27 أبريل، 2025

بغداد/المسلة: يعكس توقف صادرات النفط الخام من إقليم كردستان العراق عبر خط أنابيب العراق-تركيا (ITP) أزمة متجذرة تهدد الاقتصاد العراقي وعلاقاته الإقليمية.

ويبرز البيان الصادر عن رابطة صناعة النفط في كردستان (أبيكور) جموداً مقلقاً في المفاوضات، حيث «لم يسفر الاجتماع الأخير بين حكومة العراق وحكومة إقليم كردستان وشركات النفط العالمية عن أي اتفاقات».

ويعمق هذا الفشل أزمة استمرت عامين، حيث توقف تدفق النفط إلى ميناء جيهان التركي، مما يكبد العراق خسائر مالية ويحد من قدرته على الاستفادة من موارده النفطية.

ويعوق غياب التواصل الفعال بين الأطراف التقدم نحو حل فيما  يؤكد البيان أن «التواصل مع شركات النفط العالمية ومجموعات الصناعة ظل محدوداً وغير مُثمر»، مما يعكس انعدام الثقة وسوء التنسيق. تضغط الشركات النفطية للحصول على ضمانات مالية واضحة، حيث «تبقى الشركات الأعضاء في هذه الرابطة على أهبة الاستعداد لاستئناف الصادرات على الفور» بشرط «التوصل إلى اتفاقيات ملزمة تضمن التأكد من دفع المستحقات».

ويشير هذا إلى أن العقبة الرئيسية ليست تقنية، بل تتعلق بالثقة والتزامات مالية متأخرة.

ويبرز الخلاف القانوني تعقيداً إضافياً. يذكر البيان أن «المحاكم العراقية قد اعتبرت عقود حكومة إقليم كردستان مع شركات النفط العالمية قانونية وسارية»، لكن الحكومة المركزية لا تزال مترددة في الالتزام بها.

ويضع هذا التناقض العراق في موقف حرج، حيث يتعارض قانون الموازنة مع مصالح الشركات. يقترح البيان حلولاً مثل «نطاق عملٍ مقترحاً للمستشار الدولي»، لكن «هذا الاقتراح لم يُقبل بعد»، مما يعكس انسداداً في الحوار.

ويعرقل غياب تقدم في تسوية المتأخرات المالية استئناف الصادرات. يشير البيان إلى أن «لم يتم إجراء أي مناقشات جوهرية حول الترتيبات اللازمة لضمان السداد»، مما يفاقم التوتر بين الأطراف. تدعو الرابطة إلى «مضاعفة الجهود لغرض إيجاد حلول مفيدة للطرفين»، لكن التفاؤل يظل ضعيفاً في ظل غياب إرادة سياسية قوية. يهدد هذا الجمود استقرار الإقليم اقتصادياً وسياسياً، مع تداعيات محتملة على الأسواق النفطية الإقليمية.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

العراق في عز الصيف.. والوزارة تعلن الانطفاء التام للكهرباء

11 أغسطس، 2025

بغداد/المسلة: في يوم قائظ من آب، وبينما كانت درجات الحرارة تلامس الخمسين، أعلنت وزارة الكهرباء العراقية بيانها الصريح: “انطفاء تام في عموم البلاد”.

لم يأت الإعلان كتحذير أو خطة طوارئ، بل كخبر واقع، فارتفعت حدة الغضب الشعبي إلى مستوى لا يمكن قياسه بمؤشرات، بل بوجوه الناس وأنفاسهم اللاهثة في الشوارع والبيوت.

وفي جولة ميدانية، بدت الأزقة وكأنها أفران طويلة؛ أطفال يجلسون على الأرصفة في محاولة لالتقاط نسمة عابرة، ونساء يحملن مراوح يدوية، ورجال يتجادلون أمام أبواب محال المولدات الأهلية التي ارتفعت أسعار اشتراكها فجأة.

قال أبو حسين، صاحب دكان في مدينة الصدر، وهو يمسح عرقه: “منذ أن وعيت على الدنيا ونحن ننتظر الكهرباء، لكن هذه المرة الأمر أقسى، كأنهم أعلنوا موتها رسمياً”.

وفي قلب الحر الحاد، بدت مواكب الأربعينية كجزر مضيئة في بحر الانطفاء، حيث نصبت المولدات الصغيرة لتمنح الزائرين شيئاً من الهواء البارد والماء المثلج.

ووسط حرارة الصيف الخانقة، تحوّل ظل الموكب ومراوحه اليدوية إلى ملاذ للمتعبين على الطرق المؤدية إلى كربلاء، بينما واصل خَدَمَة المواكب توزيع المشروبات الباردة وكأنهم يسابقون الشمس.

ومع ذلك، كانت أصوات النقمة تتصاعد من بين الحشود، فالمشهد بدا للكثيرين مفارقة مرّة: كيف تستطيع المواكب تأمين الكهرباء، فيما تعجز الدولة عن ذلك؟

وكتب أحد المشاركين على فيسبوك: “الكهرباء موجودة في طريق الزائرين، غائبة في بيوت العراقيين”، لتنهال التعليقات المؤيدة والمستاءة على حد سواء.

وبقيت المفارقة عالقة في الأذهان: نور المولدات في مسارات الزيارة، وظلام كامل يلف المدن والقرى البعيدة عن الطريق المقدس.

وعلى بعد أمتار، كانت أم فاطمة تروي معاناتها مع ثلاثة أطفال في شقة صغيرة: “الحر لا يُطاق، والغرفة مثل التنور، حتى الماء صار دافئاً، لا نستطيع النوم ولا البقاء مستيقظين”. وفي حي آخر من الكرخ، افترش شباب الحي أسطح المنازل هرباً من الغرف المغلقة، يضحكون بين فترات صمت ثقيل، قبل أن يتوقفوا فجأة عندما انقطع ضوء مولد صغير كان يمنحهم بعض الأمل.

وعلى وسائل التواصل، تحولت الصفحات إلى منصات شكوى جماعية، فكتب أحدهم: “في بلاد النفط، نحن شعب الشموع”، وغرد آخر: “ليس الانطفاء ما يؤلمنا، بل اعتيادنا عليه”.

وفي الأسواق، بدت الأزمة أكثر وضوحاً: برادات المياه خارج الخدمة، الثلج يباع بأضعاف سعره، وصوت المولدات يملأ الأجواء حتى صار الضجيج علامة الحياة الوحيدة في المدينة.

وقال أحد أصحاب محال بيع الثلج: “لم أرَ ازدحاماً كهذا منذ سنوات، الناس تشعر وكأنها تطارد الحياة قبل أن تذوب”.

وبين تصريح الوزارة عن “عطل فني في المنظومة الوطنية” وواقع الناس، اتسعت الفجوة بين الخطاب الرسمي والحياة اليومية. فالبيان لم يذكر متى سيعود التيار، ولم يشرح كيف سيمنع تكرار الحادثة، وكأن الانطفاء حدث خارج إرادة الجميع.

وفي قلب هذه الليالي الحارقة، يتردد سؤال واحد على ألسنة العراقيين: هل ستبقى الكهرباء حلماً مؤجلاً، أم أن الانطفاء التام كان مجرد تمرين على حياة بلا ضوء ولا هواء؟

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • سكة الحديد بين العراق وإيران.. حلم جيوسياسي يصطدم بعقبة الشركات
  • العراق في عز الصيف.. والوزارة تعلن الانطفاء التام للكهرباء
  • مصادر: انقطاع الكهرباء في العراق سببه توقف الحميدية في الأنبار
  • انقطاع الكهرباء في وسط وجنوب العراق بعد توقف محطة توليد
  • وزير الطاقة السوري يزور بغداد لبحث لنقل النفط عبر دمشق للبحر المتوسط
  • صندوق النقد الدولي: تركيا تعاني أزمة دفع متعددة
  • تركيا تؤكد مضي اتفاق إطلاق الدفعات المائية إلى العراق
  • الأطلسي: العراق أمام أزمة وجودية تتطلب تحولاً نحو الزراعة المتجددة
  • تركيا: سنفشل مع مصر أي سيناريوهات لتهجير الفلسطينيين
  • النفط والهيمنة في ممرات العراق.. لعبة الأمم والتوازنات الإقليمية