آبل تطلق تحديث iOS 18.4.1 لإصلاح ثغرتين في آيفون
تاريخ النشر: 18th, April 2025 GMT
أطلقت شركة آبل الأمريكية، سلسلة من التحديثات الأمنية العاجلة لأجهزتها المختلفة، تشمل: آيفون، آيباد، ماك، Apple TV، ونظارة Vision Pro، وذلك بهدف معالجة ثغرتين أمنيتين بالغتي الخطورة، أكدت الشركة أنهما تتعرضان للاستغلال الفعلي في هجمات سيبرانية معقدة تستهدف أفرادا محددين.
وأوصت آبل جميع المستخدمين بضرورة تحديث أجهزتهم فورا إلى الإصدارات الأحدث، وهي: تحديث iOS 18.
أوضحت الشركة في ملاحظات التحديث أن الثغرة الأولى تتعلق بمكون CoreAudio المسؤول عن معالجة الصوت، وتسمح للمهاجمين بتنفيذ تعليمات برمجية ضارة عبر ملفات صوتية مصممة بطريقة خبيثة.
أما الثغرة الثانية، فهي ترتبط بـ آلية مصادقة المؤشرات Pointer Authentication، وتتيح تجاوز أنظمة الحماية في حال امتلاك المهاجم لصلاحيات القراءة والكتابة العشوائية داخل النظام، ما يشكل تهديدا مباشرا لخصوصية المستخدم.
يمكن للمستخدمين تثبيت التحديث بسهولة من خلال تطبيق “الإعدادات”> ثم الانتقال إلى "عام" > ثم “تحديث البرنامج”> واتباع التعليمات الظاهرة على الشاشة.
كما أشارت آبل إلى أن التحديث يعالج أيضا مشكلة في نظام CarPlay كانت تؤثر على الاتصال ببعض أنواع السيارات، وهي المشكلة التي تلقت الشركة بشأنها شكاوى متكررة من المستخدمين خلال الأسابيع الماضية.
وأوضحت آبل أن الثغرتين كانتا تستغلان ضمن هجمات متطورة تستهدف أفرادا بعينهم، مما يجعل هذه التحديثات ضرورية لحماية بيانات المستخدمين من عمليات تجسس أو اختراق.
في السياق ذاته، تواصل آبل اختبار النسخة التجريبية من تحديث iOS 18.5 والإصدارات المكافئة لباقي الأنظمة، تمهيدا لإطلاقها رسميا مطلع الشهر المقبل.
ومن المقرر أن تعلن الشركة عن التفاصيل الكاملة للتحديثات المرتقبة فور انتهاء الفترة التجريبية.
ومؤخرا، أطلقت آبل خدمة الخرائط الجديدة خارج قنوات الاختبار، مع إمكانية الوصول إليها عبر الويب من خلال الرابط المباشر mapsapple com بدلا من المرحلة التجريبية بيتا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: آبل هجمات سيبرانية ثغرة أمنية ثغرة آيفون المزيد
إقرأ أيضاً:
في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في وجه التحديث
في أعماق قلعة أربيل التاريخية، التي تعد صرحا شامخا ومدرجا على قائمة التراث العالمي لليونسكو، تتوارى كنوز ليست مرئية بالعين، بل مسموعة بالأذن.
إنها أقدم التسجيلات الصوتية في المحافظة وإقليم كردستان، محفوظة بعناية فائقة داخل محل تسجيلات ناز (سابقا) أرشيف الموسيقى الكردستانية (حاليا)، والذي يحتفل هذا العام بمرور 73 عاما على تأسيسه، ليقف شاهدا حيا على تطور صناعة الموسيقى في العراق.
يعد أرشيف الموسيقى الكردستانية أكثر من مجرد متجر، إنه مؤسسة ثقافية عريقة تسرد حكاية شغف وتفان في الحفاظ على التراث الفني.
يقول أمجد قصاب، صاحب المحل وابن شقيقة مؤسسه عبد اللطيف شخمخشي، للجزيرة نت إن البدايات تعود إلى عام 1952. ومنذ ذلك الحين، واكب المحل جميع التطورات في عالم التسجيلات الصوتية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بريزرين.. جوهرة البلقان وسحر التاريخ والطبيعة الخلابةlist 2 of 2براكين بالي.. تجربة سياحية فريدة في قلب حزام النارend of list"لقد شهدنا كل مرحلة من مراحل تطور التسجيلات، بدءا من الأسطوانات القديمة التي تعود إلى عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، مرورا بالبكرات التي ظهرت في الخمسينيات، ثم الكاسيت في عام 1969، وصولا إلى الأقراص المدمجة (CD) في عام 2000″، يقول قصاب، الذي تسلم إدارة المحل في عام 1976.
وعلى الرغم من مواكبة التكنولوجيا، يشدد قصاب على أن جوهر المحل الأصيل ظل كما هو: "أكبر تحد واجهته على مر السنين هو المحافظة على هذا التراث".
ورغم عدم امتلاكه لصور وثائقية قديمة، فقد حرص على حفظ الأرشيف الغني للمحل، والذي يضم أعمال فنانين عرب وأكراد بارزين مثل يوسف عمر، والقبنجي، وشهاب حسن خود.
يأتي زبائن المحل من جميع المحافظات العراقية، سيما المحافظات الجنوبية والمناطق الكردية، مما يؤكد على مكانته كمركز ثقافي جامع.
ويؤكد قصاب أن المحل أسهم على مدار عقود في "تعريف سكان أربيل بكل ثقافات الشعوب من الفن والغناء"، كما كان محط جذب لمحبي الموسيقى وأسهم في اكتشاف ومساعدة فنانين على الوصول إلى الشهرة، مثل الفنانين ريبر حيدر ورشوان شيخاني وغيرهم.
مع التطور التكنولوجي المتسارع، يطرح مدير معهد الفنون الجميلة في أربيل، زيرك أمين، رؤيته حول العلاقة بين الشباب والتراث الفني القديم.
إعلانوأشار أمين خلال حديثه للجزيرة نت إلى أن التكنولوجيا الحديثة تحمل في طياتها جوانب إيجابية وسلبية فيما يتعلق بالحفاظ على هذا الإرث الثقافي.
وأضاف أن عددا كبيرا من الشباب يستمعون إلى الأغاني الفولكلورية والتراثية عبر التقنيات الحديثة، لكنه يحذر بشدة من ممارسات "الريميكس" التي تغير من جوهر الأغنية الأصلية. "السلبية تكمن في تغيير نكهة وحس الأغنية عن طريق إدخال آلات جديدة وتأثيرات أو إيقاعات حديثة، مما يؤثر سلبا على الطعم الأصيل للتسجيل القديم وصوت المغني الأصلي، فهذا يدمر الأغنية ويغير أسلوبها".
وفي نصيحة للشباب المتحمس لاستخدام التكنولوجيا في التراث، يؤكد أمين: "إذا أردت إحياء التراث بشكل جميل أو بطريقة جديدة، يجب أن تأخذ الأغنية وتعيد توزيعها وتأليفها من جديد بشكل كامل".
وعلى الرغم من مخاوفه، يعرب أمين عن سعادته برؤية الشباب في أماكن الموسيقى الحية يطلبون الأغاني القديمة، مما يعكس اهتماما بالتراث، داعيا إلى ضرورة أن تتحمل المؤسسات الحكومية مسؤولية الحفاظ على هذا الإرث.
وشدد على الحاجة الملحة لإنشاء مكتبات وطنية متخصصة لحفظ التراث العراقي والكردي. يعبر عن أسفه لعدم وجود مثل هذه المؤسسات في العراق أو إقليم كردستان، مما يفتح الباب أمام سرقة الألحان الكردية والعراقية من قبل دول أخرى ونسبتها لنفسها، مشيرا إلى غياب قوانين حقوق الملكية الفكرية في البرلمان العراقي لحماية هذا التراث.
يعكس المواطن مصعب غازي، أحد محبي الموسيقى القديمة، الأسباب الجوهرية لتفضيله للأغاني القديمة، أبرزها اللحن الأصيل والكلمات المعبرة التي كانت سمة بارزة لتلك الحقبة.
يقول غازي للجزيرة نت إن "الأغاني الصاخبة في الوقت الحاضر لا ترقى إلى مستوى الطرب الأصيل القديم"، مشيرا إلى الفارق الكبير في المحتوى الفني والعمق العاطفي بينهما.
ويشدد على ضرورة تحقيق التوازن بين الفن القديم والحديث، مؤكدا أنه "إذا أردنا الموازنة بين القديم والحديث، فيجب علينا أن نحافظ على القديم ونطور الجديد".
بدوره، يؤكد المواطن الكردي سيدار شنكالي أن الشباب الكردي يولي اهتماما كبيرا للتراث والفن القديم، لما يحملانه من قيمة جمالية عميقة.
يقول شنكالي للجزيرة نت إن الفن القديم "يعبر عن تاريخنا وماضينا الجميل"، مشيرا إلى أن الماضي كان أجمل مقارنة بالحاضر. ويعزو ذلك إلى قلة الأجهزة وعدم وجود التكنولوجيا في السابق، مما أضفى على تلك الفترة طابعا هادئا وجميلا.
ويضيف: "كانت الموسيقى هادئة والأغاني رقيقة، تعبر عن فن وتراث الأكراد بأجمل ما يكون".