ليلة تأمل وأمل: عرض خاص لفيلم الخرطوم في لندن
تاريخ النشر: 22nd, April 2025 GMT
د. حسام طه المجمر
في مساء يوم الخميس، 17 أبريل، اجتمع صُنّاع أفلام وناشطون وفنانون وأفراد من الجالية السودانية في قاعة عرض WORKING TITLE FILMS بحي مارليبون في لندن، لحضور العرض الخاص لفيلم الخرطوم، الوثائقي الجديد للمخرج فيل كوكس، الذي نال إشادات واسعة في مهرجانات سينمائية دولية.
الفيلم، الذي تبلغ مدته 80 دقيقة، هو عمل شعري وإنساني عميق، يصوّر الحياة في قلب العاصمة السودانية خلال واحدة من أكثر الفترات صعوبة في تاريخها.
في قلب الفيلم تنبض حكاية الحياة أثناء الثورة والحرب والنزوح؛ تلك الحياة التي لا تُشبه الحياة، حيث تتحوّل الشوارع إلى ساحات حلم ودم، وتغدو البيوت أماكن للانتظار والخوف، لا للطمأنينة. الثورة تخلق الأمل، لكن الحرب تسرق ملامحه، والنزوح يمحو ما تبقى من تفاصيل الوطن. ومع ذلك، يظل الناس يقاومون، يخلقون لحظات صغيرة من الكرامة في خضم الألم، يروون الحكايات، ويحلمون بالعودة. الخرطوم التقط كل ذلك، بلغة بصرية مؤثرة ومشاهد صادقة تُلامس القلب.
الخرطوم ليس فقط توثيقًا سياسيًا، بل هو فيلم ينبض بالوجدان، يلتقط لحظات إنسانية صامتة مليئة بالمعاني: غرفة خالية تحمل آثار احتجاجات، صوت رصاص يتقاطع مع صوت الأذان، نظرة شاب لا تزال متمسكة بالأمل. الفيلم يذكّرنا بأن النضال من أجل الحرية ليس مجرد شعار، بل واقع يعيشه الناس يوميًا بإرادتهم وصبرهم.
وقد نال الفيلم جوائز مرموقة، منها: جائزة السلام بمهرجان برلين السينمائي 2025، جائزة فييرا دي ميلو بجنيف، و جائزة الجمهور بمهرجان ميلانو FESCAAAL، وهي شهادات على قوّته الفنية وتأثيره الإنساني.
بعد العرض، أدار المخرج فيل كوكس جلسة حوار تحدّث فيها عن تجربته في إنتاج الفيلم بالتعاون مع Native Voice و Sudan Film Factory، مؤكداً أن هذا العمل لم يكن فقط عن السودان، بل هو من السودان، نابع من قصص شعبه، وآماله، وصراعاته اليومية.
وخلال الاستقبال الذي تلا العرض، والذي تخلّلته مشروبات خفيفة، شعر الحضور بأن الفيلم تجاوز كونه عرضًا سينمائيًا؛ لقد كان شهادة حيّة، ومرآة عاكسة لألم وكرامة وأمل لا ينطفئ لشعب يرفض أن يُكتب تاريخه بغير صوته.
وسيحظى الجمهور في المملكة المتحدة بفرصة جديدة لمشاهدة الفيلم، حيث تم اختياره رسميًا للعرض في مهرجان لندن السينمائي القادم، مما يمنح صوت السودان مساحة أوسع على الساحة الدولية.
في وقت تتصدر فيه أخبار السودان مشاهد الألم والمآسي، يقدم فيلم الخرطوم رؤية نادرة ومهمة: صوت مقاومة، قلب ينبض بالصبر، وحلم بغدٍ يسوده السلام والعدالة.
ومن هنا، تبرز الحاجة المُلحّة لأن تُفعّل القوى المدنية الحادبة على السلام إستراتيجية واضحة وخطط عمل لنشر ثقافة السلام. فقد نجح الفيلم في عكس صورة رائعة لمقدرة الشعب السوداني على التعايش السلمي، رغم الحرب والنزوح، ونجح كذلك في إبراز الموسيقى والفنون كمخزون ثقافي زاخر.
ما نحتاجه اليوم هو ترسيخ ثقافة السلام، لا ثقافة الحرب.
[email protected]
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
إنجاز أممي جديد لمصر.. وأمل مبدي: اختيار مستحق للدكتور أشرف صبحي
قدمت المهندسة أمل مبدي، رئيس الاتحاد الرياضي المصري للإعاقات الذهنية ونائب رئيس اللجنة البارالمبية المصرية، خالص التهنئة إلى الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، بعد فوزه برئاسة اللجنة الحكومية الدولية للتربية البدنية والرياضة (CIGEPS) التابعة لليونسكو، وذلك بإجماع أصوات الدول الأعضاء خلال الاجتماع الرسمي الذي عُقد بمقر المنظمة في العاصمة الفرنسية باريس.
وأكدت أمل مبدي أن هذا الفوز التاريخي يُعد محطة فارقة في مسيرة الرياضة المصرية، ويعكس المكانة المتقدمة التي باتت تحتلها مصر داخل المنظمات الدولية، بفضل الجهود الكبيرة والدعم غير المحدود الذي يوليه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لملف الشباب والرياضة وتمكين الدولة من لعب أدوار قيادية عالمية.
وأشادت مبدي بالثقة الدولية التي حظي بها وزير الشباب والرياضة، مؤكدة أن المنصب الأممي الجديد هو تتويج لمسيرة من العمل الاحترافي الذي أسهم في تطوير البنية الرياضية في مصر ورفع مستوى التمثيل الدولي، خاصة في القضايا المتعلقة بالشمولية والرياضة الدامجة والتنمية المستدامة.
وأضافت أن تولي الدكتور أشرف صبحي رئاسة CIGEPS، وهو أعلى منصب أممي متخصص في السياسات الرياضية داخل منظومة الأمم المتحدة، يمثل مسؤولية كبيرة وفرصة لتعزيز دور مصر العالمي في صياغة السياسات الدولية، ودعم الدول النامية، وتنمية منظومات التربية البدنية.
واختتمت أمل مبدي تصريحها بالتأكيد على ثقتها في قدرة وزير الشباب والرياضة على قيادة اللجنة الأممية بجدارة، ووضع اسم مصر في مقدمة الدول المؤثرة في ملفات الرياضة والسلام والاندماج الاجتماعي على مستوى العالم.