حركة تحرير السودان تحذر من عواقب وخيمة على كافة المدن السودانية
تاريخ النشر: 13th, April 2025 GMT
متابعات ـــ تاق برس قالت حركة جيش تحرير السودان السودانية ـ بقيادة مني أركو مناوي، إن:” الحقيقة الساطعة أن سقوط الفاشر يعني سقوط بقية كل مدن السودان الأخرى بالتتابع، ونوهت الى توقف الهجوم الذي كان يتم عبر سلاح الطيران السوداني”.
واستفسرت الحركة عن مصير قوة ضخمه في مدينة الدبه ـ شمال السودان جرى تجهيزها لتوجه نحو الفاشر قبل اكثر من شهرين، لكنها لا تصل.
ونوهت الحركة فى بيان لها ممهور باسم المتحدث باسم حركة جيش تحرير الصادق علي النور ،الى ان القوات المشتركة لها إسهامات كبيرة في تحرير عدد من الولايات ـ الذي لايخفى على أحد ،وشددت ضرورة التحرك نحو دارفور بالتنسيق مع بقية القوات النظامية.
ولفت البيان الى توقف الطلعات الجويه التي كانت تقوم بإنزال مواد الاغاثة، وتابع :”تسربت معلومات بين النازحين بأن الطيران لن يعود بإنزال مواد الاغاثة بعد أن غاب لعدة أيام “.
ونوهت الحركة، ان الاوضاع في مدينة الفاشر لاتحتمل ذلك، سيما انه كان يتم الاعتماد عليها ، واشارت :”كما دافعنا عن مدن السودان سوف ندافع عن مدينة الفاشر “.
ودعت الحركة الى ضرورة ان تتحرك قيادة القوات المسلحة بسرعة لإنقاذ:” حياة حوالي مليون و نصف شخص في الفاشر عن طريق دعم الجيش السودانيوالقوة المشتركة والمساندين على ان يحدث ذلك بأعجل مايمكن حتى لايحدث مالايحمد عقباه كما حدث في الجنينة”.
ونبهت بان نداء رئيس حركة جيش تحرير السودان حاكم إقليم دارفور سارياً لجميع أبناء الشعب السوداني و ابناء دارفور بصورة خاصة بضرورة تلبية النداء بأشكالٍ مختلفة ، ودارفور يتحتم ان لاتقاتل وحدها ويجب على كل السودانيين أن يساهموا في هذه المعركة الوجودية.
حركة تحرير السودانالمصدر: تاق برس
كلمات دلالية: حركة تحرير السودان تحریر السودان
إقرأ أيضاً:
النفط يُحمى.. والشعب السوداني يترك للمجهول!
ابراهيم هباني
في السودان لا يحتاج المرء الى جهد كبير ليفهم ما الذي يجعل الاطراف المتحاربة تتفق بسرعة، وما الذي يجعلها تختلف حتى اخر مدى.
يكفي النظر الى ما جرى في هجليج، وما جرى قبله في الفاشر وبابنوسة، ليتضح ان اولويات الحرب لا علاقة لها بحياة الناس، بل بما فوق الارض وتحتها.
في هجليج، انسحب الجيش السوداني الى جنوب السودان، ودخلت قوات الدعم السريع الحقل بلا مقاومة كبيرة، ثم ظهر رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت ليؤمن المنشاة الحيوية التي يعتمد عليها اقتصاد بلاده.
ولم يحتج الامر الى جولات تفاوض او بيانات مطولة. اتفاق سريع، وترتيبات واضحة، وهدوء مفاجئ. السبب بسيط: الحقل شريان لبلدين، وله وزن في حسابات دولية تتابع النفط اكثر مما تتابع الحرب.
لكن الصورة تختلف تماما عندما نعود الى الفاشر. المدينة عاشت اكثر من خمسمئة يوم تحت الحصار. 500 يوم من الجوع والانهيار، بلا انسحاب من هذا الطرف او ذاك، وبلا موافقة على مبادرة لتجنيبها الحرب. سقطت الفاشر لانها ليست هجليج. لا تملك بئرا، ولا انبوبا، ولا محطة معالجة. ولذلك بقيت خارج الحسابات.
وبابنوسة قصة اخرى من النوع نفسه. المدينة ظلت لما يقارب 680 يوما بين حصار واشتباكات وانقطاع، ثم سقطت نهائيا.
وخلال ذلك نزح منها ما لا يقل عن 45 الف شخص. ومع ذلك لم تعلن وساطة عاجلة، ولا ترتيبات لحماية المدنيين، ولا ما يشبه العجلة التي رأيناها في هجليج الغنية بالنفط!
بابنوسة، مثل الفاشر، لا تضخ نفطا، ولذلك لم تجد اهتماما كبيرا.
دولة جنوب السودان تحركت في هجليج لانها تعرف ان بقاءها الاقتصادي مرتبط بانبوب يمر عبر السودان.
والصين تراقب لان مصالحها القديمة في القطاع تجعل استقرار الحقول مسألة مهمة.
اما الاطراف السودانية، فاستجابت بسرعة نادرة عندما تعلق الامر بالبرميل، بينما بقيت المدن تنتظر نصيبا من العقل، او نصيبا من الرحمة.
المعادلة واضحة. عندما يهدد النفط، تبرم الترتيبات خلال ساعات. وعندما يهدد الناس، لا يحدث شيء. هجليج اخليت لانها مربحة. الفاشر وبابنوسة تركتا لان كلفتهما بشرية فقط.
والمؤسف ان هذا ليس تحليلا بقدر ما هو وصف مباشر لما حدث. برميل النفط حظي بحماية طارئة، بينما المدن السودانية حظيت بالصمت.
وفي نهاية المشهد، يبقى الشعب السوداني وحيدا، يواجه مصيره بلا وساطة تحميه، وبلا اتفاق ينقذه، وبلا جهة تضع حياته في اولوياتها.
هذه هي الحكاية، بلا تجميل. النفط يوقع له اتفاق سريع. الشعب ينتظر اتفاقا لم يأت بعد.
الوسومإبراهيم هباني