منتدى الأعمال الروسي القطري يدشّن مرحلة جديدة من التعاون
تاريخ النشر: 17th, April 2025 GMT
موسكو – تشهد العاصمة الروسية موسكو اليوم الخميس انعقاد منتدى الأعمال الروسي القطري، بالتزامن مع زيارة رسمية لأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولقائه الرئيس الروسي فلادمير بوتين، تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي وتوسيع مجالات الشراكة بين البلدين في عدد من القطاعات الحيوية.
ويُعد المنتدى، الذي تنظمه وزارة التجارة والصناعة القطرية ونظيرتها الروسية بالتعاون مع مؤسسة "روس كونغرس"، منصة إستراتيجية لمناقشة آفاق التعاون الثنائي، واستكشاف فرص جديدة في مجالات التجارة والاستثمار والبنية التحتية والتكنولوجيا، وسط مشاركة واسعة من مسؤولي البلدين ورجال الأعمال.
ويأتي هذا الحدث في وقت تتجه فيه العلاقات الاقتصادية بين الدوحة وموسكو إلى مستويات جديدة من التنسيق، في ظل رغبة مشتركة في تنويع الشراكات وتوسيع قاعدة المصالح المتبادلة، خصوصًا في ظل المتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية الدولية.
سمو الأمير لدى وصوله إلى العاصمة موسكو في زيارة رسمية إلى #روسيا الاتحادية الصديقة#قنا #قطر pic.twitter.com/5geeOzzRMm
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) April 17, 2025
محاور المنتدى من الطاقة إلى التكنولوجيايركز المنتدى، الذي يتضمن ثلاث حلقات نقاشية رئيسية، على تطوير التعاون في قطاعات متنوعة تشمل الرعاية الصحية، والصناعات الدوائية، والسياحة، والخدمات اللوجستية، إضافة إلى مجالات ناشئة مثل الذكاء الاصطناعي، وتقنيات المعلومات، وتطوير البنية التحتية للطاقة والنقل.
إعلانويسعى المنظمون من خلال هذه الحلقات إلى طرح مبادرات نوعية، والتغلب على الحواجز التجارية، وفتح أسواق جديدة أمام الشركات القطرية والروسية، إلى جانب تعزيز قنوات الاتصال المباشر بين مجتمع الأعمال في البلدين.
كما يُنتظر أن يُستكمل الحوار الاقتصادي عبر المشاركة القطرية في فعاليات كبرى تنظمها روسيا، مثل منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، ومنتدى "روسيا والعالم الإسلامي"، وأسبوع الطاقة الروسي.
شراكة إستراتيجية متناميةتؤكد مشاركة وفد اقتصادي قطري رفيع المستوى في الزيارة الرسمية لأمير قطر، الاهتمام الكبير الذي توليه الدوحة لتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع موسكو، لاسيما في ظل تطور حجم التبادل التجاري، واستمرار المشاريع المشتركة رغم التحديات العالمية، مثل جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية.
ويشير الباحث في الاقتصاد الكلي، إيغور بلينكين، إلى أن الشراكة القطرية الروسية تشهد تطورًا متسارعًا، مؤكدًا للجزيرة نت أن انعقاد المنتدى في هذه "البيئة الإيجابية" من شأنه توفير منصة حيوية لتفعيل الشراكات الاستثمارية وتعزيز التفاهمات الاقتصادية.
ويلفت بلينكين إلى أن قطر تحتل موقعًا متقدمًا بين الشركاء الاقتصاديين لروسيا في منطقة الخليج، مشددًا على أهمية تطوير المؤشرات النوعية للتعاون، إلى جانب التوسع في المشاريع المشتركة القائمة.
#قنا_انفوجرافيك |
خبير روسي في شؤون الشرق الأوسط لـ #قنا: زيارة سمو الأمير لـ #روسيا صفحة مهمة ومرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين#قطرhttps://t.co/NfCmbAfpQD pic.twitter.com/Ary3alwiUl
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) April 17, 2025
استثمارات متبادلة واتفاقيات نوعيةوبحسب خبراء اقتصاديين، فإن قطر تُعد من أبرز المستثمرين في الاقتصاد الروسي على مستوى صناديق الثروة السيادية، ففي السنوات الأخيرة، ضخّ جهاز قطر للاستثمار استثمارات إستراتيجية في قطاعات مختلفة، منها:
إعلان امتلاك 2.95% من رأسمال بنك "في تي بي" الروسي (2013). الاستحواذ على 24.99% من مطار بولكوفو في سانت بطرسبرغ (2016). شراء 25% من مشروع "ويسترين هاي سبيد ديامتر" (2021).ويؤكد الباحث في الاقتصاد الدولي، سلافات يوسوبوف، للجزيرة نت أن المرحلة الجديدة من التعاون الثنائي ستتجاوز القطاعات التقليدية، لتشمل مشاريع في الطاقة المتجددة، وهندسة الكهرباء، وتدريب الكوادر الفنية المتخصصة، إلى جانب تطوير الشراكات في مؤسسات التمويل والبحث والتصميم الهندسي.
ويرى يوسوبوف أن اتفاقية الإعفاء من التأشيرات بين البلدين، والتي دخلت حيز التنفيذ في فبراير/شباط 2020، أسهمت في تعزيز التبادل السياحي والاقتصادي، إذ استقبلت قطر أكثر من 100 ألف سائح روسي في عام 2024، في حين زار روسيا نحو 11 ألف مواطن قطري في العام ذاته.
ورغم التأثيرات الناجمة عن الأزمة الأوكرانية، التي دفعت الدوحة إلى تجميد توسيع استثماراتها في السوق الروسية مؤقتا، فإن الخبراء يتوقعون أن تسهم الانفراجات السياسية المحتملة في استعادة الزخم الاستثماري، لاسيما في ظل الرغبة الروسية في تعزيز علاقاتها مع شركائها غير الغربيين.
ويؤكد مراقبون أن الحوار القائم على الثقة بين قطر وروسيا، والاهتمام المتبادل بتوسيع العلاقات الاقتصادية، يشكلان أرضية صلبة لبناء شراكات أكثر تنوعًا واستدامة في المستقبل القريب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
الجبلي: الوفد المصري بـمالي يضم أفضل الشركات العاملة في مجالات البنية التحتية
في إطار زيارة وزير الخارجية والهجرة المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، إلى جمهورية مالي، شارك وفد اقتصادي مصري رفيع المستوى، برئاسة الدكتور شريف الجبلي، رئيس لجنة التعاون الإفريقي باتحاد الصناعات المصرية، في فعاليات منتدى الأعمال المصري - المالي، الذي عقد بالعاصمة باماكو، وتحت رعاية ودعم مباشر من وزارة الخارجية المصرية.
وضم الوفد أكثر من 30 من كبار رجال الأعمال وممثلي الشركات المصرية، إلى جانب قيادات من المجالس التصديرية، والمؤسسات الحكومية، من بينهم الدكتور محيي حافظ، رئيس المجلس التصديري للصناعات الطبية، واللواء حازم أحمد يحيى، مساعد مدير جهاز "مستقبل مصر للتنمية المستدامة"، وممثلين عن جمعية المصدرين المصريين، والهيئة العامة للبترول، وهيئة الثروة المعدنية.
وفي كلمته الافتتاحية، أعرب الدكتور شريف الجبلي عن شكره لحكومة مالي على حفاوة الاستقبال والتنظيم المتميز، موجهًا التحية إلى سيدي دانيوكور، نائب رئيس مجلس إدارة جمعية رجال أعمال القطاع الخاص في مالي، على جهوده في إنجاح المنتدى وترتيب اللقاءات الثنائية بين مجتمعَي الأعمال في البلدين.
وأشار الجبلي إلى أن هذه الزيارة تمثل أول مشاركة بهذا الحجم من وفد رجال أعمال مصري في جمهورية مالي، وتُعد خطوة نوعية نحو بناء شراكات اقتصادية قائمة على التكامل والثقة، لافتًا إلى أن الوفد المصري يضم نخبة من كبرى الشركات العاملة في مجالات البنية التحتية، والطاقة، والصناعات الدوائية، والبترول، والكيماويات، والأسمدة، والصناعات الغذائية، والنسيج، والتعليم، والتعدين.
وأضاف أن الوفد يضم أربع شركات مصرية كبرى متخصصة في تنفيذ مشروعات البنية التحتية، تمتلك تجارب ناجحة داخل مصر وعلى مستوى الدول الإفريقية والعربية، مشيرًا إلى أن الخبرة المصرية في تنفيذ مشروعات عملاقة في مجال البنية الأساسية منذ عام 2014 وحتى الآن، يمكن أن تمثل قيمة مضافة لخطط التنمية في مالي.
وأوضح الجبلي أن جدول المنتدى شمل لقاءات مكثفة مع عدد من الشركات المالية الخاصة، واستعراض فرص التعاون المشترك، مؤكدًا أن اجتماعات اليوم ركزت على الربط المباشر بين رجال الأعمال، فيما من المقرر عقد لقاءات رسمية موسعة مع الجهات الحكومية في مالي غدًا، بهدف مناقشة آليات التعاون المؤسسي وتوقيع مذكرات تفاهم في عدد من القطاعات ذات الأولوية.
وتوجه الجبلي بالشكر إلى وزير الخارجية والهجرة المصري الدكتور بدر عبد العاطي، على رعايته الكاملة لهذه المبادرة، التي أتاحت لرجال الأعمال المصريين فرصة التعرف على السوق المالي الواعد، وبحث فرص التعاون والاستثمار المباشر.
وخلال الجولة الرسمية، التي شملت لقاءات مع وزير الأمن الغذائي، ووزير الخارجية، ورئيس غرفة التجارة والصناعة في مالي بالعاصمة باماكو، أكد الدكتور شريف الجبلي على أهمية البناء على الروابط التاريخية بين مصر ومالي، وتعزيز التعاون في ملفات الأمن الغذائي، والاستثمار الزراعي، والتبادل التجاري، مشددًا على استعداد الشركات المصرية للمساهمة الفاعلة في تحقيق التنمية المستدامة بدولة مالي.
وأوضح الجبلي، خلال كلمته على هامش منتدى الأعمال المصري - المالي في باماكو، أن الوفد المصري يضم أربع شركات عملاقة متخصصة في مشروعات البنية التحتية، ليس فقط داخل مصر، ولكن أيضًا على مستوى القارة الإفريقية، حيث تنفذ تلك الشركات حاليًا مشروعات حيوية في عدد من الدول الإفريقية.
وأشار إلى أن مصر، ومنذ عام 2014، نفذت طفرة غير مسبوقة في مشروعات البنية الأساسية، حيث تم إنشاء أكثر من 8000 كيلومتر من الطرق والمحاور الجديدة، وما يزيد عن 20 مدينة حديثة، إلى جانب محطات ضخمة لتوليد الطاقة، وهو ما يؤكد امتلاك مصر لنموذج تنموي يمكن نقله وتطبيقه في الدول الإفريقية الصديقة، وفي مقدمتها مالي.
وأضاف الجبلي أن الخبرات المصرية في مجالات البنية التحتية والطاقة والأسمدة والكيماويات والإصلاح الزراعي، تمثل أدوات حقيقية للتعاون والتكامل مع الدول الإفريقية، وليست مجرد علاقات تجارية تقليدية، مشددًا على أن مصر تنظر إلى التعاون مع إفريقيا باعتباره شراكة استراتيجية ممتدة، تقوم على تبادل المصالح وتعزيز التنمية المشتركة.
وتابع: "نحن لا نعتبر هذه العلاقة مجرد تجارة عابرة، بل نؤمن أنها شراكة تنموية قائمة على نقل الخبرات وبناء القدرات المحلية، وهو التوجه الذي تدعمه الدولة المصرية وتعمل على تعزيزه من خلال مشاركات القطاع الخاص ومؤسسات الدولة".
جدير بالذكر أن المنتدى يأتي ضمن جولة إقليمية موسعة للوفد الاقتصادي المصري تشمل خمس دول في منطقة غرب إفريقيا، في إطار خطة الدولة لتعزيز الشراكة الاقتصادية مع القارة السمراء، وتوسيع نطاق التواجد المصري في الأسواق الإفريقية.