وزير التعليم يشارك في مؤتمر "القدرات البشرية" بالرياض لاستعراض التجربة المصرية في تطوير المنظومة
تاريخ النشر: 12th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
توجه اليوم محمد عبداللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إلى مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، وذلك للمشاركة في أعمال النسخة الثانية من مؤتمر "مبادرة القدرات البشرية (HCI)" تحت شعار "ما بعد الاستعداد للمستقبل"، والذي يُعقد على مدار يومي 13 و14 أبريل 2025، بتنظيم من هيئة تنمية القدرات البشرية، وبرعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي عهد المملكة العربية السعودية رئيس مجلس الوزراء.
ومن المقرر أن يعرض الوزير أبرز ملامح التجربة المصرية في تطوير التعليم العام والفني، وجهود مواءمته مع متطلبات سوق العمل، بالإضافة إلى أهمية التحول الرقمي، والتعاون بين الحكومة والقطاع الخاص في تطوير المهارات المستقبلية.
كما يعقد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني سلسلة من اللقاءات الثنائية مع عدد من وزراء التربية والتعليم وكبار المسؤولين من الدول المشاركة في المؤتمر، وذلك بهدف تبادل الخبرات، وبحث آفاق التعاون المشترك، والاطلاع على أحدث المبادرات والممارسات الدولية في مجال تنمية القدرات البشرية وتطوير منظومات التعليم والتدريب.
وتؤكد هذه المشاركة حرص جمهورية مصر العربية تعزيز التعاون الإقليمي والدولي، ومواصلة جهودها لتطوير التعليم كعنصر محوري في استراتيجيات التنمية المستدامة، وبناء إنسان المستقبل.
ويُعد مؤتمر مبادرة تنمية القدرات البشرية منصة عالمية تهدف إلى استعراض السياسات والحلول المبتكرة لتطوير رأس المال البشري، بمشاركة واسعة من قادة الفكر، وصنّاع السياسات، وخبراء التعليم وتنمية المهارات من مختلف أنحاء العالم.
ويأتي انعقاد المؤتمر تحت عدة محاور رئيسية تشمل تحويل التعليم من أجل المستقبل، وسد الفجوة بين التعليم وسوق العمل، وتعزيز التعلم مدى الحياة، والشمولية وتكافؤ الفرص.
وتتناول النسخة الحالية من المؤتمر ثلاثة محاور رئيسية، هي "تعزيز طرق التعلم"، "تكريم سُبل الانتماء"، و"مواءمة أساليب العمل"، حيث يستكشف المؤتمر المهارات، ومستقبل العمل، والتعليم، والتكنولوجيا على مدار يومين حافلين في العاصمة الرياض.
ويستضيف المؤتمر أكثر من 300 متحدث من القادة العالميين والخبراء في مجالات السياسات، والاستثمار، والقطاعات الأكاديمية والشركات، حيث يتبادلون الخبرات، ويستعرضون استراتيجيات جديدة لتحسين وتنمية القدرات البشرية في ظل عالمنا الحديث سريع التغير.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: استراتيجيات التنمية المستدامة استراتيجيات التنمية التربية والتعليم والتعليم الفني التجربة المصرية القدرات البشرية المهارات المستقبلية القدرات البشریة
إقرأ أيضاً:
الجزيرة للدراسات يختتم مؤتمر التنافس بين القوى العظمى والشرق الأوسط
في ظل تحولات متسارعة يشهدها النظام الدولي، وتزايد حدة التنافس بين القوى الكبرى على النفوذ والموارد، استضافت جامعة بوغازيجي التركية يومي 16 و17 يونيو/حزيران الجاري مؤتمرا دوليا رفيع المستوى بعنوان "التنافس بين القوى العظمى والشرق الأوسط.. إعادة رسم طرق التجارة والشبكات".
جاء المؤتمر بتنظيم مشترك مع مركز الجزيرة للدراسات، وبمشاركة مؤسسات أكاديمية من الصين وتركيا وأوروبا، وبحضور نخبة من الباحثين والخبراء.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هل تُجَرّ أميركا للحرب الإسرائيلية على إيران؟list 2 of 2كيف ترى مراكز الأبحاث الإسرائيلية إيران؟ وبماذا تُوصي نتنياهو؟end of listوناقش المؤتمر الأبعاد الجيوسياسية والاقتصادية لمشاريع الربط والبنى التحتية العالمية، وفي مقدمتها مبادرة الحزام والطريق الصينية، والممر الاقتصادي الهندي- الشرق أوسطي- الأوروبي، ومشروع طريق التنمية بين العراق وتركيا، فضلا عن المبادرة الأوروبية للبنية التحتية، مع تركيز خاص على موقع الشرق الأوسط ضمن هذه المبادرات باعتباره منطقة تقاطع إستراتيجي في إعادة تشكيل شبكات التجارة والتحالفات الدولية.
طبيعة الصراع الدوليوفي كلمته الافتتاحية، قدّم مدير مركز الجزيرة للدراسات الدكتور محمد المختار الخليل قراءة إستراتيجية معمقة لطبيعة التنافس الراهن، مؤكدا أن القوى العظمى لا تتصارع اليوم على "إعادة رسم الخرائط" فحسب، بل تسعى إلى بناء شبكات مصالح متجددة ومسارات بديلة لطرق التجارة ترسم بها خريطة النفوذ المستقبلي. واعتبر أن النظام العالمي الجديد لا يمكن أن يولد دون تفكيك ما تبقى من القديم، وأن ما يجري في قطاع غزة وإيران ليس إلا تمظهرا حيا لهذا التحول.
ورأى الخليل أن التنافس القائم في المنطقة يجسد مواجهة بين 3 كتل: قوى صاعدة، وقوى متراجعة، وقوى نزاعة للاستقلال، وأن هذا المؤتمر يسعى إلى صياغة فهم جماعي لهذه التحولات بما يُمكّن الباحثين وصنّاع القرار من استشراف سيناريوهات الخروج من الأزمات المتكررة في الشرق الأوسط.
من جانبه، شدد وو شويمينغ نائب رئيس أكاديمية شنغهاي للعلوم الاجتماعية على الأهمية الإستراتيجية للشرق الأوسط ضمن مبادرة الحزام والطريق، واعتبر أن الصين تسعى إلى بناء علاقات قائمة على التفاهم والتكامل في مجالات الطاقة المتجددة والاتصالات والتبادل الثقافي، وليس على الهيمنة أو الاستقطاب. كما أكد التزام بكين بتعزيز التعاون الدولي ودعم الاستقرار في المنطقة بعيدا عن الإستراتيجيات القائمة على الفوضى أو التفتيت.
إعلان هشاشة النظام الدوليمن تركيا، اعتبر مدير دراسات السياسة الخارجية في مؤسسة "سيتا" مراد يشلطاش أن الحرب على إيران ليست مجرد تطور عابر، بل هي حدث مفصلي يعكس إعادة تشكيل العلاقات الدولية وتحولات ميزان القوى.
كما نبّه إلى فشل النظام الدولي ومؤسساته الأممية في التعامل مع أزمات الشرق الأوسط بسبب غياب المرجعيات القيمية الموحدة والتناقضات البنيوية في المنظمات الدولية.
وفي كلمته، رأى سلجوق أيدين نائب عميد كلية الاقتصاد بجامعة بوغازيجي، أن الأحداث الجارية في أكثر من مكان، من الحرب على غزة إلى التصعيد في أوكرانيا، مرورا بالتوتر المتصاعد بين القوى الغربية، تكشف عن هشاشة عميقة في البنية الاقتصادية والاجتماعية للنظام الدولي، وتؤشر على خلل متزايد في قدرته على الاستجابة للأزمات المتراكمة.
واعتبر أن سلاسل التوريد والممرات التجارية لم تعد مجرد مسارات لوجستية، بل تحولت إلى أدوات للتنافس الجيوسياسي والاستقطاب الإستراتيجي، داعيا إلى مراجعة شاملة للمفاهيم السائدة حول الأمن الاقتصادي العالمي في ظل تزايد تداخل الاقتصاد بالتوازنات العسكرية والسياسية.
أبرز مداولات اليوم الأول:تفكك النظام الدولي، وصراع المصالح، وتحولات التكنولوجيا
ناقشت جلسات اليوم الأول من المؤتمر مظاهر تفكك النظام الدولي الراهن؛ حيث شددت المداخلات على أن الأحداث الجارية، ولا سيما في غزة، كشفت عن هشاشة عميقة في البنية الاقتصادية والاجتماعية العالمية، في ظل تنامي التوترات وتزايد الاعتماد على سلاسل الإمداد والممرات الدولية كمجالات للتنافس الجيوسياسي.
ورصد في هذا السياق تصاعد حاد في التنافسية الإستراتيجية بين القوى الغربية وفي الشرق الأوسط. ولم تغب الإشارة إلى ضعف النظام القانوني الدولي في ضوء غياب المساءلة الفعلية عن الانتهاكات العسكرية، ولا سيما في السياق الفلسطيني.
توقفت النقاشات كذلك عند التحولات في الدور التركي الإقليمي؛ حيث رفضت التصورات التي تربط بين الحضور التركي في بعض الملفات و"الحنين العثماني"، في مقابل التأكيد على دور أنقرة الوسيط والتوازني القائم على الثقة في النفس والسعي نحو التهدئة.
أما في المجال التكنولوجي، فقد طرحت مقاربات تؤكد أن الصراع العالمي بات يتمحور حول الهيمنة الرقمية والتفوق التكنولوجي، لا حول التوسع العسكري فقط، مع تحذيرات من أن الولايات المتحدة تسعى لتطويق صعود قوى أخرى كالصين وتركيا من خلال التحكم في المجال الرقمي والتحالفات الأمنية.
شكلت مداولات اليوم الأول إطارا تحليليا لرؤية القوى الإقليمية والدولية لمستقبل النظام العالمي في ظل عالم تتزايد فيه مؤشرات التمزق أكثر من ملامح الاستقرار.
أبرز مداولات اليوم الثانيالشرق الأوسط.. مختبر التعددية القطبية
شكل اليوم الثاني من المؤتمر مناسبة لتوسيع النقاش حول موقع الشرق الأوسط داخل نظام عالمي آخذ في التشظي وإعادة التشكل؛ حيث لم يعد العالم محكوما بثنائية الحرب الباردة، ولا باستقرار القطب الأوحد، بل بات ساحة لتفاعلات بين قوى صاعدة وأخرى متراجعة، وتحالفات مرنة تتبدل بحسب المصالح والظروف.
وفي هذا السياق، ناقشت الجلسات بإسهاب إمكانيات أن تتبنى دول المنطقة مبادرات تكاملية خاصة بها بعيدا عن الارتهان للمشاريع العابرة من الخارج، وطرحت تساؤلات عميقة حول ما إذا كان الشرق الأوسط قادرا، في ظل واقعه السياسي المعقد، على صوغ أجندة تكامل إقليمي مستقل.
إعلانتناولت المداخلات دور المنظمات الإقليمية مثل جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجلس التعاون الخليجي، ومنظمة الدول التركية، باعتبارها منصات محتملة لتفعيل هذا الدور، إلا أن غالبية المشاركين أقروا بأن غياب الرؤية الموحدة والانقسامات السياسية والصراعات الداخلية لا تزال تشكل عائقا حقيقيا أمام بناء مسارات تجارية واقتصادية مشتركة تنطلق من داخل المنطقة نفسها وتستجيب لأولويات شعوبها.
كما استعرضت الجلسات التحديات السياسية واللوجستية التي تواجه هذه المبادرات، بما فيها نقص البنية التحتية العابرة للحدود، والشكوك بين الدول المتجاورة، وتداخل الأجندات الأمنية مع المشاريع الاقتصادية، مما يجعل فكرة "تكامل إقليمي مستقل" هدفا صعب المنال، وإن لم يكن مستحيلا.
وسلط المؤتمر الضوء بشكل خاص على استبعاد تركيا من مبادرة الممر الاقتصادي الهندي- الشرق أوسطي- الأوروبي، معتبرا ذلك مؤشرا على الاصطفافات الجيوسياسية الجديدة التي تعيد تشكيل شبكة النفوذ والمصالح في المنطقة.
مخرجات بحثيةاختتم المؤتمر أعماله بإعلان مجموعة من المخرجات البحثية التي تسعى إلى ترجمة النقاشات النظرية إلى أدوات معرفية وسياساتية قابلة للتوظيف. وشملت هذه المخرجات إعداد كتاب جماعي محرر يوثق أبرز أوراق المؤتمر ومداولاته، بالتعاون مع مركز الجزيرة للدراسات ودار نشر دولية، إلى جانب إصدار موجزات سياسات تستند إلى التحليلات والقراءات التي طرحت خلال الجلسات.
كما تم التأكيد على التوجه نحو تنظيم فعاليات بحثية لاحقة، تشمل مؤتمرات متخصصة وورشا ولقاءات تشاورية، بهدف تعميق النقاش في القضايا التي تناولها المؤتمر، وتوسيع نطاقها ضمن دوائر البحث وصنع السياسات.