زيارة السيسي إلى قطر والكويت: دبلوماسية تعيد رسم خريطة الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 15th, April 2025 GMT
في توقيت بالغ الدقة، تأتي زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى دولتي قطر والكويت لتؤكد مجددًا أن القيادة السياسية المصرية تُجيد قراءة المتغيرات وتوظيفها ببراعة لصالح الدولة. لم تعد القاهرة مجرد طرف في معادلات المنطقة، بل أصبحت بوصلة يُعاد وفقها ترتيب الحسابات.
قبل سنوات، كانت قطر رأس حربة في مشروع تقسيم الشرق الأوسط عبر تمويل جماعات الإسلام السياسي، وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية.
أما الكويت، التي مرت علاقتها بمصر بمرحلة من البرود، فقد عادت إلى موقعها الطبيعي كداعم استراتيجي، بعدما تيقنت أن القاهرة هي الضامن الحقيقي للاستقرار. الزيارة الأخيرة فتحت أبواب التعاون، وجددت الثقة المتبادلة، وأعادت العلاقات إلى عمقها التاريخي.
ولا يمكن إغفال الأثر الكبير لزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة، التي شكلت نقطة تحول في نظرة القوى الكبرى إلى مصر. ما شهدته تلك الزيارة من استقبال استثنائي وحوار سياسي عميق، قدّم صورة واضحة عن دولة باتت تتعامل بندية واحترام مع العالم. لقد أعادت هذه الزيارة ترتيب الكثير من الحسابات، وجعلت عواصم عدة تهرول إلى القاهرة لكسب هذا الحليف القوي، الذي يثبت يومًا بعد يوم أنه لا ينكسر ولا يساوم.
الملف الفلسطيني كان حاضرًا بقوة، لا سيما في ظل التصعيد الإسرائيلي في غزة. زيارة السيسي إلى قطر جاءت في إطار مبادرة مصرية حقيقية لوقف إطلاق النار وإنهاء الكارثة الإنسانية. التحول القطري في هذا الملف لم يكن وليد اللحظة، بل ثمرة لجهد مصري طويل أعاد توجيه بوصلة السياسات القطرية لتصبح جزءًا من الحل. مصر، بعلاقاتها التاريخية مع السلطة الفلسطينية والفصائل، تستثمر هذا الرصيد لتقود مسار التسوية في ظل صمت دولي وعجز أممي.
الجانب الاقتصادي حظي كذلك باهتمام كبير، إذ أعلنت قطر والكويت عزمهما ضخ استثمارات بمليارات الدولارات في السوق المصري، في قطاعات حيوية كالبنية التحتية، والطاقة، والسياحة، والعقارات. تلك الاستثمارات تمثل شهادة ثقة في الاقتصاد المصري، وفرصة لتعزيز النمو وخلق فرص عمل، في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية اضطرابًا.
ما تحقق خلال هذه الجولة الدبلوماسية يؤكد براعة مصر في إدارة التوازنات السياسية والاقتصادية، ويُظهر قدرتها على التأثير الإقليمي الهادئ دون ضجيج. الرئيس السيسي لا يطرق الأبواب طلبًا للدعم، بل يفرض احترامه بسياسات رشيدة ومواقف ثابتة تستند إلى رؤية وطنية وشعبية صلبة.
بهذا النهج، انتقلت مصر من موقع الدفاع إلى موقع التأثير وصناعة القرار. دبلوماسية هادئة، لكنها تُغيّر موازين القوى، وتصنع واقعًا جديدًا عنوانه: مصر أولًا.. .والعرب أقوياء بوحدتهم.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
عبد المنعم سعيد: الشرق الأوسط يمر بمحطة فارقة
كتبت -داليا الظنيني:
أكد الدكتور عبد المنعم سعيد، المفكر السياسي وعضو مجلس الشيوخ، أن منطقة الشرق الأوسط تشهد حالياً مرحلة تحوّل كبرى وصفها بـ"المحطة الفارقة"، حيث دخلت العديد من دول الإقليم في سباق تسلّح متسارع، استعدادًا لاحتمالات اندلاع صراعات جديدة، مشيرًا إلى أن التحولات في المنطقة بدأت منذ اندلاع "الربيع العربي"، وازدادت حدةً بعد أحداث 7 أكتوبر.
وخلال ظهوره في برنامج "المشهد" مع الإعلامي نشأت الديهي، المذاع على قناة TeN مساء الأربعاء، أوضح سعيد أن ما نراه اليوم من تغيرات متسارعة هو نتاج تراكمي لمزيج من العوامل السياسية والأمنية، أبرزها تحوّل الربيع العربي إلى حروب أهلية في بعض الدول، وظهور فاعلين غير تقليديين في الإقليم، مؤكداً أن إيران كانت من أوائل من ابتكر "نموذج الميليشيات" لاستخدامه في توسيع نفوذها داخل المنطقة.
وأضاف سعيد أن التغيرات الحاصلة لها أوجه إيجابية وأخرى سلبية، ويتوقف أثرها على قدرة الدول على إدارة التوازنات الجديدة. وقال إن عددًا من القوى الفاعلة حاولت اللجوء إلى القانون الدولي والشرعية الدولية في ملفات حساسة، كالحرب في غزة والصراع الإيراني الإسرائيلي، لكن هذه المحاولات لم تنجح في تجنيب المنطقة مزيدًا من التعقيد والصدام.
كما لفت إلى أن الولايات المتحدة، منذ عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، تروج لنموذج جديد من النظام الدولي، يقوم على تحالفات بين أقطاب كبرى مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا، معتبرًا أن هذه الرؤية تعكس توجهاً نحو إعادة تشكيل موازين القوى عالميًا، في ظل تصاعد التنافس الدولي على النفوذ.
وشدد سعيد على أن المنطقة ما زالت في قلب إعادة تشكّل جيوسياسي عميق، وأن السنوات القادمة ستشهد اختبارًا حقيقيًا لقدرة الدول على التكيف مع هذا الواقع الجديد.
اقرأ أيضًا:
بدءا من هذا الموعد.. قرار جمهوري بزيادة المعاشات 15%
الرقابة الإدارية تنفي القبض على أعضاء بالهيئات القضائية وضباط شرطة
مدبولي: لن يتم طرد أي مستأجر بعد انتهاء الفترة الانتقالية للإيجار القديم
قرار جمهوري بإضافة كلية الطب البشري إلى كليات "جامعة الحياة" الخاصة
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
الدكتور عبد المنعم سعيد عبد المنعم سعيد ببرنامج المشهد الشرق الأوسط يمر بمحطة فارقة نموذج الميليشياتتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
الثانوية العامة
المزيدأخبار رياضية
المزيدإعلان
عبد المنعم سعيد: الشرق الأوسط يمر بمحطة فارقة
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
38 25 الرطوبة: 22% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك