محمد عبدالسميع (الشارقة)
يمتاز الشباب الإماراتي بالثقافة والاطلاع، ويفتحون أعينهم على الكتابة، انطلاقاً من تأثير هذه الكتابة على مجتمعهم في السلوك والرؤية، واعتمادًا على ما للأدب من تأثير أيضاً في جماليات الكتابة والإبداع، والكاتب الإماراتي الشاب أحمد الأميري، يطمح إلى تحقيق المزيد من الإبداعات بعد ستّة أعمال أدبيّة صدرت عن أفكار جادّة واهتمامات بتفاصيل إنسانيّة جديرة بالقراءة وفهم ما تنطوي عليه مواضيع الشباب وتوجّهاتهم.

أخبار ذات صلة عبدالله بن سالم القاسمي يشهد حفل زفاف عمران العويس «استشاري الشارقة» يجيز مشروع قانون تنظيم السلطة القضائية

الكاتب الأميري، البالغ من العمر اثنين وعشرين عاماً، تحفل مؤلفاته بقراءة عناوين الحياة وقضايا الناس والشباب، كما يرى أنّ ما يقرأه بعين أدبيّة إنّما ينسحب على قضايا محليّة وعربيّة وإنسانيّة بشكلٍ عام.
فكرة الحريّة
وفي جولة على مؤلفات الكاتب الأميري، يلفتنا أنّها تولي الموضوع عناية كبيرة، إضافةً إلى تقنياته الأدبية وأسلوبه في التناول، فمنذ عام 2019، سار الأميري على أعمال متتالية، كان أوّلها «أكذوبة جميلة»، التي يقرأ فيها قصّة شاب يعاين ما يراه ويأتي بما هو جديد لا يروق لكثيرين، فيواجه في سبيل ذلك تحديات متنوعة، إذ يقرأ في هذا العمل فكرة الحريّة الفرديّة ومخاطر التجاوزات الشخصيّة، واستعداده للعيش في تفاصيل جديدة.
وفي رواية «حرب باردة» الصادرة عام 2021، نقرأ عالم الجريمة والتحقيقات الجنائيّة في إطار اجتماعي وثقافي، مع حرص الكاتب على عنصر التشويق والإثارة.
عالم موازٍ
كما يتطرّق الأميري في عمله «خيال واقعي» الصادر عام 2022، والذي وصل إلى القائمة القصيرة لجائزة الدكتور عبدالعزيز المنصور بالكويت، إلى موضوع الشبه بين عالمين: حقيقي وموازٍ، من خلال قصّة شاب يلتقي بنسخة مشابهة له في العالم الموازي، مع دمج الخيال بالواقع، ومناقشة هوية الشباب كتأملات ذاتيّة.
وهكذا، تواصلت أعمال الأميري، في قصّة «العائلة المنسيّة» الصادر عام 2023، والذي يناقش فيه قضيّة العنف الأسري بين فتاة وأبيها، مبرزًا أهمية الشخوص كأبطال مؤثرين في حياة الأسرة.
إبداعات الشباب
يؤمن الكاتب أحمد الأميري بدور الشباب في نهضة أوطانهم ومجتمعاتهم، مؤكّدًا نوافذ الإبداع التي فتحتها دولة الإمارات العربية المتحدة للشباب الإماراتي في التعبير عن أنفسهم ومجتمعهم، وعن نشأته الأدبيّة، يقول إنّه تأثّر بالكاتب المصري نجيب محفوظ، والكاتب الإماراتي علي أبو الريش.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الشباب الإماراتي الشارقة الكتابة الأدب القراءة

إقرأ أيضاً:

شَبَه الكتابة بالطبخ

تشبه الكتابةُ الطبخَ في أنه كما أننا يمكن أن نعطي المقادير بدقة لشخص ما مع خطوات الطبخ، لكن الطبخة النهائية لا يمكن أن تتشابه مع أي طبخة أخرى في العالم حتى مع الالتزام بجميع الإرشادات. بل قد ينتج عنها طبخة رائعة عند أحدهم، وفاشلة وغير قابلة للأكل عند آخر، وعادية عند ثالث. وكذلك الأمر في الكتابة؛ حيث إنه مهما علّمت شخصًا ما كيف يكتب، ووفرت له مواد الكتابة مع أرشيف كاف، فإنك لن تستطيع أن تضمن منه نصًّا جميلًا. بل إن المنتج النهائي قد يتفاوت ما بين نصَّ عادي إلى رائع جدًّا إلى نصَّ سيئ لا يستطيع أحد إكمال قراءته حتى النهاية.
وكما قال أحدهم: أحب الكزبرة لكن أبي يعتقد أن طعمها كالصابون! فإن نصًّا قد يجعل قارئًا يتوقف أثناء قراءته ويعيد القراءة ثانية وثالثة، ويردد: الله الله! أو يصرخ كما يفعل بعض مشجعي كرة القدم، ولكن نفس النص قد يجعل شخصًا آخر يتثاءب ثم يقفل الكتاب وقد لا يعود إليه ثانية.
ذلك أن هناك عوامل عديدة ومعقدة تتداخل وتتفاعل معًا لكي تسهم في إخراج أي نصّ كما نراه، ليس أقلها الخلفية المعرفية، والقراءات السابقة، وحتى الحالة النفسية للكاتب، وما تعرض له من مواقف طوال حياته، ثم ما يواجهه من مواقف وقت الكتابة، كل هذه تشكل معًا أسلوبًا في الكتابة يظهر لنا من خلال النصَّ المكتوب. كما أن أسلوب الكتابة قد يتغير حينما يرغب الكاتب في إيصال رسائل إلى أشخاص معينين أو أطراف بعينها، أو حتى لشخص واحد (أحيانا نكتب للجميع لكي يقرأ شخص واحد)!
كذلك فإن الخبرة في كل من الطبخ والكتابة مهمة للغاية مهما توفر للطاهي من وصفات للطبخ، ومهما توفر للكاتب من أرشيف كتابي كبير وإرشادات كثيرة لطريقة الكتابة. وكما أن هناك أيضًا ما يسمى في عالم المأكولات (نَفَس الطباخ) الذي يصعب تفسيره، هناك أيضًا (نَفَس الكاتب)، الذي يفوق نَفَس الطباخ في صعوبة تفسيره.
وختامًا، فكما أن الطبخ احتفاء بمنتجات الطبيعة عبر خلطها بطرق معينة وتعريضها للحرارة أو البرودة، فإن الكتابة هي احتفال في الذهن حين نتمكن من عصر أفكارنا ثم تسجيلها ومشاركتها مع الآخرين.
*الكتابة مهنة انتحارية إذ لا مهنة غيرها تتطلب قدراً كبيراً من الوقت، وقدراً كبيراً من العمل، وقدراً كبيراً من التفاني مقارنة بفوائدها الآنية. – الروائي ماركيز-

مقالات مشابهة

  • شَبَه الكتابة بالطبخ
  • المجلس الإماراتي لكتب اليافعين يطلق مسابقة «الكتابة الإبداعية»
  • تعز.. انطلاق أعمال المؤتمر الأول للشباب
  • «لحظات رعب».. زينة تسرد تفاصيل هجوم كلب لا بن رجل أعمال على ولديها
  • «يوم الكاتب الإماراتي».. مركز أبوظبي للغة العربية يرسخ دعمه للمبدعين
  • تضارب في الأنباء حول تفاصيل مقترح ويتكوف التي وافقت عليه حماس
  • جميلة عوض تنشر أول صورة من حنة أمينة خليل.. تفاصيل
  • مبدعون: الكاتب الإماراتي.. صوت الوطن وروح الهوية
  • سلطان العميمي: الكاتب الإماراتي شريك في المشروع الحضاري للوطن
  • «دبي للثقافة» تثمن دور الكاتب الإماراتي