قالت صحيفة "القدس العربي" إن الهجمات الامريكية الشرسة التي دمرت كليا ميناء رأس عيسى النفطي في الحديدة (غرب اليمن) ترافقت مع زيارة وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان إلى طهران، ولقائه بالمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.

 

وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها تحت عنوان: أين سيتوقّف الهجوم الأمريكي على اليمن؟ عبر استهدافها ميناء رأس عيسى النفطي في مدينة الحديدة، على مدى يومي أمس الجمعة وأول أمس، تكون القوات الأمريكية قد نفذت أكبر هجمات دموية على اليمن حتى الآن منذ بدء ضرباتها على جماعة الحوثي الشهر الماضي.

 

واعتبرت الصحيفة زيارة خالد بن سلمان لطهران ليس بتجاوزها الطابع البروتوكولي فحسب، بل بالطابع العسكريّ لها، بشكل يشير إلى تطرقها لملفّي اليمن وأمن الخليج (وهو ما تطرّقت إليه تصريحات الطرفين) وربما بترتيبات استراتيجية أوسع تتعلق بسوريا والعراق ولبنان.

 

وترى الصحيفة ان الهجمات الامريكية على الحوثيين في اليمن تأتي مع بدء المفاوضات الأمريكية مع إيران التي ستعقد جولتها الثانية في العاصمة الإيطالية اليوم، ورغم تسرّب تقارير عن منع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حكومة إسرائيل من تنفيذ ضربة للمشروع النووي الإيراني كانت مخططة للتنفيذ الشهر المقبل، فإن هذه الهجمات على اليمن، والتحشيد العسكري الأمريكي في البحر الأحمر والخليج العربي والمحيط الهندي ونقل كميات من الأسلحة المخصصة لضرب التحصينات تحت الأرضية إلى إسرائيل، توضح أن إدارة ترامب تؤازر دبلوماسية التفاوض بإعلان الجاهزية للحرب.

 

وتابعت افتتاحية القدس العربي انه من الواضح أن الضربات الكبيرة التي تلقتها الحركة الحوثية حرّكت آمالا لدى فاعلين محلّيين، بينهم الحكومة اليمنية الشرعية، المدعومة من السعودية، والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، في استغلال هذا الظرف ومحاولة استعادة مناطق يهيمن عليها الحوثيون.

 

كما هو مرتبط -وفق الصحيفة- بتطوّرات المفاوضات الأمريكية ـ الإيرانية، وبالمحاولات الإسرائيلية المستمرة لإفشال هذه المفاوضات وترجيح العمل الحربيّ ضد إيران، وهو أمر يُفترض أن تعمل دول الخليج العربي، بقدر ما تستطيع، على تجنّبه، وقد رأينا حتى الآن، بما يتعلّق بجنون القوة الإسرائيلي، نماذج كافية عن قدرته على اجتياز كل الحدود، في فلسطين، وسوريا ولبنان.

 

وحسب الافتتاحية فإنه "إذا تأكدت التقارير التي تداولتها مراكز أبحاث غربية عن أن طهران قررت تقليص تدخلها العسكري المباشر في الملف اليمني، وصدقت توقعات المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، بأن هناك فرصة تاريخية لإنهاء النزاع اليمني نتيجة حصول «توافق إقليمي غير مسبوق» فإن التحرّكات الدبلوماسية الإقليمية، التي تشارك فيها الأمم المتحدة والسعودية وإيران وسلطنة عُمان، قد تؤدي إلى مشهد يمنيّ جديد.

 

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن أمريكا إيران الحوثي ميناء رأس عيسى

إقرأ أيضاً:

ماذا بعد الضربة التي صعقت رأس النظام ؟!

صراحة نيوز – جميل النمري

لا تفي الكلمات لوصف الصعقة التي تعرض لها النظام الايراني. لا نتحدث عن قصف المنشآت النووية والعسكرية بل عن اغتيال القيادات العسكرية .. رئيس هيئة الاركان ورئيس الحرس الثوري ومعه صف قيادات الطيران والدفاع الجوي وسلاح المسيرات.وعدد آخر من القادة العسكريين لم يعلن عنهم. هذا الى جانب عدد من علماء الطاقة النووية لا يمكن تعويضهم.

من المفهوم ان تنجح اسرائيل في قصف مواقع عسكرية وحتى نووية بسبب تفوقها الجوي والتكنولوجي. وهي مهدت لذلك بضربات سابقة مدمرة للدفاعات الجوية ومواقع الرادار، لكن ما يحير العقول هو ان تكرر اسرائيل ضربة استخبارية صاعقة كهذه وكأن ايران لم تختبر ضربات استخبارية قاصمة من قبل دللت على خلل خطير في البنية الأمنية الاستخبارية للنظام واذرعه في المنطقة؟! الضربة العسكرية الاستخبارية لحزب الله صعقت رأس حربة النظام الايراني في المنطقة اما هذه الضربة فقد صعقت رأس النظام نفسه ! هل كان حجم الاختراق التقني والبشري للنظام عميقا بصورة غير قابلة للاستدراك أم أن البنية السلطوية والأمنية للنظام كانت اكثر تهتكا من ان يتم ترميمها أو أن القدرات الاستخبارية الاسرائيلية كانت تتقدم كل مرة بفراسخ عن المعالجات والاحتياطات التي كان يقوم بها النظام ؟!

يفسر تأخر الردّ الايراني على العدوان الضخم بغياب القيادات العسكرية الأولى صاحبة القرار الى جانب عنصر المفاجأة. وفي هذا الجانب يمكن الجزم ان ايران تعرضت للتضليل والخديعة بتواطؤ امريكي، فقد كانت الولايات المتحدة تطلب علنا عدم التخريب على مسار المفاوضات ومشروع اللقاء القريب القادم في مسقط الأحد القادم. وبكل الأحوال اميل شخصيا للاعتقاد ان ايران لا تملك اصلا ردا يختلف عما فعلته سابقا اي استخدام سلاحي الصواريخ والمسيرات الذي ثبت عدم جدواه أمام اطواق الدفاع التي تصل حتى الحدود الايرانية بل واصبحت مستهلكة حتى معنويا وفق المعنى الذي اعطته ايران لها أي انها لا تقصد الحاق اضرار مادّية مهمة بل توجيه رسائل ردع تقول ان ايران قادرة وجاهزة متى قررت للضرب في العمق الاسرائيلي . لكن الحقيقة المكشوفة اليوم ان ايران لا تملك إلحاق الأذى الجدي بالعدو لأن الوسيلة الفعلية لإلحاق الأذى بإسرائيل هي عمل عسكري – استخباري مباشر على مواقع حيوية واستراتيجية عن قرب او من داخل اسرائيل نفسها ومن الواضح ان طهران غير جاهزة أو غير قادرة على ذلك.

المحزن ان اسرائيل بعد ان اقدمت على افضع جرائم الابادة الجماعية والتنكيل بشعب تحت الاحتلال تعزز على المستوى الاقليمي دورها كبلطجي المنطقة، تستبيح سيادة الدول وتصول وتجول وتضرب شمالا ويمينا دون حاجة لذرائع ودون أي رادع .. لا القانون الدولي ولا الاعراف السياسية والعسكرية ولا الخوف من انجرار المنطقة الى حرب شاملة ( سلاح التخويف الذي نردده ولم يعد له اي قيمة ) واذا كان النظام الجديد في سوريا بلا حول ولا قوة لكبح البلطجة الاسرائيلية فماذا عن ايران القوة العسكرية الكبرى التي طالما كان الخوف من مواجهة شاملة معها يردع الطرفين ويدفع المجتمع الدولي لكبح التصعيد. فهل ثمة تصعيد اكثر من الهجوم الأخير؟!

هذا الهجوم ليس ضربة يتيمة كما في السابق بل اول خطوة في المشروع الاستراتيجي لضرب القدرات النووية الايرانية. وقد بقي مشروع هذه الحرب محل خلاف بين نتنياهو والرئاسة الأمركية بما في ذلك رئاسة ترامب الحالية حتى استثمرت اسرائيل في تعثر المفاوضات التي ساندها ترامب بقوّة لكي تمرر فكرة المفاوضات تحت النار كما تفعل مع حماس ويبدو أن الفكرة راقت لترامب. والجانب الأخطر في الأمر ان ضرب المنشآت النووية لم يعد خطا احمر كما كان في مرات سابقة. ولن تتردد اسرائيل في الايام القادمة من توجيه ضربات تستهدف قلب كل المنشآت النووية تحت الجبال وان تصمم لها الولايات المتحدة قنابل كثر قوة من تلك التي قتلت نصرالله في مقر على عمق 30 مترا تحت الارض.

والمحزن ايضا ان هذا الخط الأحمر كما كان في عيون العالم أمكن تجاوزه وتشتيت الانتباه عنه بالضربة العسكرية الاستخبارية المبهرة التي تسمرت عليها عيون القيادات السياسية والاستخبارية في العالم. ولعلّ هذا الابهار استهدف ايضا تشتيت الانتباه عن الجريمة النكراء بقتل عدد وافر من المدنيين علماء الذرة الايرانيين. والمهم ان الطريق اصبح مفتوحا دون روادع تذكر لإستئناف الضربات كيفما ومتى رغبت اسرائيل بل ونتنياهو تحديدا الذي يحتاج لحرب جديدة للبقاء في السلطة بعد ان عاف العالم استمرار حربه المجرمة على شعب غزة الأعزل الجائع المحاصر.

ماذا ستفعل القيادة الايرانية الآن؟ هل ستعود الى المفاوضات مهيضة الجناح ام ستتحدى وتقاطع المفاوضات وهو ما يؤدي لرفع ترامب كل تحفظ على متابعة اسرائيل للضربات الإستئصالية للقدرات النووية – وغير النووية – الايرانية ؟!

رأينا ان تعود ايران للمفاوضات وبالمرونة الضرورية، ليس بوصفها استسلاما مهينا بل في سياق نهج جديد للنظام ايران يقوم على الواقعية واستخلاص الدروس ومراجعة صريحة لمسيرته وعلاقاته بجيرانه العرب. وكما قلنا في وقت سابق ان يتخلى النظام عن طموحاته التوسعية ويلوذ بجيرانه العرب والمسلمين في اطار نظام امن اقليمي تكافلي وتنموي يرتاح له الجميع.

 

مقالات مشابهة

  • إبراهيم عيسى: الإعلام العربي يفتقر للتحليل العميق في الصراع الإيراني الإسرائيلي
  • إبراهيم عيسى يوضح كيف يتعامل الإعلام العربي مع الحرب الإيرانية الإسرائيلية
  • مقدمة لدراسة صورة الشيخ العربي في السينما الأمريكيَّة «25»
  • وزير الدفاع الأمريكي: ترامب عازم على تسوية القضية النووية الإيرانية عبر المفاوضات
  • وزير الدفاع الأمريكي: سندافع عن موظفينا في الشرق الأوسط وجاهزون لأي طارئ
  • وزير الدفاع الأمريكي لإيران: باب التفاوض لايزال مفتوح
  • وزير الصحة يعتمد خطة التأمين الإسعافية تزامنًا مع بدء امتحانات الثانوية العامة
  • وزير الخارجية السعودي والمبعوث الأمريكي إلى سوريا يبحثان خطوات دعمها اقتصادياً وإنسانياً
  • طهران: لا مبرر لاستمرار المفاوضات النووية مع أمريكا
  • ماذا بعد الضربة التي صعقت رأس النظام ؟!