خبراء: الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً للبشر
تاريخ النشر: 23rd, April 2025 GMT
أكد خبراء خلال مشاركتهم في فعاليات "ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي"، أهمية التركيز على الإنسان باعتباره محور التحول في استخدام التكنولوجيا وتبنيها، مع ضرورة إعطاء الأولوية لتعزيز التأثير الإيجابي للذكاء الاصطناعي على جودة الحياة ورفاه المجتمعات، والعمل على الارتقاء بقدرات الأفراد بدلاً من استبدالهم.
جاء ذلك ضمن فعاليات "ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي" في "أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي"، الذي ينعقد برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل.
وأجمع المشاركون في جلسة بعنوان "الذكاء الاصطناعي التوليدي بين النمو المتسارع والتصميم الواعي" انعقدت ضمن الملتقى في منطقة 2071 في أبراج الإمارات بدبي، على أهمية القيمة الحقيقية للذكاء الاصطناعي والتي تكمن في التكاملية، أي تحقيق التوازن بين كفاءة الآلة والقيم الإنسانية.
فمن جهته قال بانوس ماداموبولوس، المستثمر في موريس آنجل، والمدير التنفيذي والمؤسس السابق لبرامج الصناعة والشراكات، ستانفورد اتش ايه آي، إن الذكاء الاصطناعي يجب أن يستلهم من الدماغ البشري، مشيراً إلى أن التقنيات الذكية ستُعيد تشكيل الوظائف وتغيّر ملامح قطاعات المستقبل، لكن الهدف منها ليس إلغاء العنصر البشري، بل تمكينه.
وأضاف سيشهد جيلنا تحولاً حقيقياً نحو فرق العمل الهجينة التي يقودها الإنسان ويعززها الذكاء الاصطناعي، لذا يتوجب علينا الاستثمار في أدوات تعزز الإبداع والتعاطف والقرارات السليمة باعتبارها مهارات إنسانية أساسية لا يمكن للآلة تقليدها، ودعائم حقيقية لبناء عالم أفضل.
وشدد على أن التحول الحقيقي في مجال الذكاء الاصطناعي لا يبدأ بالتكنولوجيا، وإنما بالنهج القيادي القادر على إعادة تصور العمليات والأساليب والأدوات المتبعة وتحديد دورها في تشكيل حياتنا ومستقبلنا ، ولا يتطلب ذلك تبني الذكاء الاصطناعي فحسب، وإنما فهمه وتوجيهه وتشكيله وفقاً لاحتياجاتنا ، مشيرا إلى أنه مما لا شك فيه بأن المؤسسات التي ستحقق نمواً وازدهاراً في العصر الجديد لن تكون الأسرع في الأتمتة، بل الأقدر على قيادة التحول الهادف والمسؤول.
من جانبه اعتبر سيرجي لوتر، الرئيس التنفيذي للبحث العالمي، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الإعلانية في شركة "يانغو"، أن الذكاء الاصطناعي التوليدي ليس مجرّد تطور تقني، بل هو تغيير جذري في طريقة التفكير.
وأضاف لا نعمل على تصميم تقنيات عامة للجميع، بل نطور حلولاً ذكية تناسب كل سوق حسب لغته وثقافته واحتياجاته الخاصة، ونسعى إلى تقديم تقنيات ذكاء اصطناعي أسهل وأكثر كفاءة وتأثيراً، من خلال دمج التكنولوجيا المتقدمة مع فهمنا للأسواق المحلية.
وأكد أن الذكاء الاصطناعي لا يُلغي دور الإبداع البشري، بل يعيد تشكيله، لافتاً إلى أن دور الإنسان لم يعد يقتصر على تنفيذ المهام، بل أصبح يتعلق بالفهم والتفكير الإبداعي.
وقال لوتر إنه من يعرف كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة ذكية ومؤثرة ستكون له الريادة في المستقبل، فالأمر لا يتعلق باستبدال البشر، بل بتمكينهم من العمل بطرق أسرع وأكثر ذكاءً وابتكاراً.
ويتواصل "ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي" ضمن فعاليات "أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي" على مدى أربعة أيام في منطقة 2071 بأبراج الإمارات بدبي بحضور آلاف المسؤولين والخبراء وصناع القرار والمتحدثين العالميين المتخصصين في قطاع الذكاء الاصطناعي، إلى جانب مؤثرين عالميين وقادة التكنولوجيا.
ويشهد الملتقى مشاركة وفود من 25 دولة حول العالم، و25 شركة عالمية و18 جهة حكومية و60 شركة ناشئة تستعرض حلولها ومشاريعها النوعية في مختلف مجالات الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى مشاركة 20 جامعة ومؤسسة بحثية في جلسات وفعاليات الملتقى.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي الإمارات الذكاء الاصطناعي دبی للذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يعقد ملتقى المجامع والمؤسسات اللغوية بمشاركة دولية واسعة
البلاد (الرياض)
نظّم مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية ملتقى المجامع والمؤسسات اللغوية، في مدينة الرياض، بالتزامن مع المؤتمر السنوي الدولي الرابع للمجمع، بمشاركة عدد من المجامع والمؤسسات اللغوية من دول متعددة في أنحاءالعالم، وبحضور نخبة من المتخصصين والخبراء في مجالات الصناعة المعجمية والتخطيط اللغوي. وأوضح الأمين العام للمجمع، الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي، في كلمته الافتتاحية، أن الملتقى يجسد أحد المسارات التي ينتهجها المجمع في دعم الصناعة المعجمية وتعزيزها، مشيرًا إلى أن العمل المعجمي يُعدُّ أحد المرتكزات الرئيسة في إستراتيجية المجمع، التي ترتكز على مبادرات ومشروعات متكاملة لتطوير المحتوى اللغوي، وتعزيز حضوره في مختلف الحقول المعرفية والتقنية.
واستعرض في هذا السياق عددًا من المبادرات التي أطلقها المجمع، من أبرزها: منصة (سِوَار) للمعاجم اللغوية، التي تضم أكثر من (20) معجمًا متخصصًا في مجالات حيوية، تلبي احتياجات معرفية ومهنية متنوعة، إلى جانب دعم البحث والنشر العلمي، وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في بناء مدونات ومعاجم رقمية تعزز مرجعية اللغة العربية عالميًّا. وأكد أن الملتقى يُعدُّ خطوةً فاعلةً نحو تعزيز العمل المشترك مع المجامع والمؤسسات المعنية باللغة العربية، من خلال فتح آفاق جديدة للتعاون في المجالات العلمية والبحثية واللغوية، ودعم المبادرات المعجمية ضمن إطار مؤسسي متكامل.
ويهدف الملتقى إلى استعراض التجارب الدولية في الصناعة المعجمية، ومناقشة فرص التعاون والتكامل بين المجامع، وتبادل الخبرات في بناء المعاجم والمشروعات اللغوية الكبرى، إضافةً إلى تعزيز حضور اللغة العربية عالميًّا، وتفعيل الأدوار المؤسسية المشتركة في خدمتها ونشرها. وشارك في الملتقى علماء وخبراء وممثلون لعدد من المؤسسات اللغوية، ومنهم: رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة، ورئيس المجمع العلمي العراقي، ورئيس المجلس الأعلى للغة العربية بالجزائر، ورئيس مجمع اللغة العربية الشارقة، ورئيس مكتب تنسيق التعريب، ورئيس مجمع اللغة العربية في لبنان، ورئيس رابطة أساتذة اللغة العربية في باكستان، ورئيس الرابطة الأمريكية لأساتذة اللغة العربية، والمديرة العامة للجمعية الكورية للغة العربية، ورئيس اتحاد أساتذة وعلماء اللغة العربية لعموم الهند. وتضمن الملتقى جلساتٍ علميةً حواريةً، تناولت آفاق التعاون في الصناعة المعجمية، والتكامل المؤسسي بين المجامع والمؤسسات اللغوية، وشمل البرنامج زياراتٍ ميدانيةً للوفود المشاركة؛ للاطلاع على مشروعات المجمع ومبادراته، والتفاعل مع منجزاته التقنية والبحثية. ويعكس الملتقى التزام المجمع بدعم حضور اللغة العربية على الساحة الدولية، من خلال تعزيز الشراكات العلمية، وتبادل الخبرات مع المجامع والمؤسسات اللغوية في أنحاء العالم، ويبرز أهمية التكامل والتنسيق المؤسسي؛ بما يسهم في خدمة العربية في مختلف المجالات العلمية والثقافية والتعليمية، وذلك انسجامًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، وبرنامج تنمية القدرات البشرية.