب وكيم؟ البيت الأبيض يلوّح بإمكانية التواصل
  • كيف خسر ماسك من "لعبة البيت الأبيض" وتحدي ترامب؟