* انفعال خالد سلك وتبجُّحه في سياقٍ لا يستدعي رفع الصوت واستعراض الغضب، وخاصةً أن تناول مسألة عدم قدرة “القحاطة” على العودة إلى السودان أو حتى التجوُّل في شوارع المدن الأجنبية، وخاصةً الكبيرة منها، ليس بجديد وبات واقعًا لا يخفى على أحد؛ فالخوف من مواجهة الشعب، الذي طعنوه في كرامته وشرَّدوه ونهبوا موارده وغضّوا الطرف عن اغتصاب نسائه، يمنعهم حتى من الظهور في العلن؛
* مشهد قحَّاطي بصحبة بابكر فيصل وهو يردّ بكلّ عنجهيَّة على انتقاداتٍ من شخصٍ آخر في مكانٍ عام بلندن.
* مقطع مصوّر تطلّ من خلاله ناشطة في لندن ارتبط صوتها المنفّر بشعارات فقدت بريقها وسئمها الناس، ولم تعد تعبّر عن قضايا حقيقية، بل إنها تخرج من أفواهٍ خانت مبادئها وتحالفت مع من يسعون إلى تفكيك السودان وتغيير تركيبته السكانية وتهجير أهله؛
* تشكيك د. عزام عبد الله إبراهيم ومعه سيدة أخرى في استشهاد الطبيبة المناضلة هنادي “بت الفاشر” بحُكم أنها ماتت في معركة؛ وفي المقابل، تمجيدهما الشهيدة ست النفور على اعتبار أنها سقطت في مظاهرة سلمية؛ كلّ هذا في سياق مقارنة سياسية سقيمة؛
كلّ هذه المشاهد *وغيرها مما ستتفتَّق به أذهان هؤلاء الخونة* ليست سوى محاولات يائسة لخلق زخمٍ إعلامي واستنساخ أجواء النشاط السياسي الذي حملهم بالأمس إلى السلطة. والآن، وبعد انهيار جسر الجنجويد، الذي توهَّموا أنه سيعيدهم إلى واجهة السلطة، لم يتبق لهم سوى هذا النوع من الصور المفتعلة المفضوحة، كمن يتشبَّث بقشَّة في بحر متلاطم الأمواج.
ولذلك، فالردّ الأمثل على هذا العبث لا يكون بالمجادلة ولا بالتفنيد، بل بالتجاهل الذي يضعهم في حجمهم الحقيقي، لئلا يظن هؤلاء أن لهم تأثيرًا على الرأي العام، أو أن بوسعهم إنعاش صورةٍ احترقت بالكامل بأفعالهم وتواطؤهم.
خالد محمد أحمد
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
المشروب الذي رافق الأتراك منذ ألف عام.. ما سره؟
بين حرارة الصيف ولهيب الأطعمة التركية الشهية، يبرز مشروب واحد كحليف لا غنى عنه عند الأتراك: “لبن عيران”.
ليس مجرد مشروب شعبي، بل إرث ثقافي وتاريخي يروي قصة شعب، ويجمع بين البساطة والفائدة في كل رشفة. في تركيا، لا تكتمل الوجبة دون كأسٍ منه، سواء في مطعم شعبي تقليدي أو ضمن قائمة مطاعم الوجبات السريعة العالمية.
مشروب صيفي بامتياز
مع ارتفاع درجات الحرارة، وخصوصًا في المناطق الداخلية من الأناضول، يصبح لبن عيران الخيار الأمثل لمواجهة الحرّ. يتكوّن هذا المشروب التقليدي من الزبادي، والماء، ورشة من الملح، ويُقدَّم باردًا ليمنح الجسم انتعاشًا فوريًا.
يقول البروفيسور بارباروس أوزَر من قسم تكنولوجيا الألبان في كلية الزراعة بجامعة أنقرة، إن عيران “يساعد على استعادة توازن المعادن التي يفقدها الجسم مع العرق، وذلك بفضل محتواه المعدني ووجود الملح المضاف”.
أكثر من مجرد انتعاش
لا تقتصر فوائد لبن عيران على ترطيب الجسم فحسب، بل تمتد إلى دعم صحة الجهاز الهضمي، بفضل مكوناته الطبيعية التي تساهم في توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء. وبذلك، فهو مشروب يُرضي الذوق ويخدم الصحة معًا.
من قلب السهوب.. إلى موائد الحاضر
تعود أصول لبن عيران إلى الشعوب التركية البدوية التي عاشت في السهوب الشاسعة بآسيا الوسطى. وكان تخمير منتجات الألبان، كوسيلة لحفظها خلال التنقل، أمرًا أساسيًا للبقاء في مناخ قاسٍ. ومع انتقال الأتراك من آسيا الوسطى إلى الأناضول، رافقهم هذا المشروب البسيط في رحلتهم.
تؤكد ميرين سَيفَر، الباحثة في فنون الطهي، أن وثائق الرحالة تشير إلى أن سكان الأناضول كانوا يصنعون العيران ضمن وجباتهم اليومية، التي تضمنت “خبزًا مقطعًا يضاف إلى الزبادي أو يُقدَّم مع لبن عيران”.
بين الماضي والحاضر.. عيران لا يغيب
رغم مرور قرون، لا يزال لبن عيران يحظى بمكانة راسخة في الحياة اليومية بتركيا. من الأسواق الشعبية إلى محلات السوبرماركت الكبرى، وحتى مطاعم الوجبات السريعة مثل “ماكدونالدز” و”برجر كينغ”، جميعها تدرجه ضمن قائمة مشروباتها داخل البلاد.
اقرأ أيضاغصّة في فنجان المستثمرين.. أسعار القهوة تهبط رغم ذروتها!
السبت 24 مايو 2025للباحثين عن تجربة تقليدية أصيلة، فإن محلات الكباب المعروفة باسم “أوجاق باشي” (Ocakbaşı) تقدّم لبن عيران في أكواب نحاسية، بينما يُعد الطعام أمام الزبائن على أسياخ معدنية فوق الفحم.