التَّجمُّع الإعلامي الفلسطيني يَنعى الصحفي أحمد منصور
تاريخ النشر: 8th, April 2025 GMT
نعى التجمع الإعلامي الفلسطيني، اليوم الثلاثاء ، الصحفي أحمد منصور مراسل وكالة فلسطين اليوم الإخبارية.
وقال التجمع في بيان له: “يَنعى التَّجمُّع الإعلامي الفلسطيني الزَّميل الصحفيّ في وكالة “فلسطين اليوم” الإخباريَّة أحمد منصور، الذي ارْتقى شَهيدًا متأثِّرًا بجروحه “الخطيرة” وحروقه “البليغة”؛ جرَّاء قصف طائرات الاحتلال خيمة للصحفيين بجوار مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس فجر أمس الإثنين، في واحدة من أفظع جرائم الحرب، ضد الصّحفيين والإعلاميِّين الفلسطينيِّين في قطاع غزة”.
وأوضح أنه “باسْتشهاد الزَّميل الصحفي أحمد منصور؛ يرتفع عدد شُهداء الحركة الإعلامية في القطاع إلى (211) صحفيًّا وصحفية، فضلاً عن إصابة واعْتقال العشرات، منذ بدء جريمة الإبادة “الإسرائيلية” في السابع من أكتوبر 2023″.
وجدد التجمع إدانته بأشَدّ العبارات قَتل العدو واستهدافه المباشر لخيمة الصحفيين في خان يونس؛ ليؤكّد أنَّها جريمة ضد الإنسانية، تَضاف إلى سجلّ جرائمه الدمويَّة وانتهاكاته الجَسيمة، الرامية إلى إخفاء الحَقيقة، وطَمسْ السَّردية الفلسطينيَّة.
وطالب مُختلف الاتّحادات والأجسام والمؤسَّسات الإعلاميَّة والحقوقيَّة حول العالم التَّدخل العَاجل لوقف جرائم القَتل المتعمّد والاستهداف المباشر التي يرتكبها العدو ضدّ الصّحفيين والإعلاميين الفلسطينيين، واتّخاذ كل التَّدابير الفعليَّة لحمايتهم وضَمان سلامتهم، اسْتنادًا للقوانين الدوليَّة ومَواثيق حُقوق الإنسان.
كما طالب التَّجمُّع الإعلامي الفلسطيني بالتَّحرك الفوريّ لوقف جريمة الإبادة الجماعيَّة والتَّطهير العرقيّ في قطاع غزة المُحاصر، والعمل الجادّ على ملاحقة العدو النّازي وتقديم مسؤوليه للمحاكمة أمام المَحافل الدولية بصفتهم مُجرمي حرب، ومحاسبتهم على إرهابهم المنظَّم ضد شُهود الحقيقة، وحُرّاس الكلمة والصُّورة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الإعلامی الفلسطینی أحمد منصور
إقرأ أيضاً:
ما وراء الصور المزيفة.. معارك التضليل الإعلامي بين إيران وإسرائيل
عندما تتصارع الروايات العسكرية على الشاشات، لا تقلّ الحرب الإعلامية خطرًا عن تلك التي تُخاض بالمدافع والطائرات. ومع كل صاروخٍ يُطلق، هناك صورة تُبث، ومع كل انفجارٍ على الأرض، انفجارٌ آخر في الفضاء الرقمي. ومع بدء الغارات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية، انطلقت بالتوازي موجة تضليل إعلامي تُحدث تشويشًا واسعًا على الحقيقة، بسيلٍ من الصور والفيديوهات المزيفة والمصطنعة.
فمن يقف خلف هذه الحملات؟ وكيف أثّرت على الرأي العام؟ وما هي أبرز نماذج الصور المزيفة التي انتشرت خلال الأسابيع الأخيرة؟ وهل ينبغي أن نُصدّق كل ما يُعرض علينا دون تحقّق؟
في الثالث عشر من يونيو 2025، بدأت الغارات الإسرائيلية على عدة مناطق وأهداف حيوية في إيران، وخلال الساعات الأولى، انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي صور وفيديوهات قيل إنها توثّق "حجم الدمار" أو "احتفالات النصر" أو "سقوط ضحايا مدنيين"، أو ترصد صواريخ أطلقتها إسرائيل صوب إيران، بينما قال آخرون عن ذات الصور والفيديوهات إنها صواريخ أطلقتها إيران على إسرائيل، لكن في الواقع، كانت إما مفبركة عبر أدوات الذكاء الاصطناعي، أو قديمة سبق نشرها في تغطيات حروب أو كوارث أخرى.
معهد الحوار الاستراتيجي في المملكة المتحدة رصد، خلال الأيام الأولى للحرب، أكثر من 34 مادة مرئية مضلّلة، حصدت معًا أكثر من 37 مليون مشاهدة على منصة X وحدها، وكشف أن 77% من الحسابات التي نشرت هذا المحتوى كانت "موثقة"، تم شراؤها لخداع المستخدمين ومنحهم مصداقية زائفة.
تصدّرت حملات التضليل صورٌ مولّدة بالذكاء الاصطناعي. وكانت الصورة الأولى الأكثر انتشارًا لما قيل إنه "مبنى الموساد" بعد تعرّضه للقصف الإيراني، وأعاد عشرات الآلاف من أصحاب الحسابات على فيسبوك وX نشر الصورة، رغم أن اسم "الموساد" المكتوب باللغة الإنجليزية يخالف النطق الصحيح للكلمة، ورغم أن أعلام إسرائيل المعلّقة على المبنى بطريقة ساذجة تبدو نظيفة وجديدة. فلم يسأل أحد: لماذا لم تحترق هذه الأعلام بنيران القصف المتكرّر؟
وجاءت الصورة الثانية، المولّدة بالذكاء الاصطناعي، لما قيل إنها "عملية تنفيذ حكم الإعدام في عميل إسرائيلي داخل إيران، بتقييده بالحبال في صاروخ وإرساله إلى تل أبيب". ورغم سخرية الكثيرين من الصورة، فإن البعض واصل نشرها دون تفكير، بل إن بعضهم شارك صورة أخرى بذات المحتوى، تبدو من النظرة الأولى أنها مصطنعة.
انتشر فيديو يُظهر أضواءً نارية كبيرة وانفجارات وسط مدينة، مع تعليق يقول إنه "ضربة إسرائيلية ناجحة على العاصمة الإيرانية"، لكن تبيّن أن المقطع يعود إلى هجوم جوي على بغداد في عام 2003، وحقّق مشاهدات كبيرة، بُنيت عليها تحليلات لا أساس لها من الصحة.
انتشرت صورة يُقال إنها تُظهر لبنانيين "يحتفلون بتعرض إسرائيل للقصف"، إلا أن تحليل المحتوى أظهر أنها مُركّبة جزئيًا باستخدام الذكاء الاصطناعي، وأن الصورة الأصلية تعود إلى حفل موسيقي في بيروت قبل سنوات، أُضيفت إليها مؤثرات بصرية مثل الألعاب النارية لتبدو انفجارات حقيقية.
في صورةٍ أخرى، يظهر حطام مبانٍ في حيّ حضري، ويدّعي ناشرها أنها من "هجوم إيراني بصواريخ على تل أبيب"، لكنها مأخوذة في الأصل من زلزال تركيا في فبراير 2023، مع تلاعب بالألوان وإضافة أعمدة دخان لتناسب الرواية المضلّلة.
مقطع فيديو لجنود يرقصون في مركبة عسكرية مع موسيقى إيرانية قيل إنه "لجنود يحتفلون بعد إسقاط طائرة إسرائيلية"، لكن المقطع الحقيقي يعود لموكب تدريبي في باكستان عام 2021، وهو متاح على يوتيوب منذ ثلاث سنوات.
صورة مأساوية زُعم أنها من قصف إسرائيلي استهدف أطفالًا في أصفهان، وبالبحث السريع، نجد أن الصورة أصلها يعود إلى انفجار في حلب عام 2016. ومع أن المشهد الإنساني مؤثّر، فإن إعادة توظيفه في سياقٍ كاذب يضرّ ولا ينفع.
حصد مقطع مصوّر على تيك توك أكثر من 700 ألف مشاهدة خلال يومٍ واحد، زعم ناشره أنه يُظهر مواقع إيرانية تعرّضت للقصف والدمار جرّاء الهجمات الإسرائيلية، وتبيّن أن كل المشاهد في هذا المقطع جرى إنتاجها بالذكاء الاصطناعي، كما بثت إحدى القنوات التلفزيونية مقطعًا لحريق غابات في تشيلي على أنه دمار في حيفا،
نجم عن غارات إيرانية.
التضليل الإعلامي في هذا السياق كان كثيره عمدًا مع سبق الإصرار والترصّد.ووفقًا لتقارير دولية، فإن جهات متعددة تقف خلف هذه الحملات:
- أجهزة إعلام تابعة لإحدى الدول أعادت نشر مقاطع زائفة، في محاولة للتغطية على حقائق فاضحة كشفتها الغارات المتبادلة بين إسرائيل وإيران.
- منصات إلكترونية موالية لتنظيمات إرهابية استغلّت العواطف الطائفية لنشر محتوى متلاعب يخدم حملاتها التحريضية ضد دول عربية.
- حسابات وهمية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تُدار بواسطة روبوتات تنتج وتعيد نشر المحتوى بشكلٍ آلي وسريع، لتشويه الحقائق وتوجيه أنظار الرأي العام بعيدًا عن واقع العمليات العسكرية.
- أفراد عاديون يسعون للانتشار، بادّعاء الانفراد حصريًا بأخبار وصور وفيديوهات العمليات العسكرية، ويتحدث كل منهم وكأنه يعيش في تل أبيب أو طهران، ويرصد العمليات العسكرية أولًا بأول من مواقع الأحداث، ويعيدون، مخدوعين، مشاركة الصور والفيديوهات المزيفة والمصطنعة. وقدّم هذا النوع من روّاد التواصل الاجتماعي خدمة غير مقصودة للإعلام العسكري، لهذا الطرف تارة، وللآخر تارة ثانية، داعمين لعمليات تزييف وعي ممنهجة.
في الحرب الإسرائيلية - الإيرانية، لم تكن السماء وحدها تشتعل، بل اشتعلت الشاشات أيضًا بسيلٍ من التضليل المُوجّه. وبين الانفجار الحقيقي والمفبرك، تضيع الحقيقة، ويُعاد تشكيل وعي الجماهير بما يُنشر من صور وشائعات ومعطيات مغلوطة.
لقد باتت الحرب الإعلامية سلاحًا يتسلّل إلى العقول قبل أن تصل القذائف إلى الأرض. ومع تصاعد المواجهة، لم يعد التحقّق رفاهية، بل ضرورة دفاعية. فالخطر لا يكمن فقط في الصواريخ، بل في الصور الخادعة والكلمات المُضلِّلة.