فنانون على "تيك توك"… هل كسروا الحاجز أم خسروا الوقار؟ تقرير
تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT
في زمن تتسارع فيه وتيرة التواصل، ويتحول فيه الفنان من "نجم بعيد المنال" إلى "صاحب فيديوهات يومية"، لم يعد الجمهور يكتفي بالأعمال الفنية وحدها، بل بات يطالب بمزيد من القرب، التلقائية، وربما "الجرعة اليومية من العفوية".
وهنا يبرز "تيك توك" كمنصة أحدثت زلزالًا في علاقة الفنان بجمهوره، فهل ساعدته على كسر الحاجز، أم أضعفت صورته وخلعت عنه وقاره؟
كسر الحاجز… وجذب الجمهور الجديد
من الصعب إنكار أن "تيك توك" فتح بابًا واسعًا للفنانين للوصول إلى شرائح جديدة من الجمهور، خاصة من فئة الشباب والمراهقين
الفنان محمد رمضان، على سبيل المثال، يعتبر من أكثر الفنانين نشاطًا على المنصة، ويحرص دائمًا على مشاركة كواليس أعماله، لحظات من حياته اليومية، وحتى تحديات "الترند".
كذلك، الفنانة ميرهان حسين، التي لا تتردد في نشر مقاطع مضحكة، أو تقليد شخصيات شهيرة، ما جعلها محبوبة بين جمهور السوشيال ميديا، الذين يرون فيها "شخصية قريبة منهم"، ويثنون على روحها المرحة وعفويتها.
السوشيال ميديا كسيف ذي حدين
لكن في الجهة الأخرى، هناك من يرى أن التواجد الكثيف للفنان على "تيك توك" قد ينتقص من صورته المهنية، خاصة إذا بالغ في نشر المقاطع الساخرة أو ركض وراء "الترند" دون تروٍّ. الفنان الكبير هاني شاكر، نقيب الموسيقيين الأسبق، كان من أوائل من انتقدوا هذا التوجه، وعبّر أكثر من مرة عن استيائه من "الاستسهال" و"التنازل عن الهيبة" لدى بعض الفنانين في سبيل الشهرة اللحظية على منصات التواصل.
الفنانة إليسا، رغم نشاطها على "إنستغرام" و"تويتر"، إلا أنها ترفض الانخراط في موجة "التيك توك"، مؤكدة في تصريحات سابقة أنها تفضل أن تُعرف من خلال فنها لا من خلال فيديوهات "الترفيه السهل".
هل تغيرت صورة الفنان المثالي؟
السؤال هنا: هل تغيرت صورة "الفنان المثالي" في نظر الجمهور؟ هل لا يزال الوقار مطلوبًا كما كان في زمن عبد الحليم حافظ وأم كلثوم، أم أن الناس اليوم يفضلون الفنان الذي يشبههم، ويتحدث بلغتهم، ويشاركهم تفاصيله اليومية؟
عندما تتحول "الترندات" إلى فخ
الفنانة بسمة بوسيل، زوجة تامر حسني السابقة، وقعت ضحية "التيك توك" مؤخرًا، بعد نشرها لفيديو أثار الجدل وتسبب في انتقادات واسعة من الجمهور الذي رآه "مبالغًا فيه" وغير مناسب لتاريخها أو وضعها العام، ما أجبرها على حذف الفيديو وتبرير الموقف لاحقًا.
وبالمثل، واجهت الفنانة سارة سلامة انتقادات لاذعة بعد مشاركتها في تحدٍ راقص على "تيك توك"، واعتبر البعض أن ما قامت به يسيء لصورتها كممثلة، خاصة بعد ابتعادها لفترة عن الساحة.
الفن في زمن السوشيال ميديا
لا يمكن تجاهل أن "تيك توك" أصبح لاعبًا أساسيًا في تشكيل صورة الفنان، لكن يبقى على الفنان نفسه أن يدير حضوره بذكاء. فالمطلوب اليوم ليس فقط أن يكون فنانًا موهوبًا، بل أيضًا "صانع محتوى" يعرف متى يتكلم، وكيف يظهر، وأين يضع قدمه في هذا الحقل الممتد من الألغام والفرص.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الفجر الفني محمد رمضان سارة سلامة
إقرأ أيضاً:
فنانون بلجيكيون: لا نريد أن نربي أطفالنا في عالم يموت فيه الآخرون جوعا
يشهد الوسط الفني والثقافي في بلجيكا تفاعلا متزايدا مع الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، حيث أُطلقت قبل نحو شهرين مبادرة "أنقذوا غزة- SOS Gaza" بدافع "شعور عميق بالمسؤولية" تجاه ما يجري في القطاع. وتسعى المبادرة إلى إيصال أصوات المواطنين المطالبين بالعدالة، في مواجهة ما يعتبره القائمون عليها تجاهلاً رسميًا مقلقًا على المستوى الأوروبي.
وأكدت الممثلة البلجيكية كاترين دي رويشر، مؤسسة المبادرة، في حديثها لـ"الجزيرة نت"، أن الهدف من الحملة هو تضخيم أصوات الأفراد الذين ينددون بالمجازر والانتهاكات، في محاولة لكسر حجة الحكومات المتكررة بأنها "لا تستطيع فعل شيء"، مشددة على أن العمل الجماعي يمكن أن يُحدث فرقا حقيقيا.
وتوسّعت جهود المبادرة لتشمل الجانب القانوني، إذ أعلنت دعمها للدعوى القضائية التي رفعتها منظمة "الحق من أجل غزة" ضد الحكومة البلجيكية، بتهمة التواطؤ والتقاعس في منع الإبادة الجماعية. وتهدف هذه الخطوة إلى محاسبة السلطات على ما يصفه المنظمون بـ"الصمت المخزي" أمام كارثة إنسانية غير مسبوقة.
وفي ما يتعلق بالوضع الإنساني المتدهور، قالت دي رويشر إن "أطفال غزة يتضورون جوعا أمام أنظار العالم، بينما يغيب أي رد فعل دولي حقيقي تجاه استخدام التجويع كسلاح حرب". وأكدت رفضها لتربية أطفالها في عالم يسمح بمثل هذه الفظائع دون محاسبة أو تدخل فعّال، محذّرة من أن التغاضي عن ما يحدث في غزة "يدفع البشرية نحو الهاوية".
وشدّدت على أن المبادرة ستواصل رفع صوتها في مواجهة الظلم، ليس فقط في غزة، بل في أي مكان يُسحق فيه الإنسان، مؤكدة أن الصمت على مثل هذه الجرائم يجعل العالم شريكًا في استمرارها.
وفي السياق ذاته، دعا الممثل البلجيكي الشاب كوبا ديبي (20 عامًا) إلى تجاوز المقاربات السياسية في النظر إلى ما يحدث في قطاع غزة، معتبرًا أن الوضع هناك يستدعي "استجابة إنسانية فورية" من قبل الفنانين والشخصيات العامة.
وقال ديبي إن ما يجري في غزة "تجاوز النقطة التي يمكن اعتبارها مجرد قضية سياسية"، مشيرًا إلى أن سقوط الضحايا من الأبرياء والأطفال جرّاء الجوع يجعل من الضروري التعامل مع المسألة من منظور إنساني خالص.
إعلانوأضاف أن ما يدفعه للحديث عن غزة ليس انتماءه للفن، بل إحساسه العميق بمسؤوليته كإنسان، مؤكدًا أن الاستمرار في تسليط الضوء على هذه القضية "هو أقل ما يمكن فعله"، معربًا عن أمله في أن يلهم ذلك الآخرين للانضمام إلى هذه الأصوات حتى لا يعود ممكنًا تجاهلها، سواء من جانب الناس أو السياسيين.
وفي حديثه عن دور الفن في التغيير الاجتماعي، أوضح ديبي أن الفنانين والشخصيات العامة يتمتعون بقدرة كبيرة على الوصول إلى جمهور واسع، مما يحمّلهم مسؤولية استخدام هذه المنصة للتوعية بقضايا العدالة والكرامة الإنسانية. ورغم اعترافه بأن تأثيره كممثل شاب لا يزال محدودًا، أعرب عن أمله في أن تسهم مشاركته في إشراك المزيد من الناس ليرفعوا صوتهم قائلين: "كفى"، مؤكدًا أن مواجهة هذه الأزمة الأخلاقية تتطلب تضامنا دوليا حقيقيا، وإرادة إنسانية جماعية لوقف المعاناة.