نظمت الجمعية المصرية لتقدم الأشخاص ذوي الإعاقة والتوحد برئاسة مها هلالي المؤتمر العلمي التوعوي الـ21 للتوحد.

وأكدت مها هلالي رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لتقدم الأشخاص ذوي الإعاقة والتوحد أن المؤتمر العلمي التوعوي الحادي والعشرين لاضطراب طيف التوحد، والذي تنظمه الجمعية المصرية لتقدم الأشخاص ذوي الإعاقة والتوحد، يأتي ضمن فعاليات حملتها الوطنية السنوية، مشيرة إلى أنها من أقدم المبادرات المجتمعية المنتظمة في هذا المجال في مصر والمنطقة العربية، والتي يتم إطلاقها سنويًا في شهر أبريل، تزامنًا مع الاحتفاء العالمي باضطراب طيف التوحد.


 
وأوضحت أن المؤتمر يقام في  رحاب أكاديمية الأميرة فاطمة للتعليم الطبي المهني، ويتضمن نخبة متميزة من العلماء، والممارسين، والخبراء، وأولياء الأمور، في فعالية تجمع بين المعرفة، والوعي، والقبول، والرسالة الإنسانية النبيلة التي نحملها جميعًا.
 
وأشارت هلالي إلى تاريخ تطور فهم العالم لاضطراب طيف التوحد، الذي لم يُعرف بالشكل الذي نعرفه اليوم إلا عبر عقود من البحث العلمي والتطور في مفاهيم الطب النفسي والتربوي، ففي عام 1943، قام الطبيب النفسي الأمريكي ليو كانر بنشر دراسة رائدة وصف فيها مجموعة من الأطفال الذين أظهروا صعوبات شديدة في التفاعل الاجتماعي واللغة، إلى جانب أنماط متكررة في اللعب والسلوك، وفي العام التالي، 1944، نشر الطبيب النمساوي هانز آسبرجر دراسة موازية وصف فيها مجموعة من الأطفال الذين يمتلكون لغة متطورة نسبيًا، لكن يعانون من صعوبات في الفهم الاجتماعي والسلوكيات المقيدة.
 
وقد شهد العالم منذ مطلع الألفية ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات تشخيص اضطراب طيف التوحد، ففي حين كانت التقديرات في التسعينيات تشير إلى إصابة طفل واحد من بين كل 2500، فإن الإحصائيات الصادرة عن مركز مكافحة الأمراض الأمريكي (CDC) في عام 2023 أ أشارت إلى أن طفلًا واحدًا من بين كل 36 طفلًا يُشخّص على الطيف.
 
هذا التزايد اللافت في الوعي والتشخيص، دفع المجتمع الدولي إلى الاعتراف بأهمية القضية، حيث أعلنت الأمم المتحدة في 18 ديسمبر 2007 أن يوم 2 أبريل من كل عام سيكون "اليوم العالمي للتوعية باضطراب طيف التوحد – WAAD"، وتم الاحتفاء به رسميًا لأول مرة عام 2008، ليصبح منذ ذلك الوقت مناسبة سنوية عالمية تُسلّط فيها الأضواء على حقوق ودعم الأشخاص على الطيف.
 
وأكدت أننا في مصر لم نقف مكتوفي الأيدي، فقد أطلقت جمعية التقدم "ADVANCE Society" في عام 2005 الشبكة المصرية للتوحد، كأول تحالف وطني يعمل على التنسيق بين الجمعيات، والأسر، والمهنيين، من أجل رفع الوعي المجتمعي، وتوفير الدعم المبكر والتدخل المناسب.
 
ومنذ عام 2005 وحتى اليوم، تم إطلاق حملة وطنية سنوية في شهر أبريل، بدأت تحت عنوان "حملة التوعية بالتوحد"، ثم تطورت في عام 2013 لتُصبح "حملة قبول التوحد"، انسجامًا مع توجه عالمي يرى أن المطلوب ليس فقط أن يعرف الناس عن التوحد، بل أن يتقبلوا التنوع العصبي، ويؤمنوا بحقوق الأشخاص ذوي التوحد في العيش المستقل والتعليم والعمل والمشاركة المجتمعية الكاملة.
 
وأكدت أنه وفقًا للتصنيف الخامس للدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية (DSM-5) الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA) في عام 2013 والمحدّث لاحقًا، فإن السمات الأساسية لاضطراب طيف التوحد تتمثل في صعوبات في التواصل والتفاعل الاجتماعي، أنماط سلوك أو اهتمامات مقيدة ومتكررة، بالإضافة إلى الاختلافات الحسية، التي أُدرجت رسميًا كمكون أساسي للتشخيص.
 
وتشير الأبحاث إلى أن ما بين 40% إلى 60% من الأطفال ذوي التوحد قد يعانون من إعاقة ذهنية بدرجات متفاوتة، وأن نسبة كبيرة منهم قد تتعايش مع اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) كحالة مصاحبة، فيما يُعاني من يُصنفون بـ "الأداء المرتفع" من صعوبات تعلم محددة (SpLD)، مثل عسر القراءة أو صعوبات الحساب، أو مشكلات في تنظيم الأفكار واللغة.
 
كما تشير النظريات العلمية، مثل "نظرية العقل – Theory of Mind"، إلى أن الأشخاص ذوي التوحد قد يجدون صعوبة في تفسير وفهم نوايا ومشاعر الآخرين، مما يؤثر على تفاعلهم الاجتماعي بشكل كبير.

وأشارت إلى أن المؤتمر العلمي يركز على  ثلاث دوائر مترابطة أساسية للتدخل الشامل:الدائرة البيولوجية الطبية: وتشمل التغذية، الجهاز المناعي، العوامل الوراثية، والتدخلات الدوائية والداعمة، الدائرة الحسية العصبية: وتهتم باضطرابات المعالجة الحسية، التكامل السمعي، والانتباه والتركيز، الدائرة السلوكية التربوية: وتشمل تحليل السلوك التطبيقي، التدخلات الاجتماعية واللغوية، والتعلم التفاعلي.

وتضمنت جلسات المؤتمر الجلسة الأولي تحت عنوان «التشخيص والتدخلات المبكرة»، وبدأت الجلسة بمحاضرة حول “التشخيص والتدخل الدوائي لذوي اضطراب طيف التوحد”، قدمتها الدكتورة سحر داوود، استشاري الصحة النفسية بمركز مصادر التعلم، تليها محاضرة بعنوان “الاضطرابات النفسية لدى ذوي اضطراب طيف التوحد منخفضي ومرتفعي الأداء الوظيفي: الأسباب والمآل”، يلقيها ضيف شرف المؤتمر الأستاذ الدكتور إيهاب الببلاوي، نائب رئيس جامعة الزقازيق وعميد كلية علوم ذوي الإعاقة الأسبق.

ومحاضرة حول “عوائق التعلم في التدخل المبكر”، تقدمها داليا وجدي، استشارية اللغة والتواصل والمحلل السلوكي المعتمد من البورد الأمريكي QABA، والاستشاري الفني لمركز التقدم. تليها محاضرة بعنوان “رؤية للتواصل الوظيفي لذوي اضطراب طيف التوحد”، تقدمها الأستاذة إلهام حلمي، استشاري ورئيس قسم اللغة والتواصل بمركز التقدم.

واختتمت الجلسة الأولى بمحاضرة حول “التغذية السليمة وتقوية الجهاز المناعي لذوي اضطراب طيف التوحد”، تقدمها الدكتورة دينا ريحان، أخصائي الصحة النفسية بمركز مصادر التعلم وممارس علم الأمعاء المعتمد من المملكة المتحدة.

أما الجلسة الثانية فكانت  تحت عنوان "السلوك والتدخلات الوظيفية"، وبدأت الجلسة بمحاضرة حول “المعالجة السمعية المركزية لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد”، تقدمها الدكتورة لميس العمرجي، مدرس طب السمع والاتزان بكلية الطب جامعة عين شمس، تليها محاضرة بعنوان “التدخلات الاستباقية للسلوك”، تلقيها الأستاذة يسرا ماهر، الاستشاري الفني لمركز التقدم والمحلل السلوكي المعتمد من البورد الأمريكي QABA.

وجاءت محاضرة حول “التقييم الوظيفي للسلوك”، يلقيها مصطفى عبد المعز، نائب مدير مركز التقدم، تليها محاضرة بعنوان “دور القصص الاجتماعية، في تعزيز السلوك الإيجابي”، يلقيها الدكتور سيد الجارحي، رئيس قسم الصحة النفسية بكلية التربية جامعة الفيوم والاستشاري الفني لمركز التقدم.

واختتم المؤتمر بمحاضرة حول “تعزيز الصداقة لذوي اضطراب طيف التوحد وأثرها على السلوك الاجتماعي”، للدكتور محمود فؤاد، مدير مركز التقدم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ذوي الإعاقة وزارة التضامن الاجتماعي الجمعية المصرية الإعاقة والتوحد ذوي الإعاقة والتوحد طيف التوحد طيف التوحد المزيد

إقرأ أيضاً:

أورنج الأردن تختتم برنامج “قادرون” للأشخاص ذوي الإعاقة بالتعاون مع شركة Ablers

صراحة نيوز- ضمن إطار مسؤوليتها المجتمعية وجهودها المتواصلة لتحقيق أثر إيجابي على المجتمع، اختتمت أورنج الأردن، وبالتعاون مع شركة “قادرون للتدريب وإدماج ذوي الإعاقة” Ablers، برنامج “قادرون”، والذي يأتي ضمن مظلتها “قدراتنا مختلفة ولكن إمكانياتنا أكيدة”، لتمكين الشباب من الأشخاص ذوي الإعاقة وتعزيز مشاركتهم الاقتصادية من خلال تطوير مهاراتهم الحياتية والوظيفية.

حيث شمل البرنامج ورشة تدريبية لفرق القيادة في أورنج الأردن حول حقوق الاشخاص ذوي الإعاقة والممارسات الدامجة أو الفضلى قدمها فريق Ablers، والتي هدفت إلى تزويد قادة الشركة بالأدوات العملية لتعزيز الدمج المؤسسي والمستدام للأشخاص ذوي الإعاقة في بيئة العمل، بما في ذلك ممارسات التوظيف الشامل وبناء ثقافة الانتماء والتقدير. ومن خلال النقاشات الواقعية والأنشطة العملية، تم تطوير سلوكيات أكثر شمولاً، مما أتاح من التعامل مع مختلف المواقف بعدل واحترام وبمزيدٍ من الوعي.

وفي اليوم الختامي للبرنامج، أجرت فرق القيادة في أورنج الأردن مقابلات تدريبية واقعية مع المشاركين في برنامج “قادرون”، وتلقوا ملاحظات مباشرة لتعزيز ثقتهم بأنفسهم واستعدادهم للمقابلات الوظيفية الفعلية. وساهمت هذه التجربة في تعزيز التزام الشركة بتكافؤ الفرص، وضمان حصول كل مشارك على فرصة عادلة لعرض مواهبه دون أي عوائق. وعند انتهاء البرنامج، قدمت أورنج الأردن شهادات المشاركةتكريماً للمهارات المكتسبة والاستعداد لسوق العمل.

وأعربت أورنج الأردن عن إيمانها بقدرات الأشخاص ذوي الإعاقة، وحرصها على تزويدهم بالأدوات العملية التي تعزز تنافسيتهم في سوق العمل وترسخ الفرص المتكافئة للجميع. كما أكدت الشركة على التزامها المستمر بتمهيد الطريق أمامهممن خلال برامج تدريبية نوعية تفتح لهم آفاقاً جديدة للانخراط في سوق العمل، وتمكنهم من الحصول على مستقبل مهني مستدام وتمكنهم من المساهمة الفاعلة في الاقتصاد الوطني.

وأكدت Ablers التزامها بتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة ودعم اندماجهم الكامل في سوق العمل والمجتمع، معتبرةً هذه الشراكة مع أورنج خطوة محورية نحو تحقيق رؤيتهما المشتركة في تعزيز الشمول الاقتصادي في الأردن من خلال توفير فرص تدريب وتوظيف عادلة وفاعلة.

ومن الجدير بالذكر أن برنامج “قادرون” امتد على مدار 10 أيام تدريبية متخصصة، بمشاركة ما يصل إلى 20 شابةً وشاباً من الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث تلقّى المشاركون تدريباً عملياً مكثفاً في مهارات التوظيف والمهارات الشخصية، إلى جانب إرشاد مهني موجّه وفرص مباشرة للوصول إلى وظائف حقيقية، بما في ذلك فرص توظيف محتملة ضمن أورنج الأردن، تأكيداً على التزام الشركة بتهيئة بيئة عمل شاملة ومستدامة.

لمعرفة المزيد، يمكنكم زيارة موقعنا الإلكتروني: www.orange.jo

مقالات مشابهة

  • اعتماد بطاقة “ذوي الإعاقة” شرطًا للتنافس على المنح والقروض الجامعية
  • وزارة الشؤون الاجتماعية تحدد موعد انتخاب ممثلي الأشخاص ذوي الإعاقة
  • أمير المنطقة الشرقية يرعى ملتقى الأشخاص ذوي الإعاقة 2025
  • أورنج الأردن تختتم برنامج “قادرون” للأشخاص ذوي الإعاقة بالتعاون مع شركة Ablers
  • أعراض على طفلك قد تنذر بإصابته باضطراب طيف التوحد
  • مخرجات ومكاسب متعددة للمهرجان السنوي للأشخاص ذوي الإعاقة
  • العمل تشارك في احتفالية اليوم العالمي لذوي الإعاقة بجمعية المكفوفين المصرية
  • العمل تشارك في احتفالية اليوم العالمي لذوي الإعاقة
  • لا للتنمر ضد الأشخاص ذوي الإعاقة.. ندوة توعوية لمواجهة آثار وسلبيات التنمر
  • التضامن الاجتماعي تنظم معرضا للحرف اليدوية والتراثية بالتعاون مع بنك أبوظبي الإسلامي