البلاد – جدة
انتهت الجولة الأولى من المحادثات بين الوفد الإيراني برئاسة وزير الخارجية عباس عراقجي، ونظيره الأمريكي بقيادة ستيف ويتكوف، في العاصمة العُمانية مسقط، وفيما ذكرت وسائل إعلام إيرانية بانعقاد الجولة الثانية الأسبوع المقبل، قالت مصادر قريبة من المحادثات باحتمال تقريب الموعد لتسريع وتيرة التفاوض.


وتعد مفاوضات أمس السبت، أول لقاء من نوعه منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في 2018، وسط مشهد إقليمي ملتهب وضغوط متزايدة على أطراف عديدة، ويترقب العالم هذه المفاوضات، إذ أن أي بادرة تقدّم قد تُسهم في تهدئة التوترات التي تعصف بمنطقة شهدت منذ عام 2023 سلسلة من الصراعات، من غزة ولبنان إلى تبادل الصواريخ بين إيران وإسرائيل، وهجمات الحوثيين على الملاحة في البحر الأحمر، وانهيار نظام بشار الأسد في سوريا. غير أن الفشل في هذه المحادثات قد يعمّق المخاوف من تصعيد أوسع في منطقة تُعد مصدرًا رئيسيًا للطاقة في العالم.
وقال مصدر عماني مطلع إن المفاوضات تهدف إلى تهدئة التوترات الإقليمية وتبادل السجناء، فضلا عن التوصل لاتفاقات محدودة من أجل تخفيف العقوبات مقابل كبح البرنامج النووي الإيراني، كما لفتت مصادر عمانية أخرى إلى أن الأجواء إيجابية حتى الآن.
وأعلن عراقجي عن انتهاء الجولة الأولى من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة مشيرا إلى أنها جرت في أجواء بناءة.
بالتزامن، أوضح مصدر أمريكي أنه في حال استمرت الأجواء الإيجابية فقد يعقد لقاء مباشر بين عراقجي وويتكوف قريبًا جدًا، وفق ما نقل موقع “أكسيوس”.
وتجري هذه المباحثات في محاولة لاستكشاف إمكانية التوصل إلى تفاهمات جديدة. ووصفت مصادر دبلوماسية اللقاء بأنه “اختبار نوايا” وجس نبض أولي، سيتقرر بناءً علية الخطوة التالية: الاستمرار في المفاوضات أو العودة لمسار التصعيد.
ووفقًا لمصادر مقربة من المحادثات فقد بدأت واستمرت بشكل غير مباشر، قبل أن تتخذ طابعًا مباشرًا في الدقائق الأخيرة بحديث عراقجي وويتكوف.
وتسعى إيران إلى رفع العقوبات الاقتصادية الخانقة واستعادة قدرتها على التبادل التجاري والنفطي، مؤكدة أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية. وتفضل طهران مفاوضات مركّزة على الملف النووي فقط، وترفض أي توسيع ليشمل برنامجها الصاروخي أو دورها الإقليمي.
في المقابل، تصر واشنطن على مقاربة شاملة تُنهي فرص إيران في تطوير سلاح نووي، وتقيّد قدراتها في مجال الصواريخ الباليستية، وتضع حدًا لدعمها للفصائل المسلحة في لبنان وغزة واليمن والعراق. وقد أشارت تصريحات عديدة صادرة عن الإدارة الأمريكية إلى أن استمرار المواقف الإيرانية قد يؤدي إلى “عواقب وخيمة”، فيما حذر ترامب من أن إيران ستكون في “خطر كبير” إن لم تثمر هذه المحادثات عن نتائج ملموسة.
وتأتي هذه الجولة بينما تعاني طهران من ضغوط عسكرية واقتصادية، إذ تعرض حلفاؤها، حماس في غزة وحزب الله في لبنان، لخسائر قاسية خلال المواجهات مع إسرائيل، في حين تتواصل الضربات الجوية الأمريكية ضد الحوثيين منذ منتصف مارس، ما يقلص من هامش المناورة الإيراني.
ويبقى التساؤل مطروحًا: هل تملك هذه المفاوضات فرصة حقيقية للنجاح، يراهن البعض على أن الضغوط قد تدفع طهران للمرونة، ويرى آخرون أن الحسابات الاستراتيجية والأمنية ستجعل من الصعب التوصل إلى اتفاق شامل دون مقايضات كبرى، لا تزال حتى الآن بعيدة المنال.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شرح صورة: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: من المحادثات

إقرأ أيضاً:

سيحكم بينهما.. ترامب يتعهد بجمع الهند وباكستان على طاولة المفاوضات

تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بجمع الهند وباكستان على طاولة المفاوضات بعد المواجهة العسكرية الأخيرة بينهما، قائلًا إنه قادر على "ايجاد حل لأي شيء".
وعندما سئل ما إذا كانت لا تزال هناك خطط قائمة لإجراء محادثات بين الهند وباكستان بعد شهر من وقف إطلاق النار، أجاب ترامب يوم الخميس: "سوف نجمع الطرفين معا".
أخبار متعلقة أوكرانيا تسعى لإنهاء الحرب في 2025 وتواصل تبادل الأسرى مع روسيابعد كارثة الهند.. مختص لـ"اليوم": 3 أسباب وراء تحطم الطائراتوقال للصحفيين "أخبرت الهند وباكستان بأن بينهما خصومة طويلة الأمد بشأن كشمير، وقلت لهم: بامكاني إيجاد حل لأي شيء، سأكون الحكم بينكما".الدبلوماسية الأمريكية تنهي القتالوأسهمت الدبلوماسية الأمريكية الشهر الماضي في انهاء القتال الذي اندلع بين القوتين النوويتين إثر هجوم في الشطر الهندي من إقليم كشمير.
وصرح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو لدى إعلانه وقف إطلاق النار بأن البلدين اتفقا على بدء محادثات بشأن مجموعة واسعة من القضايا.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } القتال اندلع بين الهند وباكستان إثر هجوم في الشطر الهندي من إقليم كشمير - متداولة
ورحبت باكستان التي دفعت دائمًا نحو دور دولي في كشمير بذلك، لكن الهند التي تربطها علاقات وثيقة بالولايات المتحدة كانت أكثر حذرًا.الهند ترفض الوساطة بشأن كشميروترفض الهند أي وساطة خارجية بشأن كشمير، المنطقة التي تضم غالبية مسلمة وأقلية هندوسية في الهيمالايا.
وصرح راندير جايسوال، المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية، للصحفيين في 29 مايو بأن "أي تعاون هندي باكستاني يجب أن يكون ثنائيًا".
وأضاف: "في الوقت نفسه، نحن واضحون في أن المحادثات والإرهاب لا يجتمعان".
26 قتيلًا في كشمير
وفي 22 أبريل، قتل مسلحون 26 سائحًا في كشمير، معظمهم من الهندوس، في أعنف هجوم على مدنيين منذ عقود في المنطقة.
واتهمت الهند غريمتها باكستان بدعم المهاجمين وشنت عملًا عسكريًا ردًا على ذلك، لكن باكستان تنفي أي علاقة لها وتتهم الهند بتصعيد التوترات.

مقالات مشابهة

  • إيران ترفض حضور الجولة السادسة من المحادثات النووية
  • إيران تعلن انسحابها من جولة المفاوضات النووية مع واشنطن وترد بـ«الوعد الصادق 3»
  • سلطنة عمان تؤكد استضافتها للجولة السادسة من المحادثات الإيرانية الامريكية
  • سيحكم بينهما.. ترامب يتعهد بجمع الهند وباكستان على طاولة المفاوضات
  • جولة سادسة مرتقبة.. إيران ترسم محدداتها للتفاوض وتضع الخيارات
  • بدر بن حمد يكشف موعد ومكان انعقاد الجولة السادسة من المحادثات الإيرانية الأمريكية
  • إيران توجه رسالة إلى مجلس الأمن ردًا على مزاعم الترويكا الأوروبية بشأن الالتزامات النووية
  • مسقط تحتضن جولة مفصلية من مفاوضات إيران وأميركا وسط تصعيد إقليمي
  • وزير الدفاع الإيراني: سنضرب القواعد الأميركية إذا اندلع صراع
  • بعد وعيد ضرب القواعد الأمريكية.. عراقجي: إيران لا تريد سلاحا نوويا