معركة البحر الأحمر.. واشنطن بلا مخالب
تاريخ النشر: 26th, April 2025 GMT
يمانيون../
تواصل واشنطن إغراق نفسها في مستنقع اليمن، رغم الإجماع الأمريكي على الفشل الذريع في تحقيق أهدافهم المعلنة. فمنذ منتصف مارس الماضي، كثفت المقاتلات الأمريكية الغارات العدوانية على محافظات عدة، ولكن أهدافها تجمعات سكنية وبقايا ميناء ومستشفى للسرطان وخيام للبدو وكذلك الأسواق والطرقات والمحصلة سقوط المئات من الشهداء والجرحى، أما الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية فصافرات الإنذار وكاميرات الصهاينة المستوطنين تثبت أنها لا تزال بسلام وتؤدي مهامها على أكمل وجه.
هزائم نكراء تتلاقها الولايات المتحدة على أكثر من صعيد، ففي سماء اليمن، حققت الدفاعات الجوية نتائج ملموسة في إمكاناتها وفاعلية عملياتها. فخلال الأسبوع الماضي تمكنت من إسقاط ثلاث طائرات استطلاع مسلحة نوع “إم كيو 9” في أجواء محافظتي صنعاء والحديدة، ليرتفع عدد الطائرات الأمريكية المُسقطة خلال هذا الشهر إلى سبع، وإجمالي الطائرات المُسقطة منذ بداية عمليات الإسناد إلى 22 طائرة، بخسائر تجاوزت 200 مليون دولار، ما يمثل أعلى تكلفة يتكبدها البنتاغون في حملته ضد اليمن. وتجدر الإشارة إلى أن تكلفة الطائرة المسيرة المتطورة “ريبر” تبلغ حوالي 30 مليون دولار وتحلق على ارتفاعات تزيد عن 12 ألف متر، ما يجعل إسقاطها إنجازاً عسكرياً نوعياً.
انفو جرافيك – حصيلة طائرات MQ9 التي تمكنت الدفاعات الجوية اليمنية من اسقاطها (حتى 22 أبريل 2025م)
إن اللافت في المشهد هو التطور النوعي في قدرات الدفاع الجوي اليمنية. فوفقًا لتقارير متطابقة من “فوكس نيوز” و”ذا وور زون” وشبكة (CNN) ووكالة أسوشيتد برس، نجحت القوات اليمنية في إسقاط ما لا يقل عن 7 طائرات أمريكية مُسيّرة من طراز “إم كيو-9 ريبر” المتطورة خلال أسابيع قليلة، والتي تُقدر قيمة الواحدة منها بعشرات الملايين من الدولارات، ليصل إجمالي الخسائر إلى 200 مليون دولار.
المفاجأة المدوية لواشنطن تأتي من قدرة اليمن المتطورة على إسقاط أحدث طائراتها المسيرة. ففي غضون أقل من ستة أسابيع، تمكنت الدفاعات اليمنية الجوية الباسلة من إسقاط سبع طائرات مسيرة أمريكية من طراز “ريبر” المتطور، وفقاً لما كشفته وكالة “أسوشيتد برس” نقلاً عن مسؤولين عسكريين. هذه الخسائر المادية الفادحة، التي تتجاوز قيمتها 200 مليون دولار، تمثل أغلى فاتورة يتكبدها البنتاغون في حملته العبثية ضد اليمن. وإذا علمنا أن تكلفة الطائرة المسيرة الواحدة من هذا الطراز تقارب 30 مليون دولار وتحلق على ارتفاعات تزيد عن 12 ألف متر، فإن هذا الإنجاز اليمني يمثل صفعة مدوية للغطرسة الأمريكية وتفوقها التقني المزعوم.
ويُعد إسقاط هذه الطائرات المُسيّرة، التي تعتمد عليها واشنطن بشكل كبير في عمليات الاستطلاع والمراقبة، خسارة استراتيجية كبيرة للولايات المتحدة، حيث أعاق قدرتها على الانتقال إلى “المرحلة الثانية” من عمليتها التي كانت تهدف إلى تحقيق التفوق الجوي واستهداف قادة “أنصار الله”.
وقد اعترف مسؤولون أمريكيون بأن “الخسارة المستمرة للطائرات بدون طيار جعلت من الصعب على الولايات المتحدة تحديد مدى تدهور مخزونات أسلحة الحوثيين بدقة”، مؤكدين أن أداء القوات اليمنية في استهداف هذه الطائرات يتحسن باستمرار.
إخراج القوة البحرية عن الخدمة
وفي تطور لافت يُنذر بتغيير جذري في موازين القوى البحرية، تُحكم القوات المسلحة اليمنية قبضتها على المياه الإقليمية في البحر الأحمر، مُوسعة نطاق عملياتها لتتجاوز استهداف السفن التجارية التابعة للعدو الإسرائيلي ليشمل القطع البحرية الأمريكية نفسها. هذا التصعيد، الذي يأتي في سياق الدعم اليمني المتواصل لفلسطين وغزة، يُلقي بظلال قاتمة على قدرة واشنطن على بسط نفوذها وإدارة عملياتها العسكرية في المنطقة الحيوية.
تأثير العمليات العسكرية اليمنية أعاق الخطط الاستراتيجية الأمريكية القائمة على سرعة الانتشار في أي نقطة في البحار الممتدة، إلا أن هذه الميزة فقدتها الولايات المتحدة مع إغلاق اليمن لمضيق باب المندب وهو الشريان الرئيسي للإمدادات العسكرية الأمريكية، وفي هذا السياق ذكر تقرير صادر عن “معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى” إلى أن “التهديدات المتزايدة التي تواجه الإمدادات العسكرية الأمريكية بسبب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، تُعيق بشكل كبير قدرة واشنطن على نشر قواتها وإدارة العمليات بفاعلية.” هذا التقييم يعكس حالة الارتباك والقلق المتصاعد داخل المؤسسة العسكرية الأمريكية إزاء القدرات المتنامية للقوات اليمنية.
كما يواصل اليمن إخراج القطع الأمريكية عن الخدمة منها حاملات الطائرات، وأول أمس صرح مسؤولون أمريكيون لقناة الجزيرة أنه سيتم سحب حاملة الطائرات “ترومان” في القريب العاجل، وهذا التصريح جاء بعد أيام من تأكيد رئيس المجلس السياسي الأعلى بأن “ترومان” خرجت عن الخدمة بفعل الضربات اليمنية عند أول مواجهة لها، كما علّق الرئيس المشاط على التصريح الأمريكي في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أن إدارة ترامب تمارس التضليل والكذب منذ اليوم الأول للعدوان على اليمن، من ضمن ذلك التضليل محاولة العدو الأمريكي عبر وسائله الإعلامية إثبات أن حاملة الطائرات “ترومان” لم تتعرض لعملية بطولية من قواتنا المسلحة الضاربة، أخرجتها عن الجاهزية، وأفقدتها زمام المبادرة في الأيام الأولى من مشاركتها في العدوان على بلدنا. وقال: “إن من ضمن ذلك التضليل نشر مقاطع بتاريخ 22 أبريل كما يزعم من قام بنشرها”.. داعيا وسائل الإعلام الدولية بما فيها الأمريكية إلى مطالبة المجرم ترامب وقياداته الفاشلة بنشر بيانات الحاملة “ترومان” للفترة من 20 إلى 23 من مارس 2025م، بما فيها تصوير الكاميرات المثبتة على جوانبها وداخل غرفة قيادتها.
ما يعزز مصداقية صنعاء أن الجيش اليمني تمكن من إخراج ثلاث من حاملات الطائرات الأمريكية خلال الفترة الأولى من التصعيد على غزة، منها “آيزنهاور، لينكولين، وروزفلت”، كما أن اضطرار الأمريكي لاستقدام حاملات طائرات جديدة -بالرغم من الحاجة الأمريكية لها في ظل التصعيد مع الصين- يؤكد مدى المأزق الأمريكي في البحر الأحمر.
منصة “باي جياهاو” الصينية من جانبها أكدت أن حاملة الطائرات “كارل فينسون” تعرضت لأضرار بالغة، ما اضطرها للتراجع لمسافة 800 كيلومتر، وهو ما يُعد ضربة موجعة لصورة الأسطول الأمريكي القوي.
يُضاف إلى الخسائر في الطائرات المسيرة، التكاليف التشغيلية الهائلة للعمليات العسكرية الأمريكية. فالتكلفة التشغيلية لحاملة الطائرات الواحدة تتراوح بين 6 إلى 8 ملايين دولار يومياً، وقد ترتفع إلى 10 ملايين دولار في حالة تنفيذ مهام قتالية، بالإضافة إلى ملايين أخرى لتكاليف التشغيل والصيانة والتدريب. كما أن استخدام الصواريخ الاعتراضية باهظة الثمن، حيث يتراوح سعر صاروخ “ثاد” الواحد بين 11 إلى 15 مليون دولار، وبطارية “ثاد” بين 800 مليون إلى 1.2 مليار دولار، يؤكد أن الولايات المتحدة تنزلق إلى “حرب استنزاف” مكلفة للغاية في اليمن. ورغم قدرة واشنطن على الاستمرار لأشهر طويلة، إلا أن هذه التكاليف الباهظة، بالإضافة إلى الخسائر المتزايدة، تثير تساؤلات جدية حول جدوى هذه الحملة.
تحديات هيكلية وتأخر في تطوير القدرات الأمريكية
يُسلط تقرير لمجلة الدفاع الإيطالية الضوء على التحديات الهائلة التي تواجه البحرية الأمريكية في سعيها لدمج أنظمة جديدة لاعتراض الطائرات بدون طيار على متن مدمراتها المتطورة، مُشيراً إلى معضلة تقنية وعسكرية معقدة تُعيق قدرتها على مواكبة التهديدات المتسارعة التي تشكلها القوات اليمنية. كما يُبرز تقرير لمعهد البحرية الأمريكية التحديات الجسيمة التي تعرقل مساعي البحرية الأمريكية لتسريع تطوير ونشر أسطول فعال من السفن السطحية غير المأهولة لمواجهة التهديدات العالمية المتزايدة، مُحذراً من أن الرهان على السفن غير المأهولة لا يزال بطيئاً ومتعثراً وسط تحديات هيكلية وتكتيكية تُعيق هذا التحول الاستراتيجي الحيوي.
هذه الحقائق تُشير بوضوح إلى أن العدوان الأمريكي الغاشم على اليمن لم يفلح في تحقيق أهدافها في ردع القوات اليمنية أو إضعاف قدراتها. بل على العكس فهذه الضربات قد زادت من تصميم اليمنيين على مواصلة دعمهم لفلسطين ومواجهة النفوذ الأمريكي في المنطقة.
إن اعترافات وسائل الإعلام الأمريكية والمسؤولين العسكريين بالتحديات المتزايدة التي تواجهها قواتهم في البحر الأحمر، والخسائر الفادحة التي تتكبدها، تُعد بمثابة شهادة على التراجع الأمريكي وتغيير موازين القوى البحرية في المنطقة. فاليمن، بإمكاناته المتواضعة وإرادته الصلبة، يُعيد رسم قواعد الاشتباك ويُجبر أقوى قوة بحرية في العالم على إعادة حساباتها وتقييم استراتيجياتها في منطقة باتت عصية على الهيمنة الأمريكية المطلقة.
إن هذا الفشل المتواصل للولايات المتحدة في اليمن، وتكبدها خسائر مادية وبشرية متزايدة، سيكون له تداعيات عميقة على الداخل الأمريكي. فالتساؤلات حول جدوى هذه الحرب العبثية ستتعالى، وستزداد الضغوط على الإدارة الأمريكية لوضع حد لهذا النزيف المستمر للموارد. والأهم من ذلك، أن هذا الفشل العسكري والسياسي يقوض من مكانة الولايات المتحدة كقوة عظمى أمام منافسيها على الساحة الدولية، الذين يراقبون عن كثب هذا التراجع الأمريكي في مواجهة صمود يمني أسطوري.
إن اليمن، بصموده الأسطوري وتضحياته الجسيمة، وبما حققه من تقدم ملحوظ في قدراته العسكرية، قد لقن الولايات المتحدة درساً قاسياً في فنون القتال وإرادة الشعوب. هذا العدوان لن يزيد شعب الإيمان والحكمة إلا عزة وكرامة وإصراراً على مواصلة طريق الحق ونصرة قضايانا العادلة. وسيظل اليمن، بعون الله، شامخاً عصياً على الانكسار، شاهداً على تهاوي أوهام القوة الأمريكية وتراجع نفوذها في المنطقة
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العسکریة الأمریکیة البحریة الأمریکیة الولایات المتحدة فی البحر الأحمر القوات الیمنیة ملیون دولار الأمریکی فی فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
واشنطن تنسحب.. وصنعاء تسيطر.. الحصار البحري اليمني على الكيان يعيد رسم معادلات البحر الأحمر
يمانيون | تقرير
تشهد الساحة البحرية المحيطة باليمن تصعيداً غير مسبوق، وصفته مصادر عسكرية دولية ومجلات متخصصة بأنه يمثل نقطة تحوّل استراتيجية في قواعد الاشتباك، بعد إعلان القوات المسلحة اليمنية دخول المرحلة الرابعة من الحصار البحري ضد الكيان الصهيوني وشركات الشحن المرتبطة به، في سياق معركة الدعم المفتوح لغزة والمقاومة الفلسطينية.
“لويدز ليست”: العالم يدخل مرحلة رعب جديدة
ففي تقرير بارز نُشر الثلاثاء، وصفت مجلة “لويدز ليست” البريطانية المتخصصة في شؤون الملاحة البحرية ما يجري بأنه “مرحلة رعب جديدة” داخل سوق الشحن العالمي، مؤكدة أن إعلان اليمن توسيع نطاق الاستهداف ليشمل السفن المرتبطة بالعدو الصهيوني – حتى ولو لم تكن متجهة نحو الموانئ المحتلة – أثار هزة ثقة كبرى في صناعة الشحن الدولية.
المجلة استشهدت بتصريحات مارتن كيلي، رئيس قسم الاستشارات في شركة EOS Risk، الذي أكد أن القوات اليمنية بدأت بالفعل تطبيق هذه المرحلة من الحصار، مستدلاً بعملية استهداف ناقلة النفط “ماجيك سيز”، والتي شكّلت نموذجاً عملياً للنهج الجديد الذي لا يترك مجالاً للمراوغة أو التجاهل.
أما المحلل الأمني ديرك سيبيلز، من شركة “ريسك إنتليجنس”، فحذّر شركات الشحن من تجاهل التحذيرات اليمنية، مشيراً إلى أن استمرار التهوين من الخطر سيؤدي إلى “خسائر جسيمة”، كما حدث مع سفينتي “ماجيك سيز” و”إيترنيتي سي” اللتين تم استهدافهما وأُغرقتا بعد تحديهما الواضح للخطوط الحمراء التي أعلنتها صنعاء.
البحر الأحمر دون مدمرات أمريكية: تحوّل استراتيجي
وفي موازاة ذلك، كشف موقع “USNI News” التابع لمعهد البحرية الأمريكية عن غياب كامل للمدمرات الأمريكية في البحر الأحمر لأول مرة منذ عقود، مشيراً إلى أن هذا الغياب تزامن مع دخول اليمن مرحلة جديدة من التصعيد البحري، ما اعتُبر “أخطر مرحلة تصعيدية” منذ بدء العمليات اليمنية في نوفمبر 2023.
وأكد الموقع أن واشنطن لم تعد تملك وجوداً بحرياً فاعلاً في الممر المائي الأهم في العالم، رغم المناشدات المتكررة من تل أبيب والشركات الملاحية العالمية لتوفير الحماية. ولفت التقرير إلى أن السفن الأمريكية لم تتدخل مطلقاً خلال استهداف سفينة “إيترنيتي سي”، رغم معركة بحرية استمرت أكثر من 16 ساعة.
وتابع الموقع بالقول:
“ما كان يُعرف بالهيمنة الأمريكية في البحر الأحمر لم يعد له وجود فعلي. اليمنيون يتحركون بأريحية متزايدة ويعيدون رسم معادلات الملاحة دون أي مقاومة ذات معنى”.
“إسرائيل نيوز”: شلل اقتصادي يلوح في الأفق
من جانبها، نقلت صحيفة “إسرائيل نيوز” الصهيونية حالة الذعر المتنامية داخل الأوساط الاقتصادية والعسكرية للعدو، مؤكدة أن المرحلة الرابعة التي أطلقتها صنعاء، تمثل تهديداً مباشراً لحركة التجارة البحرية نحو الموانئ المحتلة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين صهاينة قولهم إن هذه المرحلة تتسم بتوسيع نوعي للرقعة الجغرافية وتشمل أسلحة جديدة وتقنيات متقدمة، وتستهدف السفن المرتبطة بالكيان سواء بشكل مباشر أو عبر علاقات تجارية.
وأشار التقرير إلى أن “القيادة” في كيان الاحتلال أصدرت أوامر مباشرة لشركات الملاحة بتجنب البحر الأحمر والبحر العربي، خشية الوقوع في مرمى النيران اليمنية، وهو ما يُهدد بشلل حقيقي لحركة الاستيراد والتصدير في الموانئ الصهيونية خلال الأشهر المقبلة.
وحذر محللون اقتصاديون في الصحيفة من أن “امتناع شركات الشحن العالمية عن الدخول في مخاطرة ملاحية باتجاه مرافئ الاحتلال”، نتيجة الحصار البحري اليمني، سيدفع الاقتصاد الصهيوني إلى ركود عميق وخلل تجاري يصعب إصلاحه في المدى القريب.
اليمن تصوغ توازن ردع بحري غير مسبوق
اللافت في التحليل المشترك لهذه التقارير الغربية والصهيونية، هو التأكيد على أن صنعاء باتت تتحرك وفق استراتيجية مدروسة لا تقوم على التهور، بل على ردع مدروس يضرب ما يكفي لحماية الصدقية، دون الحاجة إلى إشعال الممرات برمتها.
ويشير تقرير “USNI News” إلى أن القوات اليمنية لا تستهدف كل سفينة تمر، بل تختار أهدافاً دقيقة ومبررة من ناحية السيادة والمعايير العسكرية، ما يجعل كل هجوم رسالة استراتيجية وليس عملاً فوضوياً.
كما نقل التقرير عن المحلل الأمريكي أفشون أوستوفار قوله:
“غياب الرد الأمريكي يمنح اليمنيين بيئة مريحة لتنفيذ ضرباتهم بدقة، ويمنحهم زمام المبادرة لأول مرة في التاريخ الحديث على هذا النحو”.
من غزة إلى البحر.. اليمن يُعيد تعريف السيادة
وفي المشهد العام، يتضح أن المرحلة الرابعة من الحصار البحري اليمني لم تكن مجرد توسعة ميدانية، بل هي تحوّل استراتيجي يتجاوز البحر الأحمر ليطال توازنات القوى العالمية.
فبين غياب الردع الأمريكي وتفكك الغطاء الأوروبي، تبرز صنعاء كقوة إقليمية بحرية صاعدة قادرة على تغيير قواعد اللعبة البحرية، انطلاقاً من دعمها السياسي والعسكري لغزة وفلسطين.
هذا التحول لا يُرعب تل أبيب فحسب، بل يُربك كل المنظومة الغربية التي طالما استخدمت الممرات المائية كوسيلة للضغط والسيطرة.
اليوم، صار البحر الأحمر خاضعاً لمعادلة يمنية – فلسطينية، تُكتب بلغة الردع، وتحمل توقيع اليمنيين الذين حوّلوا المياه الدولية من ممر عبور إلى جبهة مفتوحة للكرامة والسيادة.