جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-26@09:41:33 GMT

صرخات الموت

تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT

صرخات الموت


محمد بن رامس الرواس

 

في أعماق قطاع غزة، حيث تشتد الأنفاس وتختنق الأزقة برائحة الموت، ترتفع صرخات لا يسمعها أحد إلا من ابتُلي بالعزلة واليأس. هم ليسوا ضحايا حرب عابرة، بل أسرى من جنود إسرائيل، الذين تحتجزهم حركة حماس منذ سنوات، يقبعون خلف الظلال والحديد، بين جدران الصمت وصدأ الإهمال.

يستغيثون، يرسلون الرسائل المصورة والمكتوبة، يتوسلون بأعينهم أكثر مما تفعل ألسنتهم، ينادون حكومتهم التي لا تجيب، ويذكّرون بوجودهم في كل مناسبة سياسية وميدانية، لكن دولتهم تغمض عينيها عنهم وتفتحهما فقط على شهوة القوة وبطش الانتقام.

أولئك الجنود الذين خاضوا حربًا ظنوا أنَّهم سيسطرون فيها المجد، وجدوا أنفسهم رهائن لصفقة مؤجلة، وقضية مؤلمة تتجاهلها السياسة عمدًا. وقد لا تكون معاناتهم جسدية فقط؛ بل نفسية تتآكلهم يومًا بعد يوم. تسأل أحدهم: "هل لا زلت تؤمن بإسرائيل؟" فيصمت طويلاً، ثم تنهار دمعة لا تعرف إن كانت حسرة على وطن أم خيبة في وعد كان كذبة من البداية.

الإعلام الإسرائيلي الذي يُتقن تسويق القصة عندما يُريد، يتعامل مع قضية هؤلاء الأسرى بانتقائية لافتة، فهو يرفع صوت عائلاتهم في مواسم الاحتجاج، ثم يعيدهم إلى زاوية النسيان حين يفرض الواقع السياسي منطقه. الصرخات المنبعثة من غرف الأسر لم تعد تطرق آذان الساسة، بل صارت تُصنَّف كـ"مشكلة تكتيكية" أو "قضية تفاوضية" مؤجلة إلى إشعار آخر.

من جهة أخرى، تمسك حماس بخيوط المشهد كمن يمسك ببطاقة ضغط لا تُقدّر بثمن. تعرف أن قيمة الأسرى تتضاعف في زمن التوتر والانكسار، فتلوّح بهم في كل تصريح، وتحتفظ بهم كورقة في جيب المقاومة. هي لا تنكر أنهم أسرى، بل تؤكد أنهم رمز لمعادلة لن تُحسم إلا بتحقيق شروطها.

إنها صرخات الموت، لا لأن الأسرى يموتون، بل لأن إنسانيتهم تموت بصمت، كل يوم، بلا دواء ولا دفاع، بلا وعد بالحرية، وبلا حكومة تجرؤ على الخضوع للمنطق الإنساني بعيدًا عن الحسابات السياسية.

في النهاية، يتكئ الأسرى الإسرائيليون على جدران أقبية الأسر، في انتظار صفقة قد تأتي أو لا تأتي. وفي إسرائيل، يتبادل الساسة الاتهامات، ويتحدث الإعلام عن "الأمن القومي" و"الردع"، بينما تستمر الصرخات، خافتة، منطفئة، كأنها تقول: "لقد متنا قبل أن نُحرر".

فهل يسمعهم أحد؟ أم أن السياسة في زمننا هذا لا تملك أذنين لنداءات من لا يحمل أوراق القوة؟

ربما سيكتب التاريخ ذات يوم: "في غزة، كانت هناك صرخات، لكن لا أحد أراد أن يسمع".

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حماس: الاتصالات مع الوسطاء تكثفت خلال الساعات الأخيرة

أكد القيادي في حماس طاهر النونو، اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025، أن الاتصالات بين الوسطاء والحركة تكثفت بشأن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في قطاع غزة وتبادل الأسرى، متّهما إسرائيل بـ"مواصلة التلكؤ".

وقال النونو في تصريح صحفي له، "اتصالاتنا مع الإخوة الوسطاء في مصر وقطر لم تتوقف وتكثفت في الساعات الأخيرة".

وشدّد على أن "حماس ترحّب بأي جهود صادقة لوقف الحرب والتوصل إلى اتفاق"، مشيرا إلى أن "الاحتلال ما زال يواصل التلكؤ".

وقال إن الحركة تريد اتفاقا "على قاعدة صفقة شاملة تحقّق وقفا دائما للحرب والانسحاب العسكري الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة وإدخال المساعدات وصفقة تبادل أسرى".

وأكد أن الحركة "جادة في الوصول إلى اتفاق لإنهاء الحرب وتبادل الأسرى"، معتبرا أنها أبدت "مرونة كافية" لتحقيق ذلك، لكنها "لم تتلقَ أي مقترح جديد بشأن وقف النار حتى الآن".

وصدرت منذ الثلاثاء دعوات للدفع في اتجاه التوصل الى هدنة في الحرب المستمرة منذ 20 شهرا بين إسرائيل وحركة حماس، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتفاقا لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بعد حرب استمرت 12 يوما.

وتحدث ترامب الأربعاء عن اعتقاده بأن "تقدّما كبيرا" يتحقّق في ما يتعلق بإنهاء الحرب في القطاع المحاصر والمدمّر، والذي يواجه أزمة إنسانية حادة وخطر مجاعة، بحسب الأمم المتحدة.

وقال الرئيس الأمريكي على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي "أعتقد أن تقدما كبيرا يتحقّق في ما يتعلق بغزة وأعتقد أن السبب هو الهجوم الذي نفّذناه"، مشيرا إلى أن الضربات الأمريكية على إيران قد تنعكس إيجابا على الوضع في الشرق الأوسط.

وأكد رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الذي تتوسط بلاده في محادثات الهدنة الى جانب القاهرة وواشنطن، أن الدوحة تعمل على استئناف المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل.

وقال "نحاول البحث عن فرصة خلال اليومين القادمين لأن تكون هناك مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين للوصول إلى الاتفاق"، مضيفا "نتمنى ألّا يستغل الجانب الإسرائيلي وقف إطلاق النار مع إيران لتفريغ ما يريد تفريغه في غزة ويستمر (في) قصفه".

ودعا زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد الثلاثاء إلى إنهاء الحرب في غزة، ومثله فعل منتدى عائلات الأسرى المحتجزين في القطاع منذ هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

في المقابل، أكد رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي إيال زامير الثلاثاء أن التركيز العسكري سينصبّ مجددا على غزة بعد توقف الحرب مع إيران. وقال "الآن عاد التركيز على غزة، لإعادة الرهائن- الأسرى- إلى ديارهم وتفكيك نظام حماس".

المصدر : وكالة سوا - صحيفة القدس العربي اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الصحة تنشر أحدث حصيلة لعدد شهداء غزة التربية واليونيسف تبحثان دعم التعليم في غزة وتحضيرات "الثانوية العامة" "القسام" و"سرايا القدس" تعلنان استهداف آليات إسرائيلية في خان يونس الأكثر قراءة محدث: 7 شهداء بينهم طفل باستهداف إسرائيلي لمخيم البريج وسط قطاع غزة ترامب: لا أحد يعلم ما سأفعله تجاه إيران... والأسبوع المقبل حاسم مزاعم إسرائيلية: 5% فقط من الصواريخ الإيرانية أصابت أهدافا وزير الدفاع الأميركي: الجيش مستعد لتنفيذ أي قرارات لترمب عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • مؤسسات الأسرى: الاحتلال حوّل سجونه إلى ساحات لتعذيب المعتقلين
  • طرق الوقاية من السكتة القلبية المفاجئة
  • مقتل 7 جنود إسرائيليين في غزة يزيد الضغط على نتنياهو
  • غزة.. شهادات ناجين من طوابير الموت أمام مراكز المساعدات في غزة
  • الإعلام الحكومي بغزة يكشف عن حصيلة مرعبة لضحايا مصائد الموت “الإسرائيلية_ الأمريكية”
  • حماس: الاتصالات مع الوسطاء تكثفت خلال الساعات الأخيرة
  • السجن المشدد .. عقوبة الضرب إذا أدى إلى الموت طبقا لقانون العقوبات
  • الموت يغيب الفنان المصري عماد محرم
  • صرخات المدنيين تهز مركزًا تجاريًا في الدوحة بعد هجوم إيراني.. فيديو
  • هيئة الأسرى: 500 أسيرة/ة حُرموا من زيارة المحامين ونُحمّل الاحتلال المسؤولية