توماس فريدمان: ترامب ونتنياهو يدفعان نحو عالم فظيع
تاريخ النشر: 9th, April 2025 GMT
يرى الكاتب الأميركي توماس فريدمان أن الرئيس دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كليهما يريدان أن يكونا مستبدين، ويعملان على تقويض سيادة القانون وما يسمى بالنخب في بلديهما، ويسعيان إلى القضاء على ما يسميه كل منهما "الدولة العميقة".
وكتب في مقاله الأسبوعي بصحيفة نيويورك تايمز أن المشاعر التي انتابته عندما رأى صورة ترامب ونتنياهو في المكتب البيضاوي يوم الاثنين، كانت مزيجا من الاشمئزاز والاكتئاب.
والمقال في مجمله ينضح بنقد لاذع للرئيس الأميركي وضيفه الإسرائيلي. ويعتقد فريدمان أن كليهما يقود بلده بعيدا عن طموحها لأن تكون نبراسا للأمم، "نحو قومية عرقية ضيقة متوحشة".
وأشار إلى أن الرجلين يتعاملان مع مناوئيهم السياسيين على أنهم أعداء من الداخل، وليسوا معارضة شرعية، وأن كلاً منهما عيّن أشخاصا غير أكفاء في حكومته.
وأضاف أنهما يغضان الطرف عن حلفائهما التقليديين الديمقراطيين، ويؤمن كل منهما بأن ضم مزيد من الأراضي حق إلهي "من خليج أميركا إلى غرينلاند"، في حالة ترامب، و"من الضفة الغربية إلى غزة"، في حالة نتنياهو.
ولفت إلى أن الإعلامي والمؤلف الأميركي فريد زكريا كان قد نشر في عام 2008 مؤلفا بعنوان "عالم ما بعد أميركا" يستشرف فيه المستقبل، متوقعا أن تتقلص الهيمنة النسبية للولايات المتحدة على العالم مع وصول حقبة الحرب الباردة إلى نهايتها.
إعلانواستلهم فريدمان من كتاب زكريا أن ترامب ونتنياهو يعكفان، كل في بلده، على استحداث "عالم ما بعد أميركا" و"ما بعد إسرائيل". وأوضح أنه يعني بعبارة "ما بعد أميركا" الولايات المتحدة التي تتخلى عمدا، وفي أفضل أيامها، عن هويتها الأساسية كدولة ملتزمة بسيادة القانون في الداخل وتحسين أوضاع البشرية جمعاء في الخارج.
وتابع أنه يقصد بـ"ما بعد إسرائيل" إسرائيل التي تتخلى عمدا عن هويتها الأساسية "كدولة ديمقراطية قائمة على سيادة القانون في منطقة يحكمها طغاة".
وفي أسلوب أدبي، واصل فريدمان حديثه قائلا إن أميركا كانت منارة أخلاقية وسياسية، مثل "مدينة شامخة مبنية على صخور أقوى من المحيطات، تعصف بها الرياح، ويباركها الله، وتعج بالناس من جميع المشارب يعيشون في أرجائها في وئام وسلام؛ مدينة ذات موانئ حرة تضج بالتجارة والإبداع. وإذا كان لا بد من وجود أسوار للمدينة، فللأسوار أبواب، والأبواب مفتوحة لكل من لديه الإرادة والقلب للوصول إلى هنا".
لكنه يعود مستدركا أن ترامب ونائبه جيه دي فانس يريدان تحويلها إلى دولة تعامل حلفاءها من البلدان الديمقراطية بازدراء، ولا تكترث على الإطلاق بالحفاظ على قوتها الناعمة التي يحتقرانها رغم أنها "الميزة الوحيدة التي لطالما تفوقت بها على روسيا والصين".
وفي مقارنة لافتة، أشار الكاتب إلى أن ترامب أطاح بمدير مكتب التحقيقات الفدرالي بحجة عدم إبداء الولاء الكافي له، في حين بدا أن نتنياهو على وشك أن يفعل الشيء نفسه مع رئيس جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلية (الشاباك)، رونين بار الذي يحقق مع بعض كبار مساعدي رئيس الوزراء.
وأسف فريدمان لاستغلال كلا الزعيمين للانقسامات واستخدامهما لمعاداة السامية لخدمة أجنداتهما السياسية، مما يُهدد بتقويض نسيج المجتمع، وأكد الكاتب أهمية مقاومة هذه التوجهات، مُقارنًا النضال لمنع تدهور هذه الدول بالنضال الحاسم من أجل الديمقراطية والحرية.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات ما بعد
إقرأ أيضاً:
تقارير إسرائيلية: مكالمة حادة بين ترامب ونتنياهو بشأن إيران وسط خلافات حول الحل الدبلوماسي
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن وجود خلافات حادة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول كيفية التعامل مع الملف الإيراني، رغم المزاعم السابقة بوجود تفاهمات مشتركة بين الجانبين بشأن منع طهران من الحصول على سلاح نووي.
ووفقًا لما نشرته قناة "12" الإسرائيلية، شهدت المكالمة الهاتفية، التي جرت الأسبوع الماضي، جدلًا حادًا، حيث أبدى ترامب تمسكه بحل دبلوماسي مع إيران، مؤكدًا ثقته في قدرته على التوصل إلى "صفقة جيدة" تخدم مصالح الطرفين، وهو ما اعتبره التقرير تناقضًا مع الأنباء التي تحدثت سابقًا عن اتفاق مشترك بين ترامب ونتنياهو حول ضرورة منع إيران من تطوير قدراتها النووية.
خبير إسرائيلي: ترامب يخطط لإزاحة نتنياهو.. وتوتر العلاقة بينهما في أسوأ مراحلها المدعية العامة في إسرائيل تعتبر تعيين نتنياهو لرئيس جهاز الشاباك الجديد "غير قانوني"وأشار التقرير إلى أن ترامب أكد خلال المكالمة على سعيه لإيجاد تسوية سلمية مع الإيرانيين، وهو ما يعكس موقفه المعلن بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق يخدم مصالح واشنطن وطهران، في وقت يشهد فيه الملف النووي الإيراني حالة من الترقب وسط تصاعد التوترات في المنطقة.
من جانبه، نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي عبر القناة ذاتها وجود توتر خلال المكالمة مع ترامب، مؤكدًا أن الزعيمين اتفقا على ضرورة منع إيران من امتلاك أسلحة نووية.
وفي أعقاب المكالمة التي عُقدت يوم الخميس الماضي، أصدر مكتب نتنياهو بيانًا رسميًا جاء فيه: "الزعيمان اتفقا على أهمية ضمان عدم حصول إيران على أسلحة نووية"، دون الإشارة إلى وجود أي خلافات أو أجواء متوترة خلال الاتصال.
وفي المقابل، أشار ترامب خلال تصريحات صحفية إلى إحراز "تقدم حقيقي" في المفاوضات الجارية مع إيران، معربًا عن أمله في الإعلان قريبًا عن "أنباء جيدة"، في إشارة إلى قرب التوصل لاتفاق محتمل بين واشنطن وطهران.
يأتي ذلك في وقت أكد فيه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن طهران لن تقبل بتعليق برنامج تخصيب اليورانيوم مؤقتًا كجزء من أي اتفاق نووي مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أنه لم يتم تحديد موعد للجولة السادسة من المحادثات مع الجانب الأمريكي.