القدس العربي: تدمير أمريكا ميناء رأس عيسى كلياً تزامن مع زيارة وزير الدفاع السعودي لطهران
تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT
قالت صحيفة "القدس العربي" إن الهجمات الامريكية الشرسة التي دمرت كليا ميناء رأس عيسى النفطي في الحديدة (غرب اليمن) ترافقت مع زيارة وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان إلى طهران، ولقائه بالمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها تحت عنوان: أين سيتوقّف الهجوم الأمريكي على اليمن؟ عبر استهدافها ميناء رأس عيسى النفطي في مدينة الحديدة، على مدى يومي أمس الجمعة وأول أمس، تكون القوات الأمريكية قد نفذت أكبر هجمات دموية على اليمن حتى الآن منذ بدء ضرباتها على جماعة الحوثي الشهر الماضي.
واعتبرت الصحيفة زيارة خالد بن سلمان لطهران ليس بتجاوزها الطابع البروتوكولي فحسب، بل بالطابع العسكريّ لها، بشكل يشير إلى تطرقها لملفّي اليمن وأمن الخليج (وهو ما تطرّقت إليه تصريحات الطرفين) وربما بترتيبات استراتيجية أوسع تتعلق بسوريا والعراق ولبنان.
وترى الصحيفة ان الهجمات الامريكية على الحوثيين في اليمن تأتي مع بدء المفاوضات الأمريكية مع إيران التي ستعقد جولتها الثانية في العاصمة الإيطالية اليوم، ورغم تسرّب تقارير عن منع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حكومة إسرائيل من تنفيذ ضربة للمشروع النووي الإيراني كانت مخططة للتنفيذ الشهر المقبل، فإن هذه الهجمات على اليمن، والتحشيد العسكري الأمريكي في البحر الأحمر والخليج العربي والمحيط الهندي ونقل كميات من الأسلحة المخصصة لضرب التحصينات تحت الأرضية إلى إسرائيل، توضح أن إدارة ترامب تؤازر دبلوماسية التفاوض بإعلان الجاهزية للحرب.
وتابعت افتتاحية القدس العربي انه من الواضح أن الضربات الكبيرة التي تلقتها الحركة الحوثية حرّكت آمالا لدى فاعلين محلّيين، بينهم الحكومة اليمنية الشرعية، المدعومة من السعودية، والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، في استغلال هذا الظرف ومحاولة استعادة مناطق يهيمن عليها الحوثيون.
كما هو مرتبط -وفق الصحيفة- بتطوّرات المفاوضات الأمريكية ـ الإيرانية، وبالمحاولات الإسرائيلية المستمرة لإفشال هذه المفاوضات وترجيح العمل الحربيّ ضد إيران، وهو أمر يُفترض أن تعمل دول الخليج العربي، بقدر ما تستطيع، على تجنّبه، وقد رأينا حتى الآن، بما يتعلّق بجنون القوة الإسرائيلي، نماذج كافية عن قدرته على اجتياز كل الحدود، في فلسطين، وسوريا ولبنان.
وحسب الافتتاحية فإنه "إذا تأكدت التقارير التي تداولتها مراكز أبحاث غربية عن أن طهران قررت تقليص تدخلها العسكري المباشر في الملف اليمني، وصدقت توقعات المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، بأن هناك فرصة تاريخية لإنهاء النزاع اليمني نتيجة حصول «توافق إقليمي غير مسبوق» فإن التحرّكات الدبلوماسية الإقليمية، التي تشارك فيها الأمم المتحدة والسعودية وإيران وسلطنة عُمان، قد تؤدي إلى مشهد يمنيّ جديد.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن أمريكا إيران الحوثي ميناء رأس عيسى
إقرأ أيضاً:
بعد الدعوة لتفعيلها من أجل غزة.. ما هي «معاهدة الدفاع العربي المشترك»؟
دعا الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين، في القاهرة، إلى تفعيل معاهدة الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي بين الدول العربية، لحماية الشعب الفلسطيني من الإبادة والتهجير القسري والتطهير العرقي، ووقف تصفية قضيته، استناداً إلى هذه المعاهدة وقرارات الشرعية الدولية، منها قرارات مجلس الأمن رقم 904 (1994)، و605 (1987)، وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 20/10 (2018).
وجاءت هذه الدعوة في ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر ضد قطاع غزة، الذي وصفه المجلس بـ”جريمة الإبادة”، مع استمرار الحصار والتجويع لأكثر من 673 يوماً، وفي أعقاب قرار “الكابينت” الإسرائيلي بإعادة احتلال غزة والسيطرة الكاملة عليها.
تعريف معاهدة الدفاع العربي المشترك
تُعرف المعاهدة رسميًا بـ”معاهدة الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي بين دول الجامعة العربية”، ووقعت في الإسكندرية بتاريخ 17 يونيو 1950، كبنية قانونية وسياسية لتعزيز التضامن والتعاون العربي في مواجهة التهديدات الأمنية والاقتصادية.
وبدأت المعاهدة بتوقيع سبع دول هي: مصر، الأردن، سوريا، العراق، السعودية، لبنان، واليمن، ثم انضمت باقي الدول العربية، ومنها فلسطين، على مدار السنوات التالية.
وتهدف المعاهدة إلى تنسيق الجهود الدفاعية بين الدول الأعضاء، وتعتبر المادة الثانية جوهرها، حيث تنص على أن “أي اعتداء مسلح على دولة عربية يُعتبر اعتداءً على الجميع”، مما يلزم الدول الأعضاء باتخاذ تدابير فورية، بما في ذلك استخدام القوة المسلحة، للرد على العدوان واستعادة الأمن.
وتضم المعاهدة 13 مادة تنظم عمل مجلس الدفاع المشترك، الهيئة المسؤولة عن التنسيق العسكري والأمني بين الدول الأعضاء، وقد تم تعديل بعض موادها مثل المادة الثامنة لتوسيع نطاق التعاون.
بالإضافة إلى الجانب العسكري، تشمل المعاهدة أهدافًا اقتصادية لتعزيز التعاون والتجارة بين الدول العربية.
أسباب إعادة إثارة المعاهدة الآن
جاءت الدعوة لتفعيل المعاهدة بسبب تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية ضد غزة، التي تشمل إعادة احتلال القطاع، وعمليات التهجير القسري، واستخدام الحصار والتجويع كسلاح، وهو ما أدى إلى وفاة مئات المدنيين، نصفهم أطفال، حسب وزارة الصحة الفلسطينية.
واعتبر مجلس الجامعة هذه الأفعال “عدواناً سافراً” على الأمن القومي العربي، مما يستوجب تفعيل المعاهدة للدفاع عن الشعب الفلسطيني.
كما طالب المجلس الدول العربية الأعضاء في مجلس الأمن (الجزائر والصومال) بتقديم مشروع قرار تحت الفصل السابع لإلزام إسرائيل بوقف العدوان وإدخال المساعدات الإنسانية.
من جانبه، أكد مندوب فلسطين لدى الجامعة، السفير مهند العكلوك، أن المعاهدة تمثل أداة قانونية وسياسية لمواجهة “ذبح إسرائيل لإنسانية العالم”، معتبراً المعاهدة “حصانة ومنعة” للأمة العربية في مواجهة التهديدات الإسرائيلية المستمرة.
حلم القوة العربية المشتركة
في 29 مارس 2015، أقرت القمة العربية في شرم الشيخ إنشاء قوة عربية مشتركة لمواجهة الإرهاب وحماية الأمن القومي العربي، بناء على مقترح من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وتم إعداد بروتوكول تفصيلي لتشكيل هذه القوة، لكنه تجمّد بسبب طلب عدد من الدول لمزيد من الدراسة.
وينص البروتوكول على التدخل العسكري السريع لمواجهة التهديدات الإرهابية والأمنية، المشاركة في حفظ السلم والأمن، تأمين المساعدات الإنسانية، حماية المدنيين في حالات الطوارئ والكوارث، وتأمين خطوط المواصلات البحرية والبرية والجوية، بالإضافة إلى مهام أخرى يحددها مجلس الدفاع.