كاتب أميركي ينتقد مواقف لوزير الخارجية ماركو روبيو
تاريخ النشر: 24th, April 2025 GMT
نشرت مجلة فورين بوليسي مقالا للكاتب هوارد فرنش تضمن انتقادات لاذعة لوزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، موضحا أنه تبنى بعد توليه منصبه مواقف مخالفة لما كان يدافع عنه في السابق.
واستعرض الكاتب جوانب من مواقف روبيو عندما كان عضوا في الكونغرس، وبعد توليه وزارة الخارجية عقب تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني الماضي.
وقارن بينه وبين وزراء الخارجية السابقين من أمثال هنري كيسنجر، وجيمس بيكر، وهيلاري كلينتون، وجون كيري، الذين قال إن الناس يتذكرونهم بإنجازاتهم ونفوذهم في رسم سياسة الولايات المتحدة الخارجية.
مواقف متباينةوقال إن وزير الخارجية الحالي ماركو روبيو له سجل حافل بانتقاد ترامب في ولايته الرئاسية الأولى ومواقفه في السياسة الخارجية، وكان يتوقع منه تبني نهج قوي في الإدارة الجديدة التي بدأت تزعزع العلاقات الأميركية طويلة الأمد.
لكن بدلا من ذلك، ظهر روبيو خلال الأشهر الأولى من توليه المنصب كشخصية تعتنق رؤية ترامب للعالم حتى لو كانت تتعارض بشدة مع مواقفه السابقة في السياسة الخارجية.
ولعل أبرز تلك المواقف -وفقا لفرنش في مقاله- تجلت في إخفاقات روبيو عندما أشاد بسياسة ترامب القائمة على وضع "أميركا أولا"، وتخلي الرئيس عن دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا، وتصرفاته تجاه حلفاء بلاده التقليديين الذين اعتبروا موسكو هي المعتدية.
إعلانوكان يتعين على روبيو كوزير للخارجية أن يكون -برأي الكاتب- أكثر صراحة تجاه الدول التي سارعت إلى إعادة التفاوض بشأن علاقاتها التجارية بعد فرض ترامب الرسوم الجمركية على صادراتها إلى الولايات المتحدة.
وذكر مقال فورين بوليسي أن روبيو درج على الإشادة بالوكالة الأميركية للتنمية الدولية عندما كان عضوا في مجلس الشيوخ. لكنه اتخذ موقفا مناقضا عندما ترأس عملية التفكيك المفاجئة للوكالة.
كما أنه لم يدافع عن وزارته ضد التقليص الحاد لمواردها، والتخفيض الجذري لعلاقات الولايات المتحدة مع أفريقيا، وفق الكاتب، الذي يؤكد أن وزارة الخارجية الأميركية ستلغي سفاراتها وقنصلياتها في العديد من الدول الأفريقية. كما ستغلق مكتبها للشؤون الأفريقية.
ولا يقتصر الأمر على ذلك، فقد تنكر روبيو أيضا لمواقفه السابقة إزاء حقوق الإنسان في العالم قبل تسلمه مسؤولية السياسة الخارجية. وبعد توليه زمام الوزارة، اتخذ موقفا متشددا ضد حقوق الطلاب الأجانب في حرية التعبير، مجادلا بأن أولئك الذين يتبنون مواقف مخالفة للسياسة الأميركية يجب ألا يُمنحوا تأشيرات طلابية.
وتابع أن وزير الخارجية روبيو أيد طرد مئات المهاجرين غير النظاميين، رغم أنه هو نفسه ابن مهاجريْن قدما إلى الولايات المتحدة من كوبا، طبقا للمقال.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
كاتب إسرائيلي لنتنياهو: كن مثل ترامب وأوقف الحرب على غزة
دعا الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي بن كسبيت، المعروف بكونه من أشد منتقدي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى إنهاء الحرب المستمرة على قطاع غزة فورا، واستلهام الخطوة "الشجاعة وغير المتوقعة" التي اتخذها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقصف المفاعلات النووية في إيران، رغم معارضة قاعدته السياسية، ثم إعلانه وقف إطلاق النار في الوقت المناسب.
وفي مقال بصحيفة معاريف تحت عنوان "نتنياهو، تعلّم من ترامب.. في بعض الأحيان عليك فقط أن تفعل الشيء الصحيح"، اعتبر الكاتب الإسرائيلي أن ترامب تجاوز اعتبارات القاعدة الجماهيرية المتطرفة، مثل حركة "ماغا"، بل وتجاهل الأصوات البارزة في معسكره مثل تاكر كارلسون وستيف بانون، واتخذ قرارا مصيريا وصائبًا من وجهة نظره: مهاجمة المواقع النووية الإيرانية.
وقال كسبيت مخاطبا نتنياهو "لأنه في بعض الأحيان، عليك فقط أن تفعل الشيء الصحيح. إذا كان ترامب قادرا على فعل ذلك، يمكنك أنت أيضًا.. عليك أن تضع حدا للحرب غير الضرورية في غزة، هنا والآن. أفضل أبنائنا يسقطون هناك الآن، لماذا؟ من أجل استمرار ما تسميه تدمير البنية التحتية. هل أنت جاد؟ هل تسمع نفسك؟".
وفي نبرة حادة، حمّل الكاتب نتنياهو المسؤولية الكاملة عن الخسائر البشرية في صفوف الجيش الإسرائيلي، وآخرها الإعلان عن مقتل 7 جنود إسرائيليين بينهم ضابط في خان يونس جنوب غزة بتفجير عربتهم المدرعة، قائلا "مقتل هؤلاء المقاتلين تتحمل مسؤوليته بالكامل".
وسخر من ازدواجية المعايير في سلوك الحكومة قائلا "كيف يمكنك إنهاء الحرب ضد إيران دون نصر كامل، وتغلق الحرب ضد حزب الله دون نصر كامل، وتعلن إسرائيل أنها ستستمر في مهاجمة إيران ولبنان حتى بعد انتهاء الحرب، ولكن فقط في غزة، ولسبب ما، يصبح ذلك مستحيلا؟ لماذا؟".
وأشار إلى أن قطاع غزة تلقى ضربات أعنف بكثير من تلك التي تلقتها إيران أو حزب الله، ومع ذلك يُصر نتنياهو على استمرار الحرب فيه، بينما "غزة، التي تشكل الآن تهديدا ضئيلا نسبيا مقارنة بالخطر الذي تمثله إيران أو حزب الله، تُعامل كملف غير قابل للإغلاق".
إعلان الحرب والانتخاباتوهاجم الكاتب الإسرائيلي هيمنة وزراء اليمين المتطرف على القرار، متسائلا "إلى متى يا نتنياهو ستكون رهينة للمتشددين الكذابين مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش؟" ، ووصفهما بأنهما "أبطال من ورق سيعملان الآن على إسقاطك بعد أن حققت الانتصار التاريخي على إيران وحزب الله".
ودفع كسبيت بأن هناك صفقة فعلية مطروحة الآن، على عكس ما يروج له نتنياهو وأوساط اليمين المتطرف، وتنص على "نهاية الحرب مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن". وأكد أن بعد هذه الصفقة، يمكن لإسرائيل أن تهاجم أي أثر لـ"لإرهاب" كما تشاء، مثلما تفعل في لبنان وسوريا، مشيرا إلى أن أي حكومة إسرائيلية مستقبلية لن تسمح لغزة بأن تعيد التسلح وستواصل ضرب كل صاروخ كما تفعل في لبنان وسوريا، دون أن يمنعها أحد.
ووجه كسبيت نداء شخصيا مباشرا لنتنياهو بقوله "إنها المرة الثالثة التي أتوجه إليك فيها منذ اندلاع الحرب مع إيران: الفرصة لا تزال قائمة. النافذة لا تزال مفتوحة. الباب لم يُغلق بعد. يمكنك إصلاح ذلك".
وأضاف "إنها فرصتك لتتحول من الزعيم الأكثر تحريضا وانقساما وتضاربا في تاريخنا، إلى قائد أصلح ما أفسده. لا تزال النافذة مفتوحة، الباب لم يُغلق بعد. يمكنك إصلاح ما حدث".
واقترح لذلك خارطة طريق تتيح لنتنياهو إنقاذ مستقبله السياسي وتاريخ إسرائيل، وتبدأ بإنهاء الحرب في غزة، والاتفاق مع المعارضة على موعد للانتخابات في العام المقبل، وتشكيل لجنة تحقيق رسمية في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، والانفتاح على حكومة وحدة وطنية، وسن قانون متساو للتجنيد الإجباري، وإلغاء خطة الإصلاح القضائي.
وختم كسبيت مقاله بنداء عاطفي "لم يفت الأوان بعد. أطلق صافرة ضد التجار الصاخبين والمتشددين الكاذبين، وافعل الشيء الصحيح. لأنك تعرف، أفضل منّا جميعا، أن هذا هو الصحيح".