فعندما دخل جعفر المنصور المدينة المنورة قال لحاجبه الربيع: ابحث لي عن رجل عاقل عالم بالمدينة ليَقِفَني على دورها، فقد بعد عهدي بديار قومي. فالتمس الربيع له رجلا من أعلم الناس بذلك وأعقلهم.

فكان الخليفة لا يبتدئ بإخبار حتى يسأل هذا الرجل، فكان يجيب بأحسن عبارة وأجود بيان. وأعجب المنصور به فأمر له بمال، وتأخر عليه ذات شهر ذلك المال.

ثم كان أن اجتاز الرجل العاقل مع المنصور بيت عاتكة، فقال: يا أمير المؤمنين هذا بيت عاتكة الذي يقول فيه الشاعر الأحوص "يا بيت عاتكة الذي أتعزل.. حذر العدى وبه الفؤاد موكل"!

ففكر المنصور وقال في نفسه، لم يخالف عادته بابتداء الكلام إلّا لأمر ما. فتصفح المنصور القصيدة في نفسه وراجعها بيتًا بيتًا حتى انتهى إلى بيت يقول فيه الشاعر: "وأراك تفعل ما تقول وبعضهم…مَذِق اللسان، يقول ما لا يفعل".

ونادى المنصور حاجبه الربيع وقال له، هل أوصلت إلى الرجل ما أمرنا له به؟ قال: بل أخرته، فقال عجّله له مضاعفا.

وما يستخلص من القصة أن الرجل طلب حاجته بأدب وترفع، وأن المنصور أحسن فهمه وأكرمه لأدبه.

كما تناولت حلقة برنامج "تأملات" موضوع الأعرابي الذي سألوه: ما السرور، قال الأمن، فإني رأيت الخائف لا ينتفع بعيش، قيل له زدنا، فقال الصحة، فإني رأيت المريض لا ينتفع بعيش، فقيل له زدنا، فقال الغنى، فإني رأيت الفقير لا ينتفع بعيش، فقيل له زدنا، فقال، لا أجد مزيدا.

إعلان

وفي فقرة "ما قل ودل"، أوردت حلقة "تأملات" عدة مقولات منها، "سوء الخلق من استعمال سوء الظن"، لأن من استعمل سوء الظن ساء عيشه وساء خلقه، و" الصمت ولا محاورة الجهال والانفراد ولا مواصلة الأشرار"، و"لا تعاجل الذنب بالعقوبة واجعل بينهما للاعتذار طريقا"، و"الميت يقل الحاسد له ويكثر الكذاب عليه"، و"فَوْت الحاجة خير من طلبها إلى غير أهلها".

وفي فقرة "وقفات"، جاء أن شعراء الجاهلية فطنوا لخصال نسائهم الكريمة، ولم يقفوا عند جمال المرأة الجسدي، ويصور ذلك الشنفرى في قوله لزوجته أميمة "لقد أعجبَتْني لا سَقوطا قناعها.. إذا ما مشت ولا بذات تلفّت". فزوجة الشنفرى رزينة ركينة لا يسقط قناعها أثناء سيرها ولا تلتفت إلى من حولها.

ويقول الشنفرى بعد ذلك "كأن لها في الأرض نسيًا تقصه على.. أمّها وإن تكلِّمْك تَبْلَت"، فهي من شدة حيائها وخجلها كأن لها شيئا منسيا ضائعا أو مفقودا تقتفي أثره، فهي لا ترفع رأسها في مسيرها حتى ليظن كل من يراها أنها أضاعت شيئا وجاءت تبحث عنه، كما أنها لا تكلم من يعترضها إلا بإيجاز ثم تمضي إلى قصدها.

8/4/2025

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

فيديو.. الشرع يشكر الرئيس السيسي: رأيت في عينيه حرصه على نهضة سوريا وإعمارها

وكالات

أعرب الرئيس السوري أحمد الشرع، عن تقديره وشكره للرئيس عبدالفتاح السيسي، قائلا إنه "رأيت في عينيه حرصه على نهضة سوريا وإعمارها".

كذلك عبّر الشرع في بيان تلفزيوني، مساء الأربعاء، عن شكره للجزائر وليبيا والسودان والمغرب واليمن، ولرئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني الذي أبدى رغبة في إعادة العلاقات مع دمشق.

وأكد الشرع، أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفع العقوبات عن سوريا التاريخي الشجاع، يمهد لرفع المعاناة عن الشعب السوري.

وأوضح الشرع، أن حكومته تلتزم بتسهيل ظروف الاستثمار وفتح الأبواب أمام المستثمرين، داعيا المستثمرين إلى القدوم إلى سوريا.

وشدد الشرع، على أن سوريا لن تكون ساحة لتقاسم النفوذ بعد اليوم، كما أن حكومته لن تسمح بتقسيم البلاد ولن تفسح المجال أمام سرديات السابق، لأن سوريا لكل السوريين.

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

أحمد الشرع الرئيس السيسي نهضة سوريا اعمار سوريا

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الخبر التالى: مرصد الأزهر: رقص مجندات جيش الاحتلال أداة خداع للتغطية على جرائم الحرب الأخبار المتعلقة

مقالات مشابهة

  • البطولة: احتدام الصراع بين بني ملال ويعقوب المنصور للظفر ببطاقة الصعود الثانية للقسم الأول
  • ما دوافع الانفتاح الأمريكي المفاجئ على سوريا وماذا قدمت دمشق؟
  • فيديو.. الشرع يشكر الرئيس السيسي: رأيت في عينيه حرصه على نهضة سوريا وإعمارها
  • الشرع عن الرئيس السيسي: رأيت في عينيه حرصه على نهضة سوريا وإعمارها
  • جعفر الزعبي يعلن دعمه للمحامي أشرف الزعبي في انتخابات نقابة المحامين
  • المنصور: رفع العقوبات عن سوريا تحول إستراتيجي ونقطة انطلاق جديدة نحو التعافي الاقتصادي
  • بالسعودية.. تفاصيل مسرحية «الحكاية سعيدة» لـ يوسف المنصور
  • إشكال وإطلاق نار بين شبان من آل جعفر وآخرين من آل مقداد
  • حكم زواج الرجل بأخت زوجته بعد وفاتها .. الإفتاء تجيب
  • ما درجات البخل عند العرب؟