المسلة:
2025-05-31@10:18:26 GMT

لماذا صافحتم الجولاني؟

تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT

لماذا صافحتم الجولاني؟

19 أبريل، 2025

بغداد/المسلة:

ضياء ابو معارج الدراجي

قُتل رجل على يد الشاعر هدبة بن خشرم، فلُجئ به للقصاص. وكعادة العرب، سعت عشيرته بكل ثقلها لمنع القتل، وعرضوا دية ضخمة تعجز عن حملها الإبل، علّهم ينقذون ابنهم من حد السيف.

لكن أهل القتيل كانوا ثابتين: لا دية، بل دمٌ مقابل دم.

الغريب أن أحد أبناء القتيل كاد أن يلين، أن يقبل الدية وينهي الموقف، لكن أمه، المرأة العربية الحرة، أدركت خطورة هذا التنازل.


نظرت في عينيه وقالت:

“أقسم بالله، لئن قبلت الدية لأتزوجنه، فيكون قد قتل أباك ونكح أمك!”

كلمة واحدة، كانت كفيلة بأن تعيد الدم إلى رأسه، فابتلع ريقه وقال: القصاص ولا غيره.

الرسالة واضحة، لا تقبل التأويل. الكرامة لا تُشترى، والدم لا يُغسل بالمصافحات.

فكيف بكم اليوم، وأنتم ترضون أن يُصافح الإرهابي “الجولاني” – قاتل أبناء شعبنا، مفجّر أجسادنا، من انتهك حرمة أراضينا، وباع روحه للشيطان مرات ومرات؟

أي مبرر يمكن أن يُغلف هذا الفعل؟!

ألم تجف دموع الثكالى بعد؟ ألم تتفحّم جثث الشهداء في الذاكرة قبل أن تتبخر في رياح المصالح؟

هل ماتت الأمهات الشبيهات بتلك الحرة العربية؟! أم أنكم استبدلتموهن بصوت المساومة والسكوت؟!

نحن لا نحتاج من يساوم على دماء الشهداء، بل من يُقسم كما أقسمت تلك الحرة، ويثبت كما ثبت ابن القتيل.

أما أن تشرّعوا الأبواب لقاتلنا، وتُلبسوه ثوب السياسة… فهذه تسمى خيانة لا يغفرها التاريخ، ولا تسكت عنها الكرامة.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

أسرى المناصب

يفقد السياسي حياته الخاصة لحظة دخول الحياة العامة. كل ما يبدو عادياً، أو ممكناً، أو مقبولاً، يصبح خطأً، أو حدثاً، أو فظاعة، عندما يتبوّأ منصباً ما. وكلما علا المنصب، ارتفعت نسبة فقدانه للحرية، بصرف النظر عما إذا كان ينتمي إلى مجتمع متحرر أم لا.

لو لم يكن إيمانويل ماكرون رئيساً لفرنسا مَن كان يمكن أن يهتم إذا شوهدت زوجته توجه إليه صفعة عند باب الطائرة التي تحملهما إلى هانوي؟ ولكن بدل أن يكون الحدث وصول أول رئيس فرنسي إلى فيتنام، منذ خروج فرنسا الاستعمارية منها، كانت «الصفعة»، ومعها بركان من الإشاعات المبالغة في الدناءة، حول الحياة الخاصة لزوجة الرئيس، التي تكبره بأربعة وعشرين عاماً.

لا تزال تصدر في فرنسا صحف من النوع الساقط، التي تعيش على الفضائح وتصفير الأخلاقيات. في حين يقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب في أقصى الاعتراض، مصمماً على «محو» هذه «الآيديولوجيا» من مؤسسات الدولة وحظر انتمائهم إليها، تؤيده في ذلك الكثير من مراكز القوى. وقد طالت هذه الأقوال ميشيل أوباما، زوجة الرئيس الأسبق باراك أوباما، ورئيسة وزراء أستراليا السابقة جاسيندا أردرن.

برغم «الانفتاح» الذي بلغته المجتمعات الغربية، فإن وجود رؤساء غير متزوجين رسمياً في فرنسا، كان غير مقبول على نطاق واسع. فزوجة الرئيس هي عرفاً «الفرنسية الأولى». وأن تكون «السيدة الأولى» ليست امرأة، فهو أمر كثير حتى على الدول ذات النظام المدني.

ما بدا اختلافاً بين المحافظين والمتحررين في أوروبا أصبح انهياراً في العائلة. انخفضت نسبة الزيجات، ومعها نسبة الولادات، على نحو هائل. وبعد قليل قد تقتصر هذه على المهاجرين الذين غيّروا طبيعة ولون بشرة الرجل الأبيض في بلدان كثيرة.

يحاول قصر الإليزيه أن يخفف من وقع الصفعة أو قوتها، «إنّه مجرد خلاف عائلي بسيط». هذا يحدث كل يوم، لكنه يتحوّل إلى قضية سياسية كبرى إذا خرج إلى العلن. عندها تريد الصحف أن تعرف لماذا تشاجر الرئيس مع زوجة تكبره بربع قرن. أو لماذا لم تمضِ ميلانيا ترمب سوى أسبوعين في البيت الأبيض خلال ثلاثة أشهر. حقاً لماذا؟

الشرق الأوسط

مقالات مشابهة

  • ماذا يحدث للجسم عند تناول المشمش؟
  • رغم ضغط ترمب .. لماذا لا تستطيع «أبل» تصنيع «آيفون» في أميركا؟
  • «حرة مطار الشارقة» تستعرض خدماتها في «الشرق الأوسط للساعات والمجوهرات»
  • ترحيب بإطلاق مفاوضات التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي والإمارات
  • مدينة مصدر أول منطقة حرة في الإمارات توفر منصة رقمية لخدمة مجتمع الأعمال
  • «مدينة مصدر» أول منطقة حرة في الإمارات توفر منصة رقمية لخدمة مجتمع الأعمال
  • هيئة الاستثمار تبحث مستقبل الاستثمارات الهولندية في إعادة تدوير المخلفات
  • لجنة مشتركة بين “الضريبة” و”الجمارك” لتنظيم الفوترة في المناطق الحرة
  • أسرى المناصب
  • فجر جديد… أمسية شعرية في اتحاد الكتاب العرب